احمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3257
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تشير التقارير الاعلامية أن قطر تبذل أموالا طائلة لتجد لها موطئ قدم فى الساحة السياسية التونسية، الامر أكثر من عادى لو تعلق الامر بدولة كبرى لها مصالح فى المنطقة و لكن يختلف بالنسبة لبلد يجمع الكثيرون أنه غير موجود فى خريطة العالم و هى دويلة زائدة عن الحاجة لا تملك إلا فائضا من الأموال يحاول النظام توظيفها فى ملذاته و مصالحه الخاصة أو لينال موقع الممول والمشارك فى تنفيذ المشروع الصهيونى الامريكى لتفتيت الدول العربية الكبرى إلى دويلات متناحرة على أساس عرقى و أثنى و طائفى حتى يسهل على الدوحة التحكم فيها و قيادتها، المتابعون لا ينكرون أن الاموال قد ساعدت القيادة القطرية على تأسيس بنية تحتية للإرهاب و الفكر التكفيرى فى تونس مستعينة بالقيادات ‘الاسلامية ‘ فى حركة النهضة بل من المهم اليوم أن نعاين كم الخسائر على كل المستويات التى تسبب فيها المال القطرى و أهم هذه الخسائر طبعا يتمثل فى عدم الاستقرار الامنى الذى له انعكاسات مدمرة على بقية القطاعات الاقتصادية الحيوية فضلا على سعى المخابرات القطرية لتمويل المظاهرات و الاعتصامات و اعلام التضليل و ادواته السياسية كما حصل منذ أيام فى الجنوب التونسى .
يعتبر المتابعون أن حركة النهضة لم يكن بإمكانها الصمود خاصة بعد سقوطها من الحكم على يد اعتصام الرحيل لولا الاموال الخيالية القطرية و لولا المساعدة الاعلامية الكبيرة لقناة الجزيرة القطرية، هناك من يفكر بأن الحركة قد أصبحت أحد الادوات المهمة التى يستعملها حكام قطر لفرض أجندتهم السياسية فى تونس و هناك من يقول أن النهضة لم تغير جلدتها الى حد الان لتصبح حزبا مدنيا بل كل ما شاهده المتابعون هى حركات مسرحية و حالات تجميل مدروسة بعناية كبيرة تعودت عليها الحركة طيلة مسيرتها لفرض الخلافة السادسة التى طالما شكلت الهدف الرئيسى للحركة و عليه فالحركة اليوم و بعد أن وجدت ‘ أرض الميعاد ‘ باعتبار أنها لا تؤمن بمفهوم الوطن بل تعتبر تونس مجرد مقر سكن فهى تسعى بكل قوتها لاستغلال عامل الوقت للتغلغل فى كل المؤسسات و ربح كل المعارك السياسية مع المعارضة و استثمار علاقتها بالحزب الحاكم لسد الطريق أمام كل الاحزاب الاخرى حتى يمكنها وضع كل بيادقها و أعوانها فى كل مفاصل الدولة لتسهيل مهمة الارباك و التحكم عندما تحين الساعة الصفر لقيام دولة الخلافة الموعودة، هذه ‘ الحرب ‘ الممولة قطريا تعطى الانطباع للمواطن التونسى بكون الثورة قد فشلت و أن تلك اللحمة المقدسة التى شاهدها العالم ليلة سقوط بن على فى شارع بورقيبة قد كانت مجرد سحابة صيف .
لا شك أن هناك كثير من الموالين لقطر و من الاتباع و العملاء، ايضا هناك تمويل قطرى غير محدد و هناك مشروع واضح المعالم انتبهت اليه السلطات الامنية منذ فترة و لكنها و لأسباب تهم الاستقرار و الامن الداخلى لا تبغى البوح به فى هذه الفترة المتقلبة، المخابرات القطرية بالتعاون مع الموساد الصهيونى و المخابرات التركية تشتغل على الوضع فى تونس خاصة ان ضرب الاستقرار هنا يمكن أن يساعد على انهاك الجزائر فى الوقت المناسب، بالطبع هناك مثقفون و رجال اعلام و مواطنون عاديون منتبهون الى العلاقة المتامرة بين حركة النهضة و مخابرات قطر و هناك ما يقال و ينشر و يكتب فى وسائل الاعلام حول هذا التحالف المشبوه لكن مواجهة المشروع القطرى و أدواته يحتاج الى اكثر من جهد و وسيلة و مخطط لان هذا المشروع مرتبط بمشروع اكبر هو مشروع تقسيم الدول العربية و السيطرة على ثرواتها المنظر اليه من طرف المحافظين الجدد فى عهد الرئيس جورج بوش الابن، ربما يجد السيد راشد الغنوشى اليوم نفسه وسط هذه الامواج المتلاطمة وحيدا لتنفيذ هذا المخطط خاصة بعد سقوط الاخوان المسلمين فى مصر و لكن من الواضح ان الشيخ يجلس اليوم على كرسيين متناقضين الاول كرسى الحداثة و الثانى كرسى مشروع الاخوان .
من الثابت أن حركة النهضة لا تسعى الى الدخول فى مشروع الحداثة و المشروع المجتمعى الوسطى و أن ابناء الحركة الذين عايشوا طيلة سنوات الاستقلال كل مصطلحات و خطب التكفير و الغلو و التطرف لا يمكن أن ينقلبوا على ماضيهم بهذه السهولة التى ينتظرها البعض لذلك نؤكد أن مخرجات المؤتمر العاشر للحركة لم يكن إلا محاولة من الشيخ لذر الرماد على العيون بل ان تصريحات الشيخ التى تلته حول الاسلام الغاضب و اللحم الذى نتن قد اتت لتكذب كل تصريحاته التى تلت انعقاد المؤتمر حول وجود تحول تاريخى للحركة من الدعوى الى السياسى، هناك من ينادى اليوم بضرورة محاسبة الحركة و كشف المستور من وزارة الداخلية حول تورطها فى اغتيال شكرى بلعيد و لطفى نقض و محمد البراهمى اضافة الى مجزرة الرش بولاية سليانة و تهريب ابو عياض و بيع البغدادى المحمودى و اسباب قطع العلاقات مع سوريا و الثمن المقبوض هذا على المستوى الداخلى اما على المستوى الخارجى فيجدر اليوم محاسبة الحركة حول انخراطها فى المشروع القطرى الصهيونى التركى لضرب الاستقرار فى تونس و ما هو الثمن المقبوض للانخراط فى هذه المؤامرة .
لقد كانت تصريحات النائبة يمينة الزغلامى مثيرة للانتباه حين هددت بفضح معارضى النهضة بما فيهم شركاءها فى الحكم بما تملكه الحركة من ملفات، هذه المقايضة القذرة تؤكد للمتابعين أن الثورة لم تحقق أهدافها اطلاقا و أن القيادات و الساسة الذين جاؤوا للحكم او فى المعارضة فاشلون و عليهم علامات استفهام كثيرة و أن غاية هؤلاء جميعا هى نهب خيرات البلد حتى و لو ادى الامر الى تفليسه و أن المطلوب اليوم لإنقاذ تونس هى ثورة عارمة أو قيام الجيش بتلاوة البيان رقم واحد بل أن هناك من طالب علنا برجوع الرئيس السابق بن على لأنهم يرون فيه الطرف الوحيد القادر على قيادة البلاد مرة أخرى خاصة بعد أن ‘تطهر ‘ من الطرابلسية، هذا المشهد السوريالى التونسى يفتح ابواب المجهول بالنسبة للشعب المنهك بعد سنوات الاستبداد و يجعل الثورة و من قاموا بها يتساءلون عن المخرج الممكن لانه لا أحد اليوم مستعد للصبر على وجود النهضة و لا قيادات الخراب الفاشلة التى تسير بتونس نحو الهاوية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
21-10-2017 / 15:45:06 التونسي
لو استبدلت قطر بالامارات لكان المقال صحيحا
لو استبدلت قطر بالإمارات لكان مقالك له معنى لان كل التونسيين بل والعالم العربي كله يعرف مايفعله عيال زايد باليمن وليبيا وتونس بل وحتى مصر ولبنان والسعودية
اما مهاجمة قطر فهو كلام لادليل له الا الايديولوجيا التي تعمي بقايا فرنسا عن الحقائق
21-10-2017 / 15:45:06 التونسي