احمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3235
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مثلما كان متوقعا للمتابعين دخلت الجبهة الداخلية اليمنية الرافضة للاحتلال الصهيونى السعودى فى أزمة حوار بين بعض مكوناتها الاساسية رغم بعض التصريحات المتناثرة التى سعت الى تطويق هذه الخلافات الهامشية باعتبار أن هناك خطة واضحة لدول العدوان الخليجى و بالذات المملكة العربية السعودية لتعويض خسارتها العسكرية المذلة باستهداف الجبهة الداخلية محاولة تفكيكها قدر الامكان و السعى الى شرذمتها، المتابعون للشأن اليمنى و بالذات للحرب الدموية الوحشية التى شنتها السعودية خدمة للأغراض الصهيونية فى تلك المنطقة كانوا ينتظرون مثل هذه الازمة الطارئة خاصة و أن هناك قنوات اعلامية باغية قد اشتغلت ليلا نهارا على هذا الموضوع فى نطاق ما يسمى بالحرب المعنوية، بطبيعة الحال النظام السعودى فشل فى تحقيق كل أهداف العدوان البربرى و النجاح الوحيد الذى يحسب اليه هو دفع الشعب اليمنى الحر بكل أطيافه السياسية للوقوف صفا واحدا ضد هذه المؤامرة الخبيثة و الحرب القذرة لذلك كان تركيز النظام السعودى و بعض أدواته الداخلية و الخارجية على محاولة كسر هذا الصمود المعنوى و العسكرى بكل الوسائل المغرضة المتاحة، فالنظام السعودى المتآمر يعيش اليوم حالة من الارتباك القصوى خاصة أن جماعاته الارهابية التكفيرية قد هزمت فى سوريا و العراق و معها ضاعت الاحلام و الاموال و الهيبة و المستقبل الموعود كما كان يبشر به سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية الاسبق، لكن من الواضح أن صمود الشعب اليمنى الاعزل ضد كل هذه القوات العسكرية التى تستعمل أحدث الطائرات و الاسلحة و الدبابات و غيرها من وسائل التدمير المقصود للبنية التحتية اليمنية الهشة قد جعل القيادة السعودية فى موقف لا تحسد عليه .
الملف اليمنى يعيش اليوم فترات عصيبة بسبب الهجمة السعودية ‘السياسية ‘ المركزة على بعض مناطق الخلاف داخل مكونات الاطياف المقاومة للعدوان و رغم قناعة المتابعين بأنه من الوارد دائما أن تحدث هذه الخلافات فى وجهات النظر و فى التخطيط للمواجهة و فى كيفية الخروج من الحرب المفروضة على اليمن و خاصة فى مسألة التفاوض لإيقاف هذه الحرب الدموية المجنونة و هذه الخلافات حصلت دائما بين الفصائل و المكونات المقاومة للاحتلال على مر التاريخ مثل الجزائر و فلسطين و تونس فان هناك حالة من الخوف تفرزها بعض التصريحات أو بعض المقالات و التصريحات الاعلامية من أن يتطور الخلاف الى حالة من الاشتباك الساخن بين اطراف المقاومة من شأنها أن تبعث رسائل سلبية تماما للجانب الرافض للاحتلال و تعيد للسعودية الامل فى كسب معركة تدمير اليمن، طبعا هناك أصوات عاقلة كثيرة تسعى لوئد الخلافات فى المهد و كلام السيد عبد الملك الحوثى فى خطابه لحكماء و عقلاء اليمن كان المقصود منه اعادة حالة الوعى الى النفوس و تفويت الفرصة على العدو السعودى باعتبار أن هناك خطة واضحة للنظام السعودى ترمى لإشعال البيت اليمنى سياسيا، أيضا لا بد من التذكير ان محاولات الفتنة السعودية ليست وليدة الساعة بل هى قد بدأت مع انطلاقة العدوان الوحشى على اليمن .
لا شك و لا خلاف عند العارفين و المتابعين أن النظام السعودى قد فشل فشلا مذلا و ذريعا فى حربه على اليمن، بل لنقل أن المقاومة اليمنية قد كبدت العدو السعودى خسائر كبيرة فى الارواح و المعدات و لا شك أن هناك أصوانا باتت تتعالى داخل البيت السعودى مطالبة القيادة المتآمرة بمراجعة كل حساباتها الخارجية فى اليمن و سوريا و العراق و لبنان و هى عناوين فشل معلن منذ فترة الملك السابق، مع الوقت و مع كثرة التدخلات الخارجية كان من المتوقع أن تحدث بعض الاختلافات الفكرية بين أنصار الله و المؤتمر الشعبى حول طريقة مواجهة العروض السياسية التى كانت تسعى لحل الازمة بواسطة المبعوث الأممى السيد اسماعيل ولد الشيخ، هنا يجب التوضيح أنه لم يعد ممكنا للشعب اليمنى الذى دفع فاتورة دم رهيبة أن يرضى بالفتات أو أن يرضى بحل لا يحمل النظام السعودى المسؤولية الجزائية امام المحاكم الدولية و المسؤولية المادية عن هذه الارواح البريئة و هذا التدمير المتعمد للبنية التحتية اليمنية و على كل فهناك بشرى تتعلق بتكوين لجنة أممية مستقلة للنظر فى جرائم الحرب التى ارتكبها هذا النظام النازى و إذا تجاوز حلفاء المقاومة خلافاتهم الظرفية فانه بإمكانهم اليوم أن يضعوا كل شروطهم على طاولة المفاوضات للحصول على أقصى ما يمكن من التنازلات السعودية، من الممكن أن يرى البعض أن النظام العدو سيستنفر كل ضغوطه المالية على بعض الدول الغربية حتى لا تتم محاكمته دوليا لكن من الواضح أنه فى عهد وسائل الاتصال الفضائى يمكن اليوم ‘ محاكمة ‘ النظام اعلاميا و شعبيا و العمل على كشف جرائمه ضد الانسانية و قيامه بمذابح وحشية فاقت الوحشية الصهيونية و هذا التصرف المطلوب لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتف الجميع و نبذ الخلافات و اذا تحقق هذا الامر فيمكن القول أن الشعب اليمنى قد استحق جائزة الصمود فى وجه العدوان و يستحق الحرية التى حاول نظام ال سعود أن يحرمه منها منذ بداية الثورة اليمنية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: