احمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3726
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
انتهت المؤامرة فى سوريا و خسر الظالمون و المتآمرون اللعبة القذرة .. يأتى على رأس هؤلاء طبعا محمد المرزوقى و راشد الغنوشى ... فشلت حرب قناة ‘ الجزيرة ‘ القطرية الصهيونية فى الاستعانة بكبار شذاذ الافاق و مفكرى السير عكس التيار لترويج الاشاعات و الاكاذيب و فبركة الصور و التصريحات، فشل كبير المنافقين عزمى بشارة و يوسف القرضاوى و سلالة مريضة من سلالة الظلام التكفيرى البائس الذى تموله الخزائن النفطية القطرية على مدار الساعة، فشل كل الذين اجتمعوا و جمعتهم القيادة القطرية من فلول القومجية و اتباع ما يسمى عبثا بالإسلام السياسى التايوانى و من بقايا حانات و نوادى القمار السياسى فى البلدان الغربية،خلنا فى وقت من الاوقات أنه لا يوجد داخل قطر شعب إلا هؤلاء السماسرة و عشاق التعرى السياسى الماجن الذين اجتذبهم المال النفطى الفاسد كالذباب مسلمين رقابهم لسلطات قطر العميلة معبرين عن استعداد لا مشروط لخدمة المشروع الصهيونى التدميرى لسوريا و المنطقة العربية، طبعا فشل المشروع و فشل المتآمرون و بات الجميع من الغرب و الشرق يبحثون اليوم عن مخرج يحفظ ماء وجوههم القبيحة الملطخة بدماء الابرياء السوريين لكن يظهر أن جماعة النهضة فى تونس و ربيبهم محمد المرزوقى لم يستوعبوا حتى الان هذا الخبر و المأزق السياسى الذين انتهوا اليه نتيجة غيهم و غباءهم و خيانتهم للقضية العربية فى عنوانها المتعلق بالمقاومة و مواجهة اسرائيل و ضرب التواجد الامريكى فى كامل المنطقة العربية .
نحن اذن أمام حالة فشل للمشروع الامريكى المتعلق بتقسيم المنطقة و ما سمى فى حينه بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذى بشرت بمقدمه العجوز المتصابية كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة و نحن أمام حالة غير مسبوقة فى تاريخ الصراع العربى الصهيونى الامبريالى لأنه و لأول مرة فى تاريخ هذا الصراع العنيف و الملتبس أحيانا تقف روسيا الاتحادية موقفا صامدا مشرفا و غير مسبوق خاصة فى عنوانه المتعلق بإصرارها العنيف على الوقوف فى وجه الطغيان الامريكى و ما كلفها من رفع الفيتو العديد من المرات فى سابقة تحدث لأول مرة أيضا فى تاريخ الصراع بين القوتين منذ ما قبل الحرب العالمية الاولى، أيضا لا بد من الاشارة الى أنه و لأول مرة يحدث أن تتدخل ايران بكل ثقلها المعنوى و المادى و العسكرى الى جانب حليفها الاستراتيجى السورى بالتوازى مع تنفيذ سماحة السيد حسن نصر الله لرؤيته الاستراتيجية القائمة على عنوان واضح ‘ سنكون أين يجب أن نكون ‘، هذا التحالف المعلن كان من بين الاسباب الرئيسية لربح المعركة و جنى الانتصار النهائى الذى اربك كل المخططات و زعزع الثقة المفرطة التى كانت تتغنى بها الجماعات الارهابية الوهابية و التى بلغ بها الغرور فى وقت معين بإعلان قرب سقوط العاصمة السورية و اشاعة هروب الرئيس السورى، نحن إذن أمام حالة انتصار تقابلها حالة هزيمة و أمام انتصار مشروع المقاومة و فشل مشروع المؤامرة و فى هذه الحالات تكون هناك نتائج و ارتدادات و ارهاصات و من بينها على وجه التحديد اضطرار المحور المنهزم الى تقديم التنازلات المؤلمة و القبول المذل بإعلان الانتصار من جانب المنتصر و فرض شروطه على الطرف المنهزم .
ربما لم تدرك النهضة و كيف لها ان تدرك و هى المتعودة على الغباوة التقديرية السياسية أنها تتعرض الان الى أكبر هزة مزعزعة لكيانها و لمشروعها الخبيث فى اقامة دولة الخلافة لان قطر الممولة للإرهاب و للجماعات الارهابية التى تنام تحت أجنحة النهضة المتآمرة على تونس و على الامن فى المنطقة العربية باتت اليوم تعانى من ارتداد ‘سياستها ‘ الخارجية التى كانت تطمح الى زعامة المنطقة بعد القضاء على بعض الانظمة العربية التى تقف حائلا دون تنفيذها لهذه الكوابيس و أضغاط الاحلام البائسة التى لا تراود إلا أمثال الامير القطرى الخائن و بقية العائلة الفاسدة كما جاء فى كتاب ‘ قطر هذا الصديق الذى يريد بنا شرا ‘ لأحد الكتاب الفرنسيين المشهورين ، قطر اليوم معزولة عالميا و قطريا و اقليميا و شعبها المنتهك فى كل متطلبات حياته مثل بقية الشعوب الحرة بات يدرك مع مرور الوقت أن حاكم البلاد قد خان العرب و خان الشعب القطرى و خان مستقبل ابناء قطر و بانتهاء الحرب فى سوريا ستتغير كثير من المواقع و ستكون هناك ارتدادات مرعبة على قطر و على بعض دول الخليج الاخرى المشاركة فى المؤامرة الخبيثة لضرب الشعب السورى و اسقاط نظامه العروبى المقاوم، فالنهضة بتقربها من الجانب القطرى لم تكن تتقرب اليه من جهة كونه نظاما يخدم القضايا العربية او يقف الى جانب الشعب الفلسطينى أو يمثل انموذجا لدولة ديقراطية بل لكونه نظاما تحكمه عائلة بلغ الغرور منها مبلغه بحيث صارت تسهى الى زعامة المنطقة بالقفز على الثوابت و المصالح العربية مستعينة بالتوجيهات الصهيونية الامريكية و هذا الغرور يجعلها تبحث عن ادوات عميلة لا ترى مانعا فى تنفيذ رغباتها فى ضرب المنطقة العربية بسلاح فتاك اسمه الارهاب و بمنطق تكفيرى مزور للتعاليم الاسلامية و لمفهوم الدين الاسلامى .
لقد قدمت حركة النهضة نفسها كما فعل محمد المرزوقى و بعض تجار الدم و بيع الذمم الاخرين كأداة طيعة لخدمة قطر مقابل المال النفطى السائل فى جيوب قادتها و اتباعها بحيث صارت الحركة اليوم من أكبر خزائن المال التابعة لمنظومة الاسلام السياسى يضاف اليها طبعا ما تجنيه من ‘فوائد ‘ مشاركتها فى ضرب سوريا من المخابرات و السفارات الاجنبية و لعل التدقيق الحصيف فى ملف تسفير الارهابيين الى سوريا سيكشف للمتابعين اسرارا مرعبة فى هذا الجانب و يكشف بالتوازى كل خيوط التشابك المريبة بينها و بين المخابرات الاجنبية المشاركة فى تسهيل وجود الارهابيين الذين ارسلتهم الحركة الى سوريا عبر منافذ جوية و بحرية كانت مل متابعة من كثير من العواصم الغربية ذات الصلة بمشروع تدمير الشام ، نحن نعيش اذن حالة مريبة تكشف بعض جوانب مشروع الاسلام السياسى الهدام فى المنطقة العربية و تكشف اسماء اغلب المشاركين فى اسالة الدم السورى و العربى عموما و على رأسهم طبعا محمد المرزوقى و حركة النهضة و بعض رجال الاعمال الفاسدين و بعض رجال الامن الذين فقدوا حمرة الخجل ، لهذا نقول أن ما يحصل اليوم فى سوريا من انتصار و عودة روح و اعتراف دول المؤامرة الاساسيين بالرئيس الاسد كرئيس شرعى فى سوريا سيقلب الطاولة على ادوات الجريمة الارهابية و على رأسهم قطر و حركة النهضة و ربيبها محمد المرزوقى ، فغنى القول أن الحركة و رغم نفاقها السياسى و محاولتها الايحاء بوجود تغيير فى مشروعها الهدام الذى اشتغلت عليه عشرات السنوات باتت تدرك اليوم صعوبة التأثير المعنوى فى ذهن الشعب التونسى الذى كشف تلونها و مخاتلتها طيلة 3 سنوات من سنوات الرعب و الجمر و لعل الايام القادمة ستكشف للمتابعين كثيرا من الاسرار ‘ السورية ‘ المخفية حول شبكات التسفير بمن يقف وراءها من كبار رجال الحركة و بعض عملاء المخابرات و على كل حال لم يبق اليوم ما يدفع الى الاعتقاد بأن حركة النهضة تستحق مكانا فى المشهد السياسى بعد ان شاركت فى اغتيال الشهداء و تواطأت بالصمت و باتت متهمة بممارسة ارهاب الدولة ابان فترة حكمها .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: