أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3056
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعودنا أن جيش الصهاينة لا يقهر، ربما شاركت انكسارات الجيوش العربية فى أن يعربد العدو الصهيونى ليقنع الوجدان العربى بأن ما سمى ‘بجيش الدفاع ‘ الاسرائيلى لا يقهر، ربما عملت عدة وسائل اعلام عربية على أن نقع فى هذه الخطة الصهيونية التى تستهدف رغبتنا المستمرة فى مواجهة الوجود الصهيونى فى المنطقة و ربما وصل بنا الاحباط بعد سنوات الكبت السياسى و استبداد الحكام العرب الى أن نقبل بواقع مشكوك فيه من باب قبول المضطر لكن جاء انتصار المقاومة اللبنانية صيف 2003 و نجاح عدة عمليات للمقاومة الفلسطينية ليعيد الينا الامل و أن يقنعنا فعلا بأن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت لولا تخاذل كثير من الحكام العرب و تخاذل جيوشهم و عقم مخططاتهم العسكرية و هبوط مستوى استعداداتهم و قناعتهم بالانتصار على العدو، نقول هذا لأننا عانينا سنوات طويلة من ثقافة الاحباط التى تنشرها وسائل الاعلام العربية على لسان كتاب كبار شكلوا رأيا عاما مقتنعا بالهزيمة قبل وقوعها و قالت عنهم وزارة الخارجية الاسرائيلية أنهم من أكبر من ساعدوا فى تنفيذ المشروع الصهيونى فى المنطقة.
فى تاريخ القضية الفلسطينية نجد أن الشعب الفلسطينى هو وحده من نحت دروسا بالدم بقيت عالقة بالذاكرة العربية و لقد كنا دائما من أكبر الداعين الى ان يأخذ هذا الشعب بمصيره بنفسه و أن يبتعد قدر الامكان عن لعبة المحاور و لعبة التقسيم و لعبة تقديم التنازلات من غير ثمن و لقد كانت قناعتنا دائما أن هذا الشعب لن ينتصر على اسرائيل بالسهولة التى يتصورها البعض لان اسرائيل و منذ وعد بلفور المشئوم و ربما قبله بسنوات كانت تتلقى المعونة من الغرب بشكل يتجاوز حجمها و يتجاوز كل التوقعات و أن هذا الغرب اللئيم يريد أن تكون الدولة الصهيونية هى المحطة التى يستند عليها لتمرير مشاريع هيمنته على المنطقة بحيث تتشابك مصالح الغرب مع مصالح الصهاينة، لكن تبين مع الوقت أن القيادات الفلسطينية المتعاقبة لم تسلم من سياسة المحاور و بات البيت الفلسطينى يأوى كل المتناقضات بحيث حدث ما كان متوقعا و انخرم عقد المقاومة و باتت هناك خيانات و خيبات و مناكفات تحولت مع الوقت الى رغبة واضحة لتقسيم الشعب الفلسطينى بين مؤيد للسلطة و معارض لها و بين من هو مع فتح و من هو رافض لها و بين من هو مع ما يسمى بطريق المقاومة و بين من يريد البحث عن حل دولى سلمى للقضية.
منذ اسابيع قليلة اندلع الصراع فى القدس و سقط الشهداء و الجرحى، يقال ان الموضوع يتعلق بالبوابات الالكترونية و يقال أيضا أن الموضوع يتعلق بمجزرة السفارة الصهيونية فى الاردن لكن فى واقع الامر الصراع فى القدس هو صراع على القدس نفسها و هذا ليس سرا لا يعلمه أحد بل هو مخطط تدميرى تنفذه القيادة الصهيونية بإيعاز من فكر صهيونى متطرف لن يهدأ قبل ان يحقق هدفه المعلن بجعل القدس ‘ مستوطنة ‘ صهيونية لا يدخلها إلا بعض العرب المختارين بعناية من أجهزة الامن الصهيونية، فى مقابل هذا الفكر الصهيونى المتطرف هناك اقتناع بأن القيادة الفلسطينية لا تفعل ما يجب ان تفعل لإسناد الرفض الفلسطينى لهذا المخطط و هناك قناعة اليوم أن السلطة تعانى من ‘ تعب ‘ و ترهل فى استنباط بعض الاجراءات العاجلة حتى لا تسقط القدس طائعة فى يد الصهاينة و يتحقق حلم بنى صهيون الذى طالما سعوا اليه بكل الطرق بما فيها تضليل الرأى العام العالمى الذى بقى يتفرج فى أكبر عملية نصب صهيونية على حقوق شعب مضطهد، بالتوازى مع هذا الفقر الفلسطينى فى استنباط الحلول و تجهيز سبل المواجهة هناك صمت عربى مدقع و تحركات شعبية خجولة و بعض بيانات الاستنكار التى أصبحت تؤلم الوجدان العربى المتهالك أصلا من شدة الانواء و المصائب التى حلت عليه أكثر من الحدث نفسه.
فى واقع الامر ليس هناك اليوم من قائد عربى قادر على الوقوف فى مواجهة اسرائيل أو مواجهة ما يخطط للمنطقة فالمخابرات و الخطط الصهيونية التى نفذت منذ سقوط بغداد سنة 2003 الى اليوم قد زادت فى تعميق الازمات المشتعلة المتواصلة داخل البيت العربى بحيث تراجعت القضية الفلسطينية الى عناوين أخبار الساعات الاخيرة من الليل فى وسائل الاعلام العربية و هذا مؤشر مرعب يؤكد مدى نجاح الصهاينة فى خطة تقسيم و تفتيت الرأى العام العربى، لقد قلنا من البداية أن اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت و تلك هى قناعتنا صادقين فيها الى يوم الدين و نقول مرة أخرى ان اسرائيل و مهما فعلت لن تنجح فى تمرير كل مخططاتها لكن من واجبنا القول أن استرجاع الحقوق الفلسطينية لن يكون بالدعاء بل بإعداد الخطط الملائمة فى كل المجالات و دعوة الشعب الفلسطينى الى استفتاء عام حول طريقة العمل القادرة على مواجهة الخطط الصهيونية، لهذا نحن نطالب القيادة الفلسطينية التى لا تتحمس الى السير فى طريقة المقاومة لأسباب معينة لا نريد الخوض فيها الى البحث عن الطريقة التى تجعل الشعب الفلسطينى هو من يقرر الطريق القادمة و اذا كانت هذه الطريق تستدعى استقالة هذه القيادة فلا بأس أن يتم ذلك بكل سلاسة تجنبا للصراعات على المناصب الزائلة، للحكام العرب أقول فعلا إن صمتكم لا يقهر
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: