البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بعد خراب مالطا

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4533


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ربما لم يكن للحكومة من بعد النظر ما يكفى و ربما نعذرها لأنها حكومة حزبية و ليست حكومة وطنية لكن الامور كانت واضحة و جلية و لا تحتاج الى بيان أو تنبيه و لو سألت حكومة الفشل برئاسة السيد يوسف الشاهد أصغر مبتدئ سياسى فى هذا البلد عن أسباب و مسببات و من وراء هذه الغيوم الملبدة فى الجنوب و فى بعض الاماكن و القرى الداخلية لأشار عليها بأن تنتبه و تتنبه مسبقا لهذا الدخان المتلبد المتصاعد من دكان حركة حراك المواطنين بقيادة الرئيس المؤقت السابق محمد المرزوقى و من دكان الجبهة الشعبية بقيادة المشبوه حمة الهمامى و من بعض الجهات الاثمة الاخرى مثل بعض صقور الاتحاد و بالذات المنتمين لقطاعى الصحة و التعليم اضافة طبعا للمال الفاسد الذى توفره الجماعات الارهابية التى تبحث عن التسلل للتراب التونسى و جماعات التهريب التى ترغب فى استغلال فرصة الفوضى العارمة لتمرير أكبر ما يمكن من كميات السلع المهربة و التى تساوى المليارات، اليوم حصل ما فى الصدور و خرج علينا شعار مشبوه اخر ‘ الرخ لا ‘ ليعيد البلاد لمربع الفوضى و الخوف و رغم أن رئيس الحكومة قد استجمع ما يملك من شجاعة فى محاولة يائسة لاجتناب المحظور فقد تبين أن وراء الاكمة ما وراءها و أن هؤلاء المحتجين فى الجنوب تحركهم أياد مسعورة .

من حقنا اليوم أن نتساءل ماذا يفعل ولاة الجمهورية و ماذا يفعل المعتمدون و ماذا تفعل بعض القيادات الامنية و العسكرية حتى تحصل الامور بهذا الشكل المتسرع و المشبوه، من حقنا اليوم أن نطالب رئيس الحكومة بإقالة السيد مهدى بن غربية و السيد اياد الدهمانى لأنهما يمثلان لوحدهما كارثة اتصالية غير مسبوقة فى تاريخ تونس، من حقنا أن نتساءل اليوم لماذا تعمد بعض الاشخاص التهجم على الحكومة و على رموز الدولة بهذا الشكل المهين و من يقف وراء هذه الزمرة و من يمول تحركاتها التى رأينا أنها لم تكن عفوية و من الواضح أن هناك من يدير اللعبة من وراء الستار لإسقاط الدولة على رؤوس الشعب بحجة واهية و هى تحقيق بعض المطالب الاجتماعية التى كان بالإمكان التفطن أن ما حوته القرارات 64 للحكومة كفيل بتحقيق أكبر جزء منها بصفة معجلة و البقية على مراحل معلومة التاريخ ، لا يمكن اليوم و نحن نشاهد ما شاهدنا من تحركات و شعارات و مواقف أن نجزم بسلمية التحركات و المطالب و لا بأن هؤلاء المتظاهرين قد خرجوا للشارع بصورة عفوية فالجميع يعلم أن وراء شعار ‘ الرخ لا ‘ أموال و خطاب و تحريض و أن رافعى هذه الشعارات فيهم الذى تم استغفاله و فيهم من تم استخدامه و فيهم من ظن أن المشاركة فى الفوضى العارمة هى السبيل لتحقيق مطالب السنوات العجاف .

لان الشعار المرفوع مهين للمنطق السياسى و لان هؤلاء المتظاهرين يحسبون أن وجودهم على أرض ربما تحوى بعض الثروات الطبيعية يعطيهم الحق المطلق لاقتطاع نسبة معينة فلا بد من التذكير أن هذا المواطن مهما كان انتماءه و موقعه المكانى يبقى مجرد مواطن يخضع لمفهوم الدولة التى شارك فى انتخابها و فى الصمت على سوء تصرفها و أن الثروات الطبيعية فى الجنوب أو فى أى مكان هى ملك مشاع للجميع و ليس لأهل الجنوب أو غيرهم فضل أو حق تفاضلى على غيرهم من أبناء الشعب، و لعل السؤال الذى يطرح نفسه اليوم لماذا تخلى اهل تطاوين عن مفهوم المصلحة العامة لفائدة مفهوم المصلحة الخاصة و لماذا خرج هؤلاء ضد طرح الحكومة برفضه قبل مجرد تمحيصه ليؤكدوا للمتابعين صحة الطرح الذى يقول أن هذه التحركات ليست سلمية بالمعنى الصحيح للكلمة بل أنها تحركات و لئن كانت سلمية فى الظاهر فان الخفى كان مسموما و محموما و يؤدى الى خراب البلد المريض بكل أمراض الدنيا، فشعار السلمية كان مجرد شعار أجوف و محاولة استدرار تعاطف الناس بنشر هذا الشعار الاجوف قد جعلنا نستيقظ على واقع مرير بأن الجنوب قد تحول الى رقعة جغرافيا تتصارع فيه المخابرات و السفارات و الاموال الفاسدة الاجنبية و أن المتظاهرين ليسوا الا مجرد بيادق مغفلة استغلتها بعض الاطراف المعلومة لدى الجميع لتخلق منها موطن تعفن يزيد من الاوضاع الاقتصادية للبلد بما يسهل تمرير كل المخططات المشبوهة الرامية لضرب الوحدة الوطنية و ضرب الوازع الاخلاقى الذى تصدى للإرهاب منذ أشهر و اسقط مخطط الاستيلاء على تطاوين لجعلها موطن الخلافة السادسة التى بشرنا بها السيد حمادى الجبالى منذ فترة حكم الترويكا الغاشم .

أمس لم يستطع رئيس الحكومة اثناء المتظاهرين و لا ضرب المؤامرة فى مقتل و لعله اقتنع اليوم أن التغيير هو الحل الوحيد و أنه يكفى الدولة حالة الايادى المرتعشة خاصة بعد أن ظهرت بعض خيوط مؤامرة المتظاهرين ‘ السلميين ‘ لتعطل و تلتف على مواقع انتاج النفط و غيره، المؤامرة من البداية كانت تستهدف بالتحديد و بالأسماء حقول النفط و مراكز الانتاج لتضربها و تسيطر عليها و تسهل للإرهابيين و المهربين و بعض الجهات المتآمرة داخليا و خارجيا على فرض منطقة عازلة بين مناطق الدولة الواحدة، ربما بدأ رئيس الحكومة القيام ببعض الخطوات التصحيحية و لكن من الظاهر ان هذه المؤامرة ‘ السلمية ‘ قد تجاوزت سرعتها سرعة الصوت و سرعة السير السلحفاتى البطيء لحكومة الشاهد المشلولة و أصبحنا لا نعرف من نلوم اليوم يعد أن تفشت الظاهرة المشبوهة فى كثير من ولايات الجمهورية، هل نلوم ولاة متقاعسين أم حكومة فاقدة للنظرة الاستباقية أم مجموعة من المواطنين الشرفاء الذين يستمعون الى أصوات غير بريئة تؤجج مشاعرهم النبيلة لتجعل منها نارا وقادة تحرق الاخضر و اليابس و توشك ان تدمر السفينة بكل من فيها، ربما يحدث التغيير و ربما ننجح فى اتقاء شر هذه المؤامرة لكن بعد ماذا، بعد خراب مالطا .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإحتجاجات الإجتماعية، تطاوين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-04-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد محمد سليمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، أ.د. مصطفى رجب، سامر أبو رمان ، أبو سمية، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، ضحى عبد الرحمن، نادية سعد، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، عمر غازي، بيلسان قيصر، محمد شمام ، أنس الشابي، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، د- محمد رحال، د - شاكر الحوكي ، علي عبد العال، كريم فارق، رمضان حينوني، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، طارق خفاجي، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، فهمي شراب، يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الطرابلسي، حميدة الطيلوش، صلاح المختار، محمد الياسين، صالح النعامي ، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، إيمى الأشقر، محمد العيادي، المولدي اليوسفي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد علي العقربي، محمد اسعد بيوض التميمي، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد الحباسي، عبد الله الفقير، فتحـي قاره بيبـان، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، كريم السليتي، حاتم الصولي، أحمد بوادي، سعود السبعاني، د. صلاح عودة الله ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، الهيثم زعفان، عبد العزيز كحيل، ماهر عدنان قنديل، سامح لطف الله، د- محمود علي عريقات، مراد قميزة، أحمد ملحم، الناصر الرقيق، فتحي العابد، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، رضا الدبّابي، د. خالد الطراولي ، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، محمود سلطان، عزيز العرباوي، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، د. أحمد بشير، حسن عثمان، خالد الجاف ، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، عبد الغني مزوز، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ، مجدى داود، صفاء العراقي، د - عادل رضا، د - صالح المازقي، مصطفى منيغ، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، محمود فاروق سيد شعبان، يحيي البوليني، سيد السباعي، تونسي، فوزي مسعود ، عواطف منصور، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد النعيمي، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة