البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بعد خراب مالطا

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4091


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ربما لم يكن للحكومة من بعد النظر ما يكفى و ربما نعذرها لأنها حكومة حزبية و ليست حكومة وطنية لكن الامور كانت واضحة و جلية و لا تحتاج الى بيان أو تنبيه و لو سألت حكومة الفشل برئاسة السيد يوسف الشاهد أصغر مبتدئ سياسى فى هذا البلد عن أسباب و مسببات و من وراء هذه الغيوم الملبدة فى الجنوب و فى بعض الاماكن و القرى الداخلية لأشار عليها بأن تنتبه و تتنبه مسبقا لهذا الدخان المتلبد المتصاعد من دكان حركة حراك المواطنين بقيادة الرئيس المؤقت السابق محمد المرزوقى و من دكان الجبهة الشعبية بقيادة المشبوه حمة الهمامى و من بعض الجهات الاثمة الاخرى مثل بعض صقور الاتحاد و بالذات المنتمين لقطاعى الصحة و التعليم اضافة طبعا للمال الفاسد الذى توفره الجماعات الارهابية التى تبحث عن التسلل للتراب التونسى و جماعات التهريب التى ترغب فى استغلال فرصة الفوضى العارمة لتمرير أكبر ما يمكن من كميات السلع المهربة و التى تساوى المليارات، اليوم حصل ما فى الصدور و خرج علينا شعار مشبوه اخر ‘ الرخ لا ‘ ليعيد البلاد لمربع الفوضى و الخوف و رغم أن رئيس الحكومة قد استجمع ما يملك من شجاعة فى محاولة يائسة لاجتناب المحظور فقد تبين أن وراء الاكمة ما وراءها و أن هؤلاء المحتجين فى الجنوب تحركهم أياد مسعورة .

من حقنا اليوم أن نتساءل ماذا يفعل ولاة الجمهورية و ماذا يفعل المعتمدون و ماذا تفعل بعض القيادات الامنية و العسكرية حتى تحصل الامور بهذا الشكل المتسرع و المشبوه، من حقنا اليوم أن نطالب رئيس الحكومة بإقالة السيد مهدى بن غربية و السيد اياد الدهمانى لأنهما يمثلان لوحدهما كارثة اتصالية غير مسبوقة فى تاريخ تونس، من حقنا أن نتساءل اليوم لماذا تعمد بعض الاشخاص التهجم على الحكومة و على رموز الدولة بهذا الشكل المهين و من يقف وراء هذه الزمرة و من يمول تحركاتها التى رأينا أنها لم تكن عفوية و من الواضح أن هناك من يدير اللعبة من وراء الستار لإسقاط الدولة على رؤوس الشعب بحجة واهية و هى تحقيق بعض المطالب الاجتماعية التى كان بالإمكان التفطن أن ما حوته القرارات 64 للحكومة كفيل بتحقيق أكبر جزء منها بصفة معجلة و البقية على مراحل معلومة التاريخ ، لا يمكن اليوم و نحن نشاهد ما شاهدنا من تحركات و شعارات و مواقف أن نجزم بسلمية التحركات و المطالب و لا بأن هؤلاء المتظاهرين قد خرجوا للشارع بصورة عفوية فالجميع يعلم أن وراء شعار ‘ الرخ لا ‘ أموال و خطاب و تحريض و أن رافعى هذه الشعارات فيهم الذى تم استغفاله و فيهم من تم استخدامه و فيهم من ظن أن المشاركة فى الفوضى العارمة هى السبيل لتحقيق مطالب السنوات العجاف .

لان الشعار المرفوع مهين للمنطق السياسى و لان هؤلاء المتظاهرين يحسبون أن وجودهم على أرض ربما تحوى بعض الثروات الطبيعية يعطيهم الحق المطلق لاقتطاع نسبة معينة فلا بد من التذكير أن هذا المواطن مهما كان انتماءه و موقعه المكانى يبقى مجرد مواطن يخضع لمفهوم الدولة التى شارك فى انتخابها و فى الصمت على سوء تصرفها و أن الثروات الطبيعية فى الجنوب أو فى أى مكان هى ملك مشاع للجميع و ليس لأهل الجنوب أو غيرهم فضل أو حق تفاضلى على غيرهم من أبناء الشعب، و لعل السؤال الذى يطرح نفسه اليوم لماذا تخلى اهل تطاوين عن مفهوم المصلحة العامة لفائدة مفهوم المصلحة الخاصة و لماذا خرج هؤلاء ضد طرح الحكومة برفضه قبل مجرد تمحيصه ليؤكدوا للمتابعين صحة الطرح الذى يقول أن هذه التحركات ليست سلمية بالمعنى الصحيح للكلمة بل أنها تحركات و لئن كانت سلمية فى الظاهر فان الخفى كان مسموما و محموما و يؤدى الى خراب البلد المريض بكل أمراض الدنيا، فشعار السلمية كان مجرد شعار أجوف و محاولة استدرار تعاطف الناس بنشر هذا الشعار الاجوف قد جعلنا نستيقظ على واقع مرير بأن الجنوب قد تحول الى رقعة جغرافيا تتصارع فيه المخابرات و السفارات و الاموال الفاسدة الاجنبية و أن المتظاهرين ليسوا الا مجرد بيادق مغفلة استغلتها بعض الاطراف المعلومة لدى الجميع لتخلق منها موطن تعفن يزيد من الاوضاع الاقتصادية للبلد بما يسهل تمرير كل المخططات المشبوهة الرامية لضرب الوحدة الوطنية و ضرب الوازع الاخلاقى الذى تصدى للإرهاب منذ أشهر و اسقط مخطط الاستيلاء على تطاوين لجعلها موطن الخلافة السادسة التى بشرنا بها السيد حمادى الجبالى منذ فترة حكم الترويكا الغاشم .

أمس لم يستطع رئيس الحكومة اثناء المتظاهرين و لا ضرب المؤامرة فى مقتل و لعله اقتنع اليوم أن التغيير هو الحل الوحيد و أنه يكفى الدولة حالة الايادى المرتعشة خاصة بعد أن ظهرت بعض خيوط مؤامرة المتظاهرين ‘ السلميين ‘ لتعطل و تلتف على مواقع انتاج النفط و غيره، المؤامرة من البداية كانت تستهدف بالتحديد و بالأسماء حقول النفط و مراكز الانتاج لتضربها و تسيطر عليها و تسهل للإرهابيين و المهربين و بعض الجهات المتآمرة داخليا و خارجيا على فرض منطقة عازلة بين مناطق الدولة الواحدة، ربما بدأ رئيس الحكومة القيام ببعض الخطوات التصحيحية و لكن من الظاهر ان هذه المؤامرة ‘ السلمية ‘ قد تجاوزت سرعتها سرعة الصوت و سرعة السير السلحفاتى البطيء لحكومة الشاهد المشلولة و أصبحنا لا نعرف من نلوم اليوم يعد أن تفشت الظاهرة المشبوهة فى كثير من ولايات الجمهورية، هل نلوم ولاة متقاعسين أم حكومة فاقدة للنظرة الاستباقية أم مجموعة من المواطنين الشرفاء الذين يستمعون الى أصوات غير بريئة تؤجج مشاعرهم النبيلة لتجعل منها نارا وقادة تحرق الاخضر و اليابس و توشك ان تدمر السفينة بكل من فيها، ربما يحدث التغيير و ربما ننجح فى اتقاء شر هذه المؤامرة لكن بعد ماذا، بعد خراب مالطا .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإحتجاجات الإجتماعية، تطاوين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-04-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، ياسين أحمد، فتحي الزغل، محمد شمام ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، محمد العيادي، مراد قميزة، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، طلال قسومي، الهيثم زعفان، د - صالح المازقي، د- محمود علي عريقات، صلاح المختار، إيمى الأشقر، فتحي العابد، د. أحمد محمد سليمان، رمضان حينوني، نادية سعد، فوزي مسعود ، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، سامح لطف الله، مصطفي زهران، رافد العزاوي، أ.د. مصطفى رجب، محمود فاروق سيد شعبان، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، إسراء أبو رمان، محمد يحي، مجدى داود، يحيي البوليني، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، علي الكاش، ماهر عدنان قنديل، حاتم الصولي، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، أحمد النعيمي، محمود سلطان، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، رضا الدبّابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، صالح النعامي ، سلوى المغربي، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، عمر غازي، سعود السبعاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، د - الضاوي خوالدية، ضحى عبد الرحمن، يزيد بن الحسين، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فهمي شراب، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، حسن عثمان، محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، علي عبد العال، أبو سمية، تونسي، منجي باكير، أحمد بوادي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة