أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4473
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يبدو أن أصدقاءنا فى حركة النهضة المساندين لمشروع الاسلام الغاضب فى سوريا قد أسقط فى يدهم بعد كنس ‘ رعاياهم ‘ التكفيريين من حلب على يد الجيش السورى و حلفاءه ، يبدو ايضا ان السيد المنصف المرزوقى رئيس ما يسمى بحزب ‘شباب المتسكعين ‘ قد ألجمته المفاجأة و فقد النطق و سكت عن الكلام الغير المباح ، يبدو أيضا ان وعد السيد رجب اوردغان لحلفاءه التكفيريين الصهاينة بالصلاة فى المسجد الاموى لن يتم و لن يكتب له النجاح بعد ان استرجعت سوريا حلب الى حضنها و بات التفكير فى مزيد اخراج هؤلاء القتلة من بقية المناطق السورية ‘ المحتلة’ ، يبدو أيضا أن السيد راشد الغنوشى و أتباعه فى الحركة من عبد اللطيف المكى الى حسين الجزيرى مرورا بكل صقور الحركة لن يدخل الشام فاتحا كما وعدوه و كما خيل اليه فى إحدى احلامه التى تحولت الى كوابيس بعد أن تم دحر رعاياه الارهابيين من الشام و باتوا قاب قوسين أو أدنى على فضح المستور و كشف خفايا تحولهم الى سوريا بعد ان يئسوا من النصر الموعود و تفطنوا الى خديعة العم صام و الام حركة النهضة و من والاها من احزاب التكفير الوهابية المنتاشرة فى الوطن العربى .
سقط حلم اوردغان بعودة الامبراطورية العثمانية على يديه لانه رسم فى خياله أهدافا صعبة التحقيق و المنال سببت لبلاده مشاكل كبرى مع كل الدول الاقليمية بمن فيها اسرائيل الحليفة الكبرى لحزب العدالة و التنمية الحاكم ، الرجل ذهب بعيدا فى تدخله فى شؤون بعض الدول العربية ، ليبيا ، تونس ، العراق ، لبنان ، فلسطين ، مصر و أخيرا سوريا محاولا فرض تركيا كرقم صعب فى المنطقة دون مراعاة للحسابات الدولية و لمصالح الدول الكبرى التى عبرت دائما ن عدم استعدادها لترك الساحة لبعض الدول الهامشية مثل تركيا ، السعودية و قطر لتقوم بدور شرطى الخليج الذى كان يقوم به الشاه المتخلى محمد رضا بهلوى فى ايران ، طبعا حاول السيد أوردغان أن يكون رقما إقليميا صعبا و حتى عالميا من خلال فرض بعض الوقائع على معادلة الشرق الاوسط مظهرا و منبها أنه الوحيد الذى يملك مفتاح الحل لكل هذه القضايا المستعصية فى المنطقة لكن الرجل لم ينتبه الى أن هذه المنطقة الحيوية للعالم أريد لها ان تحكمها معادلات دولية متشعبة و لا تخضع لقوة إقليمية مهما كانت قوتها او قدرتها على ادارة الصراع او ايجاد الحلول ، بالنتيجة ذهبت أحلام الرجل أدراج الرياح لان قراءته للمشهد الاقليمى و الدولى كانت قراءة مبنية على تصورات فلسفية أنتجها عقل صديقه أحمد داوود أوقلو و فى علم السياسة لا مكان للأفكار الانشائية و للاحلام الوردية .
لعل الانقلاب الاخير الذى ضرب الواجهة السياسية لحزب العدالة و التنمية قد أحدث الرجة الصاخبة المنتظرة بعد ان ظن الجميع ان حكاية الانموذج التركى و حكم الاسلام السياسى سيكون محور أحاديث الساسة و المحللين فى العشرية القادمة ، ما تبع الانقلاب من حملات اعتقال محمومة و من ارتباك على طول الساحة ‘ الاسلامية’ و ما كشف من أسرار تفيد ان هذا الانقلاب المشبوه قد دبرته المخابرات التركية لجعله ذريعة رهيبة للقيام بعمليات تطهير معمقة طالت كامل الشعب التركى مما دفع البعض الى تشبيه هذه الحملات البوليسية بما يعرف بليلة السكاكين الطويلة التى تخلص فيها الزعيم النازى أدولف هتلر من كل معارضيه فى ليلة واحدة ، فى نفس السياق شكل خروج مدينة حلب من قبضة الارهاب السعودى التركى حالة من الفزع الذهنى سواء للمملكة أو للدولة العثمانية التركية و بدا ان السيد اوردغان قد فقد كل أدبيات خطبه المتشنجة و المهددة التى طالت الرئيس بشار الاسد و حاشية حكمه طيلة اكثر من خمسة سنوات مريرة من عمر الصراع الدموى فى سوريا ، فىلا حديث اليوم الا عن تنسيق تركى ايرانى و تركى روسى للخروج باخف الاضرار و حفظ ماء الوجه فى انتظار دفع فاتورة باهظة لهذا التدخل المحموم فى سوريا فى الوقت المناسب .
من الذين فقدوا الصوت قناة الجزيرة و قناة العربية و قناة الجديد و المستقبل ، يضاف اليهم طبعا بعض كتاب المقالات بالقطعة و بعض ‘ المحللين ‘ الدائمين فى هذه الدكاكين القذرة التى تولت طيلة أكثر من خمسة سنوات من عمر المؤامرة التسويق لخطاب تكفيرى و ايحاء بوجود ثورة سلمية ، فى تونس لم نعد نسمع صوتا لكل هؤلاء الذين تربعوا فى قناة ‘ الزيتونة ‘ المشبوهة ليلطخوا نظام الرئيس الاسد بمختلف التفاهات الفكرية و الخلطات العجيبة من الاباطيل و الاراجيف التى لا تخرج الا من فم الاخوان الغير المسلمين كما يقول مؤسس الاخوان الشيخ حسن البنا ، بطبيعة الحال لا حديث اليوم على لسان صقور النهضة حول هذه الهزيمة النكراء و لا على مصير ‘رعايا’ النهضة من قطع الغيار الارهابية التى يتحدث الجميع عن قرب عودتها الى أرض الميعاد التونسية ، لكن من الواضح أن الشيخ راشد الغنوشى المتهم الرئيسى بضخ فكر الارهاب التكفيرى فى عقول كل الذين هاجروا لقتل الشعب السورى يجد حرجا فى التعليق حول النهاية الغير السعيدة لمشروع الفتنة الذى أشرف عليه الشيخ يوسف القرضاوى و بات اليوم مجرد أطلال تنهشه الغربان الناعقة على الحدود السورية التركية ، بالنتيجة رجعت حلب الى سوريا و سقط أوردغان و الغنوشى و القرضاوى و ماكينة فتاوى التضليل الوهابية و لا عزاء لحركة النهضة و للاخوان و لحزب العدالة و التنمية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: