البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشاهد في فرنسا، نفس السؤال

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4649


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لماذا فرنسا ؟ سؤال بحجم المشكلة التي تعيشها تونس، يعنى هل الدواء عند فرنسا أم أن الشاهد يحرث في البحر ، طبعا هناك انقسام بين من يرون أن فرنسا لا تملك الحل لمشاكل تونس و بالذات مشاكلها الاقتصادية و انخرام ميزانيتها و بين من لهم حنين إلى الاستعمار و لا يجدون من حل إلا بمعاودة الاتصال و محاولة استعطاف رجال الأعمال و الطبقة السياسية الفرنسية علها تفي بوعودها الكاذبة التي قطعتها بعد أيام من قيام الثورة و بعد أن مالت الكفة لصالح الشعب على حساب نظام بن على الذي حاولت وزيرة الدفاع الفرنسية إنقاذه إلى آخر لحظة، رئيس الحكومة اليوم يحاول أن يقول للمعارضين لهذه الزيارة تحت ذريعة أن فرنسا ليست الصديقة التي يتحدث عنها الجميع في الحكومة و على راس هرم السلطة بل هي عنوان من عناوين الشك و الريبة خاصة بعد أن نطق رئيسها هولاند بذلك التصريح الخطير الذي تحدث فيه عن مطالبه للمخابرات الفرنسية بالقيام بما لا يقل عن أربعة اغتيالات لشخصيات معارضة في بعض الدول الأجنبية أنهم مخطئون .

فرنسا تبقى فرنسا أحببنا أم كرهنا، فرنسا بفكرها الاستعماري القديم و بشراهتها للثروات الإفريقية لم تتغير منذ عقود و لذلك فهي تخسر مواقعها الثابتة في كثير من الدول الإفريقية لصالح إيران و الصين و اليابان و اندونيسيا و بالطبع إسرائيل، فرنسا اليوم مجرد دولة عادية ‘ لا تخبش لا تدبش ‘ و من يظنون أن فرنسا لا تزال على قوته الاستعمارية واهمون و يحرثون في البحر، لذلك يتساءل الكثيرون لماذا فرنسا يا رئيس الحكومة ؟ بل أنهم يتساءلون لماذا لا تكون الصين أو اليابان أو اندونيسيا أو روسيا هي الوجهة و لماذا هذا الإصرار العجيب على مواصلة العلاقة المتدنية بكل المقاييس مع الإدارة الأمريكية و تابعتها الفرنسية ، الجواب ببساطة أن هناك قيود تضبط تحرك الحكومة و تقيد القرار الحكومي و إلا لكان الاختيار مختلفا و مفيدا لان الصين مستعدة لتقديم خدماتها في كل المجالات الاقتصادية و العلمية بثمن التراب كما يقال و الصين مستعدة لتقديم القروض الميسرة و مساندة الاقتصاد التونسي بتنمية العلاقات التجارية و السياحية بين البلدين .

في مثل هذه المواقف و مثل هذه الوضعيات الصعبة تحتاج الدول إلى قيادات شجاعة بمقدورها اتخاذ القرارات الشجاعة المؤلمة و لكنها القرارات التي بإمكانها تغيير الوضعي الاقتصادي المنهك السوء إلى وضع معتدل قابل للعيش، و عندما ننظر إلى الأفق السياسي في تونس لا نجد مثل هذه الشخصيات المطلوبة و ما نشاهده هي بعض النسخ الغير مطابقة للأصل ، بطبيعة الحال نحن على قناعة بان الرئيس بورقيبة لو عايش مثل هذه الوضعية الاقتصادية السيئة لاختار التوجه إلى الصين دون الالتفات لحظة إلى وجوه الغضب الفرنسية الأمريكية و لكن ما كل من تنجبه أمه هو بورقيبة بحيث سنبقى نترحم على الماضي و على حنكة هذا الرجل الخارق للعادة الذي حير العالم و فرض عليه الاحترام رغم انه ليس نبيا في أهله، المثير اليوم أن قانون المالية لم يرض أحدا من المتكالبين على الحكم و من المتهربين من أداء الواجب الضريبي أو من دعاة العدالة الاجتماعية المزيفين، أولهم الاتحاد الذي يشعر الشعب بكونه يستعد لإحراق تونس تماما كما فعلها الحبيب عاشور في السنوات الأخيرة من حكم الزعيم بورقيبة .

لا ندرى لماذا تتحاور الحكومة مع هؤلاء اللئام في الاتحاد و في نقابة المحامين و بقية المعارضين لقانون المالية، هل أن الحوار مع هؤلاء يجدي نفعا أم أن هناك تحت الطاولة ما هو مخفي و لا يعلمه المتابعون، هل أن الحكومة تلعب لعبة لا نفهما و هل أن سفر رئيس الحكومة إلى فرنسا هو للبحث عن كيفية الخروج من هذا المأزق بعد أن تمسك الاتحاد و كلابه الضالة بمواقفهم الغير بريئة التي تصب الزيت على النار بغية إحراق البلد و بث الفوضى و الانقلاب على الحكم، لماذا تصمت الأحزاب المتآلفة التي كونت حكومة الوحدة الوطنية المغشوشة على خروج الاتحاد عن المألوف و تهديده بإحراق البلاد بعد أن أنهكت طلبات نقاباته المشبوهة و بالذات نقابات التعليم المندسة ميزانية الدولة في زيادات خيالية بلا مبرر ، من يدفع يوسف الشاهد إلى الاستقالة في هذه الفترة بالذات، لماذا يصمت رئيس الدولة على خروقات الاتحاد و أزلامه الفاسدين و لماذا يصمت مجلس نواب الشعب على كل ما يحدث على الساحة السياسية من إنهاك للبلد و السماح للإرهاب بان يجد مواقع جديدة في ظل حالة أمنية غير مستقرة ...أسئلة نطرحها لنفهم .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، يوسف الشاهد، فرنسا، التدخل الفرنسي في تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-11-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الياسين، د - صالح المازقي، يزيد بن الحسين، سليمان أحمد أبو ستة، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، محمود سلطان، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، عزيز العرباوي، منجي باكير، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، محمود طرشوبي، حسن الطرابلسي، الهيثم زعفان، عبد العزيز كحيل، د- محمد رحال، عمر غازي، جاسم الرصيف، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، أحمد النعيمي، رضا الدبّابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، محمد عمر غرس الله، عبد الرزاق قيراط ، مصطفى منيغ، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، د - الضاوي خوالدية، ياسين أحمد، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن عثمان، حاتم الصولي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، خبَّاب بن مروان الحمد، مراد قميزة، محمود فاروق سيد شعبان، رشيد السيد أحمد، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، د- محمود علي عريقات، طارق خفاجي، أحمد الحباسي، أنس الشابي، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، علي الكاش، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، بيلسان قيصر، سلوى المغربي، المولدي اليوسفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، د. طارق عبد الحليم، تونسي، نادية سعد، مجدى داود، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أبو سمية، خالد الجاف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، محمد العيادي، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عواطف منصور، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافد العزاوي، علي عبد العال، مصطفي زهران، يحيي البوليني، كريم السليتي، محمد شمام ، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة