البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشاهد في فرنسا، نفس السؤال

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4195


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لماذا فرنسا ؟ سؤال بحجم المشكلة التي تعيشها تونس، يعنى هل الدواء عند فرنسا أم أن الشاهد يحرث في البحر ، طبعا هناك انقسام بين من يرون أن فرنسا لا تملك الحل لمشاكل تونس و بالذات مشاكلها الاقتصادية و انخرام ميزانيتها و بين من لهم حنين إلى الاستعمار و لا يجدون من حل إلا بمعاودة الاتصال و محاولة استعطاف رجال الأعمال و الطبقة السياسية الفرنسية علها تفي بوعودها الكاذبة التي قطعتها بعد أيام من قيام الثورة و بعد أن مالت الكفة لصالح الشعب على حساب نظام بن على الذي حاولت وزيرة الدفاع الفرنسية إنقاذه إلى آخر لحظة، رئيس الحكومة اليوم يحاول أن يقول للمعارضين لهذه الزيارة تحت ذريعة أن فرنسا ليست الصديقة التي يتحدث عنها الجميع في الحكومة و على راس هرم السلطة بل هي عنوان من عناوين الشك و الريبة خاصة بعد أن نطق رئيسها هولاند بذلك التصريح الخطير الذي تحدث فيه عن مطالبه للمخابرات الفرنسية بالقيام بما لا يقل عن أربعة اغتيالات لشخصيات معارضة في بعض الدول الأجنبية أنهم مخطئون .

فرنسا تبقى فرنسا أحببنا أم كرهنا، فرنسا بفكرها الاستعماري القديم و بشراهتها للثروات الإفريقية لم تتغير منذ عقود و لذلك فهي تخسر مواقعها الثابتة في كثير من الدول الإفريقية لصالح إيران و الصين و اليابان و اندونيسيا و بالطبع إسرائيل، فرنسا اليوم مجرد دولة عادية ‘ لا تخبش لا تدبش ‘ و من يظنون أن فرنسا لا تزال على قوته الاستعمارية واهمون و يحرثون في البحر، لذلك يتساءل الكثيرون لماذا فرنسا يا رئيس الحكومة ؟ بل أنهم يتساءلون لماذا لا تكون الصين أو اليابان أو اندونيسيا أو روسيا هي الوجهة و لماذا هذا الإصرار العجيب على مواصلة العلاقة المتدنية بكل المقاييس مع الإدارة الأمريكية و تابعتها الفرنسية ، الجواب ببساطة أن هناك قيود تضبط تحرك الحكومة و تقيد القرار الحكومي و إلا لكان الاختيار مختلفا و مفيدا لان الصين مستعدة لتقديم خدماتها في كل المجالات الاقتصادية و العلمية بثمن التراب كما يقال و الصين مستعدة لتقديم القروض الميسرة و مساندة الاقتصاد التونسي بتنمية العلاقات التجارية و السياحية بين البلدين .

في مثل هذه المواقف و مثل هذه الوضعيات الصعبة تحتاج الدول إلى قيادات شجاعة بمقدورها اتخاذ القرارات الشجاعة المؤلمة و لكنها القرارات التي بإمكانها تغيير الوضعي الاقتصادي المنهك السوء إلى وضع معتدل قابل للعيش، و عندما ننظر إلى الأفق السياسي في تونس لا نجد مثل هذه الشخصيات المطلوبة و ما نشاهده هي بعض النسخ الغير مطابقة للأصل ، بطبيعة الحال نحن على قناعة بان الرئيس بورقيبة لو عايش مثل هذه الوضعية الاقتصادية السيئة لاختار التوجه إلى الصين دون الالتفات لحظة إلى وجوه الغضب الفرنسية الأمريكية و لكن ما كل من تنجبه أمه هو بورقيبة بحيث سنبقى نترحم على الماضي و على حنكة هذا الرجل الخارق للعادة الذي حير العالم و فرض عليه الاحترام رغم انه ليس نبيا في أهله، المثير اليوم أن قانون المالية لم يرض أحدا من المتكالبين على الحكم و من المتهربين من أداء الواجب الضريبي أو من دعاة العدالة الاجتماعية المزيفين، أولهم الاتحاد الذي يشعر الشعب بكونه يستعد لإحراق تونس تماما كما فعلها الحبيب عاشور في السنوات الأخيرة من حكم الزعيم بورقيبة .

لا ندرى لماذا تتحاور الحكومة مع هؤلاء اللئام في الاتحاد و في نقابة المحامين و بقية المعارضين لقانون المالية، هل أن الحوار مع هؤلاء يجدي نفعا أم أن هناك تحت الطاولة ما هو مخفي و لا يعلمه المتابعون، هل أن الحكومة تلعب لعبة لا نفهما و هل أن سفر رئيس الحكومة إلى فرنسا هو للبحث عن كيفية الخروج من هذا المأزق بعد أن تمسك الاتحاد و كلابه الضالة بمواقفهم الغير بريئة التي تصب الزيت على النار بغية إحراق البلد و بث الفوضى و الانقلاب على الحكم، لماذا تصمت الأحزاب المتآلفة التي كونت حكومة الوحدة الوطنية المغشوشة على خروج الاتحاد عن المألوف و تهديده بإحراق البلاد بعد أن أنهكت طلبات نقاباته المشبوهة و بالذات نقابات التعليم المندسة ميزانية الدولة في زيادات خيالية بلا مبرر ، من يدفع يوسف الشاهد إلى الاستقالة في هذه الفترة بالذات، لماذا يصمت رئيس الدولة على خروقات الاتحاد و أزلامه الفاسدين و لماذا يصمت مجلس نواب الشعب على كل ما يحدث على الساحة السياسية من إنهاك للبلد و السماح للإرهاب بان يجد مواقع جديدة في ظل حالة أمنية غير مستقرة ...أسئلة نطرحها لنفهم .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، يوسف الشاهد، فرنسا، التدخل الفرنسي في تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-11-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، رافع القارصي، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، د. طارق عبد الحليم، مجدى داود، علي الكاش، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، د - مصطفى فهمي، د- جابر قميحة، أ.د. مصطفى رجب، د- محمد رحال، د. عادل محمد عايش الأسطل، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، محمد الياسين، د. خالد الطراولي ، فتحي العابد، نادية سعد، حسن عثمان، فتحي الزغل، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، سامح لطف الله، أحمد ملحم، صلاح الحريري، رمضان حينوني، د - الضاوي خوالدية، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، د - صالح المازقي، محمود سلطان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، يزيد بن الحسين، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، فتحـي قاره بيبـان، أحمد النعيمي، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، صباح الموسوي ، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، أحمد بوادي، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، كريم السليتي، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم فارق، د. أحمد بشير، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، صلاح المختار، سفيان عبد الكافي، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، الهادي المثلوثي، منجي باكير، أشرف إبراهيم حجاج، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، عمر غازي، محمود طرشوبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رضا الدبّابي، عراق المطيري، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله زيدان، طلال قسومي، عزيز العرباوي، محمد الطرابلسي، مراد قميزة، تونسي، حميدة الطيلوش، الناصر الرقيق، سلام الشماع، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، د. مصطفى يوسف اللداوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة