البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تركيا، الكذبة الكبرى و من يصدقها

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4553


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لست في وارد الهجوم أو الدفاع عن المواقف التركية من أمهات القضايا العربية، لست في وارد اختلاق صراع جدلي بين الذين يؤمنون بالأنموذج التركي و بين من يرونه مجرد سراب و نفايات فكرية للسياسي أحمد داوود أغلو لكن ما هو ثابت أن تركيا و رغما عن كل ما قيل و يقال لم تقدم أية خدمة مهما كانت رمزية للقضايا العربية و بالذات القضية الفلسطينية، و منذ صعود حزب العدالة و التنمية للحكم و تقديم السيد رجب أوردغان نفسه كزعيم سياسي قادر على مساندة القضية و طرحها في المنتديات الدولية بما يسمح بإشعاعها و اقتلاعها لمواقف مساندة من الشخصيات و المكونات الدولية ذات العلاقة بنصرة قضايا التحرر في العالم لم تحقق القضية أي مكسب كان للرجل دور فاعل فيه بل أصبحت القضية في طي النسيان بسبب فتح أنقرة دفتر محاسبة النظام السوري خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني المتمثل في محاصرة القوى الحرة الرافضة للهيمنة الأمريكية و أولها عرين المقاومة العربية في الشام .

تركيا مجرد بلد إسلامي منذ بروز زعامة كمال أتاتورك و تواصل استمرار حكم العسكر بل من الثابت و المعلن أن العلاقة الإستراتيجية الصهيونية الأمريكية التركية لا يمكنها أن تكون إلا قرينة جدية على انحياز أنقرة للنادي الصهيوني القادر على إدخالها للنادي المسيحي بعد أن تستغفر و تغتسل و تقدم ولاءات الطاعة حول مجازر الأرمن و دور فاشيتها الحاكمة في الإبادة الجماعية التي حصلت و بقيت وصمة عار تاريخية في جبين الحكومات التركية المتعاقبة، هذا المدخل مهم للاقتناع بمحدودية الدور التركي بل لنقل بانعدامه من الأصل لان تلك العلاقة مع أكبر قوتين في العالم و المنطقة هما المقود المحدد للدور التركي و عليه فان محاولة حزب العدالة إيهام المتابعين بقدرته على الخروج على بيت الطاعة هو مجرد أوهام طالما سوقتها مجموعات الإسلام السياسي من باب الغلو و التطرف الفكري لا غير و كذبتها الوقائع المادية سواء في تونس أو مصر أو العراق ، فالولايات المتحدة و بعد انشطار الاتحاد السوفييتي حددت قواعد اللعبة و حدود الأدوار لكل دولة في العالم و بالذات في الشرق الأوسط و لعل آخر تحديد صريح هو تلك العبارات المختزلة للرئيس بوش الابن في خطابه اثر هجمات 11 سبتمبر 2001 ‘ من ليس معي فهو ضدي ‘ .

لم يكن ضرب السفينة التركية ‘ مرمره ‘ و إهانة السفير التركي في تل أبيب محطات سياسية عشوائية بل هي قرص أذن للقيادة التركية التي أرادت اللعب في المياه الفلسطينية العكرة، فالخطوط الحمراء الصهيونية كانت واضحة و محددة لكل الذين يتعاملون مع العدو الصهيوني و أمريكا نفسها لم تعد قادرة مهما تغيرت القيادات على تخطى أو فرض قواعد لعبة و خطوط حمراء أخرى، بعدها لازمت تركيا مكانها وتجرعت مرارة الاحتقار و الإذلال في صمت رغم غوغائية بعض الخطب ‘ المحلية’ المعدة للاستهلاك الشعبي المحلى و إلى اليوم لم تعد تركيا صنيعها و لم ترفع صوتها في أي منبر لمساندة القضية الفلسطينية، و حتى عندما غضب الدب الروسي بعد إسقاط طائرته في الأجواء السورية على يد المقاتلات التركية صمتت الدولة التركية صمت القبور ارتباكا لتؤكد للمتابعين أن حكم الإسلام السياسي ليس إلا مجرد شعارات للاستهلاك و أن سياسات الدول الكبرى لا تحكمها العواطف و الشعارات بل المصالح الحيوية.

بمجرد اصطفاف تركيا إلى جانب أعداء سوريا و أعداء الأمة العربية لضرب و إسقاط النظام السوري في أقذر مؤامرة دموية عرفتها البشرية سقطت مقولة السيد أوغلو المبشرة بصفر مشاكل تركية مع الجوار ليصبح أعداء تركيا في المنطقة أكثر من عدد أصدقاءها، فالنظام بكل منظريه لم يصل إلى قناعة راسخة بأن الشعوب العربية ستقف ضد كل الذين يقفون ضد سوريا بصفتها قائدة المقاومة العربية و ضد حلف المقاومة بعيدا عن الطائفية و المذهبية و الاختلاف في الرأي، و بين تركيا و سوريا سيختار العرب طبعا سوريا بالإجماع، فتركيا كانت دائما و في الأوقات الحرجة إلى جانب العدوان و الاستعمار الصهيوني الأمريكي للمنطقة و لم ترفع صوت الاستنكار الجدي ضد كل المجازر التي أدت بحياة ملايين الشهداء العرب و العرب اليوم لا يحتاجون لصوت و مشروع كرتوني مشبوه تحركه الأيادي الخفية المتحكمة في صراع الشرق الأوسط ليقدم نفسه البديل للمقاومة و لحالة الرفض العربية للصهيونية العالمية، و لا شك أن انتصار سوريا في معركتها الوجودية سيطيح نهائيا بمشروع الفوضى الخلاقة الإخوانى الصهيوني التكفيري الذي تحركه إسرائيل و تركيا و السعودية لضرب الثوابت العربية التي طالما وقفت سدا منيعا و عنوانا لرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني .

تقول أنقرة اليوم على لسان رئيس حكومتها الجديد أنها ستعيد النظر في سياستها الخارجية، هذا ليس صحيحا فعملية إعادة النظر قد فرضت على النظام بقوة الصمود السوري و افتضاح المؤامرة التركية المتخفية وراء ‘ثورة’ قذرة بائسة كونتها المخابرات التركية و القطرية، و حيث يتفق العملاقان على أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد مطروحا كما طمحت إليه أنقرة من البداية فان إعادة النظر التركية في هذا الشأن لا تعد إلا تسليما بالواقع و ليست اختيارا تركيا محضا، و لعله من الثابت اليوم أن سياسة الصفر مشاكل قد انتهت قبل أن تبدأ و أن مشروع الإخوان الذي سقط نهائيا في مصر و تونس بالذات قد انتهى في تركيا بدليل المظاهرات و الاحتقان الشعبي المتواصل الذي يوجهه النظام بالحديد و النار إضافة إلى تصاعد وتيرة التفجيرات الدموية التي تضرب الأمن التركي في معاقل كثيرة لتثبيت المقولة المعروفة ‘ النار تأكل مشعلها دائما ‘، الثابت أيضا أن مهند التركي الذي أضاع بوصلة بعض الفتيات العرب قد كان يلبس قناعا و اليوم كشف القناع على القناع ليشاهد الملايين العرب الصورة الفاجعة لمهند تركيا رجب طيب أوردغان .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تركيا، أردوغان، داوود أوغلو، حزب العدالة والتنمية التركي، التفجير بتركيا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-07-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آسيا العبيدى ، القاضية التي قالت لا
  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، وائل بنجدو، علي الكاش، صالح النعامي ، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، فهمي شراب، سلام الشماع، أشرف إبراهيم حجاج، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، محمد يحي، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد ملحم، محمد أحمد عزوز، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، تونسي، أحمد النعيمي، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، كريم السليتي، محمد الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد شمام ، سلوى المغربي، محمد الياسين، مراد قميزة، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بنيعيش، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، صفاء العربي، علي عبد العال، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود سلطان، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، مجدى داود، فتحي العابد، محرر "بوابتي"، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي اليوسفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د.محمد فتحي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، سامر أبو رمان ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، د - عادل رضا، رضا الدبّابي، محمد اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، عبد العزيز كحيل، د- هاني ابوالفتوح، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، سعود السبعاني، مصطفي زهران، أحمد بوادي، كريم فارق، محمد علي العقربي، حاتم الصولي، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، رمضان حينوني، صلاح الحريري، نادية سعد، المولدي الفرجاني، إيمى الأشقر، بيلسان قيصر، محمد العيادي، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، د- محمود علي عريقات، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، فتحي الزغل، رحاب اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ، د - صالح المازقي، د - الضاوي خوالدية، د- جابر قميحة، د. خالد الطراولي ، طارق خفاجي، عبد الله الفقير، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، عزيز العرباوي، ياسين أحمد، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة