أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4210
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من علامات الفشل في سياسة أية دولة في العالم هو تغيير رئيس الحكومة، لان هذه الشخصية دائما ما تدعى لهذا المنصف دستوريا إلا لتنفيذ سياسة و رؤية الحزب الحاكم في جملة من المحاور و على رأسها دائما المحور الاقتصادي و بدرجة أقل المحور السياسي أو ما يسمى بالتوجهات و المبادئ العامة للدولة في علاقتها بمحيطها الدولي القريب و البعيد، في هذا المجال لن نعيد و لن نكرر أن الفترة التي تلت ما يسمى بالربيع العربي إلى حد الآن قد كشفت أنه لا مكان للإسلام السياسي ليحكم الدول العربية و الدول الإسلامية عموما و أن الولايات المتحدة الأمريكية و بعض الدول الغربية إضافة إلى إسرائيل لما عولت على استلام هذه الحركات الإسلامية المشبوهة التي طالما رضعت حليب الخيانة من صدر المخابرات الصهيونية الغربية الحكم لمزيد ابتزاز و انتزاع بعض التنازلات المطلوبة التي عجزت عن تقديمها لأسباب متعددة الأنظمة الاستبدادية ‘ العلمانية’ التي أطاحت بها الثورات العربية المشبوهة قد أخطأت التقدير و سرعت في عملية إطاحة الشعوب العربية بهذه الفئة الدموية الضالة مزيحة إياها من المقاعد الأولى للمشهد السياسي لترمى بها إلى زبالة التاريخ دون رجعة .
بسقوط الإخوان في مصر و في تونس في مشهد دراماتيكي مرعب لا تزال هذه الدول تعانى ارتداداته المخيفة إلى اليوم ، و بسقوط الإخوان الخونة في سوريا على يد قوات الشعب السوري و انكشاف أمرهم المريب بعد انخراط هذه الجماعات إلى جانب المؤامرة الدنيئة التي دبرتها المخابرات الصهيونية الأمريكية القطرية التركية السعودية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد كان من الواضح أن حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا قد بدأ نجمه في الأفول و باتت ساعات حكمه للدولة العثمانية معدودة، و على وقع التفجيرات العنيفة المتتالية التي حصدت المئات من الأرواح في عدة أماكن من تركيا و خروج الملايين في مظاهرات الرفض لسياسة حكومة داوود اوغلوو مما دفع برئيس الدولة العميل إلى استهداف الإعلام بالسجون و المعتقلات و التعذيب و تكميم الأفواه بقوة السلاح و انهيار الجماعات الإرهابية التي سخرتها المخابرات التركية بقيادة حكين فيدان لمحاولة اقتطاع جزء من التراب السوري لتمكين دولة الخلافة المزعومة من رقعة أرض تنتصب فيها للانطلاق نحو دمشق و تنفيذ طموح و حلم الرئيس التركي في الصلاة في المسجد الأموي ، على وقع هذه الأحداث المرعبة و التحولات الدراماتيكية المخيفة فقد الرئيس التركي كثيرا من صلفه و غروره و جاءت الحكومة الجديدة لتدير ظهرها للماضي محاولة البحث عن طريق آمن للمستقبل .
يقال أن التاريخ لا يرحم و أن دموع الأبرياء تحرق الظالمين الأفاقين العملاء، يقال أيضا أن النار عندما لا تجد من تحرق تحرق صاحبها، هذا بالطبع ما حصل منذ ساعات قليلة إذ تحول مطار أتاتورك إلى شعلة من نار وتحول المشهد إلى حالة من الفزع و الدموع و الدماء ، سقط الأبرياء في المطار التركي و سقطت سياسة الصفر مشاكل التركية بالضربة القاضية و سقط الأنموذج التركي أمام عيون العالم كما تسقط قصور الرمال في الشواطئ، تبين أن الإرهاب ليس له دين فقط بل أن الإرهاب ليس له صديق حتى لو كان ذلك الصديق هو الصديق التركي الذي مولت و خططت مخابراته القذرة لإدخال كرة النار الإرهابية لتقطع و تذبح الأبرياء في سوريا تحت يافطة مساندة ثورة مزيفة قذرة تقف وراءها مجموعات الإرهاب من الإخوان الفاسدين بقيادة تاجر الدين البيانونى، كما تقف وراءها مخابرات السعودية و قطر و إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية .
استهداف التفجيرات الدموية العنيفة الأخيرة مطار كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة يحمل أكثر من رسالة و رمز للقيادة التركية الفاشلة التي كشفت منذ ساعات قبل هذا الانفجار عن رغبتها في ‘ تطبيع ‘ العلاقات مجددا مع الكيان الصهيوني رغم كل الصفعات و الإهانات التي تلقاها رجب طيب أوردغان شخصيا من رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو و الجميع يتذكر ذلك الموقف المذل و المهين للسفير التركي في تل أبيب، أيضا يمكن القول أن هذه التفجيرات هي علامة فشل كبيرة للمخابرات التركية بقيادة هاكان فيدان الصديق الحميم للرئيس التركي و كاتم أسراره اللئيمة و رجل المهمات القذرة، طبعا يخرج رئيس الحكومة السابق داوود أوغلو صاحب نظرية ‘ الصفر مشاكل التركية مع الجيران ‘ بصفر انجازات و بكثير من علامات الفشل الواضحة و يكشف للمتابعين صفر الأنموذج التركي و صفر الإسلام السياسي و صفر سياسة الرئيس التركي و صفر نجاح مشروع الفوضى الخلاقة في جانبه التركي إضافة إلى كم من الغيوم التي تثقل سماء العاصمة التركية طهران و تضع الشعب التركي أمام أسئلة معقدة كثيرة .
سقط خيار الإسلام السياسي التركي القذر أمام امتحان واقع السياسة الدولية المتحول، دقت ساعة الحقيقة و كشف القناع عن القناع التركي المزيف، بدأ الاقتصاد التركي في مرحلة الانهيار العنيف و بدأ الشارع التركي يتساءل كما حدث في تونس بعد اشهر من حكم حركة النهضة الفاشل و الدموي إلى أين تسير تركيا و لماذا تصاعد الدخان و لهيب النار في الداخل التركي بعد أن وعد رئيس العصابة التركية الجميع بإسقاط الرئيس الأسد و بالقضاء على رئيس المقاومة العربية، كثير من الوعود الزائفة و كثير من الخطب النارية العفنة و كثير من الغرور العثماني الملوث بالدم، لكن رئيس تركيا لم ينل لا عنب الشام و لا بلح اليمن و لم يصل بالمسجد الأموي لان الخلافة العثمانية سقطت في مزبلة التاريخ، اليوم اندحرت الجماعات الإرهابية السعودية من العراق و بدأ العد العكسي لرحيلها من سوريا تجر كثيرا من اللعنات و البصاق، اليوم ينفجر مطار كمال أتاتورك و يصاب اوردغان بالصدمة المرعبة، لا عزاء لتركيا، لا أحد يقف مع تركيا، لن نبكى على مصير تركيا لان أوردغان حرق كل قلوب الأمهات العربيات، اللعنة على القتلة، اللعنة على القتلة، اللعنة على القتلة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: