أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3895
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في لبنان خرج علينا البعض بحملة ‘ طلعت ريحتكم ‘، قصد الحملة كما جاء على لسان منظميها و داعميها و مناصريها هو مطالبة الحكومة اللبنانية برفع النفايات اليومية من الشوارع التي تحولت إلى مزابل تماما كما حصل في تونس أيام حكم ‘الإسلام السياسي’ أو ما سمي بالترويكا، وجه الشبه الوحيد بين ‘ مزابل لبنان ‘ و ‘مزابل تونس ‘ أنها مزابل ‘منظمة’ و مقصودة بمعنى أن السلطات المتعفنة في الدولتين قد تركت الأمر يستفحل لأمر في نفس يعقوب، كما تركت الإرهاب يدخل إلى أحياءنا العشوائية و إلى جبالنا المهجورة و يجد له مقرا آمنا، و حتى الذين توجسوا خيفة طلع عليهم من يطمئن قلوبهم المرتجفة بأن من رأوهم بتلك اللحى الطويلة و القمصان الأفغانية و النظرات الكئيبة الشاحبة هو قوم يمارسون الرياضة لإزالة كميات الكولسترول التي لم تكن ظاهرة من فرط ضعف هذه الكائنات و ضمور عودها الفاقد للشحوم .
لن نترك الفرصة تمر دون أن نطرح سؤالا بقى مختمرا في الذهن كغيره من عديد الأسئلة المتعلقة بفترة حكم حركة النهضة، يقال أن أعضاء الحركة ملتزمون دينيا، فهل يمكن تفسير صمت حكومة الملتزمين هذه على انتشار المزابل طيلة عامين كاملين إلى حين ‘رجوع’ كل الأمراض التي تخلص منها الشعب الكريم مع أن أول القواعد المعروفة أن النظافة من الإيمان أم أن ‘ إيمان’ هؤلاء الملتزمون دينيا ضعيف إلى هذا الحد و هو مجرد واجهة لما خفي و هو أعظم، لماذا لم ينظم هؤلاء الملتزمون مظاهرات ‘طلعت ريحتكم ‘ أم أن استغراقهم في البحث عن ‘ التعويضات’ و ‘تنظيف’ الخزينة من ‘وسخ الدنيا ‘ قد شغلهم للأسف عن نظافة البلاد من أوساخ البشر، نأتي طبعا لتلك الحملات التي تلت سقوط الرئيس المؤقت السابق و التي قيل أنها ممولة من أموال نفط الخليج، قطر بالذات، و من أموال بعض السفارات التي يتعامل معها السيد عماد الدايمى المستشار السابق للمرزوقي و أمين عام حزب المؤتمر المتشظى بعد انتخابات الصفر فاصل و تبعات هروب ‘المؤقت’ بأصوات حركة النهضة فى الانتخابات الرئاسية الماضية كما جاء في جريدة الشروق ذات عدد من شهر مارس الماضي لنسأل : أين حملة ‘ وينو البترول ؟ ‘ .
تقول صحيفة الفجر الجزائرية الصادرة بتاريخ 1/6/2015 أن بعض أعضاء حملة ‘وينو البترول ‘ الذين سبقوا بحملة ‘وينو الفوسفات ‘ منخرطون في منظمة حقوقية أجنبية معروفة بارتباطها الوثيق بجهاز مخابرات دولة أجنبية عظمى و أحد أعضاء هذه الجمعية عمل سابقا في سفارة دولة أجنبية عظمى كذلك، تضيف الصحيفة أن جماعة الحملة يدركون طبعا أنه لا وجود لثروات نفطية في تونس كم يسعون بواسطة بعض عملاء الإعلام المتاجرين بكل القضايا المغشوشة للإيحاء به، طبعا الحملة مشبوهة من رأسها إلى قدمها و يقف حزب المؤتمر المنحل و رئيسه المؤقت وراءها كما تشير عديد التسريبات، المهم الآن هو السؤال : أين ‘ذهبت’ الحملة ؟ و لماذا صمت حزب المؤتمر عن النباح المباح ؟ هل أن الأموال قد شحت و معها شحت الأصوات ؟ هل تلقى الجماعة ‘أوامر’ أخرى من المحمية القطرية لممارسة و تفعيل حملات أخرى على شاكلة حملات الحرق و النهب التي طالت عديد المدن في الجنوب التونسي و التي اتهمت الحكومة ووزارة الداخلية المرزوقي و الهمامى بالتحالف معا لإشعالها لضرب الاستقرار في البلاد و الإطاحة بحكومة الحبيب الصيد .
لا شك أن المتآمرين على تونس كثيرون و خاصة بعد أن تغلبت حركة النهضة على صقورها و تخلب العلمانيون على شكوكهم تجاه هذه الحركة و لو من باب تغليب مصلحة البلاد على مصالح الأحزاب ، و لا شك أن حملات مثل حملة ‘وينو البترول’ هي حملات تنظمها و تساهم فيها أطراف أجنبية مسعورة و تنفذها أياد تونسية مخلصة لمشروع الفوضى الخلاقة الصهيوني، هذا ما كشفته عديد التسريبات داخليا و خارجيا، و بعد أن كشفت التسريبات حقيقة الأطراف المشبوهة التــي قادت حملة ‘ طعلت ريحتكم ‘ اللبنانية و هي أطراف تتعامل مع المخابرات الأمريكية و سبق لها المشاركة في المظاهرات ‘ التونسية ‘ التي سبقت هروب الرئيس السابق مما يكشف عمق العلاقة الوطيدة بين الدكاكين الأمريكية المشبوهة مثل منظمة فريدوم هاوس و بعض ‘ الناشطين’ في الفضاء السياسي العربي، جاءت التسريبات لتكشف علاقة الأموال النفطية التي تتحصل عليها ‘الجمعيات الخيرية’ المتناسلة بعد الثورة بتمويل مثل هذه الحملات ‘الموسمية’ المدسوسة و بتمويل الإرهاب حسبما تؤكده صحيفة ‘ آخر خبر ‘ الجزائرية منذ فترة قصيرة و ما جاء على لسان المرصد الوطني لمكافحة الإرهاب في شهر فيفرى من السنة الفارطة.
منذ فترة خرج ‘ القيادي ‘ في المؤتمر عبد الوهاب معطر متهما الرئيس و الأمين العام بالاستيلاء على أموال هذا الحزب الكرتوني الفاشل ، اتهام واجهه الطاقم الرئاسي السابق من الرئيس إلى عدنان منصر إلى عماد الدايمى بالصمت المرتبك، طبعا طالت شبهات الفساد المالي المرشح الرئاسي السابق محمد المرزوقي في موضوع الانتخابات الرئاسية التي فشل فيها فشلا ذريعا بعد أن قام بعملية سطو تشبه عمليات السطو المالية البنكية الكبرى التي تقوم بها العصابات الدولية، على منتسبى حركة النهضة في مشهد أسال كثيرا من الحبر بعد أن تحولت العملية الانتخابية في نظر ‘المؤقت’ إلى عمليات سلفة ناخبين رغم أن حزب المؤتمر من أكبر المنادين و الرافضين لمبدأ ‘الاقتراض’ حتى بين الدول، و إذا كان المثل يقول ‘من بيته من زجاج لا يرمى بيوت الجيران بالحجر ‘ فإنه من المنطقي أن يلجأ أصحاب هذه الحملات المشبوهة إلى الصمت حتى لا يرد عليهم البعض بالعبارة الشهيرة ‘ اللي استحوا ماتوا ...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: