أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3784
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سقط الشهيد مصطفى بدر الدين القائد الكبير في المقاومة اللبنانية في ساحة المعركة السورية، سقط بيد الغدر الإرهابية الخليجية الصهيونية ، سقط الشهيد في غير الساحة التي كان يأمل السقوط فيها، فلا أحد كان يظن أن كل هذه المؤامرة القذرة ستنفذ في سوريا على يد ما يسمون أنفسهم بالمسلمين و بالمتدينين، ما من أحد كان يتصور قبل سنوات أن سوريا التي وقفت في وجه الغزو العراقي للسعودية ستكون مستهدفة هذه المرة من نفس النظام الشمولي الفاسد في جزيرة الحجاز المسمومة، و ما من أحد كان يتصور أنه بسقوط العراق على يد الخونة و المتعاملين مع العدو الصهيوني الأمريكي و ذبح الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين بتلك الطريقة و التوقيت البشع سيكون الطريق سالكا لتنفيذ مؤامرة الفوضى الخلاقة التي بشرت بها المتصابية كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، و تحالفت لتنفيذها قوى الشر الخليجية و بعض الهلافيت العملاء في ما يسمى بتيار 14 آذار اللبناني.
لا تستغرب يا صديقي الشهيد لماذا خذلك العربان و لماذا تشفوا في دمك و في تاريخك و هم الذين لا يملكون عشر هذا التاريخ و لم يفكروا يوما في تحرير أرض أو ردع معتد أو منازلة مغتصب، لقد خذلوك و شربوا الخمر و صكوا الكؤوس المعتقة فرحا برحيلك، هل كنت تتوقع من هؤلاء الحكام العرب و من هؤلاء الكتاب البائعين للذمم أو من هؤلاء المتعاملين مع السفارات و المخابرات و دكاكين وزارة الخارجية الأمريكية أن يقولوا لك شكرا أيها الشهيد، شكرا، لن ننسى بطولاتك و دفاعك و حماستك للذود عن شرف هذا الوطن السوري الذي طالما قدم للأمة ما قدم من تضحيات و طالما قدم للشعوب و النخب العربية بالذات ما قدر عليه من طعام و كلمة طيبة و حسن استقبال و حفاوة شامية صادقة، هل كنت تتوقع أن يصنعوا من أجلك تمثالا في أكبر الساحات العربية، فهذه ليست طباعهم لان طباعهم هي المكر و الخديعة و الانبطاح للعدو الصهيوني .
فلقوا رؤوسنا و أتعبوا أذهاننا بهذه العداوة المفتعلة مع إيران و مع ‘ المشروع الفارسي’ و مع ‘ نظام الملالى ‘ و مع ‘التمدد الشيعي ‘ و ‘ الخطر النووي’ إلى غير ذلك من الترهات و الأكاذيب، سخروا كتاب المآتم و الجنازات العربية، فرضوا حالة من الحصار السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي على إيران و طبعوا مع إسرائيل في كل المجالات طالبين الصفح عن جهالتهم التي جعلتهم يجتمعون في قممهم العربية للدعوة ضد الكيان و ضد التطبيع مع الكيان، تبولوا على شعار لا صلح لا اعتراف لا تفاوض، تنصلوا منه و نسبوه للمرحوم جمال عبد الناصر، غسلوا أياديهم القذرة الملطخة بدماء الأبرياء في العراق و اليمن و سوريا و لبنان و أفغانستان ليصافحوا عدو العرب و مغتصب الأرض و العرض و وجهوا أصابع اتهامهم فقط ضد الثورة الإسلامية في إيران، اليوم تنصلوا من غضب أطفال الحجارة و ضحكوا عليهم و سخروا منه متسائلين متندرين : هل بسكاكين المطبخ ستحررون فلسطين !!!!! .
لم يشهد لهؤلاء ‘ العرب’ أنهم نصروا مظلوما أو وقفوا مع صاحب حق أو تدافعوا لنصرة قضية عادلة أو ترحموا على شهيد و رفعوا من مقامه ساعة تأبينه، كلهم سواسية في البهتان و الزيف و الحقارة، من مغربهم إلى مشرقهم، من جلالتهم إلى سموهم إلى سعادتهم، لا أحد في السعودية و الخليج عموما نصر فلسطين كما نصرت أمريكا إسرائيل، لا أحد في مملكة المغرب نصر القدس بمليم مثقوب، لا أحد في الأردن دافع عن الضفة حتى بطلقة مدفع قديم، مع ذلك يريدون أن يبعدوا الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن فلسطين و حزب الله عن سوريا و سوريا عن جناحي المقاومة، هم لهم ‘نصرتهم’ المعروفة ( جبهة النصرة ) و هي من تقوم ‘بالشغل’ بدلهم بعد أن حقنوا رجال إرهابها بالايدز على يد جهاد النكاح و المخدرات على يد مصانع الكابتغون البلغاري، هم صنعوا جماعات قتالية إرهابية تكفيرية مسمومة و حددوا لنشاطها القذر الإطار الزماني و المكاني، و هم لم يفكروا يوما لا في فلسطين و لا في العراق و لا في مواجهة هذه القواعد الأمريكية ‘ النائمة’ في كل الدول الخليجية و لا في ضرب المصالح الصهيونية المتناثرة في أغلب الدول العربية، فقط فكروا في ضرب إيران حتى يفسح المجال للمشروع الصهيوني ليتمدد، فلا أحد مسموح إليه بالتمدد داخل الدول العربية إلا إسرائيل .
‘الصهاينة لم يبخلوا حق المقاومة في الاعتراف بقدرتها على المواجهة الفاعلة لكن العربان شمتوا و ضحكوا و سخروا ‘...هذه هي الحقيقة المرة التي نطقها سماحة سيد المقاومة العربية حسن نصر الله في تأبين الشهيد الكبير مصطفى بدر الدين يوم 20/5/2016، هذه هي الطامة و المصيبة الكبرى التي وصل إليها حكام و كتاب و إعلام الخليج القذر، المقاومة العربية لا تنتظر وقفة عز من الخونة العرب، و لو كان التاريخ يكتب بلغة الخونة و دموع العملاء لما كتبت الكتب عن الغدر و الخيانة و قلة الأصل بل ضياع المعروف، فالوفاء للتاريخ و للأبطال حمل ثقيل جدا على الخونة و العملاء من هذه الفصيلة الانتهازية الشيطانية التي تعيش في الساحة العربية ملوثة كل شيء جميل، فهؤلاء الكتاب الذين نذروا أقلامهم لتكرار نفس الخطيئة الفكرية ضد إيران كلهم عملاء لأنهم يكذبون على أنفسهم أولا و يكذبون على متابعيهم ثانيا و على التاريخ ثالثا، فالطبع اللئيم غلب التطبع و الرشوة المالية غلبت الضمير، لذلك نقول لهؤلاء يكفى، كفى، فقد كشف المستور .
لن تتحرر فلسطين بالأدعية و الشعارات و بيانات الاحتجاج، و لن يتوقف الاستعمار الغربي المتلون عن حدود عربية هشة و لن تتراجع إسرائيل عن احتلال الأرض العربية إلا متى وقفت المقاومة العربية في كل عناوينها و استجمعت كل قواها مهما كانت مشاربهم و توجهاتهم العقائدية و الفكرية، و إيران في هذا المجال لا تنتظر استدعاء من هذه الأقوام العميلة الحاكمة في الخليج، إيران ستفرض نفسها بفعل الوقت لان الوقت لا يجرى في صالح العرب و إيران ستربح معركة الاندماج و معركة التصالح مع محيطها لان الحرب في سوريا قد كشفت للجميع مواقع كل طرف من هذه الأزمة، بين خليج متصهين و أردن متخاذل و مصر متهافتة و بين حلف مقاومة يرفع شعار التحدي ليفرض على الغرب بما فيه إسرائيل معادلة جديدة لا مكان فيها لهؤلاء العملاء الخونة الذين انبطحوا لمساندة التطبيع و الدعوة للعداء مع إيران، و أن تكشف إسرائيل عن قائمة الكتاب العرب الذين خدموا مشاريعها فهذا هو العار و الخطيئة الكبرى لكنهم لا يملكون فعلا ذرة خجل .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: