أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4719
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ فترة كشف المتابعون للمشهد السياسي التونسي بعد الثورة الوجه المثير للسخرية للسيد الهاشمي الحامدى، و لان الشعب الكريم قد كشف ترهات هذا الرجل فقد تم طرده من كل مكان حل فيه إلى أن رحل غير مأسوف عليه إلى مدينة لندن ليتنعم بملايين النفط الملوثة، السيد محمد عبو يملا الدنيا صخبا و ضجيجا عن المساواة و العدالة الاجتماعية و الشفافية و المحاسبة إلى غير ذلك طبعا من المشاعر و الشعارات الرنانة، السيدة عبو تقوم بترديد نفس الأهازيج التي يرددها السيد محمد عبو ، كل ذلك بمزيد من سلاطة اللسان الجارحة و الخارجة عن الأدب المعروف لدى المرأة بالخصوص، طبعا هناك تنسيق مسبق بين المسيو و المدام بحيث لن يمر يوم دون أن تجد أحدهما على الأقل بصدد اصطياد بعض التصريحات من هنا و هناك ليصنع منها طاولة و كراسي و زيد الماء زيد الدقيق حتى مل المتابعون دون أن يمل السيد و السيدة عبو .
يقف السيد عبو و زوجته كالمتسولين يوميا على أبواب منابر الإعلام المرئية، المسموعة و المكتوبة، كل ذلك طمعا في التقاط جملة أو تصريح أو مجرد ابتسامة للسيد الرئيس الباجى قائد السبسى بالذات، و بما أنهم مراهقون سياسة فإنهم لا يفرطون في أقل حرف ليقولوه ما لم يقله أو يعنيه، قشور في قشور و إضاعة للوقت ما بعدها إضاعة و رعونة أخلاقية ما بعدها رعونة، فالسيد عبو يتجاهل إلى الآن أنه فر من ساحة المعركة لما نصبته النهضة وزيرا لمقاومة الفساد فهرب من الباب الخلفي تماما كما هرب عبد الرحمان الادغم، و السيد عبو يتجاهل عن سوء نية واضحة أن ذلك الهروب من المعركة بتقديم الاستقالة هو وصمة عار لا تمحى و دليل قاطع على أنه لا يقدر على مجابهة حيتان الفساد و لا يقدر على مواجهة الضغوط و لا يقدر على محاسبة الفاسدين أو مجرد التلميح إليهم بالحروف الأولى من أسماءهم، و لان الرجل لا يفهم في السياسة و لا في تبعات السياسة فإنه اعتبر الهروب من المسؤولية نضالا و انتصارا و قلادة يضعها على صدره ليعلم أحفاده كيف هرب من المعركة التي طالما قال أنه ينتظرها فلما جاءت إليه صاغرة فر من منها تحت جنح الظلام .
معروف عن السيد و السيدة عبو أنهما يطلقان على مدار الأيام غازات ثقيلة من الخطب الإنشائية الرنانة التي تملا فضاء السياسة في تونس دون طحين، و حتى تدخلاتهما في وسائل الإعلام أصبحت مخجلة و معيبة و مملة إلى أبعد الحدود فهما يتغيران حسب المصالح و همهما الوحيد هو كيفية الصمود و البقاء في المشهد الإعلامي بعد أن لفظهما الشعب على الأقل بالنسبة للسيد محمد عبو في الانتخابات السابقة، فلماذا لا يبحث الرجل و السيدة على رفع مستوى تدخلاتهما و محاولة تفادى التصويب المستمر على نفس الشخص تجنبا للتكرار الممل، لماذا لا يقدم الرجل برنامجا مقبولا بدل الانخراط في القيل و القال و حديث المقاهي، و هل أن هذا الشعب لا يستحق من هؤلاء السياسيين عدم إضاعة الوقت في التفاهات و التركيز على كيفية حل مشاكله الداخلية، و إذا كان السيد و السيدة عبو يشعران بفراغ جعبتهما الفارغة أصلا فلماذا لا يخصصان بقية الوقت في زيارة محميات الحيوان لتعلم فائدة البحث عن كيفية التعايش .
أنا متأكد أن السيدة و السيدة يعيشون الفراغ الممل بعد أن فشلت كل محاولاتهم لاختلاق المشاكل و لم ‘ يعبرهم ‘ أحد، من هذا المنطلق، تراهما يبتسمان للفضائيات و يكثران من التصريحات الباردة و الميتة بهدف لفت الأنظار إلى هذا الحزب الهلامي الذي يتكون من بعض الأعضاء الذين لا يتجاوزون أصابع اليد من عادتهم الاجتماع يوميا على نفس المائدة في إحدى المقاهي الفاخرة المعروفة في الضاحية متابعين لوسائل الإعلام في انتظار سقطة من هنا و لفظة خارجة عن السياق من هناك ليتولى السيد و السيدة عبو من الغد استثمارها كغنيمة صيد معتبرة هكذا بدون حمرة خجل أو انتباه إلى أن هذا لا يليق بمن يزعمون إنهم كانوا شركاء في هذه الثورة التي هانت و سامها كل مفلس، فهل أن مجرد رسالة لبن على تعتبر نضالا و هل أن حمل القفة من السيدة عبو للسجين ‘ السياسى’ محمد عبو يعتبر نضالا ...يا خسارة المرحوم نيلسون مانديلا و السيدة المناضلة ويني مانديلا ... ماذا كانا يقولان عن نضالهما طيلة 27 سنة من حكم الميز العنصري .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: