أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3679
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كلما جاء زائر أمريكي للوطن العربي من المحيط إلى الخليج إلا و أشبعنا نفاقا عن العلاقات القوية و العلاقات الإستراتيجية و عن اتفاق وجهات النظر إلى غير ذلك من الموبقات الكلامية الكاذبة التي يلوكها هؤلاء القتلة الأمريكان، العجيب أن هناك من الشخصيات الأمريكية التي تخرج للإعلام بتلك التصريحات الكاذبة التي تقول أن هذه الشخصية أو تلك قد ‘استمعت’ بانتباه إلى حكمة الرؤساء العرب و أنها استفادت من تلك ‘الحكمة’ في معالجة قضايا العالم التي لم تكن لتنحل لولا مجيء تلك الشخصية الأمريكية إلى المنطقة و تكبد عناء السفر الطويل للاستفادة من ‘الحكمة’ الفريدة لهؤلاء الرؤساء الذين نصبتهم المخابرات الأمريكية و حرست عروشهم إلى حين سقوطهم و فيهم من لا يزال ينتظر الدور، طبعا، أمريكا هي رائدة النفاق اللئيم في العالم و هي لا تتحرج أن يتم اكتشاف زيف تصريحاتها فكل شيء جائز في عرف السياسية الأمريكية
رسائل جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الحالي، عن قوة العلاقة بين الإدارة الأمريكية و دول الخليج العربي تحديدا لا تختلف طبعا عن رسائل السير هنري ماكماهون الممثل الأعلى للملك البريطاني في مصر بين العامين 1915 و 1917 غالى الشريف الحسين بن على شريف مكة آنذاك قبل استيلاء عائلة مافيا آل سعود على الحكم بإيعاز من الحكومة البريطانية حيث كان الرجل يحث العرب و بالذات الملك الهاشمي على الثورة ضد الأتراك لاسترجاع الأراضي العربية المسلوبة في حين أن الانجليز كانوا يتآمرون سرا مع فرنسا لتقسيم البلاد العربية فيما بينهم أو ما وصف فيما بعد باتفاق سايكس بيكو الشهير، و الذين طالعوا تلك الرسائل ‘ الساخنة’ بين الملك الهاشمي العميل و بين ذلك القائد البريطاني القذر يدركون اليوم لماذا قسمت الدول العربية بهذا الشكل و لماذا تشرذمت الأمة و ماذا ترك الاستعمار من وسواس خناس في ضمائر الحكام العرب الذين نصبتهم المخابرات الفرنسية و البريطانية بعد أن أغدقت عليهم الأموال و المكرمات نظير خيانتهم و بيعهم للمقدسات و لبقية الثوابت العربية و على رأس هؤلاء طبعا يأتي آل سعود وعائلة المملكة الهاشمية .
لقد كان واضحا دائما أن الإدارة الأمريكية و هي الإدارة الصهيونية بامتياز تقف غالى جانب الاستعمار بكل عناوينه القبيحة، و رغم ما تزعمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة من مثل و أطروحات حول الحرية و المقاومة و الاستقلال للشعوب و مناصرة القضايا العادلة فقد كان واضحا عبر التاريخ أن تمثال الحرية الأمريكي هو مجرد تمثال تتخفى وراءه النزعة الاستعمارية الامبريالية الأمريكية، فأمريكا التي خرجت من فيتنام بخسارة عسكرية و أخلاقية مرعبة لم تتعظ من تلك الهزيمة النكراء و عوضتها بمساندة نشأة إسرائيل أكبر كيان غاصب في المنطقة العربية بعد أن وفر وعد بلفور المشئوم الغطاء السياسي الدولي لهذا الاحتلال المدمر للأراضي الفلسطينية، ولان حكام الدول العربية و بالذات حكام الخليج يدينون للبريطانيين و الأمريكان و الفرنسيين بنشأة عروشهم الكرتونية الشمولية الفاسدة فقد وجدت الإدارات الأمريكية الصهيونية المتعاقبة مناخا ملائما لضرب العراق و سوريا و مصر لإيقاف زخم المقاومة العربية الرافضة للوجود الصهيوني في المنطقة .
لم يسترح الرئيس الراحل أنور السادات إلا بعد أن باع مصر برخص التراب في مزاد اتفاقية كامب ديفيد الملعونة، و لم يسترح الملك عبد الله السعودي إلا بعد أن طرح على الصهاينة في قمة بيروت الشهيرة مبادرته القذرة في الأرض مقابل السلام التي رد عليها أريال شارون في اليوم نفسه بالجرافات و الدبابات لتدمير مقر الزعيم الراحل ياسر عرفات في رام الله، و حين جاء حسنى مبارك و الملك حسين و بعده الملك عبد الله الثاني أحكم الطوق حول فلسطين التي باتت تعيش على ‘منتجات’ الأنفاق التي دمرها مبارك في لحظات غضب مسمومة ضد الشعب الفلسطيني و في مساندة قذرة لحكومة محمود عباس التي باعت فلسطين، و لقد عانت القضية الأم من خيانة ما يسمى بدول الاعتدال العربي إلى أن جاء حكم الإخوان بقيادة العميل محمد مرسى الذي بدأ حكمه بتلك الرسالة الذميمة الموجهة إلى ‘عزيزه شمعون بيريز ‘، عندها تولت حماس بيع القضية أو ما بقى منها إلى التاجر القطري ليهرب خالد مشعل من سوريا و يلتحف بعلم الانتداب الفرنسي لما سمي نفاقا و بهتانا ‘ بالثورة’ السورية القذرة، و اليوم يجتمع الجميع أمام حائط المبكى الصهيوني بعد أن وضعهم جون كيري و ما يسمى بمشروع الفوضى الخلاقة عبيدا للصهيونية و خدما لمشاريعها الهدامة في المنطقة العربية، و لعل هؤلاء الحكام المتآمرون على العرب يستحقون ذلك التوصيف المعبر الذي نطقه الرئيس بشار الأسد بأنهم أنصاف رجال، و لا عيب فقد وصفهم وزير خارجية قطر ذات مرة بالنعاج .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: