أنس الشابي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5213
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم أكن أرغب في التعرّض إلى حمّة وحزبه والمجموعة التي معه إذ لم يسبق لي أن كتبت عنهم أو نقدتهم إلا تلميحا، اليوم ونحن مقبلون على انتخابات مفصلية يمكن إن اتحدت فيها الجهود أن نرمي بحزب حركة النهضة إلى غياهب مزبلة التاريخ، إلا أنني ألحظ أنه بجانب العملاء المعلنين لحزب الحركة كمرجان والزنايدي هنالك من يقدّم على أساس أنه ممثل للدولة المدنية ومعاد للدولة الدينيةإلا أنه لم يقطع نهائيا مع حزب الحركة بل أبقى خيوط التواصل معهم قائمة وفي ذلك خطر على البلاد والعباد.
إن إصرار حمّة على عدم الانسحاب وامتناعه عن دعم الباجي إلى الآن هو في نهاية الأمر خدمة تقدّم للخصوم على طبق من ذهب، وحتى لا تذهب بنا المذاهب شتى أورد فيما يلي جملة من القرائن التي تؤدّي جميعها إلى نتيجة مفادها أن حمّة الهمامي رغم الهالة التي أحاطه بها أصحابه لا يؤتمن جانبه في خصوص العلاقة مع حزب الحركة إذ سبق له منذ سنة 2007 أن أمضى معه بيان 18 أكتوبر الذي مكن الحزب من الترويج لفرية مدنيته والتسويق لها في الخارج بما لا يتلاءم مع الخط السياسي لحزب العمال الشيوعي المعلن على الأقل، لو توقف الأمر عند هذا الحدّ لقلنا هان الأمر والخطأ وارد ولكن الأمر ازداد سوء إذ بعد أحداث 14 جانفي:
1)صرّح حمة لجريدة الراية العدد الثالث بتاريخ 24 جويلية 2011بأن وجود حزب مدني ذو خلفية إسلامية كالنهضة لا مشكل فيه وهو تقريبا نفس الكلام الذي دأب مورو والجورشي على ترديده.
2) في نفس الحديث يقول بأن تيارات ثلاثة متصارعة تشقّ حزب الحركة هي السبب في ازدواجية الخطاب لديه!!!.
3)يضيف إلى ما سبق القول بأن علي العريض وعبد الكريم الهاروني وهما من هما في التنظيم السري وفي التخشب، لهما مسعى لتجاوز نظرة الإخوان المسلمين وتأمّلوا بعيون مفتوحة يرحمكم الله هذا الكلام.
4) لمّا طُرحت مسألة حرية الضمير في مجلس 23 أكتوبر نشر حمة مقالا في جريدة المغرببتاريخ 8 أوت 2012 هو عبارة عن بكائية يستجدي فيها حزب الحركة علّه يتراجع مذكّرا إيّاه بالأيام الخوالي وباجتماعاتهم وإمضاءاتهم ويتنادى مستغيثا بحزب المؤتمر والتكتل علّهما ينجدانه، من يكون موقفه من حرية الضمير موقف الاستعطاف وهو يدّعي الدفاع عن الحريات ليس أهلا لخوض المعارك فضلا عن قيادتها.
5) أما عن تزكيات الترشح للانتخابات الرئاسية فحدّث ولا حرج ثلثها من الخصوم بحساب واحدة من حزب حركة النهضة واثنتان من حزب المؤتمر.
والذي يهمّني من كلّ ما ذكر أن المعركة التي خاضتها قوى المجتمع المدني طوال الثلاث سنوات الماضية وتستعدّ اليوم لإنهائها لا يمكن أن نطمئن فيها لِمن لا يؤمن جانبه، فضلا عن أن الإصرار على التمسّك بالترشح لا هدف منه سوى تشتيت الأصوات رغم أن الجميع يعلم أن حظوظ المذكور في الفوز تقارب الصفر،إنها خدمة تقدّم إلى حزب الحركة وخيانة لقوى التقدم في معركتها الحاسمة اليوممصحوبة بذرابة اللسان وبلوك الألفاظ المحبّبة إلى الأسماع كالدفاع عن الزوالي وابن الشعب وغيرهما من ساقط القول إن سقط الوطن في أيدي الدواعش، فالحذر كل الحذر من تشتيت الأصوات لأن البرامج المجتمعية اليوم تُحسم في نهاية الأمر بعدّ الأصوات، وأملي كله في أن تقف الجبهة الشعبيّة في صفّ مصلحة الوطن وتدعو منتسبيها إلى التصويت الإيجابي دحرا لحزب الحركة وحماية لمستقبل أبنائنا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: