د هاني ابوالفتوح - الكويت - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5816
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سؤال يطرح نفسه حاليا من هو الفارس القادم لحكم مصر، فالساحة مليئة بوجوه عديدة لها كل الإحترام والتقدير ولكن أتساءل من سيحكم مصر وهل هو واحد من كم هائل من الأسماء المطروحة حاليا أم تكشف الأيام والساعات القادمة عن وجوه أخرى فنزداد حيرة وتشتت،
ولكن يحضرني تساؤل آخر ماهي مواصفات الفارس القادم وماالذي تريده مصر حاليا
وماهي أسس الإختيار بعد أن تاهت منا كثير من معالم الطريق وأولوياته بل يلح على فكري أيضا العديد من المتغيرات التي ألمت بنا فأثرت فينا بالسلب وتأثرنا بها،
فما بالنا .. قيما كثيرة قد غابت عنا وتاهت وضاعت منا في منتصف الطريق فلم يعد الكبير كبيرا له حق الإحترام والتقدير بعد أن فرط بنفسه في كل حقوقه حتى بالكلام إما بضعف أو بخضوع وخنوع أو بخوف على الصغير ومستقبله قانعا أن تمر به الأيام تلو الأخرى يصارع الزمن والوقت حتى يقضي أحدهما على الآخر،
ولم يعد الصغير صغيرا فأراد أن يكون أبا للكبير وتناسى من كان يحنو عليه حتى يقوى ويشتد عوده ومن علمه نطق الحروف ومن أرضعه حروف الصراخ،
ومابال الوسط صامتا بين هذا وذاك قانعا بحكمة خير الأمور الوسط والصمت أفضل أحيانا من الكلام،
أشياء كثيرة تعتمل في صدري أهمها غياب الثقافة والوعي لفترات وضياع العدل وميزانه وفقدان الثقة وتغليب الصوت على العقل وغياب القدوة وعدم الخوف على الأغلى وهو الوطن فبات الإهتمام بالنفس دون المجموع وفقدان الأمل في الغد والتسارع نحو اليوم دون النظر إلى المستقبل،
لكن أين المستقبل حقا ؟ هل يصنعه حملة لواءات الماضي بكل مافيه من سلبيات كثيرة وإيجابيات عليلة بحكم الزمن وتجاعيده وماصبغه عليهم وبداخلهم من فكر ورؤى، سواء كان هذا الفكر عقيما أم رحيما فنجد أمامنا على الساحة من هما طرفي النقيض في كل شيء لايتفقان إلا في العمر ومرور السنين وتجاعيد الزمن وكلا الطرفين يدعي أنه الأفضل والأصلح والأجدر ومنهم من يرى نفسه الأنقى والأتقى والأعز الأكرم،
أين المستقبل هل هو ميراث جيل العشرينات وفيه من يري نفسه الوريث الوحيد والحقيقي ومفتاح الشرعية وحامل اللواء فهو ملك الكلام وصاحب الحكمة في الصرخة الأولى وأول من عرف طريق الميدان وسار عليه ثم مشى في ركبه من سار، فيجب أن يكون لذلك هو المتبوع لا التابع وهو صاحب الحق ولا غيره وهو من يعلو ولا يعلى عليه،
أين المستقبل الحقيقي في كل ذلك إذا ؟
أليس من الحكمة وعينها أن ننظر حولنا في أرض عفية ما كانت يوما بورا ولا كانت صحراء جرداء، أليس فيها نبت صالح نطلق عليه خير من إستأجرت القوي الأمين كما جاء في القرآن الكريم (إن خير من استأجرت القوي الأمين ) [ القصص : 26 ]،
أليس لنا في رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة في وقت بدء النبوة ونزول الوحي عليه لحكمة يعلمها الخالق سبحانه وينصلح بها الحال وتعين على أداء الواجب والعمل، أليست سن الأربعين هي سن المسؤولية للرسالة وحمل الأمانة،
أمور كثيرة جرت أمام ناظريي فوجدتني أتساءل لو زاد لهيب النيران وإشتعل فكيف يكون المآل والحال ومن في النهاية سيحرق من ؟ ووجدتني أيضا أتساءل من الأسرع والأجدر في الجري نحو الهدف ليطفيء الشرر وينزع الفتيل ؟
هل الفرق سيكون في السن والخبرة والجميع في هذا سواء فلا يوجد فيهم من ولد حاكما ملكا له في دهاليز الحكم والسياسة سبق ومواهب وكرامات وإن كان هذا هو أساس الإختيار فلما لم يأخذ الغرب بذلك، أم أن الفرق في الحكمة والبيان و التي لايعلمها إلا الله تعالى الذي يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا،
أم أن الفرق في عامل اللياقة بحكم السن والزمن لكن ربما من كان أكبر عمرا أكثر لياقة ذهنا وفكرا،
أفكار تتوارد، وخواطر تجري، وعَبرات تُسكَب، ووطن يحترق، وصدور تغلي، ونفوس لاتشبع، وأحلام تتراءى، وآمال تتصاعد، وآلام تتواعد وتلتقي، وفجر ينتظر وفارس لم يظهر بعد، وقدر في علم الله تعالى يصنعه كما شاء ويهبه لمن يشاء ..... اللهم ارحم مصر
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: