رشيد السيد أحمد - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7489
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مصيبة سعد الحريري أنّ الـ (play station) لا تحوي في أقراصها المدمجة ألعابا تدور حول السياسيّة فيفرّغ فيها شحنة بطاريته السالبة من خطط، و نهايات سعيدة، فقط ألعاب حرب، و هذه أيضا، و للأسف اكتشف متأخرا جدا وبعد أحداث السابع من أيار أنّ ما يدور فيها هو غير ما يدور في الواقع
و مصيبة سعد انّه ولد، و الولد لا يحكم بلد، فكيف ببلد مثل لبنان؟؟؟، و زيادة في الوجع أنّ هذا البلد لا ينتمي إليه هذا الولد، و قد وقع في فخ التكليف، و صمت، فوفق المعايير الدوليّة الجديدة فإنّ ما قبل بوش ليس مثل ما بعد بوش (طيّب الله ذكر منتظر الزيدي )، و أنّ فرص التسلية في شتم ( حزب الله ) قد انتهت، كما أنّ فصل المطالبة بالحقيقة قد طوته تداعيات الأحداث، و أنّ بازار ( دم الحريري ) قد أغلق بابه، و هذا أنهى بالتداعي الإقليمي موسم شتم سوريا، التي فُتحَتْ أمامها كل الأبواب، و التي سيرغم المسكين على زيارتها، و لكن بسيارة أو طيّارة، و بمعيّة أحد أبناء سعود قبل، أو بعد التوزير
و مصيبة هذا الولد في ( بيت الوسط )، و الذي لن يستطيع تفكيكه بسهولة، و الذي أصبح مرغما فيه على استقبال كمّ كبير من المنافقين، و الكذابين، و ماسحي الجوخ.و فاقدي الفاعليّة الشباطيّة والمستوزرين، يشي بذلك وجهه الذي فقد ملامحه، فتدلت شفتاه كقطعة الكاوتشوك، و ارتسمت ابتسامة بلهاء على وجهه ذو الملامح ( السديريّة ) حتى أنّ ابسط الناس صار يعرف أنّ عينيه بمكان، و عقله الذي بحجم حبّة الجوز بمكان آخر
و مصيبة سعد عدا عن انّه ولد، هذا الجيش الجرّار من المستشارين – هم في الواقع مرتزقة – الذي آل اليه مع ورثة أبيه، يضاف إليها وجوه جديدة من جيله – و هؤلاء قنّاصوا فرص – طعّم بهم الكهنوت السياسي القديم، و أولائك و هؤلاء لا يقدّمون، و لا يؤخّرون فطالما أنّ حذاء آل سعود مازال على رقبة سيدهم، فهم و بحكم الانتماء بانتظار أن يسمح لهم هذا الحذاء بفتحة تنفّس، يستطيعون أن يدلوا بها بدلوهم، و إلاّ فعليهم الاستمرار بالمماحكة مع بعض رؤوس الجنبلاطيين، و أذنابهم كتحصيل حاصل، لعملية الاستدارة التي قام بها ( وليد بيك ).
و تكبر مصيبة هذا الولد، مثل كرة ثلج، فالشقّ المسيحي ( كتائب، و قوّات )، و ما يدور في فلكهم من ( بقايا أبناء إقطاع سياسي مسيحي ) أكل الزمان عليهم، و شرب، هم بحاجة للأخذ أكثر من قدرتهم على العطاء، فالعنيد مازال متمترسا خلف خطاب الانتخابات، و جعجع بلا طحن، و لا عجن، و اللغة الخشيبية التي يستخدمانها لا تستطيع أن تؤثر في أي شيء، يضاف إلى ذلك نقّ فارس سعيد ( بطلب وزارة ) نكاية بجبران باسيل الذي لن يتخلى عنه الجنرال عون ( سيّما بعد الفتوحات التي قام بها هذا الجبران في وزارة الاتصالات )
و تأتي حركة النظام المصري - الذي انكشفت أوراقه تماما في لبنان - على ما تبقى من عصابة الـ 14، لتزيد من أزمة هذا الولد، و مع انكفاء الدور السعودي، فقد وقع سعد الدين في حلقات حيص بيص، فما أن يخرج من حلقة، حتى يقع في حلقة اشدّ و أنكى، يستتبع ذلك رهانه على متغيّر أو طاريء دولي، يبدو أنّه لن يحدث على المدى القريب
و كون هذا الولد في بلد ديمقراطي ( و لا كل الديمقراطيّات )، فإنّ لغز التشكيلة الحكوميّة لن يستطيع حلّه، لأنّ بداية عقدته عند الجنرال عون، الذي هو حليف حزب الله، الذي هو حلبف نبيه برّي، الذي هو حليف جنبلاط، الذي بدأ يتحالف مع وئام وهاب الذي هو حليف سوريا التي هي حليفة حزب الله، الذي هو حليف الجنرال عون، و في طقم من هذا النوع من الحلفاء و المتخالفين، فإنّ العماد ميشال سليمان سيقطع يده قبل أن يوقع على مرسوم تشيكل حكومة لا تكون حكومة وحدة وطنيّة ( أي في مركب شيعيّ من احد عناصر تكوينها )، و طالما أنّ السيد حسن نصر الله قد سحب دعم المقاومة اللبنانيّة من بازار ( البيان الحكومي ) فإنّ ورقة ابتزاز أخرى احترقت من يد الولد ( الذي لا يشبه أبيه إلاّ في عقدة الحاجبين )، و يحكى في لبنان أنّ الولد لم يعد سرّ أبيه، لأنّه جيء به على حين غفلة من الزمن، و السياسة في كيان محكوم من فيه بكل انتماء إلاّ الانتماء إلى شعبه، و مقاومته، رؤوساء عصابات تشليح، و رؤساء ميليشيات قتل على الهويّة، و مأجورون و مرتزقة و عملاء.. و أولاد....
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: