أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3364
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ربما يتناسى البعض فى ظل كل هذه الاحداث المتشابكة التى تعيشها تونس عنصرا مهما لا يجب اغفاله مهما حدث على الساحة السياسية ، الامر يتعلق براشد الغنوشى زعيم حركة النهضة الفرع التونسى من حركة الاخوان و المتهم الرئيسى بالوقوف المباشر وراء شبكات تسفير الارهابيين الى سوريا و بقية الدول العربية ، المتابعون اليوم لا يقبلون بأن زعيم حركة النهضة الذى انحنى مقدما ايات الولاء و الطاعة لمرشد الاخوان قد اشرف على تدريب الارهابيين و تسليحهم و غسل ادمغتهم بواسطة لفيف من شيوخ الفكر الظلامى الذين استوردتهم الحركة الى تونس منذ صعودها الى الحكم فى سنة 2011 كل ذلك لوجه الله بل لا يقبلون ان يكون شيخ الجماعة الارهابية قد شارك فى تنفيذ المؤامرة على سوريا و حرض حكومة حمادى الجبالى على قطع العلاقات مع سوريا لوجه الله ايضا و من هذا المنطلق من الواضح أن الاموال القطرية التركية الاخوانية التى وصلت الى الحركة بواسطة الحقائب الدبلوماسية زمن قيادة عبد الكريم العبيدى لأمن المطار و بواسطة شبكات المخابرات القطرية فى تونس قد كانت المقابل المعروض على هذه الحركة و على رئيسها و بالتالى فلم يعد ممكنا اليوم السكوت على هذا الوضع خاصة و أن محافظ البنك المركزى المعزول الشاذلى العيارى قد كان شريكا فى هذه الجريمة سواء بالتستر او برفض المحاسبة أو التدقيق بل من حقنا ان نتساءل لماذا يصمت المحافظ الجديد على كل المطالب المتعلقة بالكشف عن الاموال التى تلقتها الحركة من الخارج .
ما العلاقة بين سهام بن سدرين و ربيب الاخوان المسلمين راشد الغنوشى ؟ ربما هناك من يتساءل بمثل هذا السؤال و ربما هناك من لا يجد الرابط بين الطرفين و يعتقد ان العلاقة الموجودة هى مجرد علاقة رئيسة هيئة الحقيقة و الكرامة مع رئيس حزب سياسى مشارك فى الحكم لكن الواقع يتحدث بغير هذا و يشير الى ان الطرفان يتحركان فى اطار منظومة محددة تديرها المخابرات الامريكية الصهيونية بحيث يقوم كل طرف بما يوكل اليه من مهام على غاية من الخطورة تمس بالأمن القومى التونسى و العربى من ذلك أن سعى بن سدرين الى ضرب جهاز امن الدولة هو ليس مطلب حركة النهضة فقط بل هى مطلب المخابرات الامريكية الخليجية الصهيونية و بهذا المعنى يتفق الشيخ مع صديقة حاكم العراق العسكرى السابق بول بريمر بحيث يتم العمل على ضرب مؤسسات الدولة الساهرة على الامن القومى فى نطاق سياسة الاخوان القائمة على التمكن و التمدد داخل المؤسسات العسكرية و الامنية و الاستراتيجية لنخرها من الداخل و الاجهاز عليها فى الوقت المناسب فى اطار ما سطره مخطط الفوضى الخلاقة و مخطط الاخوان الرامى الى فرض اسرائيل كواقع مر فى المنطقة و انشاء دولة الخلافة التى ستكون المعوض المطلوب لكل القيادات العربية الرافضة للوجود الصهيونى .
منذ يومين رفض مجلس نواب الشعب التمديد لهيئة الحقيقة و الكرامة و تبين المتابعون ان حركة النهضة قد استاءت كثيرا من انقلاب الصورة و كشف حركة النداء لوجهها المعادى لحركة الاخوان الشريكة فى الحكم ، كانت صورة احتفال حركة النداء و من والاها بعدم التمديد لبن سدرين معبرة و ستبقى فى الذاكرة كأحد الفترات المهمة التى نجحت فيها ثورة الشعب على ثورة العملاء و الخونة ، ربما ترك تدخل النائب حسونة الناصفى اثرا فى نفوس الحاضرين المنقسمين لأنه تضمن جردا مؤلما و مرا لفترة بن سدرين و لكن اللافت ما ذكره النائب من وجود علاقة بينها و بين جهات صهيونية خارجية ، ما ذكره هذا النائب كان تكرارا لما ذكره النائب الجديد ياسين العيارى فى احدى تصريحاته و تدويناته منذ سبتمبر 2017 بل ان ما ذكره هذا الاخير من اتهامات واضحة و بالأسماء يرقى الى التهمة بالخيانة العظمى التى يجب على النيابة التحرك بفتح بحث فيها ، بطبيعة الحال تعامل صديقة بول بريمر مع الصهاينة ليس سرا و ليس خبرا مفاجئا إلا للبعض لان هذه المرأة قد عرفت بعلاقاتها المشبوهة و المثيرة مع دكاكين المخابرات الامريكية الصهيونية و كانت لجهاز المخابرات التونسية و بالذات مصالح أمن الدولة ملفات بالصوت و الصورة حول هذا التعامل تم الكشف عنها زمن حكم الرئيس بن على و تناقلتها عديد الصحف التونسية ، لذلك يجد البعض اليوم جوابا لإسراع بن سدرين بالنفاذ الى جهاز أمن الدولة و بالذات الى ما يحتويه من ارشيف مهم من شأنه ان يكشف حقيقة بعض الوجوه السياسية التى تتصدر المشهد التونسى اليوم ، ايضا يجد البعض جوابا لإسراع زمرة قيادات النهضة للإجهاز على هذه المؤسسة فى الايام الاولى للثورة و نهب محتوياتها من الملفات التى تكشف علاقة الغنوشى و رفاقه مع المخابرات الاجنبية و تعامله معها فى نطاق مخطط اسقاط النظام اضافة الى علاقته المباشرة بالمخابرات القطرية التى يعلم الجميع أنها تمثل المصالح الصهيونية فى المنطقة العربية منذ سقوط بغداد سنة 2003 .
اذا سلّمنا بسيطرة حركة النهضة على المفاصل الحيوية لوزارة الداخلية على غرار المصالح الفنية و المصالح المختصّة والاستعلامات بمجرد نجاح الثورة و صعودها للحكم فلابدّ من طرح بعض الاسئلة الملحّة المتعلّقة أساسا بالعلاقة الاثمة بين بن سدرين و الغنوشى و لماذا تم تعيينها على رئيس هذه الهيئة المشبوهة و ما هى الاهداف الخفية من هذا التعيين و لماذا صوتت حركة النهضة ذات الاغلبية المطلقة فى المجلس التأسيسى لصالح القانون المحدث للهيئة الذى جعل منها مؤسسة فوق كل المؤسسات الدستورية بما فيها المؤسسات القضائية و التشريعية و التنفيذية و مؤسسة رئاسة الجمهورية ، هل كان المطلوب من البداية هو الاستحواذ على اكبر قدر ممكن من الوثائق الرسمية التى تعد سرا من اسرار الدولة الممنوع كشفها او الاطلاع عليها و هل قامت بن سدرين و رفاقها المقربين بتمكين اجهزة مخابرات اجنبية من تصوير هذه الوثائق و ربما تسلمها من الهيئة و ماذا قبضت حركــة النهضة و سهام بن سدرين من اموال مقابل هذه الخيانة العظمى ، هل تمكنت حركة النهضة من بعض الملفات المهمة التى تقايضها مع حركة النداء مقابل السكوت عن بعض محاذير الماضى القذر ، هل ان تصريح النائبة الزغلامى من كون النهضة تملك ملفات ستنشرها ان تم مواصلة التحقيق فى شبكات تسفير الحركة للإرهابيين الى سوريا ، ما علاقة هذه الملفات الساخنة بصمت لجنة التحقيق فى شبكات التسفير و لماذا تم الهجوم العنيف على النائبة ليلى الشتاوى و عزلها من رئاسة لجنة التحقيق و تكليف نائب من النهضة مكانها ، هل ان حركة النهضة قد تحولت الى حركة مافيا تتمعش من الاموال النفطية و من بيع الضمائر بعد ان كشفت وثائق بنما بايبرس الاموال المهربة من الحركة ...هذه بعض الاسئلة على الحساب لكن من الثابت ان للموضوع بقية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: