أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4001
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعد أن خرج علينا الشيخ الغنوشى بذلك التصريح المشبوه الذى اعتبر فيه أن الجماعات الارهابية التى تذبح و تسحل و تغتصب و تكفر و تهدم المساجد و تحرق المصاحف تمثل ما سماه بالاسلام الغاضب، أعاد علينا هذه المرة تصريحا لا يقل اثارة و اشتباها حين وصف جلسات الاستماع لضحايا الاستبداد و ما قضاه الشيخ و بعض ‘المرفقين’ معه من وقت فى الاستماع بأن تونس قد دخلت ‘حمام’ مدام بن سدرين لتتطهر، طبعا ، لم ينتبه سيادة المرشد العام لحركة النهضة أن الشعب التونسى لا يزال رغم كل حملات التنصير و التكفير شعبا محافظا لا يقبل بدخول ‘ حمام النساء’ تماما كما يحصل فى بعض البلدان ‘المتقدمة’ فى قلة الحياء ، أيضا، لم نر على الشيخ و مرافقوه ما يدل على الطهارة لا النفسية و لا السياسية و لم ندر هل تطهر الشيخ مع المتطهرين أم انه تطهر فقط باستنشاق الهواء الساخن المنبعث من بعض حنجرات الضحايا الذين تم اختيارهم بعناية لتصوير مشهد على غاية من الرداءة و الدناءة السياسية و الاخلاقية .
هيئة الحقيقة و الكرامة هيئة مشبوهة بكل المقاييس، سواء على مستوى من ‘صنعها’ فى عهد الترويكا البائس او على مستوى ما حصل من تراشق بالتهم بين نواب المجلس التاسيسى إزاء كل المناورات التى قامت بها حركة النهضة لاسقاط بعض الاسماء المرشحة لرئاسة او عضوية هذه الهيئة، و لعل الجميع يؤكدون أن انتخاب هذه السيدة المعروفة بعلاقاتها المشبوهة مع المخابرات و السفارات الاجنبية لم يكن يحصل لولا الاغلبية البرلمانية المريحة لحركة النهضة و حلفاءها الئام فى المؤتمر و التكتل ، من هنا حصل الانقسام العمودى و الافقى حول الهيئة و من هنا بدأت مسيرة خاطئة لضرب السلم الاجتماعية و ليس مسيرة تحقيق عدالة انتقالية مطلوبة من الجميع، مليارات منهوبة و نزوات مالية مشبوهة أدت باستقالة السيد خميس الشمارى تبعتها عملية طرد بائسة من الهيئة للسيد زهير مخلوف و بعدها تحولت الهيئة الى مجلس عسكرى استبدادى ينتهك القانون و يجاهر بعداءه الصريح لحرية النقد و التعبير حتى تم عزل من يعارض و تفقد الهيئة النصاب القانونى لكنها استمرت فى ‘عملها ‘ و فى ‘تجارتها ‘ السياسية مع بعض الاطراف الذين قبلوا بالدخول الى بيت الطاعة مقابل مليارات تضخ لجيوب بعض أعضاء الهيئة كما تتحدث عة تسريبات جدية من أعضاء الهيئة نفسها .
ليس صحيحا أن الهيئة تعترف ببقية المؤسسات الدستورية و الهيئة ‘ الدستورية’ الوحيدة التى تعترف بها الهيئة هى حركة النهضة و ليس صحيحا ان الهيئة تعترف بأحكام القضاء فهى الهيئة الوحيدة التى تجاسرت علنا على عدم تطبيق أحكام القضاء و ما جاء على لسان السيدة بن سدرين منذ ساعات بمجلس نواب الشعب لتفسير هذا الخرق الفاضح يمثل فضيحة أخلاقية و مهنية للهيئة ، يضاف الى سوء نوايا هذه السيدة سعيها المحموم للحصول المشبوه على أرشيف الداخلية و أرشيف بعض الوزارت الاخرى بعد أن تعذر عليها نهب أرشيف الرئاسة أو ما تبقى منه، فمن جهة تقول السيدة بن سدرين أن الهيئة تحتاج الى كثير من الانتدابات لمواجهة ما وصل اليها من مطالب و شكايات و من جهة تسعى الهيئة لمزيد اثقال نفسها بأرشيف الرئاسة و الوزارات فضلا عما يتطلب حفظ هذه الوثائق هذا ان لم تنهب او تعطى لبعض المخابرات و السفارات و الاصدقاء و الاحباب من باب التشجيع على تجارة شراء الصمت بالمال من أموال باهظة تنهب من خزينة المال العام دون اى مبرر منطقى صحيح .
لعل الاتهامات الخطيرة التى طالت الهيئة من طرف بعض نواب مجلس الشعب بالامس قد كشفت للمتابعين كيف تنهب ثروات البلاد و كيف تستنزف تلك الاموال على حساب المجموعة الوطنية و على حساب مطالب العاطلين عن العمل ، فهذه السيدة تسرق أموال الشعب فى وضح النهار باسم العدالة الانتقالية و تنهب الاموال التى كان من المعقول ان تصرف لتشغيل العاطلين فى نزواتها و سفرياتها مع مجموعة مختزلة من هيئتها البائسة المشبوهة و مع ذلك ترفض المحاسبة لانها مسنودة من حركة النهضة و تمثل أحد أذرعها لضرب الاستقرار الاجتماعى ، المثير ان هذه الهيئة قد اشتغلت اذهان البعض و جاءت بمجموعة مختارة بعناية و اختارت لجلسات الاستماع اليها توقيتا ‘شريرا’ لا ينبع الا من نفس شريرة و هو توقيت انعقاد مؤتمر الاستثمار حتى يتم الايحاء بأن هذه الهيئة لولا وجودها لما جاء المستثمرون لهذا البلد المنهك بعد ثلاثة سنوات مدمرة من حكم الترويكا، بطبيعة الحال سمعنا تدخلات نواب حركة النهضة و بالذات التدخل السقيم للنائب محمد بن سالم الذى ذكر الذاكرة الجمعية بأيام الجمر التى تعرض اليها هذا الشعب المطحون على يد فئة اختارت الانعزال فى برجها التفكيرى على حساب مرحلة مهمة من تاريخ تونس .
اليوم، ينتظر الجميع نهاية فترة ‘حكم ‘ هذه الهيئة المشبوهة على خير لانها هيئة دفعت الى الانقسام و الحرب الاهلية و نشرت ثقافة عدم المحاسبة و رفض حرية التعبير و الاستهانة بأحكام القضاء فضلا عن سعيها الدؤوب لنهب اموال الشعب باسم عدالة انتقامية و ليست عدالة انتقالية يعلم الجميع أنها تقوم على شهادات مفروزة مفرزة بعناية شديدة لتؤدى دورا قذرا يسمى كشف عورات النظام الاستبدادى السابق ، اليوم، تخرج الهيئة الفاشلة بيد فارغة و أخرى لا شىء فيها سوى بعض اموال الصفقات المالية المشبوهة و يكتشف الشعب انه كان ضحية أكبر عملية نهب و سلب مالية حصلت فى تاريخ تونس باسم مقدس اسمه العدالة ، اليوم، تكشفون بالصوت و الصورة كيف صنعت هذه الهيئة و ماهية الدور القذر المطلوب منها و من يقف وراءها و من يساندها و يشد على يديها حتى تقوم بتنفيذ المهمة المطلوبة من قطر و تركيا و اسرائيل، لا عزاء اليوم للضحايا الحقيقيين و لا أمل لكل الذين تنازلوا على لقمة عيشهم حتى تتحقق العدالة الانتقالية لان حركة النهضة قد خدعت الشعب مرة أخرى و أحدثت هذا ‘الحمام’ علها تتطهر فيه من ادرانها الكثيرة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: