البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اعتقال إسلام بحيرى، حديث عن النشال و المثقف

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3892


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الكثير منا لا يعرف المذيع و الباحث على قناة ‘ القاهرة و الناس ‘ إسلام بحيرى، لا يهم، ما يهم في هذا المقال أن نندد باعتقال السلطات المصرية لهذا الرجل على خلفية بائسة و شائنة مسماة ‘ بازدراء الأديان ‘، الرجل معتقل منذ 28/12/2015 لكنه و رغم انقضاء العقوبة لم يتم الإفراج عنه لأسباب بقيت مجهولة، يظهر أن النظام الحاكم يريد تبليغ البعض رسائل معينة بالاستمرار في حبس هذا المفكر من باب اضرب القطوسة تخاف العروسة كما يقال بلهجتنا التونسية، فالتهمة من الأساس ملفقة و مثير ة للسخرية و الازدراء و كل الذين تعاطفوا مع الرجل حتى من أكثر منتقديه يعتبرون أن النظام بتلفيقه هذه التهمة لهذا الباحث و المفكر قد سقط في المحظور و بات لا يقل عنفا و ازدراء لحقوق التعبير و حقوق الإنسان من أكثر الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، ما لا يعرفه البعض عن السيد إسلام بحيرى أنه يسعى بالحجة العلمية و الدينية إلى فضح عديد المفاهيم الشائعة التي تريد الجماعات الإسلامية التكفيرية أن تجعل منها الحقيقة الثابتة في عقول بعض المغفلين الذين نراهم اليوم يقتلون على الهوية و يكفرون الناس و يستمرون في المجازر المروعة في حق الإنسانية في سوريا و العراق و بقية الدول العربية دون استثناء.

هذا مربط الفرس، هناك داخل النظام المصري و داخل القضاء فلول مرتبطة بأجندات تركية صهيونية قطرية، و هناك حالة من الرعب و الخوف داخل بعض الأدمغة التكفيرية في قطر و في مصر التي جعلت من التكفير و نشر الثقافة الإسلامية الخاطئة بين المواطنين البسطاء الوسيلة النشيطة لتكوين مؤسسة تكفيرية إرهابية قادرة على تنفيذ المخططات الصهيونية في حالة اشتباك مصالح بين الإسلام السياسي و بين المخطط الصهيوني الرامي لتفتيت المنطقة العربية باستعمال لغة التكفير و الطائفية لإثارة المشاعر و تغليب لغة العنف على لغة الحوار و التسامح ،و الذين يصرون على تواصل اعتقال السيد بحيرى هم أنفسهم الذين قتلوا الكاتب و المفكر الكبير ناهض حتر منذ أيام في العاصمة الأردنية عمان و هم أنفسهم الذين اغتالوا المفكر العلماني الكبير فرج فودة و هم أنفسهم الذين قتلوا العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطى في سوريا ، فالرجل لم يتعدى على الذات الإلهية و لا على المقدسات كما يخيل للبعض بل اكتفى بمناقشة الشيخ أبو عبد الله البخاري، و البخاري كما نعلم بشر يجوز مناقشة أفكاره و كتبه و آراءه كغيره من البشر و لكن الأزهر هو من افتعل هذه ‘الجريمة’ و هو الذي صمت صمت المتخاذلين العاجزين على اغتيال الشعب السوري و اليمنى و العراقي و هو الذي صمت على سيلان الدماء في تونس، في ليبيا و في كثير من الدول العربية .

لعل هناك ما هو مستراب في قضية محاكمة السيد بحيرى و لعل من يعلم ‘الهوية’ الكاملة للمحامين الذين رفعوا هذه القضية المهزلة للقضاء يدرك اليوم أن الإسلام السياسي لن تقوم له قائمة ما دام لا يقبل النقد و الحجة المعاكسة، أيضا يمكن القول أن هؤلاء الذين تخفوا وراء الأزهر الشريف لرفع هذه التهمة الجوفاء إلى القضاء هم هؤلاء الذين يسعون جهدهم لإرباك الوضع الذهني للشعوب العربية مستغلين الهجمة الصهيونية الغربية على الإسلام و هي حالة تشابك مصالح غير مسبوقة في تاريخ البشرية و في تاريخ المنطقة العربية، أيضا لا يمكن اليوم القبول بأن تكون المؤسسة الدينية مهما علا شأنها الوصية المفروضة على الفكر و على حرية التعبير بل من العار أن يكون الأزهر هو الخصم و الحكم في نفس الوقت و هو ما يؤكد للجميع أن هذه المؤسسة كغيرها من المؤسسات الدينية في العالم العربي قد أصبحت منطقة خطر ضد الفكر لأنها لم تقاوم و لم تقم بأي تصرف ناجز لإسقاط الفكر التكفيري و معالجة أثاره في المجتمع و لم تترك للمثقفين و المتنورين فرصة مواجهة هذه الفئة السعودية التكفيرية الإرهابية التي أصبحت تمثل خطرا مرعبا على مصير الأمة و الوطن العربي، و لان السيد بحيرى لم يهن الدين لأنه كان يقوم بتفنيد ما جاء في المذاهب الأربعة دون المساس بالدين ذاته فالظاهر أن القاضي قد تأثر بالإعلام المشبوه و بالضغوط التي مارستها بعض الفضائيات الخليجية المأجورة لنشر ثقافة التكفير لتوجيه الرأي العام لوجهة معينة و هي الوجهة التي تبيح سجنه و إهدار دمه مثلما جاء في عديد المقالات و البرامج .

لعل الأزهر الشريف اليوم لم يعد الأزهر زمان و لعل الأزهر يكتفي اليوم بدور صوري رغم خطورة ما تعيشه الأمة العربية من مؤامرات و مخططات تكفيرية و إرهابية بدليل ما جاء في بلاغه للنائب العام المصري حين يقول ‘ إن إسلام ( يعنى الرجل ) استفحل خطره ‘ مما دفع بأحد كبار المفكرين المصريين بالقول ‘ إسلام الحيرى استفحل ؟ و داعش ما استفحلتش، عشان كده رفضتو تكفيرها ؟ ‘، هل إسلام قتل أو حرق أو وضع قنابل أو دمر كنائس ؟، لذلك من المؤسف أن يرتفع صوت الأزهر ضد حرية التعبير و يخفت أمام الهجوم الوحشي البربري السعودي ضد الشعب اليمنى فهل أن الدماء البريئة لا تحرك ضمائر شيوخ الأزهر و شيوخ كبار علماء المسلمين بل هل بات تقديم البلاغات ضد المثقفين هو التجارة الرابحة لبعض المشايخ، فالاستعمار و الفكر الصليبي البريطاني الذي قاومه الأزهر أيام الانتداب البريطاني هو نفس الاستعمار الذي تقوده الولايات المتحدة للإطاحة بالدول العربية و نفس الاستعمار الديني التكفيري الذي تقوده المؤسسة الدينية و النظام السعودي لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، لكن من الواضح أن السلطات المصرية لا ترى في فكر السيد بحيرى إلا العدو المتربص و في الرجل إلا مجرد نشال و ليس قيمة فكرية حقيقية تنشر ثقافة التنوير ضد كل دعاة الظلام ، و تلك المصيبة .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسلام بحيرى، نقد التدين، مصر، التكفير، محاكمة إسلام بحيري، الأزهر، محاكم التفتيش،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-10-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، مراد قميزة، سيد السباعي، سعود السبعاني، صلاح الحريري، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، رشيد السيد أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافع القارصي، طلال قسومي، د.محمد فتحي عبد العال، عراق المطيري، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، رضا الدبّابي، محرر "بوابتي"، ضحى عبد الرحمن، محمد الطرابلسي، خالد الجاف ، كريم فارق، علي الكاش، العادل السمعلي، د- محمد رحال، رمضان حينوني، منجي باكير، مجدى داود، إيمى الأشقر، صلاح المختار، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، تونسي، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، الناصر الرقيق، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، جاسم الرصيف، وائل بنجدو، سفيان عبد الكافي، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، د - الضاوي خوالدية، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د. مصطفى رجب، محمد الياسين، كريم السليتي، أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، محمد شمام ، محمد أحمد عزوز، د. عبد الآله المالكي، د- جابر قميحة، محمود طرشوبي، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، سامح لطف الله، محمود سلطان، سلام الشماع، صالح النعامي ، صفاء العربي، أحمد النعيمي، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فهمي شراب، فتحي العابد، صفاء العراقي، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، محمد يحي، إياد محمود حسين ، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، أنس الشابي، حسن عثمان، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، يزيد بن الحسين، علي عبد العال، الهادي المثلوثي، يحيي البوليني، صباح الموسوي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة