سى الشاهد، متى ترفعون الظلم عن تيسير بن عبد الله ؟
أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4657
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قصتها مؤلمة جدا لكنها تواجه الجميع بابتسامة تخفى وراءها كمية كبيرة من الإحباط و الألم و عدم الثقة بهذه الحكومة و بمن يحكمون، سيدة تونسية رأت بأم عينيها الفساد الصارخ في معهد بورقيبة للغات الحية فتكلمت و انتقدت و صرخت و وقفت في وجه الفساد و تحملت النتيجة المؤلمة و هي الطرد مع سابقية الإضمار و الترصد حتى تكون عبرة لمن يعتبر ، طردتها منظومة الفساد في مؤسسة الفساد المصغرة معهد بورقيبة للغات الحية، انقلبت الآية فتحولت المبلغة عن الفساد هي الفاسدة المقصرة في حين تحول المدير و إدارته إلى حمل وديع، الوزير السابق و من قبله من الوزراء كانوا يعلمون و كانوا مشاركين متواطئين، لا مهدي جمعة الذي يطمح اليوم إلى الرئاسة و هو المشتبه فيه في أكثر من ملف و لا المرتعش الحبيب الصيد الذي خرج من الحكومة بصفر من ثقة الشعب و لا يوسف الشاهد الذي جاء بالويل و الثبور متوعدا الفاسدين ملكوا شهامة الرجال و جرأة رجال الدولة بحق ليعيدوا الحق إلى نصابه بإرجاع هذه السيدة إلى عملها و تكريمها و تقديم اعتذار الدولة .
من سيصدق اليوم رئيس الحكومة و هو الذي تجاهل عمدا ملف السيدة تيسير بن عبد الله، سيدة تبلغ عن الفساد فتطرد و تبقى طريدة لان منظومة الفساد قد قررت أن تبقى طريدة، لان وزارة التعليم العالي لم تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية قبل القانونية سواء على مستوى محاسبة منظومة الفساد في معهد بورقيبة للغات الحية وفى كل مؤسساتها الخاصة و العامة، أو على مستوى الوزارة التي يتحدث البعض أنها تحولت إلى مافيا فساد، ثم لنتساءل بإلحاح شديد، هل نصدق السيد رئيس الحكومة في نيته محاربة الفساد أم نصدق الواقع الذي نعيشه و المتمثل في رفض وزارة الإشراف تحمل مسؤوليتها الأخلاقية في إرجاع هذه السيدة و تكريمها لأنها قامرت بمستقبلها من أجل مبادئها و من أجل أن تواجه منظومة مرعبة لا تختلف كثيرا عن منظومة الإرهاب التي قتلت شكري بلعيد ، صمت الوزير و الوزارة و رئاسة الحكومة إلى اليوم على مظلمة السيدة تيسير بن عبد الله هو إقرار صريح و دليل صارخ بأن هذه الحكومة كاذبة و منافقة و مخاتلة و مجرمة و تعادى الثورة و تقف مع الإرهاب الفكري الذي لا يختلف كثيرا عن الإرهاب التكفيري بل هو أشد مرارة .
بالأمس خرج رئيس الحكومة إلى الشعب و قال ما قال لكن لا أحد صدقه و لن يصدقه أحد ما دامت السيدة تيسير بن عبد الله حبيسة الأحزان و شاعرة بالظلم و مقيدة بسلاسل الإحباط ، بالأمس تساءل المتابعون أين طاقم الاتصال لدى رئيس الحكومة لأنه خرج بمظهر باهت و كئيب، اليوم نتساءل مجددا أين هذا الطاقم الذي فشل فشلا ذريعا في متابعة الملفات الشعبية الحارقة و من بينها طبعا ملف هذه السيدة المظلومة، يقول رئيس الحكومة بأن مكان الفاسدين هو ‘ الحبس’، فلماذا لم يقع حبس منظومة الفساد في معهد بورقيبة للغات الحية ؟، لماذا لم ينتبه الفريق الاتصالي لرئيس الحكومة إلى هذه المظلمة مع أنها مظلمة حارقة تحدثت عنها كل وسائل الإعلام التونسية و الأجنبية، و لماذا لم يشر رئيس الحكومة إلى كل الذين ظلموا ليقدم إليهم طمأنة الحكومة بإعادتهم إلى مواقعهم و رد اعتبارهم ، هل أن رئيس الحكومة قد فهم قواعد اللعبة كالبقية و يكتفي اليوم بإطلاق الشعارات من باب رفع العتب، هل أن اجتماع الموقعين على وثيقة قرطاج يعلمون أن الشاهد سيكون شاهدا لا يرى و لا يسمع و لا يتكلم .
من العيب اليوم أن يصمت الأساتذة و الموظفون و التلاميذ في معهد بورقيبة للغات الحية على مظلمة تعرضت إليها أستاذة شريفة تجرأت على مواجهة الفساد، لان المنظومة لا تزال تشتغل في نفس المؤسسة و يمكن أن ينتبه البعض متأخرين إلى تلك المقولة الشهيرة ‘ أكلت يوم أكل الثور الأبيض ‘، من العيب أن لا تقوم المظاهرات في هذا المعهد مطالبة بمحاسبة ناجزه لكل الفاسدين و بإقالة سريعة لوزير التعليم العالي و تقديم لائحة لوم إلى رئيس الحكومة و إلى مجلس نواب الشعب و إلى قضاء الرشوة و الفساد و إلى دوائر المحاسبة في الوزارة الأولى، فما الذي يمنع الطلبة من إيقاف الدروس حتى ترجع الأستاذة تيسير بن عبد الله إلى موقعها، ما الذي يمنع الأستاذة من الإضراب حتى تنال هذه السيدة حقوقها المسلوبة، صحيح أن الإدارة ارتكزت على معطيات مغلوطة و على عقد عمل مؤقت المدة لذبح هذه الأستاذة من الوريد إلى الوريد لكن المشكلة هنا لا تتعلق بعقد العمل و لا بالاتهام الباطل في السلوك بل يتعلق بالحيثيات و الأسباب الحقيقية للطرد التعسفي، المشكلة تتعلق بشعار مقاومة الفساد و هل أن حكومة النفاق جادة في تنفيذ الشعار ؟ .
لن تتحول مشكلة الأستاذة تيسير بن عبد الله إلى مشكلة إدارية بحتة بين الإدارة الفاسدة و الأستاذة المبلغة عن الفساد ، هذا مستحيل، نحن سنقف مع هذه السيدة حتى تسقط الحكومة و يستقيل الوزير و تحاسب منظومة الفساد في معهد بورقيبة للغات الحية، سنسعى بكل الطرق المسموعة لكشف نفاق حكومة السيد يوسف الشاهد و سنعرى كل الحقائق في وزارة التعليم و نسعى إلى إسقاط الوزير لأنه لا يمكن أن نواصل الصمت على هذه الجريمة في ظل تواطئه و صمت رئيس الحكومة، سيكون المجتمع المدني مجندا بقوة هذه المرة للبحث عن كل الطرق الكفيلة بمعارضة الحكومة و من بينها السعي إلى إسقاط ممثلي الأحزاب في الانتخابات البلدية و على رأسها حزب نداء تونس، سنستغل الفضاء الافتراضي لفضح المؤامرة الكاذبة التي تمثلها حكومة ما يسمى بالوحدة الوطنية، سنخوض معركة محاربة الفساد ضد الحكومة و ضد مجلس نواب الشعب المتخاذلين في هذه المظلمة الشنيعة و ضد القضاء المتخلى عن الضمير و ضد وزير التعليم العالي الصامت على الفساد ، سنناضل بكل الوسائل و سنتحمل النتائج مهما كانت لان القضية اليوم لم تعد بين الأستاذة بن عبد الله و منظومة الفساد بل بين المجتمع المدني و منظومة الفساد و مساندتها رئاسة الحكومة، و على نفسها جنت حكومة السيد يوسف الشاهد .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: