أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4074
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أكره الإخوان كره العمى و أكره الإسلام السياسي و أكره حزب العدالة و التنمية كما أكره المؤسسة الدينية السعودية و من شابهها في المغرب و المشرق، لا أملك نزعة شريرة تدفعني للكراهية و لست من رواد نشر ثقافة الكراهية لكن و كما أكره كل الأحزاب على اليمين و على اليسار من باب أنها لا تخدم المواطن بقدر ما تخدم بعضا من الانتهازيين و صعاليك الفكر السياسي المشبوه فأنا ، و أعوذ بالله من كلمة أنا، لا أصدق أن عمائم التكفير هي الترياق الذي نحتاجه مهما خرجنا على النص لنعود إلى توحيد الله و الاقتداء بالسلف الصالح و السعي إلى التقرب إلى الله ، كل هذا لأصل بالمتابع الكريم إلى قناعة راسخة بأن هناك فرق كبير بين من يقف في مواجهة الإرهاب و بين من يكتفون بالتنظير و التحليل، فهؤلاء الذين نذروا أنفسهم قربانا على مذبح الإرهاب هم الأولى بأن نعتبرهم شهداء الوطن و هم الذين يعرفون ماذا يعنى الوطن و لماذا يستحق الوطن التضحية بالروح .
في المشهد الذي نراه اليوم في تونس هناك سياسيون فاسدون يباعون برخص التراب، هناك وزراء مشبوهون لا يستحقون إلا العقاب بالمليم الرمزي، هناك رجال أعمال فاسدون كسبوا ثرواتهم الطائلة من عرق الأجراء و من التهرب الضريبي، هناك فاسدون في الأمن و القضاء و الإدارة و الصحة و التعليم يستحقون الجلد في الميادين العامة، هناك ولاة و معتمدون و رؤساء نيابات خصوصية يستحقون عقوبات من نوع العقوبات بالعمل للصالح العام، فالمعلم الذي يضرب عن العمل بصفة ‘ شرعية ‘ لينهب المزيد ثم يعود إلى المدرسة لمزيد نهب جيوب المواطن المغلوب على أمره هو مجرد مجرم لئيم يستحق اللعنة، الطبيب الذي ‘يترك’ بعض أدوات الجراحة في بطن مريض غلبان ليتسبب في نزيف ا وفى عطل دائم ‘لقطعة ‘ من قطع البدن أو لا قدر الله في وفاة المريض لمجرد أنه كان يفكر في مرضى العيادة و في مزيد جمع و تكديس الأموال ليس ملاكا للرحمة بل مجرد إبليس يستحق اللعنات و البصاق، رئيس ديوان التطهير الذي ترك البلاد تغرق في الوحل و هو ‘نائم’ في مكتبه هو مجرد لا يعرف الوطنية و لا الرجولة و لا الشهامة، و قس على هذا من الأمثلة الرديئة التي أصبحت خبز المواطن اليومي .
مدير ديوان التطهير مجرم يستحق الطرد و المحاسبة و إيداعه السجن بتهمة التقصير المتعمد الذي ينتج عنه هلاك الناس و إتلاف الأملاك الخاصة و العامة، لذلك اتهم رئيس ديوان التطهير علنا بالتقصير و أدعو النيابة العمومية لمساءلته بعد أن تعطلت مصالح الناس و تلفت أرزاقها و ضاعت سيارتها في بحر البالوعات الذي أهملها الديوان على مر السنوات، فأين وطنية مدير الديوان و أين شهامته و مسؤوليته الأخلاقية قبل المهنية فيما حصل في الأيام الأخيرة، و لعل هيبة الدولة لا يمكن أن تكون ناجزه إلا بالضرب على هؤلاء الخونة و الفاسدين بدءا من هذا المقصر المتعمد مرورا بمسئول المياه الذي لا يتحرك إلا بعد ضياع ألاف الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشراب في الطرقات لتزيد الطين بلة على معنى المثل الدارج القائل ‘ الموت و خسارة الكفن ‘، هؤلاء الفاسدون المقصرون يستحقون المحاكمة لتكون الانطلاقة الحقيقة لهيبة الدولة حتى يفهم البعض أن الوطن و المواطنة و حق العيش في هذا الوطن ليس منحة تعطى لكل عابر سبيل بل هي تاج لا يعطى إلا للشرفاء و لا يستحقه إلا كل الذين لا يبخلون على هذا الوطن بحبة عرق .
بعضهم يعيش على الفتات وبعضهم يرمى الخبز و اللحوم و الغلال في الزبالة، بعضهم يعمل و بعضهم يقضى يومه في ‘ تعديل العود’ كما يقال، بعضهم يبحث عن عمل، البعض الأخر ‘يرتزق ‘ من الرشوة تحت ستار العمل، نواب فاسدون متقاعسون يقبضون الملايين و شعب مغموم لا ‘يصل’ إلى سعر رطل دجاج ابيض مريض، أمطار تغمر البيوت المتداعية و قصور تبنى في لحظة بصر، حافلات مزدحمة بمئات البشر المسافرين بدون تذاكر و سيارات فارهة تستلك آلاف الدنانير في ‘شخرة’ واحدة،هذا هو حال الوطن و حال المواطنين، هناك من يحب هذا الوطن بكل أوجاعه و هناك من يعيش على أوجاع الوطن ، هذا هو الوطن الذي استشهد من أجله ألاف شهداء الاستقلال، من استشهد من أجله شكري بلعيد و فرحات حشاد و سقراط الشارنى، هذا هو الوطن الذي جلبت له حركة النهضة القتلة من الداخل و الخارج لتقضى على مكتسب الحرية و مكتسب حقوق المرأة و مكتسب النموذج الوسطى للعيش، هذا هو الوطن الذي دافعت عنه رايته خولة الراشدي في كلية منوبة حتى لا يسقط أمام راية التكفيريين الأنجاس من أتباع ‘الشيخ’ و أتباع الخليفة حمادي و أتباع الكهنوت القرضاوى، هذا هو الوطن بكل بساطة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: