أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4032
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يكثر الحديث و الجدل منذ فترة حول مدى حظوظ حكومة السيد الشاهد رئيس الحكومة المكلف في النجاح ، هذا الجدل يحتل حيزا هاما من اهتمام وسائل الإعلام المحلية و أصحاب الرأي و المهتمون بالسياسة بصورة عامة ، بطبيعة الحال و كالعادة انقسم رأى الجميع بين من يرى أن ‘ الشاهد’ سيكتفي مكرها بتصريف الأعمال كما فعل الحبيب الصيد طيلة سنة و نصف و من يجد أن لهذه الحكومة نصيبا من إمكانية النجاح في ظل توافق الحزبين الكبيرين أو ما سمي بالجناحين الذين تطير بهما تونس كما جاء على لسان مرشد الإخوان السيد راشد الغنوشى لا فوض فوه ، و من يرى فيها مخرجا من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ رحيل حكومة الفشل بقيادة السيد مهدي جمعة و إنقاذا للرئيس من وحل فشل حكومة الحبيب الصيد خاصة و أن البلاد قد تخطت كل مراحل الفساد المنظم لتدخل مرحلة النهب المنظم لمقدرات البلاد و تصبح دولة مافيا تقودها حكومة فاسدة و يشرف عليها برلمان فاقد للمصداقية لا يختلف كثيرا عن برلمان بن على و برلمانات دول المافيا في أمريكا اللاتينية و بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق .
طبعا لا أثق ‘بالشاهد’ و لا بالأحزاب و لا برئيس الدولة و لا بهذا البرلمان المقعد ، كما لا أثق بالمعارضة و لا ‘برموزها’ و لا بهؤلاء ‘ المحللين ‘ مثل الجودى و بن مبارك إلى آخر القائمة المعروفة ، لكن من خلال متابعة مشاورات رئيس الحكومة المكلف تولد لدى انطباع أن البلد يسير نحو الهاوية و أن السيد الشاهد و من يسيرون في ركبه لا يعطون أهمية لبعض العناصر المهمة و أولها عنصر الوقت و عنصر سرعة التفاعل وهما ‘ميزتان’ لا يملكهما السيد الحبيب الصيد الذي كان يمثل الجيل القديم من القيادة السوفييتية و جيل عصر الديناصورات ، فتحرك رئيس الحكومة المكلف بطيء و بطيء جدا و لا يتناسب مع ما تعانيه البلاد من انحدار سريع و خطير على كل المستويات ، ثانيها عنصر سرعة التفاعل مع مشاكل المواطنين المستعجلة و هذا راجع لكون الرجل متردد لحد الآن في تحديد قائمة الوزراء و تحديد قائمة الأولويات و قائمة التحديات العاجلة و الآجلة ، هذا طبعا يرجع إلى طبيعة التجاذبات السياسية الساخنة بين الأحزاب و بين رئيس الحكومة المكلف و إلى عدم خبرة الرجل و فقدانه للحنكة السياسية اللازمة فضلا عن وجود حالة ترقب غير مفهومة لبعض الأوامر الخارجية الصادرة عن بعض الدول صاحبة الأمر و النهى .
لست هنا في مجال تقييم تحركات رئيس الحكومة و لكن من الملاحظ أنه يجد عناء كبيرا في تكوين هذه الحكومة لان الجميع يبحثون عن موطئ قدم فيها يقيمهم المحاسبة و البحث وراء أخطاءهم و سرقاتهم و نهبهم للمال العام و ما يدور حول بعضهم من شبهات المال الفاسد و علاقتهم بالمخابرات الأجنبية و ببعض الدكاكين المشبوهة التي تديرها هذه المخابرات في عدة بلدان عربية ، و عندما أشاهد وجوها مثل حافظ قائد السبسى و نورالدين البحيرى على الأقل بالنسبة للحزبين ذوى الأغلبية البرلمانية ينتابني شعور من اليأس في صلاح الحال و الأحوال لان حديث هؤلاء على برنامج الحكومة قبل الأشخاص هو تجنى سافر على الحقيقة و مغالطة قذرة للرأي العام الذي يعرف من هو السبسى الصغير و ما هي ‘ مؤهلاته’ و ما هي أهدافه و من هو نورالدين البحيرى مؤسس منظومة القضاء الفاسد الموازى الذي ينتمي إليه القاضي المتهم بعلاقاته النسائية القذرة مع أحد الإرهابيات الزانيات و الذي تسعى جمعية و نقابة القضاء لحمايته من التتبعات كعادتها و عادة مدير مرصد القضاء أحمد الرحمونى أحد مبيض الإرهاب المعروفين على الساحة على حساب شهداء المؤسسة العسكرية و الأمنية .
المعارضة لا تبحث عن حكومة وحدة وطنية و لا تبحث عن استقرار البلد و لا عن حل لازمة البطالة و قلة الإنتاج ، الاتحاد أصبح جزءا من المشكلة تماما كما هو الحال بالنسبة لمنظمة الأعراف ، لا أحد يعبر عن نواياه الخبيثة علنا لكن من الواضح أن الاتحاد قد استطابت نقاباته المشبوهة عملية ابتزاز الحكومات الرخوة المترددة في حين تصر منظمة الأعراف على ‘ تبييض’ ساحة من نهبوا الدولة طيلة عشريات ما بعد الاستقلال ليكونوا ثروات طائلة أصبحت محل نقد لاذع من عدة صحف عالمية كشفت تهريب الأموال و علاقة هذه الأموال المهربة بالإرهاب و بأقطاب الفساد في العالم مثلما حصل مع بعضهم في فضيحة البنك السويسري H.C.B.S أو وثائق بنما الشهيرة و قبل ذلك في وثائق ويكيليكس فضلا عما كشفته عدة مواقع تونسية من علاقة هؤلاء الفاسدين بالتهريب مع القطر الليبي و بالجماعات الإرهابية التي تستعد للغزوة المنتظرة للتراب التونسي ، و حين يضطر رئيس الحكومة إلى حلول ترقيعية لإرضاء كل هذه المكونات الطفيلية الفاسدة فالثابت أن هذه الحكومة المنتظرة ستكون أكثر حكومة فساد في تاريخ تونس .
قلة قليلة شغلها الشاغل إنقاذ الوطن من كل هذه الكوارث المستعصية و هذه الهاوية السحيقة التي ينحدر إليها ، قلة قليلة همها سمعة البلاد و إيجاد حل للبطالة التي هي مصدر الغضب الشعبي الذي يشتعل بين الفينة و الأخرى في عدة مناطق من الجمهورية و يستغلها محمد المرزوقي و الجبهة الشعبية المشبوهة و بعض الرعاع الفاسدين من السياسيين درجة عاشرة للعودة للساحة السياسية التي لفظتهم على حساب الأمن و السلم الاجتماعية متجاهلين أن ذاكرة الشعب ليست قصيرة و أن علاقتهم بالمخابرات القطرية التركية الصهيونية قد كشفت عوراتهم إضافة إلى أن حنين البعض للسفارات الغربية ، فرنسا و أمريكا على سبيل المثال ، قد أنساهم أن هذا الشعب المقهور سيتمكن يوما من استرجاع حريته المسلوبة و سيدافع عن نفسه بكل الطرق حتى يطرد هذه الزمرة الفاجرة التي تعرت في مزاد سوق النخاسة و على وقع كؤوس النبيذ في الصالونات الباريسية ، في نهاية الأمر هم يدفعون الشعب للرحيل فهل يترك لهم الشعب الساحة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: