أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4335
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كنت أتمنى أن يكون للبعض حياء و ذرة خجل، لكن الثورة كشفت المستور و لا يزال هناك ما سنشاهد و نسمع من فضائح حكام ما بعد الثورة و ثوار ما بعد الثورة، طبعا كان لنظام بورقيبة ضحايا و كان لنظام بن على ضحايا و من حقهم على الدولة أن تعوضهم حالة بحالة و ليس ‘بالكمشة المجهولة’ كما يقال، من المهم أيضا التنويه أن النضال المقصود بالتعويض ليس ‘ النضال’ الذي خاضته بعض الجماعات المسلحة التابعة لحركة النهضة لقلب الحكم بقوة السلاح لتنصيب نظام هلامي يحمل أفكارا ظلامية لا تليق بتونس المتحضرة و لا بالإسلام المتفتح المتسامح الرافض لمنطق القوة أو فرض الرأي المخالف بقوة الترهيب الديني المغلوط، فالنضال في معناه المقصود هو النضال من أجل التسامح و الحصول على الحقوق الكونية المستقرة مثل حقوق الإنسان إلى غيرها من المبادئ و الحقوق الثابتة، و النضال لا يحتاج إلى بيان لان هناك في التاريخ أدلة و شواهد تؤكد معدن المناضلين الذين تركوا بصماتهم على التاريخ و ليس هؤلاء التجار الذين نجدهم كالبراغيث في كل ميادين الإعلام يزعمون الثورية و النضال .
من الواضح أنه قد اختلط الحابل بالنابل في مسألة تعيين قائمة المناضلين الذين يستحقون التعويض فعلا و هناك عملية سطو قذرة تعمدتها حكومة السيدان حمادي الجبالى و على العريض بالذات لفرض قائمات منتفخة و مزورة تم تعويض من فيها دون محاسبة أو رقابة خاصة و أن المجلس التأسيسي قد كان مواليا بحكم تركيبته لحركة النهضة التي استغلت هذه الوضعية الغير مسبوقة لتفرغ خزائن الدولة و تحملها تبعات إجراءات غير قانونية فضلا عن التسبب في بروز شعور بالغبن لدى كثير من المناضلين من بقية الروافد الفكرية و الاجتماعية التي تعرضت للظلم في السابق، هناك ملاحظة مهمة يجب ذكرها تتعلق بقوائم شهداء و جرحى الثورة، هذا الملف الساخن الذي يرفض الجميع الحديث فيه بما فيه شقيقة الشهيد سقراط الشارنى السيدة مجدولين المكلفة بالملف، فالمعلوم أن عددا مهما و لا بأس به من الذين وجدوا بهذه القائمات لا علاقة لهم أصلا بالثورة و تم ‘إسقاط’ أسماءهم بقوة الترهيب التي اعتمدتها حركة النهضة و من والاها في الحكم من باب استمالتهم لأحزابها و هذا كلف خزينة الدولة الكثير على حساب البطالة و معدومي الدخل و هو ما يؤكد مرة أخرى أن هؤلاء المرتزقة ‘ المناضلين’ الذين نهبوا المال العام لا يختلفون عن جماعة الطرابلسية أو من شابههم في حكم الترويكا و بالذات الجماعة التي قبضت مقابل تسليم البغدادي المحمودى إلى العصابات الليبية .
إذا كان البعض في حركة النهضة مثلا قد تسلموا كل هذه الأموال و الحوافز و العلاوات كما يقول الإخوة المصريين لمجرد أنهم تعرضوا لبعض المظالم من النظام السابق فهناك سؤال يربك تفكيري دائما يتعلق بالمبلغ الذي يستحقه المناضل الكبير نيلسون منديلا عن ما لا يقل عن 27 سنة من السجون و النضال و التعذيب ضد اكبر نظام ميز عنصري في العالم، ماذا كان سيطلب هذا الزعيم الفذ لو علم بما تقاضوه جماعة النهضة، مع ذلك رفض الرجل بمجرد خروجه من سجون فريدريك دو كلارك حتى مجرد الحديث عن تعويضات و استقال طوعا من رئاسة جنوب أفريقيا ، ماذا كان سيقبض الزعيم غاندي الذي اسقط الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس و مع ذلك اكتفى طيلة حياته بما يسد الرمق لا غير ، بالأمس سمعت في إذاعة المنستير أن ‘الفنان’ المغربي سعد لمجرد قد غنى ساعة يتيمة بأسلوب البلاى باك و قبض ما لا يقل عن 100 مليون دينار تونسية، و حين نعلم أن هيئة الحقيقة و الكرامة لصاحبتها المكرمة سهام بن سدرين فاقت ميزانيتها ميزانية تونس و هيئة مكافحة الفساد لصاحبها المكرم شوقي الطبيب تنادى و تطالب بنفس المبلغ أشعر بالاشمئزاز لان هناك في هذا البلد المنهك من لا يملك قوة يومه في حين يبعثر النواب النائمون الملايين بدون مبرر و يبعثر ‘الثوار’ الملايين و تنهب بن سدرين و الطبيب الملايين على حساب البطالة و البطالين و على حساب أماكن عديدة تعيش العطش و الإهمال منذ الاستقلال، و حيث أشاهد سرى الشاهد رئيس الحكومة المكلف أكاد أبكى على تونس لأنه سيكون كسابقيه شاهد ما شافش حاجة في يد الرئيس و في يد مرشد الإخوان و في يد بارونات الفساد و التهريب، و غطيني يا صفية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: