أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4096
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حملة أخرى مثيرة للسخرية أطلقها ‘ النائب’ عمار عمروسية تضاف لكثير من فضائح مجلس نواب الشعب حاليا، المجلس التأسيسي سابقا، لا أحد يعرف من هو فعلا سعادة ‘ النائب عمار ‘، على وزن الماريشال عمار ذائع الصيت، و لا أحد يلتفت لما يقوله سيادة ‘النائب عمار ‘ لذلك كان عليه أن يلفت الأنظار و يستل من جعبته موضوعا من العدم كل ذلك من باب النرجسية الزائدة و الغرور المفتعل حتى يقنع هذا الشعب المسكين أنه لا يترك لا شاردة و لا واردة و أنه يستحق ذلك الراتب المنتفخ الذي يصل خزائنه البنكية مع نهاية كل شهر ، و لان سعادة الفيسبوك قد أصبح مصب فضلات واسع لكثير من التفاهات و كثير من الحمقى و الموتورين و الفاسدين و عديمي الخلق و الأخلاق قد تكفل بالترويح المجاني لهذه الحملة الحقيرة السخيفة التي أطلقها ‘النائب عمار’ مناكفة في رئيس الدولة و موحيا بأن سيادته ينوى توريث مساحة قصر قرطاج لابنه كل ذلك بعد عمر طويل كما جاء على لسان الرئيس نفسه في مناسبات عديدة من كونه لن يفارق هذه الدنيا عن قريب .
طبعا لا أحد بما فيهم رئيس الدولة ينوى توريث ابنه، هذه خرافة أمي سيسى تحكيها للمغفلين و المسطولين لكن ماذا نفعل و هذا ‘النائب عمار ‘ يريد أن يقنعنا بأنه يملك سرا دفينا و يعلم النوايا و يرى ما لا يراه النواب الآخرون المتلهون بهواتفهم النقالة في مجلس النواب و بالنظرات الزعبانة تجاه بعض النائبات المتغنجات و بصورهم المنقولة على قنوات التلفزيون الرسمي بدل تخصيص هذه المساحات الزمنية لما ينفع الناس، فالرئيس لا يملك إمكانية التوريث حتى لو تعلقت نواياه الخبيثة بهذا الأمر في لحظة جنون سياسي لأنه ببساطة شديدة لا يمكن الوصول إلى قصر قرطا جالا عبر الانتخابات الرئاسية و عبر ترشيح الرجل من قبل نداء تونس و حصوله على الأغلبية في هذه الانتخابات و هي أمور مستحيلة يعلمها كل المتابعين للشأن السياسي بمن فيهم ‘النائب عمار ‘ مطلق هذا الشعار البائس، أيضا الانتخابات الرئاسية ليست على الأبواب و الأحزاب ‘ المعطلة’ لم تبد لحد الآن أي توجس فلماذا سبق سى عمار الجميع اللهم إلا إذا كان من باب الحصول على سبق الاختراع و هو حق مكفول قانونا لكل ‘المخترعين’ الذين يتخلقون يوميا شعارات بائسة مثل وينو البترول و مانيش مسامح و هم معروفون من المرزوقي إلى عدنان منصر إلى محمد عب والى عماد الدايمى و المبتسم طارق الكحلاوى .
سوق السياسة في تونس هزل و سامه كل مفلس و سعادة النائب عمار لا فض فوه اثبت انه مفلس و خائن للأمانة التي تعلقت بذمته بعد انتخابه و يحتاج في نظر الكثيرين إلى عزلة قسرية في إحدى الجزر النائية حتى نتجنب مثل هذه ‘ الحملات’ الهامشية الفاقدة للطعم، فالمواطن في قفصة الذي ينتظر لمدة أكثر من أسبوع رحمة سعادة الصوناد لينال نصيبا من الماء في هذا الحر الشديد هل يهمه من يصعد للرئاسة و من يرث و من يورث، فهذه المدينة المغضوب عليها دون ذنب تتلظى بعذاب أهل الحكم من وال متقاعس و من معتمد بائس و من مدير شركة المياه الفاقد للوطنية و من بعض العملة الذين مات ضميرهم منذ الحرب العالمية الأولى، و رئيس الحكومة الذي انقلب عليه إخوان الصفا المزيفون بداية من رئيس الدولة المتلون إلى رئيس حركة النهضة المتلون إلى أحزاب الكرتون الفاسدين غادر الحكم دون أن يعرف مشكلة قفصة و ما تعانيه المدينة من عذاب مؤيد، ليبقى السؤال : هل يهتم أهل هذه المدينة المتعففين بمن سيرث الحكم و بمن سيورثه و من يحضر حفل التوريث من أحزاب فقدت ماء الوجه منذ انتصار الثورة .
إذا كانت الجبهة ‘ الشعبية ‘ قد اختارت سلوك طريق ‘خالف تعرف ‘ كما تقول مستشارة رئيس الدولة السيدة سعيدة قراش و لا تبدأ حديثها إلا بكلمة ‘ لا ‘ دائما حتى ظن الجميع أن الحركة متوقفة أو أصيبت بشلل نصفى أفقدها الوعي بما حدث من تحولات في تونس منذ سقوط دولة المطرقة و المنجل على يد ميكاييل قورباتشاف سنة 1991 فالظاهر أن ‘ النائب عمار’ قد فقد الشعور بمشاكل ناخبيه الحقيقية التي لا علاقة لها بهوية الحاكمين بل لها علاقة بهذا الغبن المقصود الذي تعيشه بفعل تغافل مقصود من رؤساء الحكومات المتعاقبة بعد الثورة لان الرئيس، أي رئيس، لا يملك تغيير واقع الجهات المحرومة بحكم الصلاحيات الدستورية المحدودة، لكن على من تقرأ زبورك يا داوود و ‘النائب عمار’ مهتم بالقشور و بنشر الفزاعات للحث على البغضاء الاجتماعية و توتير الأجواء السياسية و الاجتماعية المتعفنة أصلا، كل ذلك حتى تعانق طلعته البهية وسائل الإعلام ، ألم نقل أنه الغرور و العبث .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: