أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4304
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لست بورقيبيا و لا انتمى لأي حزب و أساسا لا أؤمن تماما بالأحزاب و لا أثق بالمتحزبين، فقط إيماني الوحيد هو بهذا البلد العزيز تونس و بكل أبناءها الخيرين الذين قدموا و يقدموا أنفسهم قرابين لتخفق الراية الوطنية التي حاول بعض الهمج من حركة النهضة ذات يوم تدنيسها بأياديهم الملطخة بالعار و الدم في واقعة كلية منوبة الشهيرة و التي بقيت وصمة عار لا تمحى من الوجدان الشعبي التونسي و دلت على أن فكر الإخوان لم يرتقى و لن يرتقى يوما ليستحق العيش و التعايش في هذا التراب المقدس، لكن أريد اليوم الحديث عن بورقيبة، عن الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة، فللرجل أفضال كثيرة على تونس و على أبناءها و الرجل خدم تونس مناضلا في سبيل استقلالها و رئيسا في سبيل رفع الأمية عن أبناءها مع أن هناك عائقون ينتمون لهذا الحزب الديني الذي حكم تونس و سقط ملوثا بالعار و متبوعا بكثير من علامات الاستفهام حول نهب ثروات تونس و تخريب اقتصادها و تمكين التكفيريين منها و آخرون ينتمون لبعض التيارات المنعزلة عن الواقع يحاولون بكل الأساليب المتهرئة تلطيخ سمعة ذكرى عيد الجمهورية و مستغلين الذكرى للتصويب القذر على الرئيس الراحل .
لا أدرى من هؤلاء الذين ينتقدون بورقيبة مناضلا أو زعيما و لا ندرى مدى انتماءهم لتونس و لماذا ينغصون أوراق التاريخ بهذا الغبار اللفظي كل ذلك في محاولة تقزيم انجازات الرجل المناضل و الزعيم و تقديم نفسهم دائما على أنهم ضحايا العهد البورقيبى، حركة النهضة مثلا ليست حركة تنتمي حسب نظر المتابعين لهذا الوطن بل هي حركة تنتمي للإخوان المسلمين و مشروع حركة النهضة لم يكن يوما مشروعا صالحا لكل التونسيين و المؤتمر العاشر للحركة أكد المؤكد و أثبت الثابت فلماذا يصر هؤلاء الناعقون على الهجوم على بورقيبة و هم لا ينتمون و لا يعترفون لا بحكم بورقيبة و لا بوطن جامع اسمه تونس و لا بأنموذج وسطى اختاره التونسيون قبل مجيء بورقيبة، و هؤلاء ‘الدكاترة ‘ و هؤلاء ‘ المجرمون حق عام ‘ و هؤلاء ‘ كتاب بالقطعة ‘ الذين يتطاولون على ذكرى عيد الجمهورية و على الزعيم و على انجازات تونس من هم و بأي حق ينتقدون و يصرخون و ينعقون و هم لم يقدموا لهذا الوطن حتى مجرد مقال يعترفون فيه بالجميل و عن أي نضال يتحدث هؤلاء و فيهم من يفصح عن أفكار سوداء و فيهم من ينطق بلغة السفارات الأجنبية و فيهم من رضع حليب الخيانة في كواليس أجهزة المخابرات الأجنبية .
لقد طفح الكيل لأننا كن نظن أن هذه الثورة التي حملوها عديد نقاط الاستفهام ستكون الوعاء الذي سيجعل الجميع يتناسون الماضي بكل تضاريسه و هناته و أحقاده لكن هناك من بقلوبهم مرض و أي مرض، هناك مرضى بورقيبة و مرضى الحقد البغيض، و حتى و إن ذكروا انجازات بورقيبة فعلى مضض و في سياق الاستدراك الخاطف كأنهم يقدمون مزية و يستحقون ثوابا، هكذا تعلموا فى صالونات بيع الذمم الغربية و دكاكين التعري السياسي الخليجية نكران الجميل و الاصطفاف الغير مشروط مع الباطل و تحت خيمة الحقد، و حتى لو نجادلهم فلن ينفع و حتى إن حاولنا غسل ما علق بعقولهم المخربة من أدران الكراهية فلن تنفع كل مساحيق التنظيف في العالم، الكراهية تلوث الدم و تقضى على كل حبوب المناعة الفكرية الايجابية و الذي يكره وطنه كما حدث في مواقع كثيرة و بالذات في كلية منوبة و يرمى و يمزق رايته الوطنية لا يمكن حتى من باب الخجل، مع أنهم لا يخجلون ، أن يطالب يوما بالجنسية و بالحقوق المدنية أو أن يسمح لنفسه بانتقاد الرموز و الأعياد الوطنية كل ذلك من باب تجنب تلويث طبقة الأوزون التي يتنفس منها الشعب التونسي، لقد طفح الكيل لان هؤلاء الخوارج المجنسون بجنسيات أجنبية قد تمادوا في نواحهم و غيهم يشككون الشعب في مكتسباته و في نضاله و في تاريخه كل ذلك حتى ‘يطبع’ مع الكسل الفكري و يتخلى عن ماضيه بحجة أن كل ما حدث من وقائع و انجازات هي مجرد أضغاث أحلام و أن بورقيبة قد كان مجرما في حق هذا الوطن و لم يبق إلا أن يطالب هؤلاء هذا الشعب المتسامح برمي الجمرات على قبره .
لا أيها الجماعة، الذاكرة الوطنية لهذا الشعب بقدر ما تحفظ الود لبورقيبة من باب العرفان بالجميل و من باب من عمل و أصاب فله أجران و من عمل و لم يصب فله أجر واحد و تتألم لأنه لم يحقق جملة من المكاسب الأخرى و تم استغلال كبر سنه للتلاعب بهيبة الدولة و مكاسبها و استغلال النفوذ و إسقاط هيبة القضاء و ظلم بعض الناس فإنها لن تترك الرجل لهؤلاء الذئاب المسمومة التي لا تنتمي لهذا الوطن و لم تقدم إليه أي شيء حتى تنهش عرضه و تنتقد بأساليب رخيصة عيد الجمهورية، بورقيبة ليس فوق النقد و لا يمكن أن نقبل بذلك لكن ‘ الغرباء’ عن هذا الوطن الذين يأكلون الغلة و يسبون الملة ليس من حقهم النقد و يكفى أنهم يعيشون مثلهم مثل الأقليات الأخرى على هذه الأرض الطيبة ينعمون بتسامح هذا الشعب المضياف، من لا يؤمن بتونس فليرحل و من لا يؤمن بالجمهورية فليرحل و من لا يؤمن بنضال بورقيبة فليرحل، تونس لا تحتاج للحقد و لغة الكراهية و التشكيك و الخراطيش الجدلية البيزنطية لأنها تحتاج إلى من يعشقها و لا يمزق رايتها و لا يأتي بالإرهابيين إلى عقرها لقتل أبناءها غدرا، دعوا بورقيبة للتاريخ، لات بورقيبة ملك للتاريخ و لا يحتاج إلى عقوق البعض المتأصل ليقال عنه أنه الزعيم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: