أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3962
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يطل علينا البعض اليوم و على رأسهم محمد المرزوقي الموظف الدائم لدى مركز الأبحاث و الدراسات القطري ليركبوا الأحداث التي تحصل في بعض المدن التونسية، هذا مخل بالآداب السياسية لان هؤلاء المنتقدين الخطابين المتباكين المذعورين هم جزء من المشكلة و جزء من المؤامرة و جزء من الحملة، فبعض ‘الأصدقاء’ المعروفين في حزب ‘ المؤتمر’ المخلوع في انتخابات ما بعد الثورة اليتيمة يتباكون و يخطبون و يخاطبون كأن الذاكرة الجمعية للشعب التونسي قد تاهت مع جملة ما تاه في القصر الرئاسي من وثائق و أسرار و خفايا زمن الرئيس المؤقت السابق السيد محمد المرزوقي، فهذا الشعب الذي ابتلى فجأة بداء الإرهاب اللعين لا زال يتذكر أن ‘سيادة الرئيس المؤقت’ هو من أطلق سراح أكبر قيادات الصف الأول من حزب أنصار الشريعة التكفيري و هو من فتح باب القصر الرئاسي لهؤلاء الذين أمعنوا الضرب و الاعتداء الوحشي على الشعب المتظاهر سلميا في شارع بورقيبة إحياء لذكرى 9 أفريل المجيدة، أيضا ما زال الشعب المقهور مصرا على أن من أغمض عيناه ‘الحقوقية’ على تسليم السيد البغدادي المحمودى هو رئيس حزب ‘المؤتمر’ المتخلى و من صمت على احتجاز الصحفي المواطن التونسي محمود بوناب في قطر هو سيادة الرئيس المؤقت .
محمد المرزوقى هو من ركب الأحداث في القصرين و أندس مع المندسين من حزب المؤتمر المشبوه كما كان شأنه طيلة أكثر من أربعة سنوات مريرة من حكم الترويكا، فهذا الذي تغيب عن مسار الثورة إلى حدود ليلة 14 جانفى و لم يلتحق بها إلا في محطتها الأخيرة بشارع الحبيب بورقيبة يريد اليوم أن يركب بعض الاحتجاجات و بعض الإخفاق الحكومي بعد أن فشل مع جماعة المؤتمر و جماعة حمة الهمامى و نزل في كل المحطات التي تلت الثورة و بات في حكم السلعة البائرة التي لا يلتفت إليها أحد، فمن يتذكر مثلا حزب ‘ المؤتمر’ و من يتذكر الرئيس المخلوع في الانتخابات الرئاسية الماضية رغم تلك ‘السلفة’ الانتخابية الشهيرة و غير المسبوقة في تاريخ الديمقراطيات الحديثة لمناصري حزب النهضة، و ما تنكر الرئيس لحزب المؤتمر و عزمه المعلوم تكوين حزب ‘جديد’ يجمع كل لقيط انتهازي أهملته الانتخابات إلا شهادة فشل صريحة على أن من كان حزبا مكونا لهيكل الحكومة الثلاثي قد فشل في إنقاذ الثورة و إنقاذ تونس من محنتها الاقتصادية و من بقية محنها الأخرى .
لا يخجل البعض في حزب المؤتمر المخلوع انتخابيا و من بينهم هذا الرجل الفاشل في التنكر لفضائحهم السابقة، يتجاهلون الصفر الانتخابي المكرر و المثلث و المربع، يتجاهلون أن جوهر الديمقراطية التي يتحدثون عنها هي نتيجة الانتخابات و بما أن الانتخابات قد كشفت عورات مشروعهم الانتخابي الفاشل فمن الحياء السياسي المطلوب أن يبتعد هؤلاء عن المشهد بعض الشيء من باب احترام الناخب و لا طرح أنفسهم مجددا بديلا في كل مناسبة و مع كل مظاهرة أو فلتان أمنى تجمع عديد الشواهد أنهم المحركون له أو جزءا من لعبة مخابرات دولية لا تريد لهذه البلاد أن تستقر، و حين يطرح الرئيس ‘المؤقت’ السابق فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على وقع بعض المظاهرات المشبوهة كما حصل منذ فترة فالظاهر أن سيادته يستعجل العودة إلى القصر معتبرا أنه الفارس المنقذ الذي خابت الانتخابات الأخيرة في إعطاءه المكانة المناسبة
في كل بلدان العالم تحدث المظاهرات و لكن لا يطلع البعض للمطالبة بالانتخابات المبكرة، فالحكومات عليها واجب تحمل المظاهرات و خدمة أغراضها السلمية، لكن سيادة الرئيس المؤقت الفاشل و بعض المتحدثين باسمه في المنابر الإعلامية، يريدون أن يركبوا تلك الأحداث المؤسفة لصنع القارب الذي سيخرجهم من بحر النسيان، فهم يعلمون أنهم لم يكونوا جزءا من هذه الثورة و لم يكونوا جزءا من اهتمام الشارع المنادى بالتغيير و لم يكونوا المؤتمنين على قدره و طموحاته عند تفرغهم للحكم طيلة أربعة سنوات رأت فيها تونس كل أنواع التدمير و النهب و الفشل و النفاق و الخطاب المأسوي المقسم للشعب ، فأين كان ‘ المؤتمر’ حين عطشت تونس كاملة و انقطع الماء عن أهلنا طيلة شهر رمضان، و أين كان ‘رئيس’ المؤتمر حين اغتيل الشهداء ، و أين كانت قيادة المؤتمر حين نكلت الجموع التابعة للترويكا بمشيعي الشهيد شكري بلعيد إلى مقبرة الجلاز، ألم يكن هؤلاء ضد الثورة و ضد الديمقراطية و ضد المحاسبة و ضد القصاص من قتلة الشهداء .
لن ينسى الشعب المسكين للمرزوقي تهديده بالتعرض المباشر لكل من يقف معارضا للدسائس القطرية التي تمررها مخابراتها و كشفتها عديد الصحف العالمية بل لن ننسى أنه مستعد لنصب المشانق للمعارضة بعد أن هددنا الصحبى عتيق نائب حركة النهضة بالسحل في الشارع، لن ننسى أنه تجاهل قضية المختطفين سفيان الشواربى و نذير القطارى، لن ننسى قطع العلاقات مع سوريا و الاصطفاف الأعمى إلى جانب الصهاينة في مؤامرتهم الخسيسة لإسقاط رئيس المقاومة العربية الرئيس بشار الأسد ، لن ننسى وقوفه مع حركة النهضة في مؤامرة نورالدين البحيرى لإسقاط القضاء ، و بطبيعة الحال نتساءل مع المتسائلين ماذا حقق هذا الرجل لفائدة الثورة و ماذا فعل هذا الرجل أيضا في اتهـــــامات الفساد و التلاعب بأموال الحزب التي أطلقها زميله السابق عبد الوهاب معطر ، و ما رد هذا الرجل على الاتهامات و الشبهات الموجهة إليه حول تعامله مع السفارات الأجنبية فترة تواجده على الأراضي الفرنسية و كيف أنه يجهل رغم وظيفته الرئاسية تمويل قطر و بعض أجهزة المخابرات الخليجية لبعض الجمعيات ‘الخيرية’ التي تبين علاقتها بالإرهاب و التي تديرها كوادر قيادية من الصف الأول في حزب المؤتمر المشبوه و هل يعقل أن لا تمول هذه الأموال النفطية المشبوهة حملات الرئيس الانتخابية .
اليوم يصوب هذا الرجل لسانه اللعين على رئيس الدولة في تعنت جدلي سقيم ليعلن بوضوح أن معركته ليست مع الدولة كمؤتمنة على تنفيذ المشاريع بل معركته مع بعض الأشخاص، فهو يصوب السهام ضد رئيس الدولة بصورة مباشرة لخلق معركة وهمية مع الريح ، و هو يعلم أنه يخلق معركة بلا فائدة، لكن هوس الصورة و الميكرفون لا يفارقه فهو آخر ما تبقى له من مناطق غير محرمة بعد أن لفظه الشارع و نعته الشعب بكل النعوت المثيرة للخجل، يصوب سهامه أخيرا ضد مجلس نواب الشعب واصفا اياه بالمسخرة مع أنه أكبر مسخرة حلت بهذا البلد منذ ما قبل التاريخ، الرجل ينتظر أن تشتعل، أن يتغلغل الإرهاب، أن يجد المهربون و الإرهابيون ضالتهم في الطرق الفارغة من الآمن و هو يشمت في هذا الشعب و يضحك عليه بعد أن نهب أحلامه، لا تهمه القصرين و لا مدنين و لا بنزرت، فهو قد باع كل شيء و قبض الأثمان من زمان، نيرون يشاهد روما تحترق و يضحك ثم يضحك و يموت ضحكا ...إنها قصة مؤلمة جدا لكنها الحقيقة، لك الله يا تونس .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: