أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4499
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
خرجت الجبهة الشعبية أو أخرجوها من الحوار البيزنطي حول مبادرة رئيس الدولة بتكوين حكومة وحدة وطنية، يظهر أن اللعبة السياسية هذه المرة قد تضع البلاد على كف عفريت بعد أن كانت عملية بن قردان قد مثلت لكثير من المتابعين فرصة اكتشاف ما يخطط فعلا لهذا الوطن من طرف المخابرات القطرية الصهيونية و من بعض الجهات ذات العلاقة بمشروع ‘ الفوضى الخلاقة’ في دول المغرب العربي مثل الصهيوني المتعجرف برنار هنري ليفي صديق حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنحل، الرئيس يتحمل اليوم مسؤولية تاريخية في إخراج البلاد من ‘ الكورينتى ‘ و حركة النهضة التي سارعت في التخلص من ارثها القذر القديم في مؤتمرها العاشر الذي أثار كثيرا من الأسئلة الحائرة حول علاقتها الثابتة بالمال النفطي الفاسد خاصة بعد ما كشفته فضيحة أوراق بنما مدعوة اليوم إلى تقديم أول إثبات واضح و شفاف حول تطبيقها الحرفي لإعلان التخلي عن الماضي لفائدة مشروع الحاضر .
لعل الذي يؤجج نار الخلاف في المشهد السياسي هم بعض زنادقة الصالونات السياسية المترفة الذين يرون مشاكل و هموم الشعب من وراء زجاج مزين عازل مثل رضا بلحاج المعزول من النداء و المطرود من رئاسة الحكومة، جوهر بن مبارك الذي يكتفي بتقديم و اجترار بعض التحاليل النظرية التي لا تصمد لحظة أمام حقيقة الوضع الاقتصادي المتعفن، طبعا نكتفي بالمثالين من باب تجنيب المتابع مزيدا من الإرهاق الذهني خاصة بعد أن امتلأ فضاء الإعلام بهؤلاء الشواذ فكريا الذين نشروا كل أفكارهم السطحية كل ذلك للإيحاء بكونهم الجهابذة الذين لا يشق لهم غبار و لا يرد لهم رأى في عالم المال و الأعمال مع أنهم صفر مكعب في السياسة و الاقتصاد، هؤلاء الزنادقة لا يعجبهم العجب كما يقال و بإصرارهم و تعنتهم في وسائل الإعلام يبثون خطاب الإحباط المتواصل و يدفعون الناس للتسليم و القبول بالدون فارضين أن تونس مقبلة على سنوات عجاف و لا مخرج لها إلا سكب قارورة بنزين على نفسها و الانتحار حرقا كما حدث مع صاحب العربة إياه تغمده الله بالرحمة و المغفرة.
تقف تونس اليوم في مفترق طرق، الكل ينتظرها في ‘الدورة’ كما يقال، الكل نعنى بهم بارونات النهب العام السابقين و أزلام حركة النهضة المتاجرين و عملاء المخابرات الأجنبية و خريجو السفارات الغربية و بعض المتطلعين لتسلم السلطة بالقوة من الجماعات الإرهابية الممولة من الموساد و دول الخليج و تركيا، ما يؤخر عملية الانقضاض على تونس هي هيكلتها الإدارية و انضباط مؤسستها العسكرية إضافة إلى أن الله حاميها من كيد الكائدين، لا تتصوروا أن هذه الحكومة الفاقدة ‘للدم ‘ يهمها الشأن العام و مصلحة الوطن و إيجاد حلول للمواطن، توجهوا بنظركم لهؤلاء الوزراء الباهتين و ستتيقنون، لا تتصوروا أن حكومة فاشلة تشعل النار في فواتير استهلاك الكهرباء و الماء بشكل جنوني ليكتوي المواطن في حين ينام كبار القوم في رفاهية التكييف و تبذير المياه في المسابح الخاصة ، لا تتصوروا أن حكومة بهذه ‘ القيادة’ المعينة التي تدير شركات الكهرباء و الماء هي حكومة وطنية منبثقة من الشعب لان إبقاء منطقة كاملة معزولة عن الكهرباء أو الماء ليوم كامل في هذا القيض هي جريمة بشعة تتوجب عزل هؤلاء المجرمين، لكن على من تقرأ زبورك يا داوود.
من الممكن أن يكون الرئيس باحثا عن حكومة وطنية تتولى تسيير الأعمال بعد أن فشل الحبيب الصيد بهذا الفريق الخارج عن الموضوع لكن من المعيب مرة أخرى أن لا ينتبه رئيس الجمهورية أو فريقه الرئاسي المعطل عن التفكير إلى أن حلول البلاد ليست حكرا على هؤلاء المجتمعين بربطة المعلم في قصر قرطاج بل من الممكن أن نجدها عند الفئة المحرومة بالفعل و هي فئة الشباب المعطل من أصحاب الشهائد العليا و الذين تم تحييدهم و تجاهلهم عمدا رغم كونهم من صنعوا هذه الثورة و دفعوا ثمنها من أجسادهم و مستقبلهم، هنا، لا بد من التسليم بالفشل المسبق لهذه الاستشارة الرئاسية التي حادت مرة أخرى عن ملامسة الواقع و اكتفت بتجميع شخصيات مسنة ‘أكل على تفكيرها’ الدهر و شرب، فهل نتصور أن السيد الغنوشى يملك حلولا عاجلة للوضع، فلماذا لم يقدمها لحكومة الجبالى و العريض لإنقاذها من اعتصام الرحيل، هل يملك حافظ قائد السبسى حلولا و هو طفل السياسة الذي تم إسقاطه في حضن النداء ليصنع منه الوريث المحتمل، يا جماعة، الحل في الشباب افهموها يرحمكم الله .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: