أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3979
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نظام البحرين نظام فاسد بالطول و العرض، هذا ما تقوله كبريات وسائل الإعلام العالمية الجادة، النظام لا يفتح باب المصالحة مع الشعب و يرفض كل المحاولات السلمية للانفتاح و فسح المجال أمام حرية التعبير و الديمقراطية و التبادل السلمي للسلطة، فقط هذا النظام يعيش بفضل المعونة الأمنية السعودية و ما تسميه كل وسائل الإعلام بالاحتلال العسكري السعودي لحماية النظام الآيل للسقوط، يستمر النظام البحريني أيضا لأنه الحديقة الخلفية للأمريكان و الصهاينة و هو من يدفع جزءا مهما من تكاليف الحروب الأمريكية على العراق و على سوريا و على اليمن و على ليبيا، أيضا تستغل الولايات المتحدة الأمريكية القواعد البرية و البحرية المنتصبة على التراب البحريني لإحكام سيطرتها على القدرات النفطية و تشكيل قوة رادعة تقف في وجه كل محاولات مواجهة الهيمنة الأمريكية و الصهيونية، بسبب هذا فقط يستمر النظام الشمولي الفاسد في المنامة .
يصادر النظام كل شيء يتحرك أو ينطق أو يعارض مستغلا حالة الصمت الدولي الخجول و حالة الارتباك التي تعيشها الشعوب العربية في الخليج بين مناصر للمظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير و بعض المضللين الذين ينادون بعدم الركض وراء التغيير خوفا من ‘المصير الليبي’، يقمع النظام كل الحريات بما فيها حرية نظم القصائد و الأشعار و هذه سابقة لم تحدث حتى في دول أمريكا الجنوبية و بعد أن تجرأ النظام السعودي الفاسد على قتل و إعدام المعارض الشهيد باقر النمر في تصرف و موقف أثار كل الضمائر الحية في العالم و تشفى بالسجن المؤبد في عديد الشعراء و كتاب القصة الناقدة يذهب النظام في البحرين على نفس خطى جاره الفاسد سواء بقمع الحريات بالحديد و النار أو بانتهاك الأعراض و دهم المنازل و إحراق المصاحف و التعدي على بيوت العبادة أو بمليء السجون بمساجين الرأي و المعارضة السلمية، يضاف إلى ذلك إهدار و استنزاف المال العام و إيداع الأموال الخيالية بالبنوك الأجنبية مثلما كشفته وثائق ويكيلكس و وثائق بنما بيبرس الشهيرة منذ أسابيع إضافة إلى تلقى الـرشاوى و العمولات في كل الصفقات التي يبرمها النظام لشراء ة تكديس الأسلحة التي لا تصلح إلا في الاستعراضات العسكرية المناسباتية .
لا أحد يقف لمحاسبة النظام و لا أحد من كتاب الطاغية البحريني يتجرأ على وصف الصورة المفزعة في البحرين، فالقبضة الأمنية تهدد كل المعارضة مهما تنوعت أو تعددت و المخابرات الصهيونية تتحكم في كل المشهد الأمني في البحرين، ولان إسرائيل عدو معلن للثورة الإيرانية فالمخابرات الصهيونية تسرب عديد ‘المعلومات’ بصورة دورية و في أوقات محددة بعناية حول ما أصبح يثير الضحك و الاستهزاء من القبض على مجموعات تخدم ‘ التمدد الشيعي’ و تحاول قلب النظام، و لان النظام قد تحول إلى نظام لعبة تتلاعب به الأجندات الصهيونية و السعودية نظرا لحالة الوهن الداخلي التي يعيشها منذ سنوات فقد تعالت الأصوات البحرينية مطالبة في البداية بفتح الأفاق في خصوص حرية التعبير و الديمقراطية و المحاسبة و التبادل السلمي للسلطة إلى المطالبة مباشرة برأس النظام بعد أن سلم البلد للمحتل السعودي الصهيوني الأمر الذي أغاظ الشعب البحريني و دفعه إلى رفع الصوت مطالبا بخروج المحتل و إسقاط النظام .
يدرك النظام أنه يعيش على شفا حفرة من السقوط النهائي و يدرك أن ما حدث في بلدان كثيرة سيقع بالبحرين في الوقت المناسب و يدرك أن أمريكا و إسرائيل ليس لهما أصدقاء بل حكام أتباع تتخلى عنهم في الوقت المناسب و يدرك بالفطرة أن الشعوب هي من تنتصر أخيرا، و لأنه يرفض المتاح اليوم فسيضطر في النهاية للتنازل عن العرش أحب أم كره فهذه سنة التغيير الاجتماعي في العالم، و المتغطي بالصهاينة عريان كما نعلم من قائمة المخلوعين قبل و ما بعد الربيع العربي، المهم أن يحدث التغيير و المهم أن تتحرك كل الضمائر و الأقلام و الألسنة الحرة لمساندة الحراك البحريني الضاغط للتغيير ، فالعالم العربي لا بد أن يشهد التحول نحو الأفضل بالتخلص من بعض الحكام الخونة الفاسدين و الديمقراطية و حرية التعبير و حقوق الإنسان لا يجب أن يستمر سجنها في أقبية الأنظمة العربية الفاشلة .
لقد بقى مفهوم الدولة في الخليج مفهوما رخوا و غير ناجز بدرجة مذهلة بسبب تسلط و عجرفة الأنظمة السلطوية الشمولية الحاكمة التي ترفض التغيير المضر بمصالحها الفئوية الفردية، و لعل الجميع مقتنع اليوم أن المطالب لا تؤخذ من يد هؤلاء الخونة الحكام العرب بالتمني بل بالإصرار و التضحيات و الصبر و سداد الرؤية السياسية في الأوقات الحرجة الصعبة، و لعله من المثير للانتباه أن تتخلى قطاعات مهمة من المثقفين في هذه اللحظات التاريخية عن واجبها القومي في قيادة المطالب الشعبية ببلورة خارطة طريق التغيير بكل تضاريسها، و كما بقيت النخبة التونسية بعيدة عن طموحات الشعب عند انطلاق الثورة إلى حين تحقيقها لمطالبها و نالت كل شتائم التاريخ فيجب على النخبة الخليجية أن تتلقف اللحظات التاريخية الراهنة و تسبق الأحداث بتقديم مشروع الثورات الخليجية الذي بنجاحه تتحول الدول العربية إلى منارات يشع منها العلم و الحضارة من جديد بعد عهود مريرة و قاسية من الفشل و التطاحـن و الفوضى و يتحول الإسلام معها من جديد إلى محرك للقيم الدولية بدل إسلام الإرهاب الذي صنعته المؤسسة الدينية السعودية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: