البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أين يقع العراق، يتساءل حكام العرب

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3824


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أين يقع العراق ؟ سؤال غبي في هذا العمر، لكن دعونا من الغباء، و لنعيد السؤال لأغلب حكام العرب : أين يقع العراق ؟ ... يقينا هناك كثير من الشك يدب في أذهان الحكام العرب و كثير منهم فقد البوصلة بدليل أنهم يقصفون اليمن بدل إسرائيل، كثير من حكام العرب لا يهتم بالجغرافيا مع أن هناك من ذهب إلى بنما لمجرد إيداع بعض وسخ الدنيا في الجزر المالية البنمية و لولا تسريبات وثائق بنما بيبرس الشهيرة منذ أسابيع لما كشقنا أبو بطوطة السعودي و الأردني و مرشد الإخوان في تونس راشد الغنوشى و مولانا أمير المؤمنين في المغرب جلالة الملك محمد السادس زاده الله من وسخ الدنيا وسخا على وسخ – آمين – و بقية المودعين في هذه البنوك البعيدة العصية على المتابعة و المراقبة، بالنسبة لحكام الخليج بالذات لم يعد العراق على أجندتهم و على جدول ‘أعمالهم’ و كانت أمانيهم أن يبسط الصديق الامبريالي الصهيوني الأمريكي سلطانه و سلطته على بلاد الرافدين ليصبح العراق الولاية المقتطعة الأخيرة في قائمة الولايات الأمريكية المعروفة .

سقط العراق من قاموس و خريطة الدول العربية، هذا واقع الحال و هذا طبيعي نتيجة كل التحولات الدراماتيكية الموجعة التي تعرض إليها الجسم العربي ، و لان أبناء العراق مختلفون على كل شيء و من أجل لا شيء، فقد مكنوا هذه القيادات العميلة العربية من أسباب التنكر لصلاتهم بالعراق، و كما يحصل في فلسطين يحصل في العراق، لا أحد يتحدث عن فلسطين و لا أحد يتحدث عن العراق، و بمرور الوقت ستضيع الحدود المرسومة و تضيق دائرة الذكرى و يهجر الجميع كتب التاريخ و حكايا الشيوخ و عبر الماضي و عندها فقط تستسلم فلسطين إلى جلادها و يستسلم العراق إلى كراهية الصهاينة و أحقادهم التاريخية، هكذا فكر المحافظون الجدد منذ سنوات عديدة و هكذا يعود مشروع إسرائيل الكبرى إلى الوجود و هكذا ستصول خيول الصليبية الكبرى في شوارع بغداد و فلسطين و كثير من البلدان العربية، لا أحد يستبق الأحداث و لا أحد يسجل اعتراضا حتى من باب رفع العتب، أغلبيتهم باعت و قبضت و رحلت.

طبعا هناك في هذه المحميات العربية متفائلون بالقضية الفلسطينية إلى أبعد الحدود، تفاؤلهم دفعهم إلى الاعتقاد بأن تحرير فلسطين ممكن بالدعاء فقط، و هناك من يعتقد بأن تحرير فلسطين ممكن بسكاكين المطبخ و بكثير من الجرأة و رباطة الجأش عند مواجهة الجنود الصهاينة، لا أحد فكر من حكام العرب في معركة عسكرية مكتملة الأركان و التدبير، هم يكتفون بتقليد هذه الترهلات المترامية الشحوم من القيادات بعض النياشين عن مشاركتهم في معارك وهمية، و العراق الذي بات مشرعا على كل الاحتمالات لا أحد من حكام العرب يريد أن يعيد بناءه أو يساهم في ترميم معنوياته المنهارة أو يدعو مواطنيه إلى الكف عن الضرب في الميت، كل العاقين تجمعوا حول جثة العراق و كل الانتهازيين يقضمون ما استطاعوا من هذا الجسم المنهك المثخن بجراح السنوات العجاف التي تبعت سقوط بغداد سنة 2003، كل الحاقدين الصهاينة يجلسون اليوم في بيوت الأكراد الداعين للتفتيت و التقسيم، كل من له ثأر مع الماضي جاء للقصاص، كلهم لهم ثأر في العراق و لدى العراق، لا أحد من هؤلاء تسامح مع العراق، لا أحد يرغب في العفو عن العراق .

منذ ما بعد الغزو الأمريكي لم يتحرك العراق، اكتفى بالصمود تارة و بالانحناء للرياح المدمرة تواريخ أخرى، لم يزهر العلم و المعرفة في العراق، لم يتم تحصين القوة العسكرية العراقية، لم يتخرج علماء و لم تنتشر ثقافة العراق، و حتى كرة العراق التي كانت تجمع قلوب العرب من الشرق إلى الغرب تاهت في الزحام و في الفوضى العارمة و حمى الاغتيالات ، كلهم يسعون جاهدين إلى عدم التوافق مع أي مشروع وطني ينتشل العراق و يعيده إلى الخريطة العربية، و بين هذا و ذاك تظل الجامعة العربية نائمة في العسل و يظل الحكام العرب غائبين عن الساحة العراقية امتثالا لتعليمات الأسياد الصهاينة الأمريكان، جاءت التعليمات الأمريكية الصهيونية بترك العراق يموت موتا بطيئا، لا أحد مدعو للكشف عن حالة العراق و لا احد مخول بالشفاعة للعراق، في بغداد بقى لصوصها في مغارة على بابا أو ما سمي بالمنطقة الخضراء، أربعين حراميا يعيثون في مغارة على بابا، الشعب يتصارع مع الفقر، ثروات العراق نهبت و تنهب على يد الجماعات الإرهابية و بقايا المؤامرة على العراق، أجل لقد فقد الحكام العرب بوصلتهم بعد أن فقدوا العراق، أجل هم يتساءلون اليوم فعلا : أين يقع العراق .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الفلوجة، التدخل الإيراني، التدخل الأمريكي، الميليشيات الشيعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-06-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، مراد قميزة، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الرزاق قيراط ، ياسين أحمد، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الياسين، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، سلوى المغربي، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، كريم السليتي، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، د. صلاح عودة الله ، عراق المطيري، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، محمد يحي، رافد العزاوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، عبد الله زيدان، عمار غيلوفي، حميدة الطيلوش، محمود فاروق سيد شعبان، ضحى عبد الرحمن، الهيثم زعفان، صباح الموسوي ، مجدى داود، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، أحمد الحباسي، عبد الغني مزوز، عبد الله الفقير، حسن عثمان، فتحي العابد، محمد العيادي، أبو سمية، د. أحمد محمد سليمان، د- جابر قميحة، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد شمام ، إسراء أبو رمان، مصطفى منيغ، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، فتحـي قاره بيبـان، علي الكاش، العادل السمعلي، خالد الجاف ، كريم فارق، محرر "بوابتي"، محمود سلطان، محمد عمر غرس الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، حاتم الصولي، تونسي، أنس الشابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فهمي شراب، عزيز العرباوي، عمر غازي، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - الضاوي خوالدية، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، سلام الشماع، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، أحمد النعيمي، سامح لطف الله، د - شاكر الحوكي ، صلاح المختار، صفاء العربي، د - عادل رضا، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، سامر أبو رمان ، علي عبد العال، محمود طرشوبي، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، نادية سعد، سيد السباعي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، د - مصطفى فهمي، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة