أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3744
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لن نذيع سرا حين ندعى أن المخابرات الصهيونية قد برعت في فن التضليل أو في فن تشويه ‘المعارضين’ يعنى بالمعارضين حسب المفهوم الإسرائيلي طبعا، المقاومة الفلسطينية و كل الأصوات العربية على مختلف درجاتها التي تناضل ضد الوجود الصهيوني في المنطقة و ترفض مجرد وجود الكائن الامبريالي بقواعده العسكرية في بعض الدول العربية، الخليجية بالذات، على سبيل المثال نحن نعلم أن الزعيم ياسر عرفات قد تعرض طيلة حياته و حتى بعد مماته إلى حملة غير مسبوقة لتشويه صورته أمام الرأي العام العربي و الدولي، نحن نتذكر على سبيل المثال ذلك الخطاب المركب تقنيا الذي دبرته المخابرات الصهيونية لتوهم الرأي العام بكراهية الرئيس الشهيد الراحل بمعاداته للسامية و هي التهمة الجاهزة التي يضعها الكيان في وجه كل معارض للبربرية و الوحشية الصهيونية في فلسطين، أيضا دبرت المخابرات الصهيونية حملة تشويه شرسة ضد رؤية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة للحل العربي الإسرائيلي خصوصا بعد خطابه التاريخي في أريحا سنة 1963 .
ليس سرا أن كل حملات التشويه التي طالت سوريا و المقاومة اللبنانية برئاسة حزب الله بعد الاغتيال المشبوه للرئيس رفيق الحريري قد انطلقت من إسرائيل و من بعض دول الخليج ذات العلاقة بالمخابرات الصهيونية، طبعا يعلم الجميع بما فيهم المحكمة الدولية و المخابرات الألمانية التي صنعت بعض الأكاذيب ضد المقاومة أن الاتهام الظني ضد الحزب هي مجرد عملية تشويه و ابتزاز سياسي مقصود من الإدارة الأمريكية لانتزاع تنازلات مهمة من الجانب السوري و من الصهيونية العالمية لانتزاع صمت المقاومة على الخرق الصهيوني للتراب و المجال الجوى اللبناني ، ولان عمليات التشويه الصهيونية لا توجه إلا ضد كل صوت يرفض هذا الوجود على الأرض الفلسطينية فمن العيب التساؤل لماذا لا تطال هذه الحملات بعض دول الخليج المتحالفة مع أمريكا لضرب العراق أو سوريا أو إيران أو اليمن، فإسرائيل تدرك طبعا من هو العدو في نظرها و من هو الصديق و الحليف، و إسرائيل بتشويه المقاومة و حلف المقاومة و بعض رموز المعارضة العربية تحت عدة عناوين تؤكد علنا و بالصوت و الصورة من يقف مع الكيان أو من يقف ضده خلافا لما تحاول أبواق التشويه الخليجية إظهاره للرأي العام العربي من باب المغالطة و التمويه .
طبعا المواقف الخليجية لا تحتاج إلى حملات تشويه لا من إسرائيل و لا من أعداء إسرائيل لأنها مشوهة أصلا، و الكتاب ‘ العرب’ الذين يدافعون عن هذه الأفكار المشوهة يخدمون في نهاية الأمر المصلحة الصهيونية بل و تعتبرهم وزير الخارجية الصهيونية السابقة تسيبي ليفنى، عميلة الموساد التي تبجحت بنومها في أحضان عديد القيادات الخليجية، أكثر المدافعين عن إسرائيل بدءا بصالح القلاب مرورا بطارق الحميد و بقية شلة جريدة ‘ الشرق الأوسط’ و بعض المجلات الصفراء اللبنانية التي يتداول عليها نديم قطيش و على حمادة و ماريا معلوف و مي شدياق و بعض كتاب المناسبات العربية السوداء، مع ذلك فان اسرائيل و الولايات المتحدة لا يخفيان تخصيص ميزانيات كبيرة يوظف جزء منها لدفع رواتب هؤلاء الكتاب العرب الذين يشوهون و يضللون حتى يمكن ‘إسقاط’ حزب الله و سوريا بالأساس في نظر عيون المتابعين العرب و هي العملية الأساس التي يرتكز عليها مشروع إسقاط الأنظمة العربية.
على قناة ‘ المستقبل’ اللبنانية التابعة للمخابرات الصهيونية السعودية ينشط الصحفي نديم قطي شفى برنامج ‘ د ن إى ( D.N.A )، برنامج كامل و متواصل مكرس لتشويه صورة المقاومة اللبنانية و بالذات تشويه صورة حزب الله في عيون محبيه العرب في كل البلدان العربية، في نهاية الأمر العملية مملة و غير مضمونة ‘ النتائج ‘ لان ما يقال في البرنامج مثير للاستهزاء و الغثيان لكن من الواضح أن المال النفطي هو المحرك لإطالة العمر الافتراضي لهكذا برنامج هابط، و سعد الحريري يعانى من فقدان السيولة المالية و يحتاج إلى خزائن المملكة لإعالة الحزب و الصرف على هؤلاء الصحفيين الدرجة عاشرة و محاولة البقاء في المشهد السياسي اللبناني المنقسم على نفسه بين تيار المقاومة و تيار التعامل مع العدو الصهيوني، في لبنان، هناك حملات تشويه كبيرة ضد المقاومة تقف وراءها عمائم بيضاء مسعورة و إعلام هابط عميل و مال فاسد لبعض رجال الأعمال المعروفين بعلاقات المصالح مع الكيان الصهيوني ، و بعد خروج القوات السورية من لبنان سنة 2005 عقب القرار 1559 المشبوه بات واضحا أن هناك تيارا ‘صهيونيا’ يريد الانتقام من المقاومة و هو الذي يقف وراء كل حملات التشويه و بالذات وراء القرار الظني للمحكمة الدولية لاتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري و وراء قرار وزراء الداخلية و الخارجية العرب بتصنيف الحزب مصنفا إرهابيا من باب ابتزاز إيران ، في كل الأحوال لن تسقط المقاومة مهما حصل و سيسقط العملاء و بانتصار سوريا القريب سيتلمس البعض رؤوسهم و يرفعون الدشداشة هربا من نار جهنم السورية القادمة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: