أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4342
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
‘ صديقنا ‘ مقداد الماجرى الصحفي بقناة الزيتونة يقيم الدنيا و لا يقعدها في معركة إسقاط قناة الحوار التونسي بعلة أنها قد تحولت إلى دكان لإعلام العار بل و يتهم المنشطة مريم بلقاضى ‘بتبييض ‘ جهاد النكاح، و الحق يقال أن السيد مقداد أو السيدة مريم لا يختلفان بل و يلتقيان في مواطن شبه كبيرة و كثيرة و من أهمها على وجه التحديد هذه الرغبة الجامحة في فرض النفس على المشاهدين و جرهم إلى تقبل وجبات ‘ إعلامية’ مسمومة و غير قابلة للهضم، و لعل السيد مقداد يتفوق على زميلته بلقاضى بكونه قد صنع من الثورة قارب النجاة و القفز نحو ساحل الطرف الرابح أو الطرف الذي تسلم مقاليد الأمور بعد هروب الرئيس السابق في تلك السابقة المثيرة التي لم تتضح خيوطها الحقيقية بعد، في حين أن السيدة مريم قد صنعت من حركة النداء قارب الأمل نحو مكان تحت الشمس تبين لاحقا أنه مجرد تخمين بدون غد خاصة بعد أن تناسى الحزب الفائز الحاكم الآن ما قدمته قناة ‘ العائلة’ و للا مريم بالذات ليحصل الفوز و يصعد ‘البجبوج’ إلى قمة السلطة لإخراج البلاد من ‘الكورينتى’ كما يقول .
لن نضيع وقت المتابع في سرد شطحات و أباطيل و خروج السيد مقداد عن المهنية الإعلامية فالرجل مشهور و التصقت به هذه الصفات الذميمة التي لا علاقة لها بالمهنية الإعلامية و لا بالشرف الإعلامي، و لن نتحدث عن برامج الرجل في تلفزيون قناة الزيتونة المشبوهة فهي برامج أقرب منها إلى ‘فش الخلق’ كما يقول الإخوان في المشرق باعتبارها المساحة الصوتية المتاحة التي يستغلها المنشط للقذف و التهريج و الادعاء بالباطل و اختزال الحقائق و تحريفها و سوء تأويلها و ضرب المهنية الإعلامية في مقتل، و إذا كان ‘ إعلام العار’ يقوم على مبدأ تأليه الحاكم و نصب المشانق لمعارضيه فان ‘إعلام’ مقداد الماجرى يقوم على ذبح الحقيقة و تأليه الباطل كل ذلك لأجل ضرب ‘المعارضة’ المتمثلة في هذا الشعب العلماني ‘الكافر’ الرافض لمشروع حركة الإخوان حركة النهضة بجلالة قدرها و الذي رأينا عينة قذرة منه في حكم الجماعة طيلة ما يزيد عن الثلاثة سنوات من الجمر و الاستبداد و سوء التصرف و هدم مؤسسات الدولة و تبييض الإرهاب.
بالمقابل هناك إعلام ‘ الحوار التونسي’ و هم إعلام تهريج و عرى و كلام ماسط ممنوع على الأقل من 18 سنة، لا أحد في جماعة ‘ الحوار’ يهتم بالأخلاق أو بالمهنية أو بشرف الإعلام، فقط إنتاج هابط و وجبات يومية من العرى و قلة الحياء، أكثرهم هبوطا برنامج ‘ لاباس’ و هو عبارة عن كباريه تشاهد و تسمع فيه كل ما يسيء للذوق العام و للدين و للأخلاق، المنشط نوفل الورتانى سقط إلى الحضيض، الحضيض، الحضيض، فقرات تسلية تقطر عفنا و قلة احترام، ضيوف مختارون بعناية لإيصال فكرة البرنامج المؤسسة على كثير من السيقان و الصدور العارية و بعض الإيحاءات الجنسية المباشرة و شيء من دلع ناهد يسرى ، مطلوب من الضيوف أيضا أن يتعروا أخلاقيا لكشف ما لديهم من أحقاد تجاه زملائهم ، يضاف إلى هذه الخلطة المقرفة كثير من الهجوم على كل من خالف الرأي أو من عبر عن امتعاضه من هذا السيل الجارف من العفن الإعلامي .
طبعا هناك أمين قارة و ‘ كلام الناس’ المخصص للتفاهة و برنامج 24/7 المخصص للهجوم على الحكومة و على نداء تونس بعد أن كانت السيدة المنشطة متخصصة في قناة أخرى في الهجوم على حركة النهضة، و يأتي برنامج ‘ عندي ما نقوللك ‘ ليطيح بما تبقى من خجل و احترام للذوق العام ليكتشف المتابعون ما يرونه في الشارع أو يسمعونه عند الجيران أو ما يحصل في المحاكم و بين أروقة و جدران السجون، برنامج ‘ إعادة’ لما يحدث في الواقع مع كثير من جريان الجوف البذيء الذي يتعمده المنشط بغاية اكتساح نسبة المشاهدة و إطالة عمر برنامج اثبت يوما بعد يوم أنه مذبحة للأخلاق و مساحة حرة للاعتداء على الأخلاق الحميدة و بث ثقافة الفساد و التطبيع مع الزنا و الاعتداء على الشرف، لا اثر للثقافة في ‘الحوار التونسي’ و لا أثر لما ينفع الناس و يدفع للعمل و التفاؤل، و عندما نشاهد كيف تسقط السيدة مريم بلقاضى في إعلام ‘البوز’ ندرك أن الثورة قد فشلت فشلا ذريعا في كنس رموز الإعلام الفاسد يمينا و يسارا ، و إذا سقط مقداد الماجرى في خطاب الظلامية و الرجوع إلى القرون الأولى لما قبل التاريخ فان خطاب ‘ الحوار التونسي’ قد فشل في امتطاء حافلة التغيير التي صنعتها الثورة بدماء الشهداء ليتناسى الجميع تلك التضحيات و يتفرق الجمع بين إعلام الجاهلية و إعلام البورنوغرافيا ، أه يا بلد أه .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: