أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4156
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كلهم يريدون حرية الإعلام و كلهم تحدثوا أو تنصلوا من إعلام العار، كلهم وقفوا مع حرية الإعلام و تظاهروا من أجل هذه الحرية، لا أحد إذن ضد حرية الإعلام ؟ بالعكس كلهم ضد حرية الإعلام و كلهم يكرهون الإعلام،كلهم تعنى طبعا هؤلاء المنافقين الذين نراهم بالصباح و المساء معتكفين منصوفين في وسائل الإعلام يقدمون التحاليل و يحرمون و يفتون و يجاهرون بالمواقف و يهاجمون و ينتقدون كل شيء يتحرك، هؤلاء من نراهم منافقون كذابون، تفضل ، أكتب مقالا ينتقدهم، حاول تسليط الضوء على نشاطهم المشبوه، افضح ثرواتهم المثيرة للأسئلة، اكشف عن علاقاتهم مع السفارات و المخابرات و الدول الأجنبية، حاول أن تفهم سر هذه الثروات المفاجأة، تتبع مشاريعهم الخفية، ستجدهم يقفون بالمرصاد، ستصلك مئات رسائل الوعيد الالكترونية، سيتصلون بعائلتك و بالموقع و ستجدهم أمام في المقهى و في مربض السيارات .
الإعلام يوتر الخائن و السارق و الخارج عن القانون، يشككه في كل شيء حوله، يخرب مزاجه و يزيد من منسوب عصبيته، كشاف النور يسود ليل القتلة و المرتدين عن الدين و المتاجرين بالنساء و بالسلاح و بالوطن، حركة النهضة مثلا لا تريد الإعلام، مع كل خبر ينزل ترتعد الفرائص، وثائق بنما توتر الحركة، وثائق ويكيليكس ترفع منسوب القلق لدى ‘الجهاز التنفيذي’ للحركة، حركة النهضة تخاف أن يكشف المستور يوما ما على يد إعلام ‘ العار’ ، ترحيل البغدادي المحمودى بتلك الصورة العجيبة يحتاج إلى كشاف النور ليفهم الشعب ماذا حصل بالضبط ، كم قبضت الحركة من ...’وسخ دار الدنيا ‘، من هي الأطراف التي تعاملت مع الملف، كم قبضت، لماذا صمت سيادة الرئيس ‘ الحقوقي ‘ المؤقت محمد المرزوقي و بطانة القصر الميامين بمن فيهم عدنان منصر و عماد الدايمى و طارق الكحلاوى، ملف سامي الفهرى يستحق بعض الأنوار حول ما حدث داخل زنزانة السجن، من أدخل سامي للسجن و من أخرجه، لماذا تعطلت عملية الإفراج و ماذا ‘ دفع’ الرجل حتى يخرج، أسئلة، مجرد أسئلة تحتاج إلى إعلام ‘ العار’ ليطرد الوسواس الخناس.
تفتت النداء و صار مجرد مشروع و حمل فاسد، الرئيس تبرأ من عملية ‘ التقسيم ‘ أو الانقسام، القيادات تتصارع و تهاجم و تحتج و تقدم الأدلة و الحجج، بعضهم ذهب حد اتهام حركة النهضة بكونها تقف وراء هذا الوسواس الخناس الذي أصاب صدور هؤلاء ‘ المؤمنين’ في حركة النداء التجمعية المشبوهة، هناك سر قذر مخفي يعلمه الجميع و يخفيه الجميع، ما حصل في النداء يحتاج إلى برنامج و فريق تقصى الحقائق حتى نفهم حقيقة ما حدث منذ رحيل السيد رضا بلحاج إلى ديوان رئيس الجمهورية، من خطط و من مول و من أعطى الإشارة و من يقف وراء و من له مصلحة، كلها أسئلة متتالية تنغص ذاكرة التونسيين، كلهم غسلوا أيديهم من جريمة تقسيم حركة النداء إلى دويلات نيابية متصارعة كما يحدث بين طوائف لبنان، ليبقى السؤال المهم، هل تدخلت بعض المخابرات الأجنبية و هل هناك من يريد إسقاط الحكومة المدنية لصالح إرجاع حكومة دولة الخلافة، لماذا لا تصل الاستثمارات المالية لإنقاذ حكومة النداء ، لماذا تحركت السعودية في الاتجاه المصري و التركي و المغربي و تغاضت عن انهيار الاقتصاد التونسي .
الإعلام هو الشيطان و هو الوسواس الخناس و هو إبليس الذي لا ينام، و الإعلام لا يستحى أن يوصم بإعلام العار ، فهؤلاء الذين يبصقون على الإعلام يحملون من الأدران في قلبهم و في تاريخهم و في أحقادهم و خفاياهم ما لا تستطيع مليارات أطنان مواد التنظيف من غسيله و تطهيره، و من كن منهم بلا خطيئة فليرم الإعلام بالحجر، لكن الإعلام هو الحمار القصير الذي يركبه المفلسون و الجبناء و العملاء، و الإعلام هو طريق البعض للشهرة للتعتيم على الفساد، لا تصدقوا هؤلاء الدجالين السياسيين الذين يتحكمون في المشهد السياسي بعد الثورة، كلها نباتات طفيلية مضرة، استعيذوا من هؤلاء الشياطين الماكرة التي دنست كل ما هو جميل في هذا الوطن، جاؤوا بالإرهاب و بالرذيلة و بالمخدرات و بالتهريب و بتجارة السلاح و بكل خراب الدنيا، اليوم يتنصلون من خطاياهم و يرمون بثقلها على الإعلام، فهل سيفلح الخونة؟.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: