أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4158
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
على مائدة 7/24 على قناة الحوار التونسي بالأمس تبرأ السيد حسين العباسى الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل من حالة الإرباك التي يشهدها المسرح السياسي و الاقتصادي في تونس ، بل قام في نهاية الأمر بتبليغ رسالة تهديد مشفرة للحكومة و للأحزاب الحاكمة بعدم اتهام الاتحاد و البحث عن أسباب الوضع فيما سماه بحالة الارتباك الوزاري و غياب الرؤية الاقتصادية للحكومة، طبعا، سقطت المنشطة كالعادة في بؤرة الحرج و لم تتذكر توجيه الأسئلة الحارقة و يبدو أن هناك تعليمات مسبقة فرضت عليها حتى لا تقود الحوار إلى مناطق إحراج السيد الأمين العام و فضح المستور و إثبات وجود اليد ‘ الاتحادية’ الآثمة في كثير من المظاهرات الملتبسة المشبوهة، لكن السيد الأمين العام بخبرة سنوات المرحوم الحبيب عاشور التي شهدت شبه حرب أهلية كادت تقود تونس إلى الهاوية بسبب نرجسية هذا القيادي و بحثه عن الزعامة مستغلا حالة الوهن الصحي للزعيم بورقيبة.
لا يا سيادة الأمين العام، سقط الاتحاد في بحر القمار السياسي و بعد ما حدث في السنة الفارطة من سطو الاتحاد أو نقابة التعليم على مصالح بقية الشعب التونسي بغاية استنزاف موارد الدولة في ترضيات مادية لمجموعة عاقة من رجال ‘ التعليم’ أو ما يسمى بتعليم الدروس الخصوصية، هذه الفضيحة التاريخية لن تمر مرور الكرام خاصة بعد أن تشبث الاتحاد إلى آخر لحظة بتنفيذ مؤامرة قذرة تتمثل في سنة تعليم بيضاء مدفوعة الأجر لهؤلاء المرتزقة و هو أمر لم يحدث في تاريخ تونس المستقلة و لا في أكثر الدول الإفريقية تأخرا، و لان الاتحاد يرى أمامه دولة مرتبكة هشة فقد سعى إلى استغلال هذا الوضع لمزيد تأليب المواطنين و استغلال بعض مطالبهم لخلق وضع متحرك بائس يزيد من قوة الاتحاد و ضعف هيبة الدولة، اليوم، هناك أسئلة حارقة تخص الصورة القبيحة التي تابعها الملايين و التي تصور الأسعد اليعقوبى المكلف النقابي بملف التعليم و أكثر الأشخاص شبهة في ‘ضيافة’ المكلف بملف الصحة في مظاهرات محاولة إسقاط وزير الصحة .
هذه الصورة العفنة كانت رسالة الاتحاد و رسالة السيد الحسين العباسى للمواطنين الذين أوصدت أمامهم أبواب المستشفيات و صدت أمامهم السبل للحصول على موعد أو مقابلة طبيب أو تلقى العلاج، طبعا، هذا ليس مستغربا من الاتحاد و من نقاباته المهنية المشبوهة و هذا يأتي في سياقه الطبيعي الذي يسلكه الاتحاد منذ ما بعد الثورة، هنا لا يجب أن نقف مع الوزير و لا مع النقابة، فالأمر يحتاج إلى كثير من الموضوعية لفهم المسألة و دواعي الخلاف لكن ما يهم المواطن هو موقف الاتحاد المعادى للمرضى و ذوى الاحتياجات الخاصة و الزج بالإطار الطبي و الشبه الطبي في معركة كسر العظم بين نقابة الصحة المشبوهة التي تساندها أكثر النقابات التعليمية تعفنا و خيانة بحيث تضيع مصلحة المواطن و يستفيد السيد حسين العباسى من هكذا مشهد قبيح لفرض سلطانه و سلطته داخل المشهد السياسي، و لان هذا الشعب يعرف اليوم من هو الاتحاد و من هي الدولة فقد كشفت تصريحات المواطن حالة من الكراهية لهذين الهيكلين الفاسدين الذين يربكان الوضع الاجتماعي .
اعترف الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامى بأن ‘مناضلى’ الحزب قد شاركوا المظاهرات الأخيرة و التي حصلت فيها عمليات نهب و سرقة و اعتداء على القوات الأمنية و تعطيل حرية العمل و ضرب الاستقرار الاجتماعي و الأمني الهش في قرقنة منذ أيام، حاول الرجل ‘ تلطيف’ مشاركة هؤلاء المجرمين بل و أمعن في هجومه على رئيس الحكومة مهددا بالمزيد من هذه ‘ المشاركات’ التي اعتبرها مشروعة و تأتى في سياق سياسي يتطلب القيام بمثل هذه الأعمال العدائية المستفزة للأمن و المعطلة للاقتصاد، بطبيعة الحال الناطق باسم الجبهة معروف بمثل هذه ‘ التحركات’ المشبوهة التي تهدف إلى استثارة القوى الأمنية لدفعها للتشبث بمواجهة سلطة القانون في مقابل سلطة العنف الحبهوى، و كما هو معلوم فان الجبهة هي من تواجه الأمن و تستفزه في حين تتكفل بعض رموز هذه الحركة المشبوهة بالهجوم الإعلامي على كل هياكل الدولة من باب صنع الحدث القاتل و استثماره المأساة، لذلك كان منتظرا مشاهدة حملات الهجوم العشوائي لنواب الجبهة التي شاركت فيها كل الأصوات النشاز التي توتر الوضع في البلاد منذ سنوات، و رغم إصرار رئيس الحكومة على وجود أدلة تدين الجبهة قضائيا فان هذا الحزب المشبوه لا يزال يصر على النفاق تحت يافطات باتت هجينة و غير مقبولة، المهم في كل هذا أن هناك حالة من اشتباك المصالح بين الجبهة و الاتحاد الخاسر فيها هي الدولة و الشعب، و لكل حادث حديث .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: