البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من يربك الوضع في تونس ؟

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3793


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على مائدة 7/24 على قناة الحوار التونسي بالأمس تبرأ السيد حسين العباسى الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل من حالة الإرباك التي يشهدها المسرح السياسي و الاقتصادي في تونس ، بل قام في نهاية الأمر بتبليغ رسالة تهديد مشفرة للحكومة و للأحزاب الحاكمة بعدم اتهام الاتحاد و البحث عن أسباب الوضع فيما سماه بحالة الارتباك الوزاري و غياب الرؤية الاقتصادية للحكومة، طبعا، سقطت المنشطة كالعادة في بؤرة الحرج و لم تتذكر توجيه الأسئلة الحارقة و يبدو أن هناك تعليمات مسبقة فرضت عليها حتى لا تقود الحوار إلى مناطق إحراج السيد الأمين العام و فضح المستور و إثبات وجود اليد ‘ الاتحادية’ الآثمة في كثير من المظاهرات الملتبسة المشبوهة، لكن السيد الأمين العام بخبرة سنوات المرحوم الحبيب عاشور التي شهدت شبه حرب أهلية كادت تقود تونس إلى الهاوية بسبب نرجسية هذا القيادي و بحثه عن الزعامة مستغلا حالة الوهن الصحي للزعيم بورقيبة.

لا يا سيادة الأمين العام، سقط الاتحاد في بحر القمار السياسي و بعد ما حدث في السنة الفارطة من سطو الاتحاد أو نقابة التعليم على مصالح بقية الشعب التونسي بغاية استنزاف موارد الدولة في ترضيات مادية لمجموعة عاقة من رجال ‘ التعليم’ أو ما يسمى بتعليم الدروس الخصوصية، هذه الفضيحة التاريخية لن تمر مرور الكرام خاصة بعد أن تشبث الاتحاد إلى آخر لحظة بتنفيذ مؤامرة قذرة تتمثل في سنة تعليم بيضاء مدفوعة الأجر لهؤلاء المرتزقة و هو أمر لم يحدث في تاريخ تونس المستقلة و لا في أكثر الدول الإفريقية تأخرا، و لان الاتحاد يرى أمامه دولة مرتبكة هشة فقد سعى إلى استغلال هذا الوضع لمزيد تأليب المواطنين و استغلال بعض مطالبهم لخلق وضع متحرك بائس يزيد من قوة الاتحاد و ضعف هيبة الدولة، اليوم، هناك أسئلة حارقة تخص الصورة القبيحة التي تابعها الملايين و التي تصور الأسعد اليعقوبى المكلف النقابي بملف التعليم و أكثر الأشخاص شبهة في ‘ضيافة’ المكلف بملف الصحة في مظاهرات محاولة إسقاط وزير الصحة .

هذه الصورة العفنة كانت رسالة الاتحاد و رسالة السيد الحسين العباسى للمواطنين الذين أوصدت أمامهم أبواب المستشفيات و صدت أمامهم السبل للحصول على موعد أو مقابلة طبيب أو تلقى العلاج، طبعا، هذا ليس مستغربا من الاتحاد و من نقاباته المهنية المشبوهة و هذا يأتي في سياقه الطبيعي الذي يسلكه الاتحاد منذ ما بعد الثورة، هنا لا يجب أن نقف مع الوزير و لا مع النقابة، فالأمر يحتاج إلى كثير من الموضوعية لفهم المسألة و دواعي الخلاف لكن ما يهم المواطن هو موقف الاتحاد المعادى للمرضى و ذوى الاحتياجات الخاصة و الزج بالإطار الطبي و الشبه الطبي في معركة كسر العظم بين نقابة الصحة المشبوهة التي تساندها أكثر النقابات التعليمية تعفنا و خيانة بحيث تضيع مصلحة المواطن و يستفيد السيد حسين العباسى من هكذا مشهد قبيح لفرض سلطانه و سلطته داخل المشهد السياسي، و لان هذا الشعب يعرف اليوم من هو الاتحاد و من هي الدولة فقد كشفت تصريحات المواطن حالة من الكراهية لهذين الهيكلين الفاسدين الذين يربكان الوضع الاجتماعي .

اعترف الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامى بأن ‘مناضلى’ الحزب قد شاركوا المظاهرات الأخيرة و التي حصلت فيها عمليات نهب و سرقة و اعتداء على القوات الأمنية و تعطيل حرية العمل و ضرب الاستقرار الاجتماعي و الأمني الهش في قرقنة منذ أيام، حاول الرجل ‘ تلطيف’ مشاركة هؤلاء المجرمين بل و أمعن في هجومه على رئيس الحكومة مهددا بالمزيد من هذه ‘ المشاركات’ التي اعتبرها مشروعة و تأتى في سياق سياسي يتطلب القيام بمثل هذه الأعمال العدائية المستفزة للأمن و المعطلة للاقتصاد، بطبيعة الحال الناطق باسم الجبهة معروف بمثل هذه ‘ التحركات’ المشبوهة التي تهدف إلى استثارة القوى الأمنية لدفعها للتشبث بمواجهة سلطة القانون في مقابل سلطة العنف الحبهوى، و كما هو معلوم فان الجبهة هي من تواجه الأمن و تستفزه في حين تتكفل بعض رموز هذه الحركة المشبوهة بالهجوم الإعلامي على كل هياكل الدولة من باب صنع الحدث القاتل و استثماره المأساة، لذلك كان منتظرا مشاهدة حملات الهجوم العشوائي لنواب الجبهة التي شاركت فيها كل الأصوات النشاز التي توتر الوضع في البلاد منذ سنوات، و رغم إصرار رئيس الحكومة على وجود أدلة تدين الجبهة قضائيا فان هذا الحزب المشبوه لا يزال يصر على النفاق تحت يافطات باتت هجينة و غير مقبولة، المهم في كل هذا أن هناك حالة من اشتباك المصالح بين الجبهة و الاتحاد الخاسر فيها هي الدولة و الشعب، و لكل حادث حديث .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، بورقيبة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، سامح لطف الله، عبد الله الفقير، نادية سعد، فتحـي قاره بيبـان، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عواطف منصور، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، أنس الشابي، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، د - عادل رضا، يزيد بن الحسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، د - المنجي الكعبي، رمضان حينوني، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، سليمان أحمد أبو ستة، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلام الشماع، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، سلوى المغربي، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، تونسي، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، أحمد بوادي، أحمد الحباسي، فوزي مسعود ، محمد عمر غرس الله، مصطفي زهران، د. عبد الآله المالكي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، علي الكاش، محمد يحي، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، د. خالد الطراولي ، فهمي شراب، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، ياسين أحمد، جاسم الرصيف، عمر غازي، سامر أبو رمان ، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، رافد العزاوي، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، منجي باكير، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، مراد قميزة، عبد الله زيدان، أحمد ملحم، محمود سلطان، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، د. مصطفى يوسف اللداوي، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، صفاء العراقي، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، محمد شمام ، صفاء العربي، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، خالد الجاف ، أبو سمية، علي عبد العال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة