أ. د/ احمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 50808
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحلقة الثانية :
طبيعة العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والعلوم الأخرى :
وفيما يلي نعرض بإيجاز لطبيعة العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والعلوم ذات الصلة وذلك على النحو التالي :
اولاً : العلوم النفسية Psychological Sciences
تعد العلوم النفسية فرعا من جملة العلوم الإنسانية التي تطورت بشكل مذهل في القرن العشرين في الغرب، وهي على نحو عام تحمل ثروة معرفية إنسانية لا تقدر بثمن، وان كان ذلك لا يمنعنا من التأكيد على أنه يعتورها العديد من الاشكالات والصعوبات المنهجية،
- ويشكل علم النفس Psychology محور العلوم النفسية، وهدفه الأساس هو المعرفة العلمية للإنسان، وأن مختلف " العلوم النفسية " هي بمثابة وسائل هامة للحصول على هذه المعرفة؟
إن علم النفس في أبسط تعريفاته : " هو العلم الذي يدرس السلوك ( الانساني )، ودوافعه، وأسبابه، سواءً كان هذا السلوك ظاهراً أو باطناً، فهو يدرس السلوك الظاهر كالأفعال التي يقوم بها الفرد، والسلوك الباطن كالتفكير والتخيل والتذكر" (1)،
وعلى ذلك فهو العلم الذي يدرس كافة العمليات النفسية والادراكية والعقلية عند الفرد، والتي تتجسد في : الشعور، والذاكرة، والتعلم، والذكاء، والرغبات والانفعالات والدوافع وعلاقاتها بمؤثرات البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد ويتعامل معها (2)،
- ولقد اعتمدت الخدمة الاجتماعية كمهنة ومنذ بداية نشأتها وخصوصا في قاعدتها العلمية، ومبادئها وقيمها على الحقائق التي انتهى إليها علم النفس الحديث، كمصدر أساسي للمعرفة التي تبنى عليها الممارسة المهنية، وأن ما أحرزه علم النفس من تقدم أنعكس أثرة على طرق وأساليب ونماذج الخدمة الاجتماعية، ولعل من نافلة القول – في هذا الصدد – التأكيد على أن علم النفس كان السبب في نشأة وظهور وتطور طريقة خدمة الفرد ( العمل مع الأفراد ) كأول طريقة مهنية من طرق الخدمة الاجتماعية كما أشرنا سلفا، حيث كانت الخدمة الاجتماعية تركز في المقام الأول على العمليات النفسية الذاتية للعملاء على أساس أن لها التأثير الأكبر على ما يعانيه من مشكلات، وما يصدر عنه من سلوكيات، وساد هذا الاتجاه فترة من الزمن في تاريخ الممارسة المهنية إلى أن تطورت في فترات لاحقة،
ويمكن تشبيه العلاقة بين علم النفس والخدمة الاجتماعية كالعلاقة بين علم الفسيولوجي Physiology ( علم وظائف الاعضاء ) ومهنة الطب، حيث يعتمد الطبيب على الحقائق التي انتهى إليها علم وظائف الأعضاء في ممارساته الطبية بشكل كبير،
هذا وتتجلى علاقة الخدمة الاجتماعية بعلم النفس في العديد من الجوانب التي نذكر منها :
0 أن الأخصائي الاجتماعي يستعين بحقائق ومعارف ونظريات علم النفس في ممارسته المهنية، وتصميم وتنفيذ برامج التدخل المهني في إطار طرق الخدمة الاجتماعية المختلفة، وعلى الأخص طريقة خدمة الفرد، وبعدها خدمة الجماعة، وذلك لمعرفة خصائص مراحل النمو الانساني، ودوافع سلوك الأفراد، وخصائص سلوك الأفراد، وكيف تؤثر فيه الظروف الاجتماعية والبيئية،
0 أن أخصائي خدمة الجماعة يستعين بعلم النفس الاجتماعي Social Psychology ليوضح صور التفاعل بين أعضاء الجماعات، ومساعدتهم لبعضهم البعض، وبين الجماعات بعضها والبعض الآخر، وتوجيه هذا التفاعل الوجهة التي تخدم الأهداف المنشودة من الممارسة ( التفاعل الجماعي الموجه )،
0 وتجدر الإشارة إلى أن البعض يميل إلى أن يقصر استفادة الخدمة الاجتماعية من حقائق ونظريات العلوم النفسية على الممارسة المهنية في مجال اﻻضطرابات النفسية والعقلية Psychological and mental disorders فقط، وهي رؤية مجافية للواقع، إذ أن الاضطرابات النفسية والعقلية لا تشكل سوى فرعا من أكثر من 40 فرع في العلوم النفسية، ومن هنا فإن استفادة الخدمة الاجتماعية من حقائق العلوم النفسية يمكن أن تكون ضرورة لكل شئون الحياة ومجالاتها، بدءا من اﻻضطرابات العقلية والنفسية، ومرورا بالمشكلات الشخصية، والزواجية، واﻷسرية والدراسية، ووصوﻻ إلى القضايا الحياتية المختلفة، وتنمية القدرات اﻹبداعية والمواهب والقدرات الخارقة، والتفوق الدراسي، وتنمية المواهب، والمهارات الهندسية واﻹدارية واﻻنتاجية والفنية والسياسية ... الخ وتفعيل الــ 90% اﻷخرى من امكانات وقدرات الدماغ المذهلة التي تنتظر أن يستخدمها اﻹنسان بفاعلية.
وهكذا يمكن القول أن من الثابت تاريخيا أن علم النفس كان من أهم وأول العلوم التي ارتبطت بها الخدمة الاجتماعية في علاقة وثيقة، وبخاصة في المرحلة النفسية في تاريخ تطور المهنة، فاستعارات منه العديد من المعارف والحقائق التي استندت إليها في الممارسة، ولقد لعبت نظرية التحليل النفسي Psychological Analysis (3) دورا هاما في هذا الصدد،
وفي الحقيقة ما زالت الخدمة الاجتماعية تتأثر بعلم النفس إلى اليوم وبخاصة فيما يتعلق بسلوك الأنا، والصحة النفسية، وعلم النفس الفارق، علم النفس الاجتماعي، علم النفس العلاجي، علم نفس النمو، وعلم النفس الصناعي، .....وغيرها من فروع علم النفس،
- فبالنسبة لعلم النفس العام General Psychology فلقد استفادت الخدمة الاجتماعية وما زالت تستفيد من النظريات النفسية Psychological Theories فى فهم وتفسير السلوك الانساني، ودوافع السلوك، ودراسة الشخصية، اما بالنسبة لعلم النفس الاجتماعي Social Psychology فاستفادت وتستفيد من دراسة الصور المختلفة للتفاعل الاجتماعي Social Interaction من محبة، وكراهية، وتعاون، وتنافس، وصراع، وفهم الجماعة وانواعها، وفي نفس الوقت أمكن الاستفادة من الصحة النفسيةٌ في فهم الإنسان في الأزمات، واستخدامه للحيلٌ الدفاعيةٌ، والتفرقة بينٌ الشخصيةٌ السويةٌ واللاسويةٌ،
ونعود فنؤكد على ان الدراسات السيكولوجية بوجه عام ودراسات، الصحة النفسية، وعلم نفس النمو، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم نفس الشواذ .....وغيرها من فروع عائلة العلوم النفسية اصبحت لها تطبيقات هامة في العمل مع الافراد والاسر والجماعات الصغيرة، كما تستفيد المهنة من تلك العلوم لكونها تهتم بديناميات العلاقات الشخصية والاجتماعية بين الافراد وداخل الجماعات والمجتمعات المحلية،
هذا ومن أهم النظريات النفسية Psychological Theories التي أفادت الخدمة الاجتماعية في ممارساتها المهنية في المجالات المختلفة عبر مسيرتها التاريخية نذكر :
- نظرية التحليل النفسي للعالم النمساوي ( سيجموند فرويد )،
- نظرية سيكولوجية الذات (4)، Ego Psychology
- المدرسة الوظيفية (5)، Functional School in Psychology
- النظرية السلوكية (6)، Behavioral Theory
ثانياً : العلوم السياسية Political Sciences
تجدر الإشارة إلى أنه بينما يتبنى البعض مصطلح " العلوم السياسية " بصيغة الجمع للإشارة إلى منظومة العلوم التي تتناول بالدراسة والبحث قضايا السياسة على تباينها وتنوعها، يفضل البعض الآخر استخدام مصطلح " علم السياسة " بالإفراد، حيث تتفرع منه عدد من الفروع العلمية التي يعنى كل منها بجانب معين من الجوانب المتعلقة بميدان السياسة،
وأيا كان الوضع فإن " العلوم السياسية " منظومة علمية تنتمي إلى العلوم الاجتماعية، وهي معنية في المقام الأول بدراسة منهج الحياة السياسية .. ويحاول علماء السياسة الإجابة في هذا السياق عن أسئلة محددة، مثل : ما الأسباب التي تبرر ممارسات الدولة ؟ ومن الذين تخدم الدولة مصالحهم؟ ، وتتناول العلوم السياسية بالدراسة والتحليل الأنماط المختلفة للحكومات Governments والأحزاب السياسية political parties وجماعات الضغط Lobbyists، والانتخابات The Election، والعلاقات الدولية International Relations، والإدارة العامة Public Administration، ...........وغيرها، حيث تنطوي هذه الأنشطة في إطارها الفردي والجماعي على علاقات إنسانية أساسية، إضافة لهذا، تهتم هذه العلوم بدراسة القيم الأساسية، مثل المساواة والحرية والعدالة والسلطة، * وتنقسم العلوم السياسية إلى ستة ميادين : النظرية السياسية والفلسفة، وعلم السياسة المقارن، والعلاقات الدولية، الحكومات الوطنية والعلوم السياسية، الإدارة العامة، والسلوك السياسي . (7)، وإذا كانت السياسة هي فن الممكن Art of the possible في علاقة الحاكم بالمحكوم، وإذا كان علم السياسة هو العلم الذي يهتم بدراسة طبيعة العلاقة بين الأفراد والحكومات، ومعرفة طبيعة الحقوق والواجبات، من ناحية، وإذا كانت الخدمة الاجتماعية كمهنة إنسانية – من ناحية أخرى - تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المرتبطة بالانسان والمجتمع، والتي من بينها السعي إلي إحداث الاستقرار والنهوض للانسان والمجتمع، وضمان علاقات مرضية بين الانسان والانسان، وبين الانسان والمجتمع الذي يعيش فيه، فإن الخدمة الاجتماعية تحتاج إلى الإلمام بالقواعد والنظم والقوانين القائمة في المجتمع، والالمام بالايديولوجية التي يتبناها المجتمع الذي تعمل فيه، وهو ما يمكن أن تحصل عليه من علم السياسة،
ولقد استمدت الخدمة الاجتماعية بعض المبادئ المهنية من علم السياسة مثل : مبدأ حق تقرير المصير Self-determination، والديمقراطية، وأنماط القيادة ونظرياتها.
وتأسيسا على ذلك فإن العلوم السياسية تزود الخدمة الاجتماعية بالمعلومات عن المؤسسات والمنظمات السياسية Political Organizations، تزودها بمجموعة من الحقائق والبياٌنات عن الظواهر السياٌسيةٌ، ويستفيد منها الأخصائي الاجتماعي في دراسة السلوك السياسي لصالح المجتمع، ودراسة وفهم كيفية تأثر الايديولوجيات السياسية Political ideologies بمجتمعاتها وتأثر تلك المجتمعات بالأيديولوجيات السياسية، وعمليات التأثير على مراكز صنع واتخاذ القرارات Decision-Making، والعلاقة بين السياسة العامة والسياسة الاجتماعية (8)
كما تستفيد الخدمة الاجتماعية من العلوم السياسية في التعرف على طبيعة الحقوق والواجبات، المواطنين في التعبير عن أنفسهم، والاعتراف بكرامة الإنسان، واستخدام الأسلوب الديموقراطي في العمل والممارسة،
والتعرف على و/أو فهم العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة، وكذلك على مشكلات السلطة والطاعة والمسئولية، والحقوق السياسية والمدنية والمساواة، والعدل الاجتماعي، وواجبات الفرد والمجتمع والدولة والعلاقات المتبادلة فيما بينها، والى جانب ذلك مشكلات التوفيق بين حق الفرد وتقرير مصيره، وحقوق المجتمع، وإلتزام المجتمع باحترام حقوق كافة الافراد على قدم المساواة،
ثالثاً : علم الاجتماع Sociology
علم الاجتماع هو علم وصفي تقريري يرمي في المقام الاول الى دراسة شؤون الحياة الاجتماعية من عمليات ودعائم وعلاقات ونظم وتيارات وحركات اجتماعية دراسة علمية تحليلية مقارنة لشرح ما هو كائن لا ما ينبغي ان يكون وذلك للوصول الى القوانين التي تحكم ظواهر الحياة الاجتماعية ونظمها (9)،
والخدمة الاجتماعية حين تلم بهذه الحقائق العلمية تكشف عن الضغوط العامة الواقعة على الافراد وتؤثر في تكيفهم مع المجتمع، فتفسر اسباب المشكلة واسلوب علاجها وتتبين هذه العلاقة في المثال التالي :
لقد انتهت حقائق علم الاجتماع – مثلا - الى ان الجريمة ظاهرة اجتماعية سلمية قائمة في أي مجتمع انساني يزداد انتشارها مما يضعف الولاء الديني وضعف علاقة الفرد بمجتمعه، والخدمة الاجتماعية حينما تتعامل مع الجانحين والمجرمين والمعرضين للانحراف فإنها تعتمد على هذه الحقيقة في تفسير اسباب الجريمة ومن ثم توصي بأساليب العلاج والمواجهة، كما ان الالمام بتراكيب المجتمع وسننه الشعبية كالعرف والعادات والتقاليد والقيم واسباب الهجرة كل هذا من شانه ان ينير السبيل امام الاخصائي الاجتماعي لمواجهة المشكلات التي يعن له مواجهتها،
وتستفيد الخدمة الاجتماعية من معطيات علم الاجتماع في تفهم الظواهر الاجتماعية Social phenomena، والتغير الاجتماعي Social Change، المورفولوجيا الاجتماعية، دراسة المنظمات الاجتماعية بجانب خصائص المجتمعات الريفية والحضرية Rural and Urban Communities Properties وعلم الاجتماع الانحرافي Sociology Deviant، فهم البناء الاجتماعي للمجتمع واهدافه ووظائفه، وكيف تحدد الادوار والوظائف المفروضة مكانة الافراد في جماعاتهم الاجتماعية، وتاثير الادوار المنحرفة على الافراد وعلى المجتمع كما استفادت الخدمة الاجتماعية من علم اجتماع التنظيم وسلوك المنظمات وتاثيراتها على الفرد والمجتمع، والاستفادة من نظريات البيئة في علم الاجتماع الايكولوجي في فهم الكثير عن البيئة الكلية والعلاقات المتداخلة بين الانساق الفرعية التي تشتمل عليها،
ويظن البعض ( خطأ ) أن الخدمة الاجتماعية ما هي الا نوع من علم الاجتماع التطبيقي نظرا لتشابه مصطلح اجتماعي بينهما وهو ظن خاطيء وحذر منه الكثيرون من امثال جيلين وجيلين فلقد ذكرا ان هذا الخلط خطأ من اساسه اذ ان الخدمة الاجتماعية تستفيد من علم الاجتماع بجانب استفادتها من العلوم الاخرى التي تتناول المواقف الاجتماعية المختلفة التي تتعامل معها الخدمة الاجتماعية (10)
رابعاً : الأنثروبولوجيا Anthropology
الانثروبولوجيا هي علمُ الإنسان، اي الدراسة العلمية للإنسان، في الماضي والحاضر، الذي يرسم ويبني على المعرفة من العلوم الاجتماعية، وعلوم الحياة، والعلوم الإنسانية، وقد نُحتت الكلمة من كلمتين يونانيتي الأصل : هما : Anthropos ومعناها : "الإنسان"، و Logos ومعناها : "علم"، وعليه فإن المعنى اللفظي لإصطلاح الأنثروبولوجيا (Anthropology) هو علمُ الإنسان،
فالانثروبولوجيا هي دراسة الانسان بشكل عام، وهي تقسم إلى أنثروبولجيا طبيعية أي دراسة الانسان في مظهره البيولوجي، وإلى أنثروبولوجيا اجتماعية ثقافية (11)،
ويهتم علم الأنثروبولوجيا بالإنسان بوصفة عضواً في المجتمع، ودراسة الجوانب المختلفة في النسق والبناء الاجتماعي، وهذا يعتبر من الاهتمامات الرئيسة للخدمة الاجتماعية حيث تهتم بدراسة الثقافة التي يعيش المجتمع في ظلها ويتميز بها، كما يهتم علم الانثروبولوجيا بدراسة المجتمعات المحلية كالبدو والمجتمعات الريفية والتقليدية، وكل هذا يعتبر من اهتمامات الخدمة الاجتماعية،
إن علم الانثروبولوجيا " علم الانسان " من حيث خصائصه ومقوماته البيولوجية والاجتماعية والثقافية بدراسة العديد من الجوانب المتعلقه بشخصية الفرد والبيئه الاجتماعية، وكذلك البيئه الثقافية Cultural Environment التي يعيش فيها الانسان , وكلنا نعلم ان هناك فروقاً بين الثقافات المختلفة، وفروقاً ثقافية بين المجتمعات، لابد ان يحيط بها الأحصائي الاجتماعي بوجه عام، وأخصائي خدمة الفرد بوجه خاص، لانه قد يتعرض الى حل بعض المشكلات تنتمي الى ثقافات مختلفه عن الثقافه التي يعيش فيها أخصائي خدمة الفرد، ولذلك عليه ان يكون على إلمام تآم بمختلف الثقافات ومختلف البيئات الاجتماعية حتى يستطيع ان يكون قادرا على العمل مع العملاء من أجل مواجهة مختلف المشكلات ويسهم في حلّها بطريقه علميه .
وصفوة القول فان المعرفة المقدمة من علم الانثروبولوحيا والمتعلقة بتاثير الثقافة على الافراد، والاسر، والجماعات الصغيرة، والمجتمع المحلي، والمجتمع ككل فيما يتصل بالتراث الاجتماعي والثقافي Cultural and Social Heritage السائد لها اهميتها الكبرى من اجل تاسيس علاقات واتصالات جديدة، وتدخل مهني فعال للخدمة الاجتماعية في المواقف المختلفة،
خامسا : علم الاقتصاد : Economics
هناك تعريفات عديدة لعلم الاقتصاد، منها أنه : ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي يبحث الاستخدامات المتعددة للموارد الاقتصادية لإنتاج السلع والخدمات، وتوزيعها للاستهلاك في الحاضر والمستقبل بين أفراد المجتمع، ويشمل هذا التعريف على ثلاثة عناصر رئيسة :
1- أن الاقتصاد علم شانة شان بقية العلوم الأخرى.
2- أنه علم اجتماعي، أي يهتم بسلوك الأفراد أو الفرد كمستهلك أو منتج أو مدخر أو مستثمر،...
3- أن الإنتاج إنما هو بغرض الاستهلاك الحاضر والمستقبل (12)
- إن علم الاقتصاد هو العلم الذي يوازن بين الموارد الاقتصادية والاحتياجات الإنسانية، وما يحيط بهذه العلاقة من مشكلات كالبطالة، والتضخم، والأزمات الاقتصادية والمالية، وثمة علاقة وثيقة بين المشكلة الاقتصادية وباقي مشكلات الإنسان الأخرى الاجتماعية والتعليمية والأسرية والأخلاقية والسلوكية، لذلك فالأخصائي الاجتماعي يجب أن يلم بالنظريات الاقتصادية التي تساعده علي التعامل مع البيئات المختلفة، وكذلك التعرف علي المشكلات الاقتصادية، وأسبابها وكيفية علاجها، وذلك في عمله مع مجالات الممارسة المهنية المختلفة، وعلى مختلف مستويات الممارسة، سواء على المستويات الصغرى، أو الوسطى، أو الكبرى،
ولنأخذ – مثلا – عند علمل الأخصائي مع المستويات الصغرى كالأسرة مثلا فإنه كثيرا ما يتعامل مع المشكلات الاقتصادية : كتلك المشكلات المرتبطة بعدم كفاية موارد الأسرة للوفاء بالتزاماتها وحاجاتها المختلفة، وهو الأمر الذي قد يكون راجعا لقلة دخل الأسرة، أو تعطل الزوج ( العائل ) عن العمل، أو وفاته باعتباره مصدر الدخل، أو سوء التدبير في ميزانية الأسرة، أو تعرض الأسرة لظروف طارئة عاجله فوق إمكانيات الأسرة . ضياع مصادر دخل الأسرة .
ولا شك أن المشكلة الاقتصادية الأسرية تمثل تهديدا صريحا للأمن والاستقرار، وتلعب دورا هاما في التأثير والتأثر بباقي وظائف الأسرة
ويمكن القول – إجمالا – أن الخدمة الاجتماعية تستفيد من علم الاقتصاد إجمالا في العديد من الجوانب الهامة بالنسبة لوظائف الخدمة الاجتماعية وأهدافها، منها :
0 معرفة القوانين الاقتصادية،
0 إدراك وفهم العلاقة بين الظواهر الاقتصادية،
0 فهم العمليات الاقتصادية،
0 التعرف على المشكلات الاقتصادية حتى تتمكن من مواجهة الاثار السلبية الناتجة عن تلك المشكلات، والقدرة على المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي ودعم الاتجاهات الايجابية للتقدم الاقتصادي،
0 تفهم ديناميات السوق،
0 التأثير المتبادل بين الظواهر الاقتصادية والظواهر الاجتماعية،
0 فهم العلاقة التبادلية بين عملية التنمية الاقتصادية بالتنمية الاجتماعية،
0 إدراك أهمية أخذ العوامل الاجتماعية في الاعتبار عند التخطيط للتنمية الاقتصادية،
0 تفهم حجم ونوعيات القوى العاملة في المجتمع،
0 الدوافع الاقتصادية للتحركات السكانية،
0 علاقة الاقتصاد بالنظم الاجتماعية الأخرى في المجتمع،
0 التحليل الاجتماعي للعمليات الاقتصادية كالإنتاج والتبادل والاستهلاك وتقسيم العمل،
0 الالمام بالدراسات التطبيقية المعاصرة التي تربط بين التغير الاجتماعي والتغير الاقتصادي في بعض المجتمعات المحلية
وتجدر الاشارة الى ان استفادة الخدمة الاجتماعية من علم الاقتصاد تزداد كلما كان المجتمع الذي تمارس فيه المهنة آخذا في النمو الاقتصادي والاجتماعي،
- وعلى الأخصائي الاجتماعي – وخصوصا عند العمل مع المستويات الكبرى - أن يكون ملما بالموضوعات الاساسية لحياة المجتمع الاقتصادية، ودراسة الجوانب الاقتصادية للسياسة الاجتماعية، وخاصة ما يتصل بالخدمات الاجتماعية الحكومية والاهلية، وتنظيم ميزانية الاسرة ومستويات المعيشة، والحياة الاجتماعية لجماعات ومجتمعات معينة، خاصة وأن الخدمة الاجتماعية تعمل على مساعدة الناس حتى يصبحوا أكثر حرية، وأكثر إحساساً بالمسئولية في ممارسة الأختيار0
وما دام اهتمام علم الاقتصاد يمتد الى البحث في طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الناس، ودوافعها، والقوانين التي تحكمها، والظروف والملابسات التي تعتريها، فلقد اسرف بعض العلماء وخاصة الاشتراكيون الماديون ( ماركس وانجلز )، في الزعم بان سلوك الفرد وعلاقته بالاخرين، ومتاعه وسعادته تنحصر في حاجاته المادية فقط، ولذلك يقول " كارل ماركس " : إن الانسان ياكل قبل ان يفكر (13)،
ولكن على الرغم من اهمية العامل الاقتصادي في حياة الانسان، فان الخدمة الاجتماعية لا تهمل العوامل الاخرى النفسية والصحية والاجتماعية والسياسية التي تمثل ضغوطا متعددة على الافراد والجماعات تتفاعل كلها لتحديد طبيعة المشكلات التي تواجهها، ومن ثم كانت دراسة الاقتصاد لطلاب الخدمة الاجتماعية تعد أمرا هاما في التعرف على المشكلات الاقتصادية اسبابها وكيفية علاجها في المجتمع الذي يعيش فيه لتنير لهم السبيل في مواجهة مشكلات الفرد والجماعة والمجتمع ذاته، والعمل على تطوير الوضع الاقتصادي للمجتمع ككل ولا سيما بين الفقراء والمرضى والفئات الخاصة .
سادسا : علم اإدارة : Administration Science
معلوم أن " الادارة " بوجه عام هي عامل مهم في نجاح أي جهد أو نشاط إنساني، وبالتالي فهي تعد عصب نجاح اي برنامج او مشروع او خدمة،
والادارة بمفهومها العريض والعام تقوم أساسا على عمليات التنسيق والتخطيط والتقييم والمتابعة ...............الخ،
ويعرف " غيث " (14) الادارة Management بانها : عملية تخطيط وتنظيم وتنسيق وتوجيه عوامل الانتاج في مشروع اقتصادي، ويطبق هذا المصطلح في نفس الوقت على " المنظمين " في التسلسل الهرمي والمنفذين لعملية الادارة ذاتها اي الذين يقومون باداء هذه المهام او الوظائف، وجدير بالذكر ان التسلسل الهرمي الاداري في اي تنظيم رسمي بستمد سلطته ومسئولياته من وظيفته، اي من علاقة مكانته بالتنظيم ولا يستمدها من اية خصائص او مميزات اخرى كالملكية او المولد او الموروثة او القوة العسكرية كما انه لا يستمد وضعه من التي توفرها المعرفة الممتازة او اختبارات الاداء او الانجازات الموضوعية والمتفق عليها اجتماعيا، ومعنى ذلك ان مكانة التسلسل وقوته ومسئولياته تعتمد على ما يقوم به من وظائف اساسية دون غيرها، وينطبق هذا التحديد على مجتمعات المشروعات الحرة او مجتمعات الاشتراكية الديمقراطية او الدول الشمولية
ولما كانت الخدمة الاجتماعية هي في الأساس مهنة مؤسسية، بمعنى أنها تزاول من خلال مجموعة مؤسسات وهيئات ( أهلية أو حكومية أو مشتركة ) تقدم العديد من البرامج والمشروعات والخدمات، فان عناصر التنسيق والتنظيم والرقابة والتخطيط .............تصبح ضرورة لنجاحها (15)
وتعرف الادارة في الخدمة الاجتماعية Administration in Social Work بانها النسق الكلي للانشطة في منظمات الرعاية الاجتماعية والضروري لترجمة السياسات في الخدمات الى خطط تنفيذية، وهي ايضا طرق الممارسة التي تستخدم في التخطيط والاختيار والتنسيق والتقييم والتوسط بين المهام والوظائف والعاملين الذين يعتمدون على بعضهم البعض والانشطة التي تؤدي الى تحقيق الاهداف المحددة للمنظمة
والاخصائيون الاجتماعيون يميلون الى استخدام تعبير Administration للاشارة الى التعاون والعمليات التبادلية والديموقراطية نسبيا في المنظمات التي لا تهدف الى الربح
اما تعبير " الادارة التنفيذية " Management : فانها تشير الى السيطرة والضبط والتوجيه والخضوع الكامل في المؤسسة التي تهدف الى الربح حتى ولو ان التعبيرين كانا مترادفين اساسا (16)،
ولذا فمن الطبيعي أن تتاثر ادارة مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالادارة العامة، وادارة الاعمال، ولذا فإن الخدمة الاجتماعية تحاول ان تنمي مقدرتها على ادارة منظمات لا تسعى الى الربح ببعض تكتيكات ادارة منظمات تسعى الى الربح (17)،
وبالرغم من عدم وجود اتفاق بين علماء الخدمة الاجتماعية وممارسيها على وضعية الادارة بالنسبة للمهنة، وبتعبير متكافيء : هل تعتبر الادارة طريقة رئيسية من طرق الخدمة الاجتماعية أم طريقة مساعدة ( ثانوية ) أم أسلوب مهم من الاساليب التي تستخدمها الخدمة الاجتماعية، إلا أن الادارة تحتل جانبا هاما بالنسبة لمهة الخدمة الاجتماعية، باعتبارها : " الأسلوب المنظم الذي تتحقق بموجبه الأهداف المتنوعة للمهنة،
ولقد تعددت تعريفات الإدارة في الخدمة الاجتماعية، ولعل من أبرز تلك التعريفات ما ورد في الكتاب السنوي للخدمة الاجتماعية والذي ينص على أن الادارة في الخدمة الاجتماعية ما هي إلا تلك الجهود التي يجب أن تبذل لكي تحقق المنظمة الاجتماعية الأهداف التي أنشئت من اجلها ويتم بذل تلك الجهود بطرق علمية منظمة تسير جنبا الى جنب مع وظيفة المنظمة في تقديم خدماتها لعملائها (18)،
سابعا : علم القانون والتشريعات :
- اختلف الكتاب والباحثون في تحديد أصل هذا اللفظ " القانون "، فمنهم من قال إن اللفظ ليس عربي الأصل وانه دخيل على لغتنا، في حين ذهب الرأي الأخر إلى انه عربي الأصل مادة وشكلاً، بدليل عدم إدراج هذا المصطلح فيما وضعه الكتاب العرب من مجموعات للألفاظ المستعربة بالرغم من شيوع استعماله، إما من حيث مادته فاصله لفظ " قن " هي تتبع إخبار الشيء للامعان في معرفته، وإما من حيث شكله فهو من صيغة ( فأعول ) العربية التي تدل على المكمل وبذل الجهد، ومن قال إن أصل لفظ القانون هو أجنبي اختلف مع غيره في تحديد أصله، فذهب أكثر الكتاب إلى القول انه مشتقة من كلمة " Kanon " التي تعني القاعدة أو التنظيم، وهي كلمة لاتينية اقتبس منها الفرنسيون كلمة ( Canon ) قاصدين بها قرارات المجامع الكنسية، وأخذها الانجليز فأطلقوا على القانون الكنسي ( Canon low )، في حين حدد غيرهم من الكتاب أصل أخر للفظ القانون فقيل إن أصله " روماني "، وقيل انه " فارسي الأصل "، ونسبة آخرون إلى اللغة السريانية، كما نسبة فريق أخر اللغة العربية، والواضح أن هذا الخلاف في أصل اللفظ لا ينطوي على فائدة عملية، علماً إن الرأي الراجح هو إن أصل لفظ القانون هو عربي .
وتشير بعض المعاجم القانونية إلى أن لفظة '' قانـون '' هي اقتباس من اللغة اليونانية حيث كلمة '' Kanon '' تعني '' العصا المستقيمة '' و يعبرون بها مجازيا عن القاعدة، ومنها إلى فكرة الخط المستقيم التي هو عكس الخط المنحني أو المنحرف أو المنكسر، وهذا تعبير إستعاري للدلالة على الأفكار التالية : الاستقامة، والصراحة، والنزاهة .... في العلاقات الإنسانية .
وهذا يعني أن كلمة '' قانـون'' تستعمل كمعيار لقياس انحراف الأشخاص عن الطريق المستقيم، أي عن الطريق التي سطره لهم القانون لكي يتبعوه في معاملاتهم المختلفة،
وفي الاصطلاح : فإن القانون يعني : مجموعة القواعد التي تضبط علاقة الأشخاص على أن يكونوا ملزمين ( معنى عام ) .
معنى خاص : كل قاعدة تفرضها السلطة التشريعية ( تضع القوانين ) لتنظيم أمر معين كالقانون البحري مثلا، وأهم ما يميزها هو خاصية الالتزام، بمعنى أنها تعرض صاحبها للجزاء إن لم يلتزم بها،
هذا وتقوم في كل المجتمعات الإنسانية في وقتنا الحاضر مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم علاقات الأفراد بعضهم ببعض، وعلاقات المتولين مختلف وظائف السلطة على مستوياتها المختلفة، و يصير الحديث عندئذ عن ما يسمى بالقانون العام، ثم علاقة الأفراد فيما بينهم و يصبح الأمر حينئذ داخلا في نطاق ما يعرف بالقانون الخاص،
وبتعبير متكافئ فإن " القانون " يعني معنيين اصطلاحاً، احدهما خاص أو ضيق، وثانيهما عام أو شامل، أما القانون بمعناه الخاص : فيعني مجموعة القواعد القانونية، التي تسنها السلطة المختصة بالتشريع أي السلطة التشريعية في دولة ما لتنظيم أمر معين، مثل قانون المرور، وقانون ضريبة الدخل، والقانون بهذا المعنى يرادف التشريع وهو القانون المدون الذي تضعه السلطة التشريعية،
بينما يراد بالقانون بالمعنى العام هو : مجموعة القواعد القانونية المتبعة في مجتمع ما، والمنظمة للعلاقات الاجتماعية فيه، والتي يلتزم الأشخاص إتباعها، وإلا تعرضوا للجزاء المادي الذي تفرضه السلطة العامة،
هذا ويستعمل مصطلح القانون بمعناه العام للدلالة على النظريات والقواعد الكلية، دون التقيد بزمان ومكان معين، وقد يقصد به القواعد الملزمة والمنظمة للعلاقات الاجتماعية في دولة ما وهنا يرادف مصطلح الشريعة، وقد يعني مجموعة القواعد القانونية التي ينظمها فرع من فروع القانون في دولة ما مثل القانون المدني المصري، وقد يراد به فرع من فروع الثقافة القانونية غير المرتبط بدولة ما، مثل القانون الدولي العام،
وصفوة القول فإن القانون بمعناه الخاص مرادف للتشريع في المعنى، وهو القانون المكتوب الذي يعد من الأنواع التي يضمها جنس القانون بمعناه العام، والقانون بمعناه الشامل يظهر من ست مصادر هي : العرف، والدين، والفقه، والقضاء، ومبادئ العدالة، والتشريع .
وتنقسم التشريعات والقوانين السائدة في المجتمعات الانسانية إلى نوعين :
- التشريعات والقوانين الدينية : وهي القوانين المستمدة من الرسالات والشرائع السماوية، كالشريعة الاسلامية مثلا،
- التشريعات الوضعية : التي يضعها الانسان لتنظيم الحياة الانسانية،
- ولقد بدأت العلاقة الوثيقة بين الخدمة الاجتماعية والتشريعات الاجتماعية في المراحل الأولى والارهاصات الباكرة لنشأة الخدمة الاجتماعية في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تذكر أدبيات وكلاسيكيات الخدمة الاجتماعية أن أحد العوامل الهامة والظروف المجتمعية التي هيئت المناخ لنشأة وظهور مهنة الخدمة الاجتماعية تمثل في : فشل تشريعات مواجهة الفقر: فلقد فشلت التشريعات المتوالية لمواجهة مشكلات الفقر منذ صدور قانون الفقر سنة 1601م بإنجلترا ( المملكة المتحدة )، وما تبعه من تشريعات في نفس الاتجاه، وذلك لقيامها على أسس غير علمية، إذ كانت تقرر مسئولية الفرد المطلقة عما وصل إليه مصيره، وأنه بالردع والمهانة والسجن والإذلال يمكن القضاء على ظاهرة الفقر والتسول،
ويمكن لنا أن نجلي طبيعة العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والتشريعات والقوانين على أنها تتضمن :
1- العمل على إعداد الأخصائي الاجتماعي بحيث يكون ملما بالقوانين والتشريعات السائدة في المجتمع الذي يمارس المهنة من خلاله بوجه عام، والتشريعات الاجتماعية باغتبارها وثيقة الصلة بعمله المهني بوجه خاص، وتعريف التشريعات الاجتماعية بأنها : هي مجموعة النظم واللوائح والقوانين التي تؤدي إلى تحديد واجبات وحقوق الأفراد والجماعات في المجتمع من العادات والتقاليد والأعراف والدين السائدة في ذلك المجتمع " مثل قوانين العمل، والتأمينات الاجتماعية، والأحوال الشخصية، والضمان الاجتماعي .....إلخ،
2- ومن خلال عمل الأخصائي الاجتماعي، وباعتبار مهنة الخدمة الاجتماعية هي مهنة صانعة سياسة فإن الاخصائي الاجتماعي يمكنه أن يشارك في اقتراح أو تعديل التشريعات الاجتماعية القائمة في المجتمع لتصبح أكثر ملاءمة للاستجابة لاحتياجات المواطنين والتعامل مع مشكلاتهم، وفي هذا الاكار يشير تعريف " باركر barker " للخدمة الاجتماعية في قاموس الخدمة الاجتماعية إلى أن الخدمة الاجتماعية تشتمل على تطبيقات مهنية، ترتكز على مجموعة من القيم والمبادئ والمهارات لتحقيق واحد أو أكثر من الأهداف ومن بينها : الاشتراك في العمليات التشريعية ذات العلاقة.(19)،
3- المساهمة في نشر الوعي القانوني والتشريعي بين المواطنين،
4- يحتاج الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل في مجالات الممارسة المهنية المتباينة أن يكون ملما بالتشريعات والقوانين المرتبطة والمنظمة لهذا الميدان : كالمؤسسات الأمنية، ومحاكم الأسرة، منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، ورعاية الطفولة والأسرة والمرأة، رعاية العمال، رعاية الأحداث، ....وغيرها من المجالات،
لقد كان المدخل الإصلاحي للخدمة الاجتماعية والذي يهتم بتغيير النظم والسياسات والتشريعات القائمة موجودا بدرجة أو بأخرى في تاريخ الخدمة الاجتماعية وإن لم تكتب له السيادة، وقد ارتبط مدى بروزه بنظرة المجتمع إلى نظمه الاجتماعية، فاكتسب قوة دافعة كبيرة في أزمات الكساد المالي والحروب العالمية، حيث بدأ التشكك في قدرة النظم الاجتماعية والاقتصادية القائمة على إشباع حاجات الناس تلقائيا، ومن هنا بدأت المطالبة بالتغيير الاجتماعي الواسع النطاق، الذي يتم على مستوي النظم الاجتماعية نفسها بدلا من الاقتصار على مستوي الأفراد والجماعات؛ وهذا هو الاتجاه الحديث في مهنة الخدمة الاجتماعية، حيث بدأت أعداد أكبر وأكبر من الأخصائيين الاجتماعيين في الاهتمام بالمسائل المتصلة بالسياسة الاجتماعية والتخطيط الاجتماعي -بالإضافة إلى الاهتمامات الفردية التقليدية التي لا زالت لها الغلبة سواء فيما يتصل بأعداد الطلاب أو بمكان خدمة الفرد في المناهج أو في الممارسة،
ثامنا : العلوم الصحية والطبية : Health and Medical Sciences
من الثابت تاريخيا أن الخدمة الاجتماعية تأثرت بمهنة الطب والخدمات الطبية حيث استمدت منها النموذج الرئيسي وهو النموذج الطبي – المرضي المتمثل في : - الدراسة، - والتشخيص، - والعلاج، وارتبطت في إطار ذلك بالعلوم الصحية والطبية والتي تتضمن أولوان متعددة من العلوم كعلم الوراثة ، وعلم التغذية ، والفسيولوجي، والصحة العامة .....وغيرها، وكلها علوم تعنى بدراسة جسم الانسان، ومعرفة احتياجاته، وانعكاسات المرض على الجسم والناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية للانسان،
ومن الطبيعي أن طريقة خدمة الفرد ( وهي أول طرق الخدمة الاجتماعية ظهورا ) كانت من أكثر الطرق التي تأثرت بتلك العلوم، حيث يقرر " كوهين " : " ان الخدمة الاجتماعية الناشئة ( أي في بدايات نشأتها ) شكلت على غرار مهنة الطب، وكانت الخدمة الاجتماعية الطبية والخدمة الاجتماعية النفسية من اوائل مجالات عمل الخدمة الاجتماعية ومن ثم تاثرت بتخصص الصحة النفسية الصاعد، وبالطب النفسي (20)،
والأخصائي الاجتماعي كثيرا ما يتعامل مع مشكلات ذات بعد صحي، ومن ثم يصبح من الضروي أن يكون ملما بالجوانب الصحية المرتبطة بكثير من الأمراض ذات الصبغة الاجتماعية كالدرن، والسكري، ونقص المناعة، والفشل الكلوي، والتهابات الكبد الوبائية، ومرض السرطان، ....وغيرها من الأمراض، فلابد أن يعرف أبعاد المشكلة، والعلاقة المتبادلة بينها وبين الجوانب الصحية .
والخدمة الاجتماعية يمكنها أن تستفيد من العلوم الصحية والطبية في تحقيقها لأهداف الممارسة المهنية في العديد من المجالات : كرعاية الأسرة، والأمومة والطفولة، ورعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، ورعاية المسنين، ورعاية العمل، والأحداث، ......وغيرها من المجالات، ولعل من أكثر مجالات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية ارتباطا بالعلوم الصحية والطبية مجال الخدمة الاجتماعية في المؤسسات الطبية، حيث تعني الخدمة الاجتماعية الطبية : ممارسة الخدمة الاجتماعية في علاقتها بالطب، أي أنها تمارس في المستشفيات والعيادات والمؤسسات والمراكز الصحية والطبية الأخرى التي تعارف المجتمع على ممارسة الطب فيها، وتقم من خلالها الخدمات الصحية والطبية للمرضى، وذلك بغرض إحداث التأثير والتغيير المرغوب من الناحية الصحية في ارتباطها بالأبعاد والجوانب الاجتماعية والنفسية في الأفراد والجماعات والمجتمعات ، وتعمل على مساعدة مهنة الطب من خلال العمل مع الفريق الطبي،
ويحتاج الأخصائي الاجتماعي إلى فهم ودراسة بعض الامراض، والتفاعل بين الصحة والبيئة الاجتماعية، وعلم التغذية لمعرفة العوامل الاجتماعية المسببة للامراض، والتي لها تأثيرها السلبي عليها،
وتعمل الخدمة الاجتماعية على المساهمة مع غيرها من التخصصات ومهن المساعدة الانسانية في تنمية الوعي الصحي والاجتماعي في المجتع .
والاخصائي الاجتماعي يتناول الكثير من الحالات التي يدخل الجانب الصحي ضمن العوامل المسببة للمشكلة فيها، والتي تستلزم خطة علاجها توجية العميل إلى ما يجب إتخاذه من الإجراءات مثل تعديل نظام التغذية ومواردها أو تحصين الاطفال ضد الامراض المعدية،
يتبــــــــع،،،،،،،
(1) - عبد الحليم محمود السيد : " تعريف علم النفس "، في :عبد الحليم محمود السيد وآخرون (محرر) : "علم النفس العام "، دار غريب للطباعه والنشر، القاهرة، 1990 م، ص : 33،
(2) - Kinght Rex ,: " A Modern Introduction To Psychology", London University Tutorial Press,1975,p:1
(3) - نظرية التحليل النفسي : Psycho – Analysis Theory لصاحبها عالم النفس النمساوي الشهير : سيجموند فرويد، وهي نظرية تنادي في مضمونها الاساسي بان شخصية الفرد تتكون بصفة اساسية خلال السنوات الست الاولى من حياته، وان اللذة هي المحرك الاساسي لسلوك الانسان، اذ ان الشخصية الانسانية تعيش في صراع دائم بين اللذة " الليبيدو " ودافع الفناء،
(4) – نظرية سيكولوجية الذات في علم النفس، ظهرت بنهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، وتعني عودة الأهتمام بالواقع النفسي للعميل والمجتمع الذي يعيش فيه بالأضافه الى النظر للأنسان بأعتباره يتكون من جانبين :
0 جانب بيولوجي،
0 وجانب ثقافي
وتركز نظرية سيكولوجية الذات على ثلاثة مفاهيم رئيسة وهي :
العلاقات الاجتماعية :
على أساس أن الانسان من بداية حياته وحتى نهايتها فإنه يدخل في العديد من العلاقات الاجتماعية، وهذه العلاقة التي يمر بها اانسان أثناء حياته الاجتماعية قد يكون لها تأثيرها الايجابي على شخصية الفرد، بما قد يؤدي الى استقرار وتكامل شخصيته، وأما اذا كانت العلاقات فاشلة لا يسودها الا العداوة والحقد وعدم الالفة أو التفاهم والانسجام، فإنه يكون لها تأثيرها السلبي على استقرار وتكامل شخصية الفرد .
التفاعل الاجتماعي:
تؤدي العلاقات الاجتماعية التي يمر بها الفرد الى إحداث التفاعل الاجتماعي بين الفرد والاخرين، وقد يأخذ هذا التفاعل العديد من الصور والاشكال منها التفاعل الايجابي والذي يحقق فيه الفرد العديد من النجاح وفرص السعادة .
والتفاعل السلبي والذي يحقق الانسان من ورائه الفشل في الحياة ولا يشعر إلا بالتعاسة وتنتابه مشاعر القلق والتوتر في حياته .
الخبرات الاجتماعية :
فمن خلال العلاقات الاجتماعية التي يمر بها الانسان في حياته وما يحدث فيها من تفاعل اجتماعي فإن الفرد يكتسب من خلال هذه العلاقات وهذا التفاعل الاجتماعي هو عبارة عن مجموعة من الخبرات الاجتماعية، وهذه الخبرات يمكن أن تكون خبرات سعيدة أوسارة وقد تكون خبرات مؤلمة .
ترى هذه النظرية أن سلوك الانسان ومشاكله ناتجة من حالته في السنوات الخمس الاولى فهي التي تحكم سلوك الانسان، كما أن الجانب الغرائزي في الانسان إذا لم يشبع فإنه يؤدي الى حدوث مشكلة على الرغم من الجوانب السلبية الموجودة في هذه النظرية الا أنها هي النظرية التي يسلم بها وتستخدم بشكل كبير .
هذا وبالنسبة للخدمة الاجتماعية بوجه عام وخدمة الفرد بوده خاص تمثل نظرية سيكولوجية الذات الاتجاه التحليلي في عملية المساعدة، وهو ما يطلق عليه بالاتجاه التشخيصي، ويستند هذا الاتجاه على قاعدة العلة والمعلول أو ما يعرف النظرية السببية التي سادت في القرن الماضي كأساس لمنهج البحث في العلوم، وهي قاعدة منطقية تقوم على المسلمة التي تقول بأنه لا يمكن معالجة العلة إلا إذا عرفت أسبابها الأولى ومنابعها الرئيسية، بمعنى أن المشكلة الفردية لها أسبابها وعلينا معرفتها حتى يمكننا علاج المشكلة.
ويركز الاتجاه التشخيصي على عمليات رئيسية ثلاثة هي :
0 الدراسة والتي تعتمد على جمع كافة الحقائق عن المشكلة،
0 التشخيص ويقوم على تحليل هذه الحقائق تحليلا يفسر أسبابها،
0 والعلاج أي وضع الخطة المناسبة لعلاجها على ضوء هذا التشخيص،
والاتجاه التشخيصي في خدمة الفرد اتجاه بدأته ريشموند في مستهل القرن وأن ركزت آنذاك على تشخيص المشكلة بوصفها "شيء" خارج ذات الفرد لها طبيعة اجتماعية خالصة،
وقد كشف الستار اليوم عن الدور الهام الذي يلعبه الفرد ذاته في خلق مشكلات حياته، ولتصبح المشكلة بالتالي مشكلة اجتماعية نفسية معا، فقد استمد الاتجاه التشخيصي اليوم إطاره من كل من :
0 الاتجاه النفسي المعاصر لسيكولوجية الذات
0 والاتجاه الاجتماعي الحالي الذي يركز على الوظيفة
(5) – النظرية الوظيفية في علم النفس : وظهرت المدرسة الوظيفية في علم النفس في منتصف العشرينات من القرن الماضي، بزعامة " أتورانك "، ويفترض " أتورانك " أن القوانين التي تحكم الشخصية الانسانية في جوانبها الجسمية قوانين واحدة، توجهها قوة فرضية هي " قوة الارادة " والتي تنشط في مواقف التحدي والألم، فهي أداة الانسان لحل ما يواجهه من مشكلات في التعامل مع البيئة، ويواجه الانسان أثناء حياته الكثير من النقد الذي يوجهه اليه الكبار على افعاله ورغباته فارادته تصطدم بارادة الاخرين فيطهر ما يسمى بالارادة المضادة
أنطر :
- Ruth Smally :"Social Case Work ,The Functional Approach, in encyclopedia of social work, N.Y. NASW,1977,P:119
وينظر الوطيفيون الى عملية النمو الانساني على انها نضال مستمر يحاول الفرد من خلالها تجنيد كافة الطاقات والامكانيات لتحقيق اهدافه لتتم عملية النمو هذه على ثلاث مراحل : الاتصال، والتوحد، ثم الانفصال،
- ويعتبر " وليم جيمس " من أشهر رواد المدرسة الوظيفية وقد تأثر بنظرية " دارون " في الانتخاب الطبيعي، فيرى " جيمس " أن وظيفة التفكير هي إحداث سلوك مفيد " إن تفكيري هو أولا وأخيرا ودائما من أجل فعلي "،
ولقد اهتمت المدرسة الوظيفية بالدور ( أو الوظيفة ) الذي تقوم به العمليات العقلية في تكيف الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها ،
ولقد وسعت المدرسة الوظيفية في علم النفس , فادخلت فيه دراسة سلوك الحيوان، كما اهتمت بتطبيق علم النفس في عدة مجالات كالتعليم .
ويؤكد هذا الاتجاه على ضرورة استخدام منهج البحث العلمي، ويرفض الفكر البنائي ويرى انه لا يمكن تحليل الخبرة الشعورية إلى أجزاء أو عناصر شعورية تخضع لقوانين ميكانيكية، وعلى هذا الأساس فانه يرفض أن تكون الخبرة الذاتية مجموعة من الاحساسات المتتابعة والمتحدة مع بعضها، وخلافا لفكر " البنائيين " يحدد " وليم جيمس " موضوع علم النفس بأنه دراسة الوظائف العقلية، وان الخبرة العقلية عملية شخصية مستمرة وانتقائية.
وهو يظهر تفسيره الوظيفي في ظل معطياته الفكرية، فعلى سبيل المثال يرى أن الخبرة الشعورية سيل من الأحداث من جانب، والفاعليات الذاتية من جانب آخر. حتى انه يفسر الانفعالات كنتيجة للتغيرات الفسيولوجية لا كاستجابة للأحداث الخارجية ( أحداث --- تغيرات فسيولوجية --- انفعال)، ولا يمكن فصل الجسم عن العقل، فهما وجهين لعملة واحدة.
ولقد ظهر اثر وظيفة وليم جيمس في ظهور مدرستين وظيفيتين في أمريكا هما :
0 مدرسة شيكاغو في علم النفس الوظيفي، وقد انصب اهتمامها على ربط علم النفس بالحياة اليومية، ومن أهم روادها ديوي وجيمس انجل،
0 ومدرسة كولمبيا التي تأثرت بـــ " جيمس " من جانب، وأيضا بتطور العلوم الطبيعية في بريطانيا وتحديدا بنظرية داروين من جانب آخر، وقد خرجت بفكرة متكاملة عن التوافق، ومن أهم روادها " كاتل " والذي ركز على القياس النفسي والاختبارات العقلية، وثورندايك التي ركزت أبحاثه على تطبيقات علم النفس في مجال التعلم والتربية، كما يعتبر واحدا من المؤثرين في مسيرة المدرسة السلوكية في أمريكا.
(6) – المدرسة السلوكية في علم النفس : ظهرت المدرسة السلوكية سنة 1913م في الولايات المتحدة , ومن أشهر مؤسسيها " جون واطسون "، ومن اهم رواد تلك النظرية : بافلوف، ثورندايك، سكنر،
ومن مرتكزات النظرية : " التمركز حول مفهوم السلوك من خلال علاقته بعلم النفس، والإعتماد على القياس التجريبي، وعدم الاهتمام بما هو تجريدي غير قابل للملاحظة والقياس "،
ويرى أصحاب هذه النظرية بان السلوك الإنساني عبارة عن مجموعة من العادات التي يتعلمها الفرد ويكتسبها أثناء مراحل نموه المختلفة، ويتحكم في تكوينها قوانين الدماغ، وهي قوى الكف، وقوى الاستثارة اللتان تسّيران مجموعة الاستجابات الشرطية، ويرجعون ذلك إلى العوامل البيئة التي يتعرض لها الفرد، وتدور هذه النظرية حول محور عملية التعلم في اكتساب التعلم الجديد أو في إطفائه أو إعادته، ولذا فان أكثر السلوك الإنساني مكتسب عن طريق التعلم،وان سلوك الفرد قابل للتعديل أو التغيير بإيجاد ظروف وأجواء تعليمية معينة.
(7) - http://ens-mustapha.mam9.com/t953-topic
(8) – عبد الحليم رضا عبد العال : " الخدمة الاجتماعية المعاصرة " ، دار النهضة العربية، القاهرة، 1985م، ص : 128،
(9) - John Lewis Gillin, and John Philip Gillin : " An Introduction Sociology " , N.Y., The Macmillan Co. 1964,pp:17-18
(10) - عبد الحليم رضا عبد العال : " مرجع سبق ذكره "، ص : 129- 130،
(11) - مارك أوجيه، جان بول كولاين : " الأنثروبولوجيا "، ترجمة : جورج كتورة، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، لبنان، 2008م، ص : 7،
(12) - أحمد محمّد الضبيب : " اللغة العربيّة في عصر العولمة "، مكتبة العبيكان، الرياض، السعودية، ط1، 1422هــ / 2001م، ص ص : 28- 28 .
(13) - ايسيا ابرلين : " كارل ماركس "، ترجمة عبد الكريم احمد : المؤسسة المصرية العامة للتاليف والترجمة والطباعة والنشر، القاهرة، ( دزت)،
(14) - انظر :
- محمد عاطف غيث : " قاموس علم الاجتماع "، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1979م، ص : 277،
- P.F. Drucker, American Journal Of Sociology January 1953.
(15) - يحيى حسن درويش : " معجم مصطلحات الخدمة الاجتماعية "، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، القاهرة،ط1، 1998م، ص : 4،
(16) - احمد شفيق السكري : " قاموس الخدمة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية "، دار المعرفة الجماعية، الإسكندرية، 2000م، ص : 20،
(17) - عبد الحليم رضا عبد العال : " مرجع سبق ذكره "، ص :129
(18) - أنظر : صالح الصقور : " موسوعة الخدمة الإجتماعية المعاصرة : معجم المصطلحات "، دار زهران، عمان، الأردن، 2009م، نقلا عن : الكتاب السنوي للخدمة الاجتماعية، 1949م، ص : 24،
(19) - Robert L. Barker, : " The Social Work Dictionary " , Silver Spring, Maryland : National Association Of Social Workers,(NASW) , 1987,
(20) – انظر :
- Nathan Edward Cohen : " Social Work in The American Tradition ", N.Y., The Dryden Press Publishers,1958,p: 317.
*********
أ.د/ أحمد بشير، جامعة حلوان، القاهرة،
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: