أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4804
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يقال أن مصر أم الدنيا، المصريون بارعون في إنتاج الشعارات الرنانة كالعادة رغم كل هزائمهم العسكرية و السياسية، و لأنها أم الدنيا فقد جاء الملك سلمان طالبا ودها على الطريقة السعودية المعروفة بزواج المسيار أو زواج المتعة، طبعا الرئيس المصري الذي بات معروفا برئيس ‘مسافة السكة’ لم يكن في وارد رفض هذه الزيجة الحلال خاصة لما يأتي الطلب من ولى نعمة الشعب المصري الذي أنقد الخزانة المصرية من الإفلاس و من تبعات الوديعة القطرية المسمومة، و على طريقة الستريب تيز في نوادي الليل الباريسية تكفل بعض إعلام العار المصري بتلميع صورة الملك المتهالك حتى تقبل به أم الدنيا و تسلمه اثنان من بناتها العذارى تيران و صنافير ليصبح ملك السعودية صهرا لهذا الرئيس المشبوه الذي تعدى على الشرعية الدستورية و تعدى على العذرية المصرية لينال من ولى نعمته بعض الريالات السعودية تعبيرا عن رضا مولانا طال عمره .
تظاهر المصريون غضبا ضد الرئيس و ضد هذه الحكومة الخائنة للوجدان المصري، تعالت الأصوات الإعلامية الشريفة منددة بهذا الفعل الرئاسي الخادش للكرامة المصرية، تناسى الجميع في عز ثورتهم الهائجة أن مصر بعد الثورة لا تملك قوت يومها لان الاقتصاد المصري قد تم إنهاكه طيلة أكثر من 30 سنة من حكم مبارك و عام و نصف من حكم الإخوان، مصر اليوم عاجزة عن إعالة نفسها و مصر اليوم غير قادرة على رفض العطايا و المكرمات السعودية المذلة، فمقابل حفنة من الريالات السعودية الملطخة بالدم السوري توجهت الطائرات المصرية العسكرية الصهيونية لضرب الشعب اليمنى و قتل الأبرياء بعلة إرجاع الشرعية إلى منصبها الرئاسي في صنعاء متناسية أن رئيس مسافة السكة ليس شرعيا من الأساس، ولان مصر جائعة و خائفة و غير أمنة فقد انبطح الرئيس المصري في الجامعة العربية مساندا قرار توصيف حزب الله بالإرهاب و انبطح في القمة الإسلامية المنعقدة بتركيا العثمانية صاحبة مجازر الأرمن الشهيرة مساندا التوبيخ الموجه للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لقد هانت مصر و سامها كل مفلس أو كل عميل أو خائن، فلا احد في بلاد الكنانة قادر اليوم على رفض المعونة السعودية المذلة و لا أحد قادر على مواجهة التمدد السعودي في مصر تحت ستار المعونة ، و لذلك وصل الأمر إلى بيع التراب المصري بثمن التراب كما يقول الإخوة المصريون، و اليوم تقف مصر عاجزة منبوذة من بقية الشرفاء العرب لان هذا النظام المريض بالحمى الصهيونية و بانفلوانزا الخيانة السعودية لم يعد قادرا على رفع صوت مصر، فهذه الثورة التي أنجبت من صعد إلى ‘ العمارة’ لإسقاط العلم الصهيوني و هذه الثورة التي أطاحت بالديكتاتور محمد حسنى مبارك وجدت من يطيح بها من المؤسسة العسكرية التي طالما حمت الشعب المصري ضد حكم الباشوات و جاء رئيس الصدفة ليبيع تراب مصر دون أن يذرف دمعة على التاريخ و على تراب مصر الذي هان إلى هذا الحد .
لقد بيعت سيناء بالكامل لإسرائيل في اتفاقية كامب ديفيد المشئومة و باع محمد حسنى مبارك فلسطين و جاء الإخوان لبيع ضمير مصر و بعدها يأتي عبد الفتاح السيسى ليبيع تراب مصر لدولة يعلم الجميع أنها دولة قد باعت ضميرها و مبادئ العروبة و كل القيم النبيلة للعدو الصهيوني و باتت جزءا من مشروع الفوضى الهدامة الذي بشرت به ‘ العزيزة ‘ كوندوليزا رايس الدول العربية بمجرد انهيار النظام العراقي سنة 2003، فماذا تبقى من مصر للبيع ؟ و ماذا حققت الثورة المصرية سوء تكالب النظام السعودي لنهش هذه الثورة حتى لا تصيب رياحها نظامه الهلامي الفاشل ؟ أين أحرار مصر ؟ لماذا لم ينتبه رئيس مسافة السكة أن سكة السعودية هي سكة الندامة و أن إهمال دور سوريا و العراق و تونس و الجزائر هو تعريض مصر لهبوب الرياح المسمومة السعودية الساخنة ؟ ما هو مشروع الرئيس المصري لإرجاع مصر للعروبة التاريخية زمن جمال عبد الناصر ؟ كيف تقبل مصر المحروسة ان تدوسها الاقدام السعودية التى خانت سوريا و شردت الملايين فى بلدان العالم ؟ كيف يضع نظام هذه الثورة البريئة يده فى يد سعودية ملطخة بدماء الشهداء العرب فى كل مكان ؟ مصر سقطت ذبيحة و تباع اليوم ...قطعة ...قطعة ...لك الله يا مصر .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: