أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4418
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يقال في قاموس السياسة و أبجديات ممارسة السلطة، إذا أردت أن تعرف حقيقة أي ناشط سياسي فعليك بمتابعته و هو يمارس السلطة، فهذه الممارسة تكشف كل العيوب الخفية، يقال أيضا أن تقلد المناصب بإمكانه أن يعرى وجوها قبيحة طالما أخفتها المساحيق و عمليات الشفط المجملة، بهذا المعنى تكشف وثائق بنما الشهيرة اليوم عديد الأقنعة و كم كبير من المستور و ما خفي كان أعظم، فالسيد محسن مرزوق الذي طالته سهام هذه الوثائق المسربة عمدا من بعض المخابرات الغربية كان قبل ذلك محل شبهة و تناولته الصحيفة الأسبوعية ‘ الثورة نيوز’ بكثير من الاتهامات الخطيرة ، و على حد علمنا فما جاء بتلك الصحيفة أخطر مما جاء في وثائق بنما لكن الطبقة السياسية التي خرجت اليوم في وسائل الإعلام لمزيد وضع الزيت على النار لم تتعرض لتلك الاتهامات و لم تتحدث عن الصحيفة .
يظهر أن هناك من يريد شرا بالسيد محسن مرزوق، و يظهر أن الرجل يحمل عديد الأسرار الخفية و يظهر و الله أعلم أن المستقبل السياسي للسيد مرزوق قد أصبح محل اخذ و عطاء و مد و جزر، و كما أن السيد المهدي بن غربية ‘نائب ‘ الشعب يريد إسقاط السيد ياسين إبراهيم لغاية في نفس يعقوب فان هناك من يريد الإطاحة بالسيد محسن مرزوق لغاية في نفس ‘ النداء ‘، و بقراءة سياسية متأنية للشخصيات التي تناولت قضية السيد مرزوق بالنقاد أو بالدعوة للانتظار أو بالهمز و اللمز ندرك أن الجميع يريد إخراج الرجل من الحلبة السياسية نهائيا و لكنه محرج لأسباب معينة لان اللعبة اليوم تدور على المكشوف و كل طرف محسوب على تيار معين، في هذا الإطار يتساءل البعض عن سر هذه العجلة في تكوين لجنة ‘تقصى الحقائق’ البرلمانية حول وثائق بنما و الحال أن النيابة العمومية و هذا المجلس الفاقد للطعم لم يتحركا عندما نشرت الصحيفة المذكورة كما هائلا من الوثائق و الاتهامات، و هل أن ما جاء بالصحيفة لا يمثل إخبارا للنيابة العمومية و لهذا المجلس المتقاعس .
هناك حرب مواقع و حرب خلفيات و حرب دسائس بين كل الشخصيات المهمة التي كونت حزب النداء، و هناك مجموعات سياسية و اقتصادية و إعلامية تقف إلى جانب الفريقين الذين يشكلان النداء المقسم و المنقسم، بالطبع رئيس الدولة و خلافا للمعلن لا يقف موقف الحياد بل يقف موقفا مؤيدا لابنه السيد حافظ قائد السبسى، لذلك تستمر حرب النداء و حرب الإخوة الأعداء و يظهر أن السيد محسن مرزوق هو الضحية الأولى في هذه الحرب الملعونة التي تضر بالسلم الاجتماعية و بالمصالح الاقتصادية للدولة ، أيضا من المهم القول أن حركة النهضة لا تقف بعيدا عما حصل للسيد مرزوق، و هناك في الجبهة الشعبية من ينتظر هذا السقوط للتشفي باعتبار أن هناك اتهام لهذا الرجل بكونه وراء ‘إبعاد’ الجبهة من الدخول في الحكومة و الحكم بعد الانتخابات، و قد تفرز الأيام القليلة القادمة قائمة أعداء جدد أو غير معروفين لهذا الرجل الذي انتقل في حياته السياسية بين عديد المواقع ليترك دائما وراءه علامات استفهام كبيرة.
مسارعة موقع ‘ انكيفادا ‘ بكشف اسم السيد مرزوق يؤكد للمتابعين أن هذه العملية مدبرة و تقف وراءها جهات داخلية و خارجية تبحث عن إبعاد السيد محسن مرزوق من المشهد السياسي خاصة بعد أن رفع الرئيس الحصانة المعنوية عنه و بعد أن خرج الرجل عن واجب الكياسة المفروض نحو مؤسس حركة النداء، لكن هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح حول ما يدور من علاقة خفية بين السيد مرزوق و المخابرات الأمريكية بحيث يهمس البعض لماذا تخلت عنه في هذه الفترة من عمره السياسي الجديد ؟ هل خرج الرجل عن حقيقة الدور الموكول إليه في المشهد السياسي التونسي و هل قامت السفارة الأمريكية بوضع الرجل على لائحة الشخصيات التي فقدت دورها أو التي لم يعد لها مكان في تشكل المشهد السياسي للسنوات القادمة، هل رفعت تركيا الغطاء السياسي عن السيد محسن مرزوق و هل طالبت السعودية الرئيس في زيارته الأخيرة للرياض برأس هذا الرجل المزعج و المتقلب ؟ كل هذه الأسئلة و غيرها تؤكد أن السيد مرزوق سيبقى لغزا محيرا لا يمكن حله بسهولة و لذلك لم يستطع هؤلاء المحللين فك هذه الشفرة رغم كل الأجوبة التي قدمها في برنامج ‘ شكرا على الحضور’ منذ يومين .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: