أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4491
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
شيئا فشيئا بدأت تظهر في أفق السيد محسن مرزوق فضيحة مكتملة الأركان، بعض الظرفاء يقولون أن هذه هي البداية و ما زال ما زال، و بعض الخبثاء المنتمون لبعض الأحزاب الكرتونية الفاشلة التي تركها بن على و قامت بعد ‘ الثورة ‘ بعمليات دهن و تلميع و شفط للدهون يقفون اليوم على مسارح الإعلام و دكاكينه المسمومة ينهشون هذه ‘ البقرة’ التي سقطت و كثرت السكاكين حولها، ما يسمى ‘بوثائق’ بنما فعلت فعلها و كشفت عن عمليات ‘ جس نبض ‘ بين الرجل و بين بعض شركات المحاماة المتخصصة في فتح الحسابات البنكية لكل الذين نزلت عليهم الأموال المشبوهة من الخليج و من السفارات الأجنبية و من نهب مال الدولة و باتوا يخشون عليها من ‘ التلف’ و لذلك يبحثون لها عن مكان امن لا تطاله المحاسبة و قوانين المصالحة و المحاسبة إلى غير ذلك من القوانين المفلسة التي جاءت بها ثورة الكرامة التونسية.
الشخصيات السياسية التي تحترم نفسها تسارع إلى تحمل المسؤولية عند كل فضيحة بهذا الحجم، و السيد محسن مرزوق بصفته أمينا عاما لحزب بصدد التكوين لكنه يرفع شعار التجديد و النظافة و الشفافية مدعو اليوم إلى الاستقالة والى كميات كبيرة من عبارات الاعتذار لهذا الشعب، لكن الظاهر أن هذا الأمر ليس واردا في قاموس الرجل و لا في قاموس لجنة الدفاع التي شكلها لرفع التشكي ضد الموقع التونسي الذي نقل هذه الفضيحة للرأي العام ، و بالتالي قطعت الأنفاس و بقى الجميع في انتظار ما ستفرزه بقية الوثائق المسربة و ما ستحويه و تكشفه من حقائق مرعبة للرأي العام المنشغل بهذه الفضائح المسترسلة التي تهز المجتمع منذ هروب الطاغية المنحرف و مجيء حكم الإخوان الفاسد، و على كل حال و مهما كانت المبررات و تدوير الزوايا و كيفية ‘إخراج’ رد السيد محسن مرزوق في الأيام القادمة فان وسخ الفضيحة قد لطخ مستقبله السياسي بعد أن وضع البعض عديد الأسئلة حول ماضيه السياسي.
يقول البعض أن ما نقله الموقع لا يمكن تجريمه قانونا، هذا صحيح، لكن الأمر لا يتعلق بخصومة قانونية بل بما يفترض أن تكون من خصومة بين رجل السياسة و بين المال المشبوه و بالتالي فان استفسار السيد محسن مرزوق مكتب المحاماة حول الوثائق المطلوبة لفتح حساب بنكي في جزر الكاريبي هو استفسار لا يمكن تأويله سياسيا إلا تأويلا ضيقا و محدودا القصد منه هو وجود نية لدى الرجل في فتح حساب خارج الإطار القانوني لمهمته سواء كرئيس حملة رئاسية أو كمستشار رئاسي أو كرئيس حزب بصدد التكوين ، و السؤال الملح من أين للسيد مرزوق بالأموال و من أين له هذا ؟ و عند الاقتضاء لصالح من سيتم فتح هذه الحسابات المشبوهة و ما هي الجهة المالية ‘ المانحة’ و ما هو المقابل السياسي المدفوع لهذه الجهة ‘ المتبرعة’ خاصة في ظل اتهامات بالتورط في علاقات مشبوهة مع جهات خليجية و مع مخابرات غربية.
اليوم يريد المتابعون لملفات مكافحة الفساد في تونس أن يعرفوا ما وراء ‘وثائق محسن مرزوق ‘، و يريدون من الرجل الاستقالة السياسية و الاعتذار للشعب التونسي على جريمة التغرير و النفاق السياسي التي يتبعها منذ نشأة حزب نداء تونس، و لعل هناك من يشكك اليوم في اللجنة التي أحدثها مجلس نواب الشعب لمتابعة ملف التسريبات و مدى وجود شبكة تدير عمليات نهب المال العام و إيداع الأموال المنهوبة بالخارج، فالخوف أن يتحول هذا الملف الحارق إلى ملف ابتزاز سياسي بين الأحزاب و بين تجار بيع الضمائر المتعاونين مع المهربين و بعض أجهزة المخابرات الخليجية و الغربية، و في كل الأحوال على كل الذين التفوا حول السيد محسن مرزوق سابقا و حاليا أن يبادروا إلى التبرؤ من هذا الرجل من باب تفادى الشبهة، و إذا تحرك القضاء بفاعلية و مهنية فسوف يتم كشف كل أسرار هذا الملف الحارق و الحصول على كل المعلومات الكافية في علاقة بتهريب المال العام و حصول أموال من الخارج، يبقى السؤال الملح، كيف سيتصرف السيد محسن مرزوق في الأيام القليلة القادمة، و هل ستشهد الساحة السياسية حالة انتحار مدوية ستقلب عديد المعطيات في علاقة بانقسام حزب النداء و إمكانية توحده مرة أخرى كما يتحدث البعض بلغة فيها كثير من الجدية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: