أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4226
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما أشوه أن ينتقل الإنسان من موقف إلى موقف آخر دون سابق إنذار و بلا أحم و لا دستور كما يقول الإخوان المشارقة، فالناس لا تغير مواقفها لمجرد تغيير المواقف بل تكون هناك مقدمات و تفسيرات لكن السيدة مريم بلقاضى في محاولتها لاقتلاع مكان في المشهد السياسي و الإعلامي تركت كل ‘ تاريخها ‘ المليء بالرداءة في قناة نسمة و جاءت لقناة الحوار التونسي بكل المساوئ و بكل الهنات و بكل الخور الذي جعل منها مجرد كومبارس إعلامي تؤثث به هذه القناة الهابطة أخلاقيا مساحة البث المسائية التي تركها الصحفي اللامع إلياس الغربي، و رغم كل محاولات تصدر نسبة المشاهدة و رغم ما فعلته من مس بالمهنية الإعلامية و خرق فاضح لآداب الحوار مع مضيفيها و محاولتها السطو على آراءهم و توجيهها بعنف إلى ما تصبو إليه للتصويب على حركة النداء فقد رسبت هذه السيدة في الامتحان و فشلت في نيل رضا السادة المشاهدين .
كلنا يعلم أن قناة نسمة قد ‘ استخدمت’ هذه السيدة لضرب الترويكا و حركة النهضة بالذات، و لقد فعلت السيدة بلقاضى كل شيء غير مهني لتنفيذ مشروع نجل بوها الحنين السيد نبيل القروي بإعلاء بورصة النداء و بالذات رئيس الحزب السيد الباجى قائد السبسى، بالطبع عندما ينساق الصحفي و راء الأطماع الانتهازية تسقط المهنية في بئر اللؤم و النفاق و التضليل و هو ما حدث فعلا طيلة أشهر من الحملات التي كانت تؤثثها هذه السيدة ضد ‘ الإخوان’ بحق أو بغير حق، و لقد ظهرت هذه السيدة على حقيقتها المحمومة لما حاورت السيد الرئيس الحالي و اكتفت بتلك الأسئلة الباهتة ‘ المضروبة ‘ حتى تتجنب إحراجه رغم الكم الهائل من المواضيع السياسية الحارقة التي كانت تنتظر منها مساءلة الرئيس عنها و إبرازها خدمة للإعلام و للضمير الصحفي، عندها فقط بدأ البعض ينتبهون إلى سقوط القناع عن القناع و بات الجميع يصوبون أصابع الاتهام ضد مدام بلقاضى المتحدثة الرسمية باسم حركة النداء.
بمجيء السيدة مريم إلى قناة الحوار التونسي بعد أفول صوتها المجروح في قناة نسمة خاصة بعد أن خرجت من المولد بلا حمص و لم تنل لا بلح الشام و لا عنب اليمن أدرك المتابعون أن هذه السيدة قد فقدت ظلها و باتت ورقة محترقة خاصة و أن القناة ‘ تحتكر’ كل الانتهازيين الذين يؤثثون ساعات البرايم تايم بدءا من نوفل الورتانى إلى سمير الوافي مرورا بأمين قارة، فهؤلاء ‘ الكبار’ الذين رضعوا حليب الإعلام الهابط لن يتركوا لهذه السيدة المشبوهة فرصة اللعب في ملعبهم أو الصعود على أكتاف القناة و بات من المنطقي أن تصارع السيدة بلقاضى كل الشرور و الهموم يوميا حتى تجد ما تضعه تحت ضرسها فى برنامج 24/7 ، و رغم كل الأتعاب و المجهود الذي أخذ من سحنات وجهها الكثير حتى بدت شاحبة و غائرة في الزمن فقد بقيت هذه السيدة منبوذة و مقصية و غير ‘ مرغوب ‘فيها بلغة السياسة فضلا عن ‘سقوط’ المادة التي كانت تقدمها و التي كانت تثير السخرية .
فشل السيدة بلقاضى المرير جعلها تفقد صوابها و تبحث عن الإثارة بأي ثمن، و بعد أن كانت تخصص كامل وقت البرنامج للتصويب على عدو الأمس حزب النهضة و رئيسه و ترفع من أسهم حزب النداء و رئيسه استدارت المرأة 360 درجة لتصبح عدوة لدودة لكل ما يأتي من النداء و من قصر الحكومة و من قصر الرئاسة في قرطاج، لكن هيهات فقد كشف المتابعون حقيقة اللعبة و بصقوا على هذا النوع من الإعلام المبتذل المتحول، و لم يبق لهذه السيدة المتحولة إلا ميدان كرة القدم لتخلق من مقابلة كرة قدم بين الجارين الإفريقي و الترجي معركة داحس و الغبراء و تختلق من تصرف خارج عن السياق من أحد لاعبي الترجي معركة كلامية و صياحا ‘سردوكيا’ فاق حدود الإستيديو و هاجت و ماجت و تطايحت ثمالة يمينا و يسارا و خرج من فمها كل ساقط القول و شر النميمة و الباطل و احتاج المشاهد للمتابعة إلى خوذة من الحديد الصلب حتى لا تصيبه قذيفة صوتية رديئة مسمومة تخرج من هذا اللسان الذي أراد أن يلطخ سمعة جمعية عريقة ذنبها الوحيد أن هناك من يعشقها في حزب النداء و في رئاسة الجمهورية، لم تشأ هذه السيدة أخذ ‘فاصل’ بين سيول الكلام الفاحش المؤذى لمشاعر محبي هذه الجمعية العريقة التي تجهل هذه المرأة تاريخها، و لم ينبهها المخرج إلى ذلك الرذاذ المتطاير من لسانها الذي تطاير منه الشر، و لم تشأ أن ترحمنا هذه السيدة إلا بعد أن فاحت رائحة الإعلام المشوه المضلل، و بعد أن تذكر البعض منا نصيحة المذيع الراحل عبد العزيز العروى بالاكتفاء بقفل الزر، لا أكثر و لا أقل، و يقال أن السيدة بلقاضى لا تزال تصيح و تبكى على أيام قناة ‘نسمة’ .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: