قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -7- الإجهاض Abortion

أ. د/ احمد بشير - مصر من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 3782

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

الإجهاض لغة :
بادئ ذي بدء لابد أن نشير إلى أن " الجنين " Fetus في اللغة هو " حمل المرأة ما دام في بطنها "، فإن خرج فهو " ولد " وأن خرج ميتا فهو " سقط "، وقد يطلق عليه جنين أيضا ,
أما الإجهاض في اللغة فيعني : " إسقاط الجنين قبل أوانه بحيث يؤدي ذلك إلي وفاته، ويسند الفعل إلي المرأة نفسها فيقال أجهضت المرأة فهي مجهض إذا أسقطت جنينها، وإلا يقال أجهضها بمعنى جعلها تسقط جنينها وأصلها الناقه فقد جاء في " القاموس المحيط " , المجهض هو الولد السقط أو ما تم خلقه ونفخ فيه روحه من غير أن يعيش , وأجهض الناقة ألقت ولدها وقد بنت وبره فهي مجهض , وقد جاء تعريف الإجهاض لغويا أيضا بمعني أخر وهو إسقاط الجنين ناقص الخلقة وناقص المدة سواء من المرأة أو من غيرها قبل الموعد المحدد للولادة "
أما الإجهاض في الاصطلاح :
فيعرف بأنه :
- " الإجهاض هو فقدان الحمل قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، ومعظم الإ جهاضات تحدث في الثلث الأول من الحمل ( أي من بداية الحمل إلى الأسبوع الثاني عشر )، ولسوء الحظ فإن الإ جهاض يعتبر شائع الحدوث، وقد يحدث مرة من بين ثمان مرات حمل، ومعظم النساء لديهن تجربة إجهاض خلال حياتهن "،
- " هو فقدان الجنين قبل اتمامه ثلاثة اشهر من الحمل، أو بلوغه النمو الكافي بحيث يمكنه الحياة خارج رحم الام "،
- " هو عملية طرد الجنين من الرحم، ونتيجة لذلك سيموت الجنين، ويتم عمل الإجهاض إذا كانت الحامل ضعيفة الجسد لدرجة أن استمرار الحمل سيؤدى إلى موت الحامل "،

ونلاحظ أن هذا التعريف العام يغطي الاجهاض التلقائي Automatic Abortion، او المقصود عمدا لاي سبب من الاسباب Intentional Abortion، ولكنه لا يميز بين كل من الولادة المبتسرة سواء كان حيا كاملا او ساكنا،
ان موضوع الاجهاض يعتبر من الموضوعات الهامة والحيوية في السياسة الاجتماعية، وفي الخدمة الاجتماعية لاسباب عديدة مختلفة منها :
0 التشريعات الخاصة بتقنين العلاج الطبي للحوامل الذي كثيرا ما كان يؤيد او يعارض وينتقد من جانب جماعات الضغط المختلفة،
0 قضايا الاجهاض السري او الولادة غير الشرعية او غير المرغوب فيها،
ولا شك أن قضية الإجهاض تثير العديد من الاسئلة الاخلاقية، والأسئلة ذات الطبيعة السياسية مثل : مبررات الخلفيات المحتلفة للعلاج، معارضة الاطباء وفقا لما يمليه ضميرهم المهني، حقوق المراة تجاه جسمها واعضائها، الاجهاض كجزء من السياسة المعلنة للدولة فيما يتعلق بتنظيم الاسرة، ودور الدولة نحو الوقاية والحماية من الاستخدام السيء للاجهاض،
الإجهاض من الناحية الطبيعية.
ويعني الإجهاض من الناحية الطبيعية " الوضع المبتسر "، فالإجهاض في حقيقته عملية " وضع " لأن فيه إخراج أو طرح ناتج الحمل، وهو مبتسر لأنه يحدث قبل الأوان أي قبل أن يتم الجنين الأشهر الرحمية المقررة , لهذا يعرف الإجهاض بأنه خروج متحصلات الرحم قبل تمام الأشهر الرحمية , كما يعرف بأنه إخراج الجنين عمداً من الرحم قبل الموعد الطبيعي لولادته أو قتله عمداً في الرحم , كما أنه كل طرد للبويضة الملحقة , أو إنهاء الحمل قبل الأسبوع الثامن والعشرين أي في السبعة الأشهر الأولى من بدء الحمل،
أما الإجهاض من الناحية القانونية :-
فلقد ذهب البعض إلي اختلاف موقف التشريعات الوضعية من تعريف الإجهاض، فقانون العقوبات الأردني، وقانون العقوبات المصري - شأنها في ذلك شأن الكثير من التشريعات الوضعية - لم تضع تعريفاً للإجهاض، على عكس مثلا من " القانون الألماني " الذي عرف الإجهاض بأنه : قتل الجنين في الرحم , وقد أدى إلى هذا اختلاف نظرة الفقهاء نحو القيمة أو الحق الذي يحميه القانون من تجريم الإجهاض، ذلك أن البعض يرى أن القانون أراد حماية الجنين، ومن ثم فالإجهاض هو نوع من القتل أو بالأحرى قتل الطفل، والنتيجة المنطقية للأخذ بهذا الرأي هي أن الجريمة لا تقوم إذا لم تنعدم حياة الطفل، لأن القتل لا يكون قد تحقق .
بينما يرى البعض الآخر أن القانون أراد ضمان تطور الحمل الطبيعي، وعلى ذلك فالإجهاض بالمعنى القانوني هو أنقطاع تطور الحمل بواسطة وسيلة غير طبيعية أيا كانت،
ويعرف القضاء المصري (محكمة النقض المصرية ) جريمة الإجهاض بأنها "تعمد إنهاء حالة الحمل قبل الأوان"،
- إن دراسة الإجهاض كظاهرة اجتماعية توضح لنا الحدود الفاصلة بين الإجهاض وبين الأفعال المشابه له مثل منع الحمل والقتل
وينقسم الإجهاض إلى :
- إجهاض طبيعي تلقائي ( لا إرادي ).
- إجهاض قسرى( إرادي ) وينقسم إلى :
- إجهاض قسرى( إرادي ) مباح.
- إجهاض قسرى( إرادي ) جنائي
فالإجهاض القسري المباح : عادة ما يتم للتخلص من الجنين الميت في رحم الام، أو لإنقاذ الأم في حالة وجود مضاعفات لها مع استمرار الحمل، و غالبا ما تتم العملية في المستشفيات العامة تحت إشراف لجنة طبية، تحدد حاجة الام الصحية لهذه العملية.
أما الإجهاض القسري الجنائي : فعادة ما يتم للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه سواء من حمل سفاح، او كوسيلة لتحديد النسل، وغالبا ما يكون اكثر في الشباب والمراهقات، يجرى عادة في الخفاء في البلاد التي يسود فيها قانون يجرم هذا النوع من الإجهاض، وقد يجرى في المستشفيات أو أماكن أخرى غير مؤهله، وبواسطة كادر غير مؤهل،
الإجهاض الآمن : Safe Abortion
وهو مصطلح جديدة تم الترويج له في أروقة مؤتمرات الأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة والأسرة والسكان في العقود الأخيرة، حيث تطالب وثيقتي " بكين عام 1995م "، " بكين +5 عام 2000م " في البند المتعلق بخدمات الصحة الإنجابية Reproductive Health Services بتقديم خدمات الصحة الإنجابية للأطفال والمراهقين ولكل الأفراد - بغض النظر عن حالتهم الزواجية – ومن تلك الخدمات ما أطلق عليه : الإجهاض الآمن Safe Abortion كما في (البند 106ك- بيكين)، والذي يعني في حقيقته إباحة وتقنين الإجهاض، وجاء في الوثيقة : " أما النساء اللاتي يحملن حملاً غير مرغوب فيه فينبغي أن تيسر لهن فرص الحصول على المعلومات الموثوقة والمشورة الخالصة، وأية تدابير أو تغييرات تتصل بالإجهاض في إطار نظام الرعاية الصحية لا يمكن أن تتقرر إلا على المستوى الوطني أو المحلي ووفقًا للتشريع الوطني " و.... " ينبغي أن تتاح للمرأة فرصة الحصول على خدمات جيدة لمعالجة التعقيدات الناشئة عن الإجهاض، وينبغي أن يتم في الحال توفير خدمات ما بعد الإجهاض في مجالات المشورة، والتعليم، وتنظيم الأسرة، وهو مايساعد أيضًا على تجنب تكرار حالات الإجهاض ".

إن الإجهاض غير مسموح به في الشريعة الإسلامية إلا في حالات خاصة جدا ومحدودة جدا، ثم يقام بعد ذلك بالطريقة المأمونة الصحيحة تحت الإشراف الطبي المتخصص،
ويعتبر الإجهاض الآمن الآن عالميا من أولويات الرعاية الصحية الاولية وأولويات الصحة الإنجابية والجنسية والتي قد فرضت الآن على العالم بأسره كحق من حقوق المرأة، ولهذا يرى المجتمع الدولي أن على الحكومات القيام بإزالة هذه العوائق القانونية و توفير خدمات الاجهاض الآمن حتى تقلل من حدوث المضاعفات المترتبة على الاجهاض غير الآمن،
وهكذا تطالب الوثائق الدولية بإباحة الإجهاض وتقنينه، وتبرير ذلك بأن لجوء الفتيات والنساء إلى الإجهاض بشكل غير قانوني يعرضهن للخطر، ويصير الإجهاض "غير آمن "، أما لو تم تقنين الإجهاض، ففي تلك الحالة سيكون الإجهاض "آمناً" للنساء والفتيات بغض النظر عن أسبابه،

- إن قضية " الإجهاض " اليوم أضحت قضية مثيرة للجدل من الناحية الدينية، والأخلاقية، والثقافية، والقانونية والطبية، وهو أيضا أصبح مصدرا للقلق في مجال الصحة العامة في كثير من أنحاء العالم،
- تشير الاحصاءات إلى أن أكثر من ( ربع سكان العالم ) يعيشون في البلدان التي يكون فيها هذا الإجراء ( الاجهاض ) ممنوعا أو غير مسموح به إلا في الحالات التي تتعرض فيها حياة المرأة للخطر، وذلك لإنقاذ حياتها،
- أن معظم البلدان العربية والإسلامية عادة ما تصنف على أنها متشددة في هذا الصدد مقارنة بالمقياس العالمي المعتمد في هذا الشأن، حيث ينظر إلى " الإجهاض " في هذه البلدان على أنه يعتبر مسموحا به، ويلجأ إليه فقط في الحالات التي يشكل فيه الحمل خطرا على حياة المرأة الحامل، ويرى أهل العلم الشرعي أن الشرع لا يمنع من إنهاء الحمل لإنقاذ حياة المرأة، ويعد هذا أمرا مقبولا من الناحية الشرعية، حتى لو تجاوزالجنين ( 120 ) يوما كما ذكر بالأدبيات الشرعية والطبية، وهذا يعني أن أي إجهاض يتم لأسباب أخرى غير إنقاذ حياة المرأة يعرض المرأة والقائم على إجراء العملية للعقاب القانون،
======================
أنظر :
- مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى ( توفى: 817هـ) : " القاموس المحيط "، تحقيق : مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، ط8، 1426 هـ، 2005 م،
- احمد شفيق السكري : " قاموس الخدمة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية "، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2000م، ص : 9،
- محمد على البار : " مشكلة الاجهاض - دراسة طبية فقهية "، الدار السعودية للنشر و التوزيع، الرياض، السعودية، 1985م،
- ديمة طارق طهبوب : " حرب المصطلحات (1) "، المصدر :
http://islamonline.net/feker/articles/11220
- سيف الدين السباعى : " الاجهاض بين الطب والفقة والقانون "، دار الكتب العربية، بيروت، لبنان، ص : 70 .
- أحمد عمر الجابرى : " الجديد في الفتاوى الشرعية لامراض النسائية و العقم "، دار الفرقان، 1994م،
- سمية صايج : " الدراسة الاستقصائية حول الإجهاض الآمن/غير الآمن في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية "، http://pfppa.pfppa.org/ar/1/9/181
- ست البنات خالد محمد على : " الإجهاض هل يمكن أن يكون آمنا؟"، المصدر : www.umatia.org/medical5.html

************
أ.د/ أحمد بشير، جامعة حلوان، القاهرة

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الخدمة الإجتماعية، دراسات إجتماعية، بحوث علمية، الإجهاض، المصطلحات،

5-04-2016

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك