أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4474
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قبل الثورة كانت البرامج التلفزيونية مملة و كئيبة و سطحية، بعد الثورة أصبحت البرامج مسرحا للشد و الضغط و التدمير النفسي و أبعد من ذلك بكثير بعد أن تم توجيه الاتهام للبعض من السياسيين و الإعلاميين و من النقابات الأمنية و القضائية على وجه الخصوص بأنها ذراع الثورة المضادة و عملاء السفارات و المخابرات، يقول البعض عن برامج التو ك شو في القنوات التونسية العامة و الخاصة أنها تحولت إلى برامج ‘لقتل’ الجمهور و تشريده ذهنيا و لم لا تطويعه لخدمة مشروع الفوضى الثورية الخلاقة على وزن الفوضى الخلاقة الأمريكية التي بشرتنا بها ‘الراحلة’ العزيزة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، و من يشاهد برنامج 24/7 على قناة الحوار التونسي مع ‘ المنشطة’ مريم بلقاضى يدرك الفارق الكبير بين المهنية الإعلامية المحضة و البحث عن ‘البوز’ بكل الطرق، فالسيدة ‘ المنشطة’ تقوم بدور المفتن العارف الذي يقصد الإيقاع بالضيوف حتى ‘ينتزع ‘ منهم هذا ‘ البوز’ الكريه و من وراءه مليارات إشهار العصائر و مشتقات الحليب .
لم نسمع عن السيدة بلقاضى أنها أدخلت السرور و البهجة و الأمل إلى قلوب مواطني هذا البلد في الداخل و الخارج، هذا مهم في كشف هدف ‘ المنشطة’ التي تحولت بقدر قادر من حلقات تبييض حركة النداء و السيد الباجى قائد السبسى زمن الانتخابات الرئاسية على قناة ‘ نسمة ‘ و ‘معارضة’ لدودة شرسة لحركة النهضة بصقورها و حمائمها في تلك الفترة إلى رأس حربة مسموم اليوم على قناة الحوار التونسي ضد النداء و ضد الحكومة و ضد رئيس الدولة،و حمل مسالم مع رموز الصف الأول من الحركة الإسلامية التي بدأت تشهد تحولات فكرية مهمة يتمنى الجميع أن تكون صادقة حتى يسلم الانتقال الديمقراطي من كل الهزات المفاجئة و الغير المطلوبة في مثل هذا الوضع السياسي المتردي، طبعا، هناك إفراط و تعمد من السيدة بلقاضى في نشر ثقافة الإحباط لدى المتابع و هي عملية انتقام مقصودة من حركة النداء التي لم تكافأ مجهود طاقم ‘ نسمة ‘، و هناك إصرار على نقل صورة سوداء للمشاهد حتى يبتلع الطعم و يصبح أول المعارضين و الناقمين.
طبعا، ما يأتي على لسان السيدة بلقاضى ليس إعلاما و لا مهنية إعلامية،هو مجرد حفلات تنكرية إعلامية لضرب حزب و جهة معينة بداع الانتقام ، و لقد كان على هذه السيدة أن تتقيد بالمهنية تجاه النهضة و النداء و بقية الأحزاب الأخرى، و كان بالإمكان لهذه السيدة أن تحصل على احترام و ثقة الجميع بالوقوف على نفس المسافة بين كل اللاعبين السياسيين ، لكن الطمع وحش كما يقول الإخوة في مصر، و بالتالي فان السيدة بلقاضى لم تنل لا بلح الشام و لا عنب اليمن و خرجت من معركتها ضد حركة النهضة بلا حمص، و في هذا درس بليغ آخر لهؤلاء المتكالبين على الكرسي الإعلامي حتى يتخلصون من هذه ‘ القفة’ الزائدة للأحزاب و يصنعون مسيرة صحفية أساسها المهنية و لا غير المهنية، و لعل مثل هذا الخطاب المتقلب للسيدة بلقاضى هو من كشفها اليوم أمام الرأي العام و أحبط مساعيها لتأليبه و بات محل نقد لاذع من الجميع .
فوجئ المتابعون في برنامج ‘ اليوم الثامن’ بصراع الديوك الخائرة، السيدان جوهر بن مبارك و الصافي سعيد، في حقيقة الأمر يمثل السيد بن مبارك وجها انتهازيا سياسيا بامتياز، و الذي يتابع الرجل لا يدرك على أي ساق يرقص، و حين نعود إلى ‘الأرشيف’ نجد كثيرا من علامات الاستفهام المريبة حول سيرة و مسيرة الرجل، و بالعودة إلى خلافه مع السيد صافى سعيد نجد أن الإعلام قد تحول اليوم إلى حلبة يتصارع فيها الجميع و الربح لمن يصيح و يسب و يقذف الآخرين أكثر، و قد كان بالإمكان لولا تعنت السيد بن مبارك على إخراج محادثه من ‘سينته’ أن يتم تجنب تلك ‘المشاعر’ الخائبة بين الرجلين و تجنيب المشاهد تلك المعركة السخيفة المبكية، هنا، يمكن اللوم على المقدم و البحث عن سوء نيته في ترك الحلبة للمصارعين، و هنا سقط البرنامج مرة أخرى بعد سقوط الحلقة السابقة بسبب تلك المهزلة بين الوزير ناجى جلول و رئيس مرصد القضاء أحمد الرحمونى، فالمواطن في أغلبيته هو الذي أصبح يكره مثل هذه المهازل التي تسبب الأذى الذهني بعد أن تحولت هذه البرامج إلى برامج معاكسة لطموحات الناس و انتظاراتهم و أحلامهم، و مع ذلك يبقى هناك أمل في أن تتغير الصورة الإعلامية إلى منشط للدورة الاقتصادية تبعث الأمل و تقدم الصورة الموضوعية حتى يكون لإرادة الحياة كما رآها الشاعر أبو القاسم الشابى معنى، و لولا بصيص الأمل فلا معنى للحياة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: