أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4128
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
صديقنا سمير الوافي خدعوه بقولهم ...صحافي، و خدعوه بأن تركوه يظن أنه رقم صعب يبحث ‘ الآخرون ‘ على ضربه تحت الحزام ، و بين الصراحة راحة و لمن يجرؤ فقط عاش صديقنا سمير لحظات من الصعود و الهبوط لكنه لم يستطع أن يقتلع مكانا تحت الشمس لأنه احترق بنار الشمس، و الشمس التي أحرقت الوافي هي نفس الشمس التي أحرقت نوفل الورتانى و مدام مريم بلقاضى و مبتدع حكاية الكنوز صاحب السؤال القذر الشهير مقداد الماجرى \' تتذكرون طبعا ذلك السؤال ‘البايخ’ الموجه لرئيس وزراء مصر الذي اضطره لقطع ندوته الصحفية عند زيارته الأخيرة لتونس منذ أشهر ) ، هؤلاء و سمير و غيرهم سقطوا لأنهم رفعوا شعار ‘ الشعب عايز كده ‘ و ليس الشعب يريد إعلاما ، فلمن يجرؤ فقط شبه كبير بأفلام السباقيتى الايطالية الشهيرة و ما يسمى بأفلام’ المقاولات’ للذائعة الصيت المتبرجة المخرجة إيناس الدغيدى .
لا يبحث صديقنا الوافي إلا على نسبة المشاهدة و لهذا الغرض باع الرجل كل أدوات المهنة و استبدلها بمستلزمات الإثارة و الفوضى و فواحش القول و الفكر، تماما كما يحدث في أفلام المقاولات و الإثارة ، قصة مكررة و بلا مضمون، راقصة، حوار هابط مثير للغرائز و شيء من القبلات الساخنة و مشاهد الجنس الفاضحة، و البقية كما حدث للممثلة المغربية في فيلم ‘ الزين اللي فيك ‘ حين انتهى الأمر بتعرضها إلى اعتداء ترك كثيرا من ‘ البصمات’ الاخوانية على جسد الفجور كما جاء بإحدى الصحف المغربية ذائعة الصيت، لذلك لا تنتهي حلقات ‘ لمن يجرؤ فقط ‘ إلا تحت وابل من الشتائم و الأغراض و التوتر تماما كما يحدث في برنامج العميل ‘القطري ‘ فيصل القاسم ...’ الاتجاه المعاكس ‘، و بقدر ما ينتهي البرنامج بهذه الصورة المثيرة للغثيان تنبلج أسارير ‘المنشط’ الوافي و يسارع إلى صفحته على الفيسبوك للتبشير بحلقة قادمة أشد حموضة مع ضيف أكثر اعتداء على ‘السلم الاجتماعية’ الإعلامية كل ذلك بحجة البحث الخبيث عن نسبة المشاهدة .
رحم الله زمنا كان فيه الصحفي البشير رجب محاورا بارعا يستهوى المتابع و ينزع عنه الكسل الفكري و يطالبه بالتفاؤل، فالرجل بارع و متمكن و فارس لا يخاف المواجهة حتى لو كلفته منصبه كما حصل في بعض المرات، و حين كان ‘التعرض’ بالانتقاد للوزير أو مجرد مناكفته غلطة قاصمة لا تغتفر كان السيد البشير رجب ينحت النقد ليصنع منه السؤال الذي يثير أعصاب الوزير و يغضب ‘الجهات العليا’ لتتدخل تارة بالانتقاد و طورا بالتوجيه و أخيرا بالعزل، لكن في زمن سمير الوافي و نوفل الورتانى صارت الصحافة و الإعلام بشكل عام الحمار القصير الذي يركبه كل أزلام إعلام العار ليتطهروا من رجس و تفاهات ما يسمى بصحافة التعليمات و إعلام القصر، و منهم من رفض ‘ تاريخه’ جملة و تفصيلا و تحول بقدرة قادر إلى أحد أعلام الثورة مناديا بمحاكمة ‘النظام الإعلامي القديم ‘، و إذا تباكى المرحوم السيد عبد العزيز الجريدى صاحب صحيفة ‘الإعلان’ السيئة الذكر و حاول الاعتذار لكل الذين نهشهم القلم و مرغ سمعتهم في الوحل فان البعض ممن يتصدرون المشهد اليوم مثل مقداد الماجرى لا يجدون حرجا من نقل البندقية من الكتف ‘ السابق’ إلى كتف النهضة الحالي.
في الصحافة من لهم خبث الحية و مكر الثعلب، و في الصحافة هناك المتزلف المنافق المتعود على كل السقطات، و في صحافة ‘ الثورة’ التونسية تجد كل أنواع الجانب الحيواني في الإنسان من لؤم و شراسة و مخاتلة بل قد يفوق الإنسان الصحفي كل المشاعر السيئة في الحيوان ليتحول إلى كائن يجمع بين الاثنين، لذلك لا يفهم البعض كيف تقدر هذه الكائنات ‘ المختلطة’ على كل هذا التحول في العواطف من الشر إلى الخير و من الخير إلى الشر بداعي الصحافة عايزة كده ، و من يقرأ للسيد سمير الوافي يدرك عمق المأساة و فداحة المصيبة بعد أن أصبح الرجل ناقدا من الصف الأول لوضع كان جزءا من صنعه و من استمراره و من تسويقه، فهو الذي صمت صمت الخونة على ما ينقده اليوم في نظام الرئيس السابق و هو الذي صمت اليوم على نظام حكم حركة النهضة طيلة أربعة سنوات من الإرهاب و الجمر لينادى اليوم بشعارات الثورة التي كان جزءا من الذين وقفوا ضدها .
يحتاج ممتهن الإعلام بصورة عامة دائما إلى التطهر و ذبح كل الصفات الذميمة داخل مفكرته الذهنية، العملية ليست بالسهولة التي يظنها البعض، فهؤلاء الناشطين في الإعلام ممن تقطعت بهم السبل فجأة بعد أن وضعوا كل بيضهم في سلة النظام السابق لم يستطيعوا الحج إلى بيت الثورة لغسل ذنوبهم و التكفير عن زلاتهم في حق هذه الشعب المسكين فتنكروا في ثياب الثورة و لبسوا أقنعة بابا نويل وسهرات الرقص المتخفي حتى لا ينتبه إليهم ‘ الربيع العربي’ و تفوت فرصة مقاضاتهم أمام محاكم الثورة الشعبية لان قناعاتهم كانت تدرك بالفطرة أن هؤلاء الذين مسكوا بأنفاس الثورة هم مجرد مجموعة من القتلة لا يقلون بؤسا و ضررا عن فئة نظام الإعلام السابق، لذلك نقول أن السيد سمير الوافي و غيره يمثلون الوجه القبيح للإعلام التونسي و هو نموذج يتكرر باستمرار في الساحة الإعلامية لأنهم يستخدمون التلفزيون و القلم لتحقيق أهداف المتآمرين على الشعب داخليا و خارجيا و هي جريمة لا تقل فداحة عن جريمة خيانة المؤتمن و خيانة الوطن .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: