البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الأسرة المسلمة ومعركة المصطلحات الوافدة والمشبوهة - 5 / ب - مصطلح " الجندر " Gender

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5042


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط



قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }( البقرة : 104 )
وقال تعالى :{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }( النساء : 46 )

وفي الحديث الشريف : " عن والد أبي المليح عن رجل قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته، فقلت : تعس الشيطان، فقال : " لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول : بقوتي (صرعته )، ولكن قل : باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب " ( صححه الألباني في صحيح الجامع )

" خَلَق الله - سبحانه وتعالى - الإنسان مِن ذَكَر وأُنثى؛ ليحقِّقَ التكاملَ بين رُكنَين هامَّين من أركان إعمار هذا الكوْن؛ بل هما الرُّكنان الأساسيَّان اللذان عُمِّر بهما ومن أجْلهما هذا الكونُ وهذه الأرض " ( حسن حسين الوالي )

" لا تولد المرأة امرأة .......!!! بل تصبح كذلك ..!! " ( سيمون دي بفوار )
----------------------------------
الحلقة الثانية :
تمهيــد :

- تناولنا في الحلقة السابقة كيف نشأ مصطلح " الجندر " وكيف تم تداوله في أروقة الأمم المتحدة، وبخاصة في فعالياتها ومؤتمراتها التي توالى عقدها منذ أواخر القرن الماضي حول العديد من القضايا الاجتماعية المتعلقة بشؤون المرأة والأسرة والطفولة والعلاقات الاجتماعية ........وغيرها من الأمور التي تمس صميم الشأن الاجتماعي والحياة الاجتماعية في عالمنا المعاصر، وأشرنا إلى التحفظات التي أثارتها بعض الوفود العربية والإسلامية، وبعض النصارى من الكاثوليك حول هذا المصطلح، في مقابل إصرار الوفود الغربية ومنظمات الدفاع عن حقوق المرأة على إدراج المصطلح في ثائق المؤتمرات، وما يتم التوصل إليه من اتفاقيات في هذا الصدد، بدءا من مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية 1994م، ومرورا بمؤتمر بكين، وما تلاه من فعاليات دولية في هذا الإطار،

- ولقد بينا كيف أن الوفود المتحمسة للمصطلح لم يكن أمامها – إزاء ارتفاع الأصوات المعارضة له – في بداية الأمر سوى المراوغة واللجوء إلى تعريف المصطلح بمعنى النوع، أو الجنس ( أي الذكر والأنثى )، كما لو كان مرادفا لمصطلح " sex " وهو الأمر الذي لم يمنع المعارضين من معارضتهم، بل قابلوا تلك المحاولة بالدهشة والاستغراب، فإن كان الأمر لا يعدون أن يكون ترادفا، وأن المقصود بمصطلح " الجندر " هو النوع أو الجنس، فلماذا الإصرار إذا على استبدال مصطلح Sex" " بمصطلح " Gender "، !!!!

- ونواصل في هذه الحلقة محاولتنا لاستجلاء حقيقة المصطلح، ودلالاته، واستعراض ما أعطي له من تعريفات، وما أثير حوله من جدل، وذلك بغرض الوصول إلى تعريف له أقرب ما يكون لحقيقة معناه ومدلوله،

- ونظرا للأهمية الكبرى التي يحتلها المصطلح في أدبيات الحركة النسوية Feminism، والمحاولات المستميتة، والجهود الحثيثة التي كانت ولا زالت تبذل من أجل الترويج للمصطلح، حتى أصبح شائعا في العديد من الدراسات والكتابات المتعلقة بالمرأة والعلاقات الاجتماعية، ونظرا لما لمسه الكاتب من أن الكثير من الدارسين في حقل المعرفة والعلم الاجتماعي تلقى المصطلح بالقبول والتبني كما لو كان معلوما بالضرورة، حتى أصبح متداولا في العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة، وبحوث الترقية التي ينجزها الأكاديميون الجامعيون كمسوغات للترقي في وظائف السلك الجامعي، دون أن يشغلوا أنفسهم بمحاولة التعرف على حقيقة المصطلح، ومتى نشأ؟، ومن أين جاء ؟، ولماذا الإصرار على استخدامه، ..... فإننا آثرنا أن تكون محاولتنا لمعالجة هذه القضية بشيء من التفصيل غير الممل،

* عن مصطلح " الجندر " قالوا ......:
وقبل أن نتطرق لما قدم لمصطلح " الجندر " من تعريفات، حاولت تحديد مفهوم المصطلح ودلالته من خلال ترجمته الشائعة الى العربية ( النوع الاجتماعي )، يهمنا أن نشير هنا إلى بعض ما قاله عدد من المفكرين والكتاب والباحثين حول تقييمهم للمصطلح، ورؤيتهم له، تلك الرؤية التي تعكس الى حد كبير موقف كل منهم تجاه المصطلح ( إن رفضا وتحذيرا، أو قبولا وتحمسا )، باعتباره – كما أسلفنا - مثيرا للجدل والنقاش، واختلاف المواقف، فلعل في طرحنا لتلك الأقوال والرؤى ما يثري وعي القارئ واهتمامه بتمحيص تلك الآراء، وطرحها على بساط التحليل والبحث، والتأمل والنقد، ويثير لديه الرغبة والاهتمام للتفكير في طبيعة هذا المصطلح، ومحاولة تقصي تعريفاته ليكون رأيا خاصا به حول موقفه منه،
فعن " الجندر " قالوا :

- مصطلح مراوغ ومضلل : Evasive and Misleading Term
يشير" خضر " إلى ما يتسم به المصطلح من غموض وإبهام جعل منه مصطاحا مراوغا فيقول : " مصطلح (النوع) أو (الجندر)، مصطلح ( مراوغ ) لم يتمَّ تعريفه بشكل دقيق، يعبر عن حقيقة مضمونه وتطبيقاته حاليًّا في قضايا المرأة وقضايا الشواذ " (1)،

ووصفته " حلمي " وآخر في كتابهما المعنون : ( الجندر ..المنشأ .. المدلول .. الأثر ) : بقولهما : " يمثل مصطلح " الجندر" ( Gender) الذي تدور حوله معظم مصطلحات الأمم المتحدة مصطلحاً مضللاً ظهر للمرة الأولى في مؤتمر القاهرة للسكان عام 1994م "، وجاء في موضع آخر من الكتاب : "الجندر" مصطلح مستورد مراوغ وخبيث ومطاط تردد كثيراً في السنوات الأخيرة على ألسنة المثقفين، والمعنيين، ودعاة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وحتى أبنائنا وبناتنا دون أن يعي الكثيرون حقيقة الترويج لهذا المفهوم الخطير وأبعاده وأهدافه؛ فهو ليس إلاّ أداة لتمرير أهداف أكثر خطورة على الأسرة تحت عباءة وثائق ومؤتمرات الأمم المتحدة التي وقّعت عليها أغلب الدول العربية والمسلمة، بحيث باتت أمراً واقعاً " (2)
- مفردة أعجمية.. ذات معنى أو معانٍ تضبطها معاجم اللغات الأعجمية : A Foreign Single

يقول أحد الباحثين في معرض تحليله ورده على ورقة حول موضوع " الجندر " صادرة عن جامعة الخرطوم بالسودان يقول : " .......تريد ( جامعة الخرطوم ) أن توهمنا بأن هناك شيئاً اسمه الجندر، وأنه شيء موجود وماثل ومدرَك في اللغة والفكر والممارسة، وأننا معشر أهل الشرق وأهل الإسلام متخلفون ورجعيون وأميون.. لأننا لا نعترف.. بل لا نعرف شيئاً اسمه الجندر، ولا نقر به، ولا نبني علاقاتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على أساسه وحسب مقتضاه، والجندر كلمة ومفردة لم ترد في شعر الحطيئة.. ولا وردت في كتاب الله، ولا نطق بها سيد الفصحاء وإمام البلغاء عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. بل هي مفردة أعجمية.. ذات معنى أو معانٍ تضبطها معاجم اللغات الأعجمية " ......" - " وجامعة الخرطوم اليوم تبارز ربها العداء، وتقدم مفهومًا مصطنعاً مزوَّراً، لا يسنده دين ولا عقل ولا فكر ولا لغة، إنه مفهوم منحوت ومنحول ومصنوع.. اسمه الجندر.. وقد أوضحنا أنه لا أصل له لا في الدين ولا في اللغة ولا في الممارسة الاجتماعية " (3)،

- مفهوم معقد كثير التغير : Many Complex and Change Concept
يقول أحدهم : " ......فلنقف أولاً مع المراد بمصطلح الجندر، والذي يوصف بأنه من أعقد المفاهيم، وأكثرها تقلقلاً وتغيُّرًا لكونه ينتج باستمرار ظِلالاً جديدة " (4)، ويقول آخر : " ..............في جميع الأحوال من الضروري إعطاء اهتمام خاص لقضية الجندر، .فهذا المصطلح يتم سماعه في كثير من الأحيان ولكن في الواقع فإن العديد من العاملين الميدانيين لا يزالوا يتساءلون عما يعنيه هذا المصطلح بالتحديد (5)، وهذا يعني أن الممارسين والعاملين في الميدان في قضايا وثيقة الصلة بالمصطلح ليس لديهم فهما واضحا لمعناه ومدلوله، ونضيف هنا أن ما يزيد المصطلح تعقيدا أنه بعتمد في تعريفه وتحديده على عدة مصطلحات مركبة ومعقدة...،

- مصطلح مقحم على اللغة العربية : The Intercalated on the Arabic language Term
" .......وإذا أمعنا النظر في هذا العنوان سنكتشف أن هناك ثلاث مفردات أو عبارات مقحمة وتمثل نشازًا وتنبو على السمع.. وتحس وكأنك التقمت لقمة ثم شعرت بأن فيها جسماً غريباً لابد من التخلص منه، حتى تزدرد طعامك بسهولة ويسر.. المفردات الثلاث هي «أ» الأمم المتحدة «ب» الجندر «ج» النوع الاجتماعي "، .......... " وأما الجندر.. فيصيبنا بالغثيان ..وأول ما نبدأ به ............... هو السؤال المفتاحي: ما هو الجندر؟ وما مفهومه؟ وما هو رأي الشريعة الإسلامية في مصطلح الجندر؟ وبأى لغة تأتي مفردة الجندر؟ وما هو معناها في لغتها الأصلية؟ ولماذا تُرجمت بالنوع الاجتماعي؟ وهل الترجمة الصحيحة النوع، أم النوع الاجتماعي؟ " (6)

- مفهوم محوري في الدراسات النسوية Feminism في شتى المجالات :
" .......الجندر مفهومٌ تمحورت حوله الدراسات النسوية في مختلف المجالات : الطبية، والقانونية، والأدبية، والتعليمية، والدينية، والفنية، والاقتصادية، والسياسية...، مفهومٌ يبرز في كل مكان – على حد وصف أحد الباحثين - مما جعله بؤرة للدراسات (عبر التخصصية) في الجامعات الغربية ؛ إذ استخدم المفهوم بوصفه أداة تحليلية تكشف التحيزات المسبقة ضد الأنثى في الثقافات بعامة، والثقافة الغربية بوجه خاص " (7)

- مصطلح تم استخدامه في خلخلة مفاهيم الأنوثة والذكورة : Disturbance of Femininity and Masculinity Concepts
" ......ولم يعد " الجندر " يمثل للنسويات ( اللاتي ينتمين إلى الحركة النسوية ) أداة للتحليل فقط، بل أداة لتفكيك البُنى المنتجة للتمييز، وقد مكنتهن بالفعل من خلخلة مفاهيم الأنوثة والذكورة، وموقع المرأة داخل النظام الاجتماعي (8)

- اختلاف استخدام المفهوم عند نسوية الحداثة، وما بعد الحداثة : Feminist Modernity and Post - Modernity
" ...ثمة فارق جوهري بين مفهوم الجندر في نسوية الحداثة، ونسوية ما بعد الحداثة، حيث عُدّ الجندر في نسوية الحداثة هوية ثقافية تغطي الجنس البيولوجي، بينما ترى منظرات ما بعد الحداثة أو ما بعد النسوية أنه لا يوجد أصلاً جنس بيولوجي سابق لوجود الانسان، أو منفصل عن تركيبته الاجتماعية، وأن الجندر في حالة صيرورة تتكرر ضمن الحياة اليومية، وأن الذكورة والأنوثة طقوس تنكرية " (9)

- مصطلح يتم توظيفه سياسيا كأداة للهيمنة الغربية على العالم الاسلامي : Western Hegemony Over the Muslim World
" ......لم يبق الجندر سجين الدراسات الأكاديمية النظرية، بل تم ترحيله وتوظيفه سياسياً، وأصبح أداة فاعلة لتنفيذ سياسيات الهيمنة الغربية في دول العالم الثالث، فارتبط الجندر بالسياسة الغربية في العالم الإسلامي، وتصف " دينيز كنديوتي " الباحثة بمعهد الدراسات الشرقية والإفريقية هذا الأمر بوصفه ظاهرة فتقول : " ......أُطلق على هذه الظاهرة اسم نشاطية جندرية بتحفيز من الجهات المانحة "، وتشير إلى : " رفع معدل تسييس الجندر إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر (2001م)، وما تلاها من حرب على الإرهاب "(10)

- مصطلح يتضمن أن الاختلاف بين الرجل والمرأة ليس حتمية بيولوجية : The Difference Between Men and Women is not an Biological Determinism
" .....لقد أفادت نسويات العالم الإسلامي باتجاهيهما العلماني والإسلامي (التوفيقي) من المفهوم ( الجندر ) على المستوى النظري، واستعملنه في تحليلاتهن لوضع المرأة، وأشرن لأهميته للبحث النسوي، حيث تقول نسوية علمانية في عالمنا الإسلامي : " ......البحث في الجندر يمكننا من تعويض الماهوية البيولوجية بالبنائية الثقافية، بحيث يتبين لنا أن الاختلاف بين الرجل والمرأة مبني ثقافيًا وإيديولوجيًا وليس حتمية بيولوجية "، وتقول أخرى : "....أن نتبنى المقاربة الجندرية يعني أن ننظر إلى الواقع الاجتماعي من منظور جندري، أو بعدسة جندرية، هذا يعني أن ننتبه إلى كون العالم خاضعًا لأحكام الجندر(مجندرًا)، وأن نتعرف تاليًا على الدور الذي يلعبه الجندر في مجمل مناحي الحياة الاجتماعية "، وتشرح باحثة نسوية مكاسب التحليل الجندري فيما يتصل بقضايا المرأة بقولها : " إن المنهج الجديد الذي أطلقته حزمة المفاهيم والأدوات النظرية والمقاربات التطبيقية المرتبطة بالنوع الاجتماعي (الجندر) قد رتَّب إعادة نظر كلية بقضايا النساء... وتكمن أهمية هذا المفهوم في كونه أنجز فصلاً عامًا ما بين الثابت والمتغير في العلاقة بين الرجل والمرأة، فإذا كانت البيولوجيا موضوعاً ثابتًا لا يتأثر بالإرادة الإنسانية، فإن الأدوار الاجتماعية التي تنتجها العناصر المادية والمعنوية بالمجتمع، أي علاقات القوة هي ليست تلقائية، وإنما هي منظمة حسب الثقافات المختلفة، وهي بهذا المعنى قابلة للتغيير بحسب هذه الثقافات السائدة في زمن معين، وفي مكان معين" (11)،

- مصطلح ينظر اليه بوصفه فكرة كونية مطلقة وعابرة للثقافات وصالحة لكل زمان ومكان : A Universal and Cross-Cultures Idea
" ......والواقع أن القراءة الجندرية للتراث والقرآن بخاصة وقعت في عدة مزالق منهجية تفضح أساسها الأيديولوجي، وتؤكد عدم حيادها وبراءتها من رؤى قبلية ( أحكام مسبقة )، ومن أهمها : تحكيم الجندر على النص القرآني باعتبار الجندر مصطلحًا صحيحًا وصالحًا للتطبيق على أي نص بغض النظر عن قداسته ( أنسنة النص ) (12)، وتطبيقه على أية ثقافة باعتبار الجندر مفهومًا عابرًا للثقافات، أي أن مصطلح الجندر نفسه وبغض النظر عن تحولات المفهوم يُنظر إليه بوصفه فكرة كونية مطلقة، وهي فكرة تتعارض مع أصول الثقافة الغربية القائلة بالنسبية والتاريخية " (13)،

- أن نظرية المعرفة Epistemology التي انبثق عنها مفهوم الجندر ترتبط بالحداثة وما بعد الحداثة (14):
" .......فعدم إغفال نظرية المعرفة التي انبثق عنها مفهوم الجندر، وارتباطها بالحداثة وما بعد الحداثة، والتغيرات التي لحقت بهذه النظرية على يد فلاسفة ما بعد الحداثة، واستثمرتها نسويات ما بعد الحداثة، وعلى رأسهن " جوديث بتلر " يكشف زيف الانتقائية التي تمارسها نسوياتنا، واستحالة الاستعارة البريئة، كما يكشف سوءات التسول الثقافي، ومخاطر الإسقاط المفاهيمي، وارتباط الجندر بالمركزية الغربية وإيديولوجية الهيمنة ممثلة في تسييس الجندر وعولمته قسرًا عبر الاتفاقيات الأممية، وبمعونة الأبواق الدعائية لها وكتاب وكاتبات تقارير الظل في عالمنا الإسلامي ..." (15)،

- مصطلح ارتبط بالحركة النسوية ودعوات تحرير المرأة The Liberation of Women Calls، والأغراض المشبوهة :
" إن الذي يحاوله دعاة الجندرة هو تحويل المرأة إلى سلعة أو إلى آلة، إن مفهوم " تحرير المرأة " هو بعينه مفهوم تحرير السلعة أية سلعة، إن تحرير السلعة هو العمل على ضمان وصولها إلى أيدي المستهلكين.. بدون مشقة.. وبدون احتكار.. وبدون غلو في الأسعار.. وهذا التحرير هو عينه ما يريدونه للمرأة.. ولكنهم يزيدون على ذلك فيسعون إلى حمايته بالدستور.. وأنشأوا جماعة سموها " مجموعة منتدى جندرة الدستور " ( يقصد في جامعة الخرطوم بالسودان )، هل تكفي هذه المجموعة من الشباب والشابات لإقناع أهل السماء والارض بأن هناك خطأ في القرآن، أو خطأ في السنة، أو أن القرآن مثلاً لم يستوعب مفهوم الجندر، والجندرة.. وهو مفهوم استوعبه ونوه به ناس محجوب وابتسام وعبد الله وسامية وسميرة وهدى وشذى وهنادي وأحلام ورباب ونون؟! ولكن هل يكفي هؤلاء لإحداث انقلاب في المفهوم الإنساني للذكر والأنثى أو الرجل والمرأة ؟؟ "، ....... - " إذا كان القرآن أخطأ لما قال { وليس الذكر كالأنثى } فما ظنكم بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث " لن يفلح قوم ولّوا أمرهم أمرأة "؟! بمقياسكم " الخائس " من خاس يخيس لا بد أن تكون هذه مؤامرة.. ولا بد أنكم تصنفون من يقول مثل هذا القول بأنه عدو المرأة!!"، شاهت الوجوه!!" (16)،

- مصطلح يوظف في الكثير من الأحيان في جندرة العديد من القضايا الإنسانية في عالمنا العربي والإسلامي : Engendering Humanitarian Issues
" .....الورقة تنحو إلى جندرة القضايا الإنسانية التي بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل، وأنزل الكتب والصحف، وشرع الشرائع لتقويم اعوجاجها.. وتعديل ميلها.. خذ مثلاً التعليم.. هؤلاء يجعلون التعليم قضية أنثوية.. يعني قضية جندرة . مع أن الجندرة أصلاً لا وجود حقيقي لها لا في هذه القضية ولا في غيرها من القضايا، هل المرأة هي المتضرر الوحيد من رفع الدعم عن التعليم؟ إن الجندرة الحقة والمطلوبة، أن تحتج هؤلاء الناشطات على توحيد مناهج التعليم، لأن احتياجات النوع تتعلق وتتحدد بالأدوار النمطية التي خُلق كل نوع لأدائها لتكتمل دورة الحياة.. إن الجندرة الحقيقية هي أن تحتج الناشطات " الفالحات " هؤلاء على تغول النوع، على وظائف النوع لأن هذا التغول هدم لمؤسسة الأسرة التي يضطلع بها الرجل دون المرأة.. وفي تضييع الأسرة تضييع للمرأة ولنوعها وجنسها.. إن تأخر سن الزواج عند المرأة يسمى العنوسة والمرأة عانس ولكن تأخر سن الزواج عند الرجل لا يسمى عنوسة والرجل لا يسمى عانساً.. بل لا تطلق عليه صفة، وذلك لأن الفطرة والتكوين والناموس والشريعة والعرف جعلت دور الرجل هو الإيجابي ودور المرأة هو التلقي.. وليس في ذلك عيب لأنه هو سر الحياة.. وجمالها وروعتها.. (17)

- مصطلح الجندر يختص بالمساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل : Equality of Rights and Duties Between Women and Men
في حوار مع الخبيرة في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الاسكوا) " هدى رزق " قالت : " الجندر يختص بالمساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل، مع بقاء المرأة معتزة بكونها أنثى وامرأة جديرة ومتعلمة ومنتجة ومنجبة، بل ان هذا الدور الأخير (الإنجاب) هو أول ما يجب أن تعتز به وتعتبره أساسا لاكتمال الأنوثة، ولكن الزواج والإنجاب يجب الا يكونا هما الغاية وإنما خطوة لتحقيق اكتمالها وتمكنها والقيام بأدوارها الأخرى بالمجتمع، كما أ، الجندر لا يتكلم عن الجنس أبدا ولا شأن له به، بل يعنيه ادوار النوع النوع الاجتماعي وهو الرجل والمرأة، أي يركز في الأدوار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يجب أن يقوم بها الرجل والمرأة بعيدا عن الجنس البشري، وبمعنى آخر ان مفهوم الجندر مفهوم اجتماعي بحت لا علاقة له بتلك المفاهيم الجنسية، ثم تقول : وعند الحديث عن الجندر والادوار الاجتماعية يجب أن نراعي في عملية النشر خصوصية المجتمع، فما يُطرح في السويد مثلا لا يصلح لمنطقة الخليج، علما بان هذا الدور الاجتماعي قد يتغير بتغير الزمان والمكان " (18)

- سر الاهتمام بمفهوم الجندر : يقول " بخاري " في دراسة له عن الجندر : " ...إن مفهوم " الجندر " ( النوع الاجتماعي ) يعني ببساطة أنه في كل بيئة تكون احتياجات وأدوار الرجال والنساء مختلفة، وبالتالي فإن اهتماماتهم تكون مختلفة، واحتياجاتهم مختلفة، والطرق التي ينظرون بها للأشياء مختلفة، وإسهاماتهم في التنمية تكون أيضاً مختلفة، في الماضي كان الاهتمام ينصب على " المجتمع " دون الأخذ في الاعتبار هذا الاختلاف، وكنتيجة لذلك فإن دور النساء غالباً ما يهمل في عملية التنمية على الرغم من أن مشاركتهن كانت ركناً أساسياً، ولتعزيز تلك المشاركة أدركنا في فترة وجيزة بأنه ليس من الكافي أن يتم ببساطة التركيز على السيدات كجماعة منفصلة، ولكن في جميع الأحوال يجب إيلاء الاهتمام للأدوار المختلفة للرجال والسيدات، وللعلاقات المختلفة والتفاعلات بين تلك العلاقات السائدة، والأدوار في مجتمعات بشرية معينة، وهذا الإدراك هو السبب وراء ذلك الاهتمام الشديد بالجندر " (19)،

وبعــــد ......، فإننا نكتفي بهذا القدر الذي عرضناهمن أقوال وآراء الباحثين والمفكرين العرب والمسلمين حول رؤيتهم لهذا المصطلح، والشكوك التي تبدو واضحة حول حقيقة المصطلح وطبيعته وأهدافه ومراميه، ونظرية المعرفة التي أفرزته، وانطلق منها، ولم يكن غرضنا من عرض هذه التعليقات والآراء والأحكام أن نقنع القارئ كي يتخذ موقفا مسبقا من المفهوم، فهذا ما نرفضه ونحذر منه لسبب بسيط وهو مخالفته لأبسط قواعد المنهجية العلمية المنضبطة في التفكير والتي نعاني كثيرا من غيابها في ساحاتنا الثقافية بل والأكاديمية للأسف الشديد، وإنما نرمي من وراء ذلك إلى التأكيد على أهمية إعمال الفكر، وتقصي الحقيقة عند تلقي المفاهيم والمصطلحات التي تفد إلينا من بيئات مغايرة، حتى يأتي الحكم على مدى مناسبتها وصلاحيتها لبيئتنا العربية والإسلامية مبنيا على التفكير العلمي والتحليل الموضوعي، والمنهجية المنضبطة بضوابط العلم والبحث العلمي الدقيق،

وتأسيسا على ما سبق فثمة مجموعة من النقاط نود الإشارة إليها فيما يتعلق بمصطلح الجندر قبل الخوض فيما أعطي له من تعريفات، وهي :
- الجندر Gender.. كلمة أجنبية ذات أصل لاتيني، وهو كمصطلح يعد حديث الاستخدام نسبيا، وظهر تقريبا في الفترة نفسها التي بدأ الحديث فيها عن التمييز ضد المرأة في منتصف السبعينيات، والأمم المتحدة هي التي تبنت نشر هذا المفهوم في أرجاء العالم،

- لقد أصبح مصطلح الجندر جزءا لا يتجزأ من المواثيق الدولية، والبيانات والتقارير الصادرة خاصة من الأمم المتحدة، وكان التركيز اكبر في هذا الخصوص على دول العالم الثالث، ومن بينها بطبيعة الحال المجتمعات العربية والإسلامية،التي اعتمدت فيها ترجمة المصطلح إلى اللغة العربية على أنه يعني : " النوع الاجتماعي "،

- من أكثر المصطلحات التي قوبلت بالكثير من الهجوم والرفض من فئات عدة في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، فالبعض اعتبره يدعو للتخلص من مفهوم الأسرة ( أب، أم، أبناء.. ) إلى مفهوم (الفرد) ويدعو لاستبعاد مفهوم الذكر والأنثى، وآخرون اعتبروه ترويضا للشذوذ الجنسي والمثلية الجنسية، وعلى الرغم من الهجوم الضاري والمقاومة الشديدة للمصطلح في الأوساط العربية، والتي وصفها بعض المتحمسين والناشطين في مجال حقوق المرأة بأنها " محاولات حثيثة ومغرضة لتشويه هذا المفهوم "، إلا أن الواقع يؤكد أن تلك المقاومة لم تنجح في أن تقف عائقا أمام انتشار ثقافة " الجندر " بشكل واسع خاصة في دولنا العربية، حيث دأب الكثير من المؤسسات المجتمعية، ومنظمات المجتمع المدني، والجامعات ومراكز البحث العلمي على تبني ثقافة الجندر، وبرز الكثير من الناشطين من الجنسين للدفاع عن هذا المفهوم، والتصدي لما يوجه له من اتهامات وانتقادات،

- وفي هذا الصدد ما زال المصطلح يثير العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام في العديد من الأوساط الأكاديمية والثقافية والدينية والسياسية ...وغيرها باعتباره مصطلحا اقتحم مجتمعاتنا وثقافتنا فجأة ودون استئذان، وبات يشكل مصدرا للقلق والتوجس لدى الكثيرين، والعجيب أن أغلب من يتصدى لموضوع الجندر – من الباحثين والكتاب – فإن محاولاتهم لتقصي المفهوم تثير من التساؤلات أكثر مما تقدم من الإجابات الشافية، والقول الفصل فيما يتعلق بهذا المصطلح،
ومن التساؤلا المثارة في هذا الصدد :

0 هل يعتبر " الجندر " فعلا مفهوما غربيا، يرمي لنشر موجة من الغزو الثقافي الغربي لمجتمعاتنا العربية والإسلامية ؟
0 هل هو ترويج للمثلية الجنسية ( الشذوذ الجنسي ) كما يرى الكثيرون ؟
0 هل يقتصر الرفض على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، أم هناك جهات أخرى ترفض المصطلح ؟
0 ما الفرق بين مصطلح الجندر، ومصطلح النوع Sex، أم أنهما مترادفان ؟ وإذا كانا مترادفين فلماذا الإصرار على استخدام الجندر وترك الجنس ؟
0 وما الفارق بين الجندر والدعوة للمساواة بين الرجل والمرأة التي ظهرت منذ عدة عقود؟ هل هما وجهان لعملة واحدة ؟
0 لماذا الإصرار أساسا على استخدام كلمة الجندر من دون تعريب؟ ولماذا التعصب الواضح للمصطلح ؟
0 لماذا تعددت الترجمات العربية للمصطلح ولم نصل إلى الآن إلى ترجمة موحدة ومتفق عليها ؟
0 لماذا الاختلاف الشديد حول تعريف المصطلح، والتباين الشديد بين تلك التعريفات، حتى أنه لا يجمعها جامع، ولا ينتظمها ناظم ؟

- ولقد أشرنا فيما سبق إلى أن ثمة منظومة كاملة من المفاهيم والمصطلحات التي يعتبر " الجندر " محورها، وتدور في فلكه، ومن تلك المفاهيم : تمكين المراة ( استقواء المرأة ) Woman Empowerment، تحرير المرأة، الصحة الإنجابية Reproductive Health، الحقوق الإنجابية، حقوق الشركاء، والجنس الآمن، الإجهاض الآمن، العنف ضد المرأة Violence Against Women، العنف الأسري Family violence، مصطلح التمييز Discrimination، ختان الاناث، المساواة التامة بين الرجل والمرأة، ......... وغيرها من المصطلحات،

- والآن لنلقي الضوء على المفهوم الذي تحاول الأمم المتحدة ومنظماتها أن تروج له في أوساطنا العربية والإسلامية، لامتصاص مشاعر الغضب والرفض للمصطلح والتي تبدو واضحة في العديد من الكتابات والحوارات والندوات والمؤتمرات وحتى في بعض وسائل الإعلام، وكنموذج لمحاولات الأمم المتحدة في ترويج المعنى الذي لا يتصادم مع عقائد المواطنين وثقافتهم في عالمنا العربي، نعرض هنا لما صدر عن أحد خبراء الأمم المتحدة في هذا الشأن، ففي حوار مع الخبيرة في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) الدكتورة " هدى رزق " ذكرت : " أن الجندر أو النوع الاجتماعي هو ببساطة : تساوي الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وان يعرف كل منهما واجباته وحقوقه، وبالتالي فإن الموضوع يتعلق بالدور الاجتماعي وليس بالجنس البشري، فالجندر يختلف عن مفهوم الجنس البشري في أن هذا الأخير هو دلالة على (ذكر وأنثى)، في حين أن الجندر هو دلالة على الدور الاجتماعي، ويركز في أن المرأة والرجل متساويان في الأدوار الاجتماعية، وكل منهما هو شريك الآخر حتى في الإعالة، خاصة في هذا الزمن الذي يصعب على الرجل منفردا أن يتحمل الإعالة نظرا لمتطلبات الحياة الاستهلاكية، لذلك لابد أن تساهم المرأة بعملية الإنتاج، ولا يمكنها ذلك إذا لم تكن متعلمة ومتمكنة على الصعيدين الاجتماعي والصحي، وهذان الجانبان هما الأساس في التمكين، ....... كما أن المرأة شريك في تولي المناصب الإدارية والسياسية، لأن المجتمع لا يقوم الا بجناحيه، والقرار الصحيح في المجتمع يجب أن يكون ثنائيا بين الرجل والمرأة سواء في المنزل أو العمل أو الإدارة، ومتى ما استطعنا أن نحقق هذا التكامل بين الرجل والمرأة، فستسقط النظرة التسليعية للمرأة (اعتبارها سلعة)، وستصبح شريكا فعليا يعتد به وطرفا هاما يعتمد عليه في الأزمات، علما بان هذا الدور الاجتماعي قد يتغير بتغير الزمان والمكان (20)،

وإلى الحلقة الثالثة إنشاء الله،،،،،

**********
الهوامش والحواشي :
========
(1) - أحمد إبراهيم خضر : " دعوة للنظر حقيقة مفهوم الجندر " ، المصدر : موقع الألوكة على الانترنت، 30/4/2013 م، 20/6/1434هـ ، المصدر : http://www.alukah.net/web/khedr/0/53827/#ixzz3YXbiINDF
(2) - كاميليا حلمي - مثنى الكردستاني : " الجندر ..المنشأ .. المدلول .. الأثر "، جمعية دار العفاف، الأردن، 2004 م،
(3) - الشيخ سعد أحمد سعد : " الجندر.. كفر أم فسق أم فجور؟ «2» جامعة الخرطوم أنموذجاً "، صحيفة الانتباهة ، الخرطوم، السودان، 13/12/2011م، المصدر :
http://www.alintibaha.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=6708:------l2r---&catid=106:2011-06-23-04-26-07&Itemid=765
(4) - ملاك الجهني : " القراءة الجندرية للقرآن ومآلات التسول الثقافي "، في 2/11/2015 م، المصدر :
http://www.nama-center.com/ActivitieDatials.aspx?ID=30521
(5) - محمد حميد بخاري : " دليل مقاربة النوع والتنمية أو الجندر "، مشروع مشاركة الساكنة في إصلاح التعليم الابتدائي بجهة سوس ماسة درعة، من من 7 إلى 10 يناير 2008م، بقرية الكهربائي، أكادير، المغرب،2008م، ص : 9،

(6) – الشيخ سعد أحمد سعد : " مصدر سبق ذكره "،
(7) - ملاك الجهني : " مصدر سبق ذكره "،
(8) – " نفس المصدر السابق "،
(9) – " نفس المصدر السابق "،
(10) - ملاك الجهني : " القراءة الجندرية للقرآن ومآلات التسول الثقافي "، في 2/11/2015 م، المصدر :
http://www.nama-center.com/ActivitieDatials.aspx?ID=30521
(11) - ملاك الجهني : " القراءة الجندرية للقرآن ومآلات التسول الثقافي "، في 2/11/2015 م، المصدر :
http://www.nama-center.com/ActivitieDatials.aspx?ID=30521
(12) – مصطلح " الانسنة " Humanism : يشير إلى الاتجاه الفكري القائل بأصالة الإنسان، وكونه مركز الوجود، وخالق الفضائل ومبدعها، وعلى هذا الأساس قامت النظرية العلمانية التي أهم ركائزها ( العقلانية، والانسنة، النسبية، والقطيعة مع التراث)، أنظر :
- همايون همتي : " العلمانية والفكر الديني في العالم المعاصر " * ترجمة عبد الرحيم الحمراني، مجلة المنهاج، العدد 26، بيروت، لبنان، 2002م، المصدر : http://www.al-ghadir.info/main.php?ObjShow=ShowPage&Tshow=EMagazine&PS=emain&kind=60
أما " أنسنة النص " مصطلح يقوم على أن الوحي واقعة تاريخية ترتبط أساساً بالبعد الإنساني من ثنائية الله والإنسان، أو المطلق والمحدود "" الوحي في هذا الفهم تحقيق لمصالح الإنسان على الأرض، لأنه خطاب للإنسان بلغته، أن الخطاب الإلهي خطاب تاريخي، وبما هو تاريخي فإن معناه لا يتحقق إلا من خلال التأويل الإنساني . إنه لا يتضمن معنى مفارقاً جوهرياً ثابتاً له إطلاقية المطلق، وقداسة الإله . على العكس من ذلك يفضي مفهوم " قدم الكلام الإلهي وأزليته " إلى تثبيت المعنى الديني بما هو معنى مفارق أزلي قديم قدم الذات الإلهية "، أنظر :
نصر حامد أبو زيد " النص، السلطة، الحقيقة - الفكر الديني بين ارادة المعرفة وارادة الهيمنة "، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، 1995م، ص 33 .
(13) - ملاك الجهني : " القراءة الجندرية للقرآن ومآلات التسول الثقافي "، في 2/11/2015 م، المصدر :
http://www.nama-center.com/ActivitieDatials.aspx?ID=30521
(14) - يحتل مفهوم الحداثة " Modernity" في الفكر المعاصر مكانا بارزا، فهو يشير بوجه عام الى سيرورة الاشياء بعد ان كان يشير الى جوهرها، ويفرض صورة جديدة للانسان والعقل والهوية، تتناقض جذريا مع ما كان سائدا في القرون الوسطى، وبالرغم من اهمية هذا المفهوم وشيوعه في الفكر المعاصر، الا انه اكثر التباسا وتعقيدا لما ينطوي عليه من غموض وارتبارطه بحقول معرفية عديدة واستخدامه في مجالات مختلفة وتوازي معناه مع مسيرة الحضارة الغربية الحديثة، التي افرزت اشكاليات رافقت الحداثة وما بعدها، وكذلك تعدد ابعاده ومدلولاته وشموليته لمستويات من الوجود الانساني، العلمية والتقنية والاقتصادية والسياسية والادبية والفنية والفلسفية والتداخل فيما بينها.
والحداثة هي نقيض القديم والتقليدي. فهي ليست مذهبا سياسيا او تربويا او نظاما ثقافيا واجتماعيا فحسب، بل هي حركة نهوض وتطوير وابداع هدفها تغيير انماط التفكير والعمل والسلوك، وهي حركة تنويرية عقلانية مستمرة هدفها تبديل النظرة الجامدة الى الاشياء والكون والحياة الى نظرة اكثر تفاؤلا وحيوية، ولذلك فالحداثة بنية فكرية جامعة لعدد كبير من المعاني والسمات والمباديء الحضارية المشتركة التي تشمل الوجود الانساني "، أنظر :
- إبراهيم الحيدري : " ما هي الحداثة؟ "، ايلاف الجريدة الالكترونية – لندن، الثلائاء 2 يونيو، 2009م، المصدر :
http://elaph.com/Web/ElaphWriter/2009/5/444829.htm
أما " ما بعد الحداثة " Postmodernism فهو مصطلح استخدم لأول مرةٍ في حوالي سبعينيات القرن التاسع عشر في مختلف المجالات، ولقد استخدم العديد من الأكاديميين مصطلح "ما بعد الحداثة"، في إشارةٍ إلى مفاهيم مختلفة، وحتى متناقضة، ولقد اعتمدت فلسفة مابعد الحداثة على التشكيك والتقويض والعدمية، كما اعتمدت على التناص واللانظام واللاانسجام، وإعادة النظر في الكثير من المسلمات والمقولات المركزية التي تعارف عليها الفكر الغربي قديما وحديثا. ومن ثم، تزعزع مابعد الحداثة- حسب دافيد كارتر- :" جميع المفاهيم التقليدية المتعلقة باللغة والهوية، إذ نسمع كثيرا من الطلاب الأجانب الذين يدرسون الأدب الإنكليزي ينعتون أي شيء لايفهمونه أو يعبرون عنه بمابعد حداثي. وكثيرا ماتكشف النصوص الأدبية في مابعد الحداثة عن غياب الانغلاق، وتركز تحليلاتها على ذلك. وتهتم كل من النصوص والانتقادات بعدم وضوح الهوية، وماهو معروف باسم" التناص": هو إعادة صياغة الأعمال المبكرة أو الترابط بين النصوص الأدبية "، أنظر :
- ديفيد كارتر: " النظرية الأدبية "، ترجمة : باسل المسالمه، دار التكوين، دمشق، سوريا، ط1، 2010م، ص :130
(15) - ملاك الجهني : " القراءة الجندرية للقرآن ومآلات التسول الثقافي "، في 2/11/2015 م، المصدر :
http://www.nama-center.com/ActivitieDatials.aspx?ID=30521
(16) - - الشيخ سعد احمد سعد : " الجندر: كفر أم فسوق أم فجور «3» جامعة الخرطوم أنموذجاً " الانتباهة نشر في الانتباهة يوم 14 - 12 - 2011
http://www.sudaress.com/alintibaha/6764
(17) – " نفس المصدر السابق "،
(18) - محمد الساعي : " مفهوم الجندر عربياً "، نشر في أخبار مصر يوم 11 - 04 - 2008 م، المصدر : http://www.masress.com/egynews/37041
(19) - محمد حميد بخاري : " دليل مقاربة النوع والتنمية أو الجندر "، مشروع مشاركة الساكنة في إصلاح التعليم الابتدائي بجهة سوس ماسة درعة، من من 7 إلى 10 يناير 2008م، بقرية الكهربائي، أكادير، المغرب،2008م، ص : 9،
(20) - محمد الساعي : " مفهوم الجندر عربياً "، نشر في أخبار مصر يوم 11 - 04 - 2008 م، المصدر :
www.masress.com/egynews/37041

*********************

أ. د / احمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الأسرة، المرأة، تفكك الأسرة، المصطلحات، الجندر، الغزو الثقافي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-05-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، صلاح المختار، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حاتم الصولي، عبد الله زيدان، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، عراق المطيري، كريم فارق، سعود السبعاني، د. طارق عبد الحليم، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي الكاش، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، د- هاني ابوالفتوح، بيلسان قيصر، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد العزيز كحيل، خالد الجاف ، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، المولدي الفرجاني، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، أ.د. مصطفى رجب، يحيي البوليني، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز، المولدي اليوسفي، رضا الدبّابي، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، صباح الموسوي ، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، عبد الله الفقير، صالح النعامي ، تونسي، نادية سعد، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، محمد علي العقربي، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، محمود سلطان، مراد قميزة، أحمد النعيمي، علي عبد العال، صفاء العراقي، أحمد ملحم، مجدى داود، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، أحمد الحباسي، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، محمد يحي، الناصر الرقيق، سفيان عبد الكافي، فهمي شراب، د - المنجي الكعبي، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، طارق خفاجي، وائل بنجدو، إسراء أبو رمان، محمود طرشوبي، العادل السمعلي، ماهر عدنان قنديل، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافد العزاوي، د.محمد فتحي عبد العال، كريم السليتي، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، محمد الطرابلسي، د- جابر قميحة، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، أحمد بوادي، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، رافع القارصي، محمد العيادي، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، صفاء العربي، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، الهيثم زعفان، جاسم الرصيف، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز