الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4851
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حين سمعت خبر إيقاف الصحفي سمير الوافي، قاومت رغبة شديدة في الكتابة حول الموضوع غير أني رضخت أخيرا لقلمي...لم يفاجئني الأمر فهو منتظر منذ مدّة خصوصا مع حملة الشيطنة التي شنتها عدّة أطراف ضدّ الوافي...قد يستغرب أحدكم، ما الذي يجعل شخص مثلي يكتب عن هكذا أمر ؟...أولا لابد من توضيح شيء مهم...سمير الوافي لا أعرفه لا من قريب و لا من بعيد...و لم يسبق لي أن قابلته و ربّما من المستحيل أن نتقابل في يوم ما...فقط أكتب من باب المبادئ التي تعلمتها في مدرسة الحياة الكبيرة لتعرية جزء من الواقع الإعلامي المتعفّن في بلادنا.
قد يكون لسمير الوافي علل و زلاّت، و قد تكون له مثالبه، و قد تكون ‘‘ العيوب السبعة ’’ تجمعّت في شخصه...لكن المؤكّد أنه ليس الأسوأ في الساحة الإعلامية بدليل أنّ أكثر الشامتين فيه و الفرحين بما حصل له هم صحفيون و إعلاميون و هذا ما يدلّ قطعيّا على تعفّن المشهد الإعلامي في تونس بشكل غير مسبوق و أنّ هذا المشهد العفن مليء بكلّ الأنواع المنحطّة و الضحلة من البشر خاليا من الشهامة و لو في حدّها الأدنى ‘‘ حاشى إلّي ما يستاهلشي ’’...ففي الماضي القريب كثير من الصحفيين الذين قاموا بإرتكاب أفعال أشنع مما نسب لسمير الوافي لم يتحرّك أحد ضدّهم بل بلغ الأمر في بعض الحالات لإقتحام مكتب قاضي التحقيق الذي فتح مكتبه يوم عطلة و إخراج الزميل بالقوّة تحت حماية الزملاء الأشاوس...على فكرة هذا الزميل كان يستحق ‘‘ بوفردة ’’ بنصّ القانون و لو قرأ عكسيّا.
هذا الكمّ الكبير من الشماتة و الحقد على سمير الوافي من قبل عدد كبير من زملاء مهنته جعلني أتساءل، من أين يأتي هؤلاء بكلّ هذا الحقد؟ و هل من المروءة أن تشمت في زميلك الواقع تحت القضاء ؟...بعد الثورة هناك عادة دأب عليها أصحاب القطاعات المختلفة حيث كلّما قامت السلطات بإيقاف أحد المنتمين لقطاع ما إلاّ و قام زملاؤه مرّة واحدة لحين إطلاق سراحه دون أن يجرأ أحدهم على طرح سؤال هل من ممكن أن يكون زميلنا فعلا مذنب و يستحق الإيقاف...لكن ربّما لو كان أحدهم مكان سمير الوافي لكانت النقابات و المنظمات و الهيئات و الإذاعات و التلفزات ترفع عقريتها خوفا على حرية التعبير و لكانت المنابر منصوبة للدفاع عنه.
غلطة سمير الأولى أنّه ليس مؤدلج يمكن أن تضلله الإيديولوجيا و تحميه حرّ السلطة و قرّها الممتد داخل الدولة، و غلطته الثانية أنّه كان مخالفا للقطيع الذي كان الذراع الإعلامية للثورة المضادة التي حاولت بكلّ قواها و لازالت الإطاحة بالثورة و كلّ رموزها، فهذا القطيع لم يغفر له عدم مهاجمته للمرزوقي و عدم تهجّمه على الترويكا في وقت ما...عموما ربّما تكون تجربة جيّدة له حتى يراجع بعض خياراته و يلتفت حوله
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: