أنس الشابي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5374
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الآن وقد قاربت الاحتفالات الانتخابية على نهايتها وانقضى زمن الهزل والتنكيت وجب أن نلتفت إلى النظر في أي من المترشحين يجب أن تلتفّ حوله القوى المدنية والحداثية، ولكن قبل ذلك علينا أن نحدّد الأهداف الأساسية من هذا التصويت.
لا يخفى على الجميع أن الدولة والنمط المجتمعي الذي ارتضاه التونسيون تعرّضا إلى محاولات متتالية بهدف تدميرهما وخلق أجسام موازية لهما وهو الأمر الذي تفطن له شعبنا فعاقب كلّ من ساعد على ذلكإمّا بالطرد تماما أو بتوجيه إنذار لمن تبقى، فالمطروح علينا اليوم هو خلق الظروف المناسبة لمعالجة ما أفسد المفسدون في مختلف المجالات وإعادة الحقوق إلى أصحابها خصوصا منها ما يتعلق بالدم،بالنسبة للمترشحين ينقسمون في تقديري إلى قسمين إثنين قسم منهم مرتبط بشكل أو بآخر بمنظومة الترويكا وأزلامها يقف على رأسها المرزوقي والكيلاني وابن سلامة وغيرهم بالإضافة إلى الزنايدي ومرجان إن لم ينسحبا وصنف ثان يقف على رأسه الباجي قايد السبسي وحمة الهمامي وكلثوم كنو، ولأننا نرغب في حسم الانتخابات من الدور الأوّل لا مندوحة لنا عن دعوة الطرفين إلى الانسحابفالوضع اليوم لا يحتمل تشتيت الأصوات ولا أحلام الصبيان أو أوهام المراهقين كما ظهر ذلك في بعض المناسبات مؤخّرا وفي تعليقات فايسبوكية لم أستسغها لأنها بغباء بعضنا تؤدي إلى خسارةمواقع في حين يحصد خصومنا المكاسب دون عناء، لذا أجدد دعوتي إلى الطرفين باعتبارهما من نفس العائلة إلى الانسحاب ودعم الباجي فيما تبقى من الحملة لأنه يمتلك من الخصال ما يجعل قيامه بالوظائف التي ذكرناها أعلاه ممكنا ومتحققا ولنا شواهد كثيرة على ذلك من بين أهمّها:
1) الباجي قائد السبسي لن وأقول لن الزمخشرية،لن يتحالف مع حزب حركة النهضة لسبب بسيط وهو أن الرجل لم يعد إلى العمل السياسي إلا عندما شاهد أن الدولة التي ساهم في بنائها استهدفها هذا الحزب بالتحطيم فعودته إلى الساحة السياسية إنما هي عودة لأداء مهمة وحيدة هي إنقاذ الدولة وتأمّلوا جيدا ذلك الشعار الذي لم يتوقف عن رفعه ويلخص هذا الذي قلنا "هيبة الدولة"، ومن الغفلة أن يذهب في الظن أن الباجي يمكن أن يتحالف مع الدواعش استنادا إلى تصريح هنا وآخر هناك فالرجل أذكى مما يتوهّم الواهمون فهو يبغي دخول التاريخ من بابه الكبير العريض كحام لدولة الاستقلال ومنقذ لها لمّا استهدفها المتطرفون الدواعش.
2) الباجي هو الوحيد من بين الطبقة السياسية الذي استطاع في ظرف سنتين فقط تحجيم حزب الحركة ومنعه من مواصلة تخريبه للنمط المجتمعي وللدولة وتمكّن من إعادته إلى حجمه وأربكه فيما تلا ذلك من مواقف لتصبح المبادرة السياسية من اختصاص الباجي حتى قبل الانتخابات التي أكدت كما قال المؤرخ ابن الخوجة أن: "التونسي ليّن الجانب رقيق الحاشية يقنع حتى بالوصال الملفق" وتأمّلوا هذه القولة لتتأكدوا أن سر نجاح الباجي تمثل في قدرته على الإمساك بمفاصل الشخصية التونسية البعيدة عن العنف والتطرف التي ترضى حتى بالقليل لقناعتها.
3) الباجي هو الوحيد من بناة الدولة الذي عاد إلى الساحة السياسية بعد طول غياب وبقي وفيًّا لمدنية الدولة كما أرادها قادة الاستقلال في حين استكان من تبقى من نظرائه إما إلى النصيحة أو الانخراط في دعم الدواعش وتوابعهم، فهو بهذا المعنى يحقق التواصل بين الروّاد الأوائلوالجيل الجديد والترابط بين المؤسّسين ومن جاء بعدهم.
لِما ذكر أعلاه ولغيره ممّا هو متعارف لدى الناس عن كفاءات الباجي أجدّد دعوتي إلى حمّة الهمامي وكلثوم كنو بالنظر بعين العقل والحكمة إلى الخارطة السياسية فإما أن يقفا الموقف العقلاني الذي يقدّم المصلحة العامّة على الخاصّة وينسجم مع تاريخهما النضالي كدعاة لمدنيّة الدولة والمجتمع وذلك بمساندة الباجي وتجميع الأصوات دحرًا للدواعش وتابعيهم أو الإصرار على الترشح ليكونوا بجانب الفشل المنتظر جزءا من جوقة الفساد والإفساد التي تشتغل لفائدة حزب حركة النهضة عن سابق علم أو غفلة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: