الناصر الرقيق - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7302
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
صدمة...بعدها الكلّ قال...أنّه مصدوم من الأحكام التي صدرت بحقّ الأزلام الأمنيٌة لنظام المخلوع في قضايا قتل شهداء الثورة...
لا أدري على وجه الدقّة مردّ هذه الصدمة و كأنّ القوم لا يعيشون بين ظهرانينا...بيانات التنديد حاضرة كما العادة...شكرا لجميع الأحزاب العلمانيّة، اليسارية و طبعا الإسلاميّة على مشاعرهم النبيلة...و ندعوهم للحفاظ على أحاسيسهم من باب الحفاظ على روح التوافق الوطني...و لتذهب باقي الأرواح إلى الجحيم طالما أنّهم هم بخير...فاتني أيضا أن أشكر كلّ المنظّمات الوطنيّة و على رأسها المرّشح لجائزة نوبل لتضامنه مع أُسَرِ الشهداء...و الشكر موصول للمجلس التأسيسي الموقّر الذي إستفاق أخيرا نوابه المحترمون مهدّدين بسحب القضايا من القضاء العسكري و إسنادها للقضاء العدلي...لكن بعد " إيه يا عيني "...بعد خراب روما...
في البداية لم أشأ الكتابة حول هذا الموضوع...لأنّه في إعتقادي أنّ العربيّة في ألفاظها لا تتضمّن ما يمكن أنّ يُعبّر عمّا نشعر به...بل لغتنا الدارجة في قاموسها الغير محترم هي الوحيدة التي يمكنها أن تشفي غليلنا حين نشبع هؤلاء...أحزاب و منظّمات و شخصيّات...ما لذّ و طاب من طيب الكلام...لو لا أن معنتنا التربية و الأخلاق...
أكثر الأشياء التي أصبحت تصيبني بتقزز قد يصل لمرحلة الغثيان...كلام كلّ المتواجدين على المسرح و أخصّ بالذكر من قالوا أنّهم حماة الثورة...حين يصرّحون بأنّهم لا زالوا على العهد و أنّ المعركة ضدّ الثورة المضادة لازالت مستمرّة و أنّ النصر قادم...سؤال بسيط أطرحه...من يحكم تونس اليوم ؟...
أحد أساتذتي المحترمين كتب قبل أيّام...حكومة بن جمعة ليست إلاّ واجهة فقط...تونس اليوم يحكمها توافق تحت الطاولة بين النهضة و النداء...و السياسات تُرْسَمُ في باريس بتوجيهات من واشنطن...الشهداء و ضياع حقّهم ليس آخر ما ستشهده تونس خلال حكم الشركات الناهبة لثرواتنا...بل ننتظر خسائر أخرى المتضرّر منها الشعب المسكين المُعْدَمْ...فالسيّد رئيس الحكومة بعد جولة خليجية عاد منها بلا شيء...جال في أمريكا و أستقبل أيّما إستقبال...لكن عِوَضَ العودة بهبات مالية تعوّدت واشنطن تقديمها لِلْخُلّصِ من أتباعها...رجع لنا المُظَفّر...ليسرد على مسامعنا أنّ البلاد على حافّة الإفلاس و أنّ الدولة ربّما ستعجز في قادم الأشهر عن سداد أجور منظوريها...كلام جميل و حلو...زاد من حلاوته المكاسب التي حصل عليها من " ماما أمريكا "... حوار استراتيجي...منصة رقمية في تونس في اتجاه أفريقيا...إذن ما دام " ضَرْعُ البقرة غرِزْ " فلماذا لا تتركوه للمساكين من " التوانسة "...
كلّ ما يتمّ ترويجه حول الوضع الإقتصادي بتونس ليس إلاّ تعليمات من الجهات المانحة الماحية لأحلام الشعوب تمهيدا لقرارات رفع الدعم و تحرير السلع و غيرها من الكوارث التي ستؤدّي فعلا بنا نحو مزيد من تفقير الشعب المفقّر أصلا...لست متأكّد من أنّ كلّ الذين ظهروا غداة الرابع عشر من جانفي...يعلمون أنّه لم يعد هناك من يَحْترمهم في تونس عدا غلمانهم...و أنّ كلامهم عن الثورة و الثوّار و الشهادة و الإستشهاد...لم يعد " يُوَكّلْ الخبز "...و لم يعد يعنينا فنحن لم نعد نحترم سوى وطننا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: