البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الطائفية في العملية السياسية

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4573


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نسمع بين الحين والآخر من أقطاب العملية السياسية ممن هم في الحكم أو خارجه، تذمرهم من الوضع الطائفي، وبعضهم يعد الناخبين بنبذ المحاصصة الطائفية، بل قد يصل الأمر ببعضهم، أن يتهم الآخرين بالطائفية.

لا نريد أن نذكر بمواقف هذا الطرف أو ذاك، والأمر واضح حتى لمن لديه عين واحدة. أو لمن مصاب بالحول. فالعملية السياسية التي قامت بعد الاحتلال هي طائفية بأمتياز، ومورست بكل طغيان وقوة على كافة الأصعدة وبتعسف كبير، في السياسة والإدارات، وسرت جرثومتها حتى إلى القوانين والمحاكم.

اليوم الشعب العراقي بأسره يدرك أن الطائفية لم تكن إلا فخاً سحبت إلى أتونها كل الطوائف والفئات دون أستثناء، ومن يريد أن يتأكد فليراجع الاحصاءات والسجلات عن الحوادث المدمرة والقتلى، وليتأكد أن الخراب والتخريب لم تسلم منه أية قرية عراقية من الشمال وحتى الجنوب، فالقتل المنظم والمخطط للقيادات والشخصيات العلمية والعسكرية وشخصيات الاستقطاب، جرى ويجري اغتيالها بدون تميز بالدين والطائفة، في إطار أستراتيجية ما تزال تنفذ، هو تحطيم متواصل للكيان العراقي وللروابط بين مكوناته، واليوم تتعرض هذه المكونات للتهجير بأختيارها أو قسراً، من وطن الذي كان يجمعهم ويعيشون فيه رغم ما مرت عليه أنظمة منذ استقلاله السياسي في العصر الحديث .

العراقيون يهجرون وطنهم دون تميز في الدين أو الطائفة أو القومية. وفي ألمانيا مثلاً، تتحدث الاحصاءات الحكومية أن غالبية طالبي اللجوء إلى ألمانيا من قارة آسيا وهي الأعلى من بين الذين حصلوا على اللجوء : ينحدرون من أفغانستان ب15227 تليها العراق ب11412 وإيران بنحو 8 آلاف شخص. أما غالبية اللاجئين الأوروبيين الحاصلين على اللجوء فقد قدموا من صربيا وكوسوفو ومونتنيغرو (الجبل الأسود) .
والآن يريد الجميع التبرؤ مما عملوا فيه، ومن بئر حفروه بأنفسهم.

جميل أن يدرك من روج للطائفية أنها جرثومة قذرة، حسناً، ربما يقبل الناس منهم هذا التراجع، ولكن فليعملوا إذن ضد التطرف الطائفي، وليتبرؤا علناً من تصريحاتهم ومواقفهم، وليقولوا للشعب أنهم أخطؤا ليس فقط في مجال الكهرباء، بل وفي التحريض والتهيج الطائفي أيضاً، جيد أن أن يدرك المرء خطأه، ولكن بتقديري أن الأمر في العراق بحاجة إلى أكثر من الأعتراف النظري الشفهي، بل بالحاجة الماسة إلى ترجمة النوايا ،هذا إن كانت صادقة، والأفكار إن لم تكن مناورة انتخابية، إلى قواعد قانونية دستورية تفقد مصداقيتها إن لم تمارس بشكل عادل، وإلى إلغاء ما تأسس على الطائفية والمحاصصة، وإعادة الأمور إلى نصابها، ونعترف أنها عملية ليست سهلة.
لماذا العملية ليست سهلة ؟

لأن ما حدث وبحدث منذ حوالي أحد عشر عاماً هو يصب في إطار التمزيق الطائفي، ونعترف أن هذه العملية هي من تخطيط وسيناريو وإخراج قوى أجنبية أكثر مما هي قوى عراقية، القوى الأجنبية ومن هو رهن إشارتها، قوى معروفة للعراقيين، صار لها اليوم في العراق ركائز ونفوذ يمكن اقتلاعه إن أتحدت النوايا وصدقت، ومن هنا فالأمر ليس بالسهل.

إن القوى الأجنبية التي تفرض على العراق إرادتها، تتغلغل في جميع مؤسساته السياسية والاجتماعية، لا تريد أن ترخي من قبضتها القوية على العراق، بل هي بصدد تشديد القبضة على ضوء من يدور في أرجاء المنطقة والعالم من أحداث، وتحالفات وائتلافات، وتكوين جبهات، وتآمر على مصالح شعوب المنطقة. فعلى ضوء هذه الأحداث من استقطاب شديد، يبدو لنا أن حديث معظم أطراف العملية السياسية في التخلي عن الطائفية هي مجرد شعارات لم نلمس من مطلقيها أنهم جادون ولو إلى الحد الأدنى من مستلزمات إلغاء الطائفية السياسية.

إذن إدانة الطائفية لفظاً، في حين تجري ممارستها سلوكاً، هي بتقديرنا (في معظمها) لا تبعد عن كونها دعاية انتخابية، فهم يدركون (وهذا جيد) أن الشعب العراقي قد أدرك أن الطائفية هي جرثومة، ولابد من اقتلاعها. وهو إدراك له تعبيراته اليوم، وسيتحول إلى فقرة أساسية في النضال الوطني العراقي، ونضال الشعب العراقي سيتواصل، والقوى الوطنية تراهن على عملية بلورة لوعي عراقي جديد يتبلور، ومن هنا على الجمهور العراقي أن يفرز بشكل واع ودقيق بين الدعاية وبين التوجه الصحيح المبرمج في منهاج واضح ذو مصداقية. فالعراقيون بدؤا يدركون تماماً الهدف من الدفع صوب الطائفية، أنن يتخلى العراقي عن ولاءه الوطني، ليسهل صياغة أي مشروع بعد أن يفقد الإنسان الوعاء الذي يضمه، والعمود الفقري الذي يوقفه على قدميه.
والطائفية هي مشروع غير تأريخي، لإنه :

* مشروع قائم على تجاهل فقرات أساسية، ولا ينطوي على أي محتوى سياسي واجتماعي واقتصادي، وبمحتوى ثقافي هزيل متطرف يفقده أي رؤية دقيقة للمستقبل.
* الطائفية توجه أحادي الجانب، لا يعد مشروعاً جمعياً لأنه يتعامل مع بعض المجتمع وليس بأسره، هو ليس حزباً سياسياً، لأنه تستند إلى أفكار غيبية، بل هو مشروع أقرب للحركة النقابية، حتى مع أفتقاره للإنتاجية في النشاط النقابي.
الطائفية سلاح القوى المعادية للشعب العراقي ..... الشعب يدرك اليوم ذلك وسيتصدى لتصفيته، فكراً وأدوات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال جزء من مقابلة تلفازية مطلع أكتوبر ـ تشرين الأول / 2013



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الطائفية، الشيعة، السنة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-10-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. صلاح عودة الله ، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، أبو سمية، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، حسن عثمان، عمر غازي، فهمي شراب، عراق المطيري، عبد الله زيدان، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، مصطفى منيغ، كريم السليتي، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد يحي، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد أحمد عزوز، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، طلال قسومي، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أنس الشابي، أحمد الحباسي، أشرف إبراهيم حجاج، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، سلوى المغربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رمضان حينوني، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، فتحي الزغل، رافع القارصي، علي عبد العال، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، ياسين أحمد، محمد شمام ، سامر أبو رمان ، د- محمود علي عريقات، العادل السمعلي، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، رضا الدبّابي، محمود طرشوبي، سيد السباعي، صفاء العراقي، محمد الياسين، صلاح الحريري، صباح الموسوي ، محمد العيادي، جاسم الرصيف، محمود سلطان، د. خالد الطراولي ، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، فتحي العابد، منجي باكير، وائل بنجدو، صلاح المختار، حاتم الصولي، ضحى عبد الرحمن، د - الضاوي خوالدية، عزيز العرباوي، د. أحمد بشير، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله الفقير، محمود فاروق سيد شعبان، د- جابر قميحة، تونسي، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق، مراد قميزة، فوزي مسعود ، مصطفي زهران، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة