كتاب منظومة حقوق الإنسان من منظور الخدمة الاجتماعية (17)
د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 10006
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحلقة السابعة عشرة :
الوحدة السادسة
الخدمة الاجتماعية وعلاقتها بحقوق الانسان
محتويات الوحدة السادسة
(1) – مقدمة الوحدة :
1-1 تمهيـــد
1-2أهداف الوحدة
1-3القراءات المساعدة
(2) - الرعاية الاجتماعية كإطار عام لممارسة الخدمة الاجتماعية :
2-1 الإنسان إجتماعي بطبعه :
2-2 الرعاية الاجتماعية التقليدية :
2-3 تطور الرعاية الاجتماعية :
2-4 الإسلام والرعاية الاجتماعية :
2-5 المفهوم الحديث للرعاية الاجتماعية :
2-6 تحولات الرعاية الاجتماعية في العصر الحديث :
2-7 الرعاية الاجتماعية وصلتها بحقوق الإنسان :
(3) - الخدمة الاجتماعية وعلاقتها حقوق الإنسان :
3-1 نشأة الخدمة الإجتماعية وانتقالها إلى المجتمعات العربية:
3-2 مفهوم الخدمة الاجتماعية وماهيتها:
3-3 أهداف الخدمة الإجتماعية :
3-4 مباديء الخدمة الاجتماعية في مجال حقوق الإنسان :
3-5 الملامح الأساسية لارتباط الخدمة الاجتماعية بمنظومة حقوق الإنسان
3-6 الإتجاهات الحديثة في الخدمة الاجتماعية :
(4) - دور الخدمة الإجتماعية في مجال حقوق الإنسان :
- الخدمة الاجتماعية وثقافة حقوق الانسان :
- أبرز قضايا حقوق الانسان التي يتفاعل معها الأخصائيون الاجتماعيون
- وسائل الخدمة الاجتماعية في خدمة حقوق الإنسان:
(5) – الخلاصة
(6) – تدريبات الوحدة
(7) – الهوامش والمراجع
(1) – مقدمة الوحدة :
1-1 تمهيـــد
بعد أن عرضنا في الوحدات السابقة من هذا الكتاب لفكرة حقوق الإنسان مفهوما وماهية ، وتطورا عبر مراحلها التاريخية ، والمظاهر الدالة على تزايد الاهتمام بها في عصرنا الحديث ومجالات هذا الاهتمام ، وأهم الأسس والركائز والخصائص التي تتميز بها عن غيرها من الحقوق ، وكذلك جوانب التميز في الرؤية الإسلامية لحقوق الإنسان ، نتناول في هذه الوحدة طبيعة العلاقة بين مهنة الخدمة الاجتماعية كمهنة إنسانية ( أحدى مهن المساعدة الإنسانية ) ، والرعاية الاجتماعية كإطار عام لممارسة تلك المهنة من ناحية ، وبين حقوق الإنسان مفهوما ومضمونا من ناحية أخرى ، ودور المهنة في خدمة وتدعيم تلك الحقوق ، خاصة وأن الخدمة الاجتماعية كمهنة للمساعدة الإنسانية ترتبط – تاريخا وواقعا ، ونظرية وممارسة – ارتباطا مباشرا ووثيقا بمبادئ وقضايا حقوق الإنسان ،
1-2أهداف الوحدة
بعد دراسة الطلاب لهذه الوحدة ، والإجابة على التدريبات والتطبيقات الخاصة بها يكون بمقدورهم مايلي :
- تحديد ماهية وتاريخ وتطور الرعاية الاجتماعية كإطار عام لممارسة الخدمة الاجتماعية ،
- تحديد وتفسير التحولات التي لحقت بنظام الرعاية الاجتماعية في العصر الحديث ،
- مناقشة وتحليل ميادين الرعاية الاجتماعية وصلتها بحقوق الإنسان ،
- مناقشة وتحليل جوانب العلاقة بين الخدمة الاجتماعية وحقوق الإنسان ،
- تحديد جوانب الأدوار المهنية للخدمة الاجتماعية في مجال حقوق الإنسان ،
- تحديد أبرز قضايا حقوق الإنسان التي يتفاعل معها الأخصائيون الاجتماعيون في مختلف مجالات الممارسة المهنية ،
- توضيح أهم وسائل الخدمة الاجتماعية في خدمة حقوق الإنسان ،
1-3 القراءات المساعدة :
- أبو الحسن عبد الموجود إبراهيم أبو زيد : " التنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان " ، الكتاب الأول ، الإسكندرية ، المكتب الجامعي الحديث ، 2009م
- محمد سيد فهمي : " الرعاية الاجتماعية بين حقوق الإنسان وخصخصة الخدمات " ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،
- خليل عبد المقصود : : الخدمة الاجتماعية وحقوق الإنسان " ، مصر العربية للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 2009م ،
(2) - الرعاية الاجتماعية كإطار عام لممارسة الخدمة الاجتماعية :
ربما كان من البديهي القول بأن الخدمة الاجتماعية لا يمكن النظر إليها بشكل منفصل عن الإطار العام للممارسة المهنية لتلك المهنة ، والميدان العام الذي تتم فيه تلك الممارسة ، والمتمثل في الرعاية الاجتماعية Social Welfare ، ونماذجها وفلسفاتها ونظرياتها وقيمها ومبادئها ومعاييرها وظروفها التاريخية التي مرت بها في المجتمعات المختلفة ، فالخدمة الاجتماعية Social Work – كما هو معلوم – لا يمكن أن تمارس إلا في ضوء سياسات الرعاية الاجتماعية Social Welfare Policies ، وتشريعاتها وبرامجها ومجالاتها المتعددة ، فالخدمة الاجتماعية هي واحدة من أهم الأدوات التي تساعد الرعاية الاجتماعية على أداء وظائفها سواء في البلدان الصناعية أو النامية ، علما بأن الرعاية الاجتماعية ضرورة عرفتها الإنسانية منذ الأزل ( أي منذ أن وجد الإنسان على وجه البسيطة ) أما الخدمة الاجتماعية فهي مهنة مستحدثة حيث أنها لم تظهر إلا في نهاية القرن التاسع عشر ، وأوائل القرن العشرين ، (1)
وبتعبير متكافئ فإن الرعاية الاجتماعية بمفهومها التقليدي تعتبر نشاط إنساني قديم قدم الإنسانية ذاتها ، ذلك المفهوم الذي يشير إلى " تلك النشاطات التي تتضمن رغبة الإنسان (أي إنسان ) في مساعدة أخيه الإنسان " (2)
2-1 الإنسان اجتماعي بطبعه :
سبق أن أشرنا إلى إن تاريخ الإنسان علي الأرض عبر مسيرته الإنسانية يعلمنا حقيقة جوهرية لا يعتريها شك مؤداها:" أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه" (3) لاستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين وهي مقولة أصبحت من المسلمات التي لا يماري فيها احد ,ذلك أن الحياة الاجتماعية ضرورة أساسية بالنسبة للإنسان ,ولاستمرار بقائه ووجوده ,ولذلك يمكن وصف هذه المقولة بأنها مقولة كلاسيكية لدي الفلاسفة والعلماء ,ولعل أول من أطلقها –في ظني-هو الفيلسوف الإغريقي (أرسطو طاليس) (4) الذي قال :الإنسان مدني بطبعه يعيش مع غيره في تنافر وتجاذب وينتج عن ذلك إدراكه لذاته ولغيره ,وهو أيضا صاحب مقولة :"الإنسان حيوان اجتماعي"(5) وتبعه في ذلك معظم الفلاسفة والعلماء الذين جاءوا بعده بين مؤيد لها في الغالب الأعم, وبين ناقد لها نادرا, أما في إطار الفكر الإسلامي فلقد وردت هذه المقولة لدي كل من: الرازي, وابن تيمية, وابن القيم الجوزية, وكذلك عبد الرحمن بن خلدون (6) في مقدمته الشهيرة حيث يقول:" الاجتماع الإنساني ضروري ,ويعبر الحكماء (أي الفلاسفة ) عن هذا بقولهم "الإنسان مدني بالطبع" أي لابد له من الاجتماع الذي هو المدنية ،في اصطلاحهم وهو معني العمران."(7)
وقال (الراغب الأصفهاني) (ت: 425ه) في "مفرداته" عند كلامه عن الإنسان :"قيل سمي الإنسان بذلك لأنه خلق خلقه لا قوام له إلا بأنس بعضهم ببعض, ولهذا قيل: الإنسان مدني بطبعه من حيث لا قوام لبعضهم إلا ببعض ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه (8) إن مدنية الإنسان تقوم علي فكرة متضمنة حتمية التعاون والتضامن بين أفراد الجنس البشري لسبب جوهري وأساسي يتمثل في أن الإنسان (الفرد) ليس بمقدوره أن يشبع احتياجاته الأساسية (9) (بيولوجية كانت تلك الاحتياجات أو نفسية أو اجتماعية أو روحية) معتمدا في ذلك علي نفسه فقط مهما كانت قدراته ومواهبه وملكاته, كما انه ليس بمقدوره (منفردا) أيضا مواجهة مشكلاته والعقبات التي تعترض سبيل حياته .
وبتعبير متكافئ يمكن القول أن الإنسان فطر (جعل) علي العيش مع الآخرين في جماعات تبدأ بالأسرة وتنتهي بالجماعة الإنسانية ككل مرورا بينهما بالعديد من الجماعات والتجمعات وهذا يعني أن الإنسان:
*لابد له من أن يعيش في جماعة (أو جماعات) ولا يملك رفاهية العيش وحيدا أو منعزلا بحكم طبيعة خلقته وفطرته التي فطره الله عليها.
*لاتتم له عملية التنشئة الاجتماعية التي يتحول بموجبها من "كائن بيولوجي" إلي "كائن اجتماعي" إلا من خلال الانخراط في جماعات
ولاشك أن تطور الحياة الإنسانية يثبت تلك الحقيقة ويؤكدها ففي مرحلة "الصيد" كان العمل جماعيا, وفي مرحلة الزراعة كذلك حتى في مراحلها الباكرة, ثم جاءت الثورة الصناعية لتزيد الحياة الإنسانية تعقيدا, وتزيد مدنية الإنسان (واجتماعيته) تأكيدا.
وهكذا كان علي الإنسان – منذ مراحل حياته الأولي – أن يعيش في نسق اجتماعي هو مجتمعه الذي قد يكون في شكل "قبيلة" أو "مدينة" أو "عشيرة", كما أن هذا المجتمع يضم انساقا فرعية هي "الأسرة الممتدة" Expanded Family. ، وكان علي هذا النسق الاجتماعي Social System أن يحافظ علي استمراره وبقائه وتكامله بوسائل متعددة منها "الضبط الاجتماعي" Social Control وتبادل المنفعة benefit exchange بين أنساقه الفرعية Sub Systems ،ومنها أيضا العون المتبادل وتوفير الأمان والطمأنينة لأعضائه (10) ...وغير ذلك من أنشطة وجهود اجتماعية أطلق عليها فيما بعد مصطلح "الرعاية الاجتماعية" Social Welfare مما يعني أن تلك الرعاية واكبت تاريخ الإنسان علي الأرض منذ بداياته الأولي, كما أنها واكبت التطور البشري منذ أقدم العصور, وتطورت هي أيضا حتى وصلت إلي ما هي عليه الآن .
2-2الرعاية الاجتماعية التقليدية :
ومن الجدير بالذكر أن نشير إلي أن مفهوم الرعاية الاجتماعية التقليدية إنما يعني – كما ذكرنا سابقا - تلك النشاطات والجهود المتبادلة بين أعضاء المجتمع والتي تعبر عن رغبة الإنسان في مساعدة ومعاونة أخيه الإنسان في كافة مواقف ومناحي الحياة, وبخاصة إذا كان متلقي المساعدة (أو طالبها) ممن هم في حاجة ماسة إليها كالشيوخ والمسنين, والأرامل والأيتام, والفقراء والمحتاجين, والأطفال الصغار وأصحاب العاهات (ذوي الاحتياجات الخاصة), وكذلك أولئك الذين يواجهون مواقف الشدة والأزمات والكوارث ،
ومن هنا كانت الرعاية الاجتماعية في صورتها الأولي هي احدي آليات النسق الاجتماعي (المجتمع) محدود الحجم لتوفير الإحساس بالأمن والطمأنينة وسد احتياجات أفراده ومعاونتهم علي التغلب علي ما يواجهونه من مشكلات حياتية, وهكذا فالناس من طبعهم أن يجتمعوا وان يتعاونوا وان يقوموا بنوع من تقسيم العمل Division Latior فيما بينهم حتى يستطيعوا الوفاء بحاجاتهم ومواجهة مشكلاتهم.
ولقد استندت الرعاية الاجتماعية التقليدية إلي عاملين أساسيين أعطاها قوة وعزما في المجتمعات صغيرة الحجم, أولهما: قوة العلاقات الأولية (أو علاقات المواجهة –الوجه للوجه) Face to face relations وما تفرضه علي الأعضاء من توقعات والتزامات متبادلة في المجتمعات البسيطة ،
وثانيهما: شدة تأثير الدين علي الإنسان في تلك المجتمعات في العصور القديمة التي كانت توصف بأنها مجتمعات ثيولوجية (دينية) حيث كانت الأديان تحث علي البر والإحسان, ومن هنا كان الإحسان Charity (11) هو الطابع المميز للرعاية التقليدية ،
2-3تطور الرعاية الاجتماعية :
هذا وتطورت الرعاية الاجتماعية تبعا لتطور الحياة الإنسانية وتعقدها وذلك من خلال قوانين الفقر في انجلترا Poverty Laws والتي تعكس بداية تدخل الدولة بالتشريع للتأثير علي حجم التعامل مع نظام الأمان والذي لم يكن مألوفا من قبل (12), إلا أن تلك القوانين المتعاقبة وقفت عاجزة أمام التفاوت الصارخ بين الثراء الفاحش لطبقة الرأسماليين من أصحاب المصانع وبين الفقر والبؤس والحرمان الذي تعانيه الأعداد المتزايدة من عمال الصناعة, ولما لم يستطيع النشاط الحكومي أن يجابه الاحتياجات المتزايدة للرعاية الاجتماعية فقد أدي ذلك إلي تنشيط القطاع الأهلي في شكل إنشاء كثير من الجمعيات الخيرية الأهلية (جمعيات الإحسان) لمساندة النشاط الحكومي, ومد يد العون إلي المحتاجين وعلي الأخص في فترات الأزمات, وبرزت الحاجة الماسة إلي ظهور ما يعرف بحركة تنظيم الإحسان Charity Organization وهي عبارة عن هيئة تتولي التنسيق بين جهود القطاع الأهلي والقطاع الحكومي, والقضاء علي مظاهر الفوضى والتضارب بين ما تقدمه من خدمات تحقيقا للتعاون المستمر وضمانا لوصول المساعدات إلي المحتاجين الحقيقيين, وقد كان إنشاء أول جمعية من هذا النوع بمدينة لندن عام 1869م. (13)
ثم بدا الاتجاه نجو تحسين الظروف البيئية للفقراء يتضح تدريجيا منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وظهر بعض المصلحين الاجتماعيين الذين بذلوا الجهد من اجل تحقيق هذا الهدف, وبهذا بدأت حركة المحلات الاجتماعية Social Settlement Movement وينظر إلي المحلة الاجتماعية علي أنها مؤسسة تعمل في مساحة جغرافية معينة لخدمة سكان هذه المنطقة من الفقراء بمحاولة تحديد احتياجاتهم واكتشاف الخدمات التي يمكن أن تواجه تلك الاحتياجات.(14) ، ثم نشأت التأمينات الاجتماعية ، حيث شهدت انجلترا في مطلع القرن العشرين تطورات اقتصادية واجتماعية هامة, وقد صحب هذه التطورات وترتب عليها عدة مشاكل كان في مقدمتها مشكلة البطالة, ومن ثم بدأت سياسة الرعاية الاجتماعية في القرن العشرين تتجه نحو الأخذ بفكرة التامين الاجتماعي وبدأت التشريعات الاجتماعية تتجه نحو تامين فئات معينة من المجتمع كالمسنين والعجزة والعمال الأمر الذي مثل تحولا جوهريا في تاريخ الرعاية الاجتماعية .(15)
ويجدر التنويه إلي أن العرض السابق للعلامات البارزة في تطور الرعاية الاجتماعية تم في انجلترا, وقد تأثرت تجربة الرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية بما حدث في انجلترا سواء في روحها أو في كثير من تفاصيلها ،
2-4الإسلام والرعاية الاجتماعية :
ولما جاءت رسالة الإسلام وأشرقت الأرض بنور ربها, أعطي دفعة قوية ونوعية لنظام الرعاية الاجتماعية, فالإسلام جاء بنظام متكامل للرعاية الاجتماعية يقوم علي أساس الربط بين الفرد والجماعة والتكامل والتعاون بين الناس في سبيل الخير وحث الناس علي الرحمة والبر والعدل والإحسان، وان كانت الدراسة التفصيلية لنظام الرعاية الاجتماعية في المنظور الإسلامي أمر يخرج عن اهتمام هذا الكتاب, إلا أننا نشير هنا بإيجاز إلي أهم المبادئ التي تنظر إليها كأركان للرعاية الاجتماعية في الإسلام وذلك علي النحو التالي:
*حق الفرد علي المجتمع وان رعاية الفرد الذي يعجز عن إعالة نفسه أو إعالة ذويه يصبح مسئولا من المجتمع, ورعايته تصبح حق مقرر له علي المجتمع المسلم.
*الإعالة الذاتية والعمل كقيمة وعلي المجتمع أن يقوم بتهيئة فرص العمل للقادرين عليه, حتى يتمكن من تحقيق الإعالة الذاتية حفاظا علي الكرامة الإنسانية أسبغها الله تعالي علي الإنسان أي إنسان.
*مسؤولية الأقارب وتحقيق التكافل الاجتماعي في محيط الأسرة والنسق القرابي.
هذا وهناك العديد من الواجبات والمندوبات والمؤسسات التي تلعب دورا هاما في تحقيق الرعاية الاجتماعية كحق أصيل للإنسان في الإسلام ، مثل مؤسسة الزكاة, مؤسسة الوقف, الصدقات, الهبات, الكفارات, النذور،......الخ.
وهكذا رأينا كيف نشأت الرعاية الاجتماعية منذ بداية الخليقة وكيف نمت وتطورت بتطور الحياة الإنسانية, تلك الرعاية التي تعتبر أقدم "نظام" آمن بحقوق الإنسان واعترف بقيمتها ، وقرر تلك الحقوق وأهمية حمايتها والعمل علي تجسيدها في واقع الحياة وان لم تكن تستخدم هذا المصطلح إلا أن مهمتها في شتي مراحل تطورها لم تخرج عن نطاق الاعتراف بتلك الحقوق والتسليم بها وبذل الجهود المتلاحقة للوفاء بها بدءا بنظام الإحسان وانتهاء بظهور ما يعرف بدولة الرفاهية أو "دولة الرعاية" Welfare State (16) بمعني مسؤولية الدولة عن تقديم الرعاية الاجتماعية لمواطنيها, ولئن كانت الدول الصناعية الغربية قد أخذت بمفهوم دولة الرفاهية الاجتماعية أو الرعاية الاجتماعية حديثا فذلك لأنها بينت الحكومات في هذه البلدان بان رفاهية الأفراد وأمنهم واستقرارهم هي أمور فوق طاقة هؤلاء الأفراد ومقدرتهم ولا يمكن ترك هؤلاء الأفراد للترتيبات التقليدية وغير الرسمية أو لفهمهم ومواقفهم الشخصية, ومن ثم فان الرعاية الاجتماعية تصبح من مسؤولية الدولة الأساسية, ولابد من التنويه إلي الإسلام قد سبق إلي مفهوم "دولة الرعاية" فلقد عرفت المجتمعات الإسلامية تاريخيا مستوي متقدما من الرعاية الاجتماعية, ومسؤولية الدولة اتجاه رعاية مواطنيها من المسلمين وغيرهم وخاصة في صدر الإسلام (17)
2-5المفهوم الحديث للرعاية الاجتماعية :
وفي ضوء العرض السابق –الموجز- حول طبيعة الرعاية الاجتماعية وتطورها إلي أن وصلت إلي ما هي عليه الآن حيث أصبح ينظر إليها علي أنها نظام اجتماعي جديد هو نظام الرعاية الاجتماعية The Social Welfare Institution مهمته الأساسية هي المساعدة علي مواجهة قصور النظم الاجتماعية الأخرى ومعالجة آثار ذلك القصور،ثم العمل في الوقت ذاته علي توفير الظروف الايجابية التي تمنع حدوث المشكلات الاجتماعية في المستقبل بقدر الإمكان.(18)
وفي هذا الإطار جاء تعريف دائرة معارف الخدمة الاجتماعية (1971م) للرعاية الاجتماعية بأنها اصطلاح "يشير بصفة عامة إلي جميع الأنشطة المنظمة للمؤسسات الأهلية والحكومية التي تستهدف الوقاية من المشكلات الاجتماعية المعروفة أو التخفيف من وطأتها, أو الإسهام في حلها أو التي تستهدف تحسين أحوال الأفراد أو الجماعات المحلية"(19)
ويعلق (رجب) علي هذا التعريف بقوله: ويعتبر هذا التعريف من اشمل التعريفات المطروحة للرعاية الاجتماعية, ذلك انه لم يتوقف عند الجوانب العلاجية للرعاية الاجتماعية, بل ضم إليها الجهود الوقائية وأيضا الجهود التنموية أو الإنشائية, كما انه يأخذ في الاعتبار الجهود الأهلية ولا يتوقف عند حدود الخدمات والبرامج الحكومية وحدها.(20)
2-6تحولات الرعاية الاجتماعية في العصر الحديث :
والمتتبع لمسيرة الرعاية الاجتماعية وتطورها التاريخي من السهل عليه أن يرصد عدة تحولات أساسية طرأت علي الرعاية الاجتماعية في العصر الحديث والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بفلسفة ومبادئ حقوق الإنسان ، تلك التحولات التي يمكن إيجازها في مجموعة من التحولات الهامة تتمثل فيما يلي:
* تحول مفهوم الرعاية الاجتماعية من كونها وظيفة احتياطية أو مؤقتة ، أو ثانوية Residual Social Welfare System التي تقوم على تقديم الخدمات الطارئة في حالة اختلال تأدية كل من الأسرة والنظام الاقتصادي لوظائفهما ، إلي الوظيفة الأساسية أو الثابتة أو الإنمائية Institutional Social Welfare System ، التي تتضمن " تلك البرامج التي يعتبرها المجتمع مستمرة كجزء من البناء الاجتماعي العام " (21)
* التحول من مفهوم الصدقة والإحسان إلى مفهوم الحقوق الأساسية للمواطن .
*التحول من توفير الحد الداني من الرعاية إلي الحد الأعلى لها, فبدلا من الاقتصار علي توفير الحد الأدنى من الموارد والخدمات للفئات المحتاجة ، فإن المجتمعات تسعي لتوفير أقصي حد ممكن من الرعاية للمواطنين في المجتمع بما يتفق وكرامة الإنسان.
*التحول من التخصيص إلي التعميم ، بمعني أنه بدلا من اقتصار الرعاية الاجتماعية علي خدمات محددة لفئات معينة من الفقراء والمحتاجين أصبحت الرعاية الاجتماعية تلبي الاحتياجات العامة للمواطنين جميعا.
*التحول من مسؤولية القطاع الأهلي وحده عن توفير الرعاية الاجتماعية ، إلي مسؤولية القطاع الحكومي الرسمي أي مسؤولية الدولة بأجهزتها الحديثة .
*التحول من رعاية الفقراء إلي دولة الرعاية التي تعمل علي إشباع الاحتياجات المادية والاجتماعية لكل المواطنين في المجتمع بهدف تحقيق الرفاهية للمجتمع ككل.
* التحول من مجرد تقديم خدمات تسكينية أو مخففة للظروف الصعبة إلى العمل على تحسين مستويات المعيشة ونوعية الحياة ،
* التحول من مجرد عمليات محدودة الحجم ، إلى عمليات أكبر نطاقا ،
* التحول من التركيز على الاحتياج المادي إلى التركيز على مختلف أنواع الاحتياجات الإنسانية ، ومحاولة إشباعها بواسطة الخدمات الاجتماعية ،
* التحول من التركيز على الخدمات العلاجية إلى الخدمات الوقائية والإنمائية ،
2-7الرعاية الاجتماعية وصلتها بحقوق الإنسان :
وهكذا وبفعل تلك التطورات الكبيرة التي حدثت للرعاية الاجتماعية ، انتقلت الرعاية الاجتماعية مفهوما وواقعا من أروقة أماكن العبادة وبيوت المحسنين والمتصدقين ، إلى مؤسسات تحفظ كرامة الفرد وتشعره بان ما يتقاضاه أو ما يتلقاه من حماية ورعاية ، ليس منة ولا صدقة من احد – كما كان الحال قديما - بل هو حق له باعتباره مواطنا يعيش على هذه الأرض أو أنسانا شريكا فيها ، الأمر الذي تعكسه العديد من التشريعات القانونية الحديثة والمتحضرة الناجمة عن تغير مفهوم المواطنة والحقوق الدستورية، وعززتها أبحاث ودراسات العلوم الاجتماعية وأكسبتها الصبغة العلمية نظريا وتطبيقيا.
ومما سبق يتضح لنا أن الرعاية الاجتماعية بالمفهوم الذي رأيناه ، وبالتطورات التي لحقت بها ذات علاقة وثيقة بفكرة ومنظومة حقوق الإنسان ، نشأة ، وفلسفة ، وتطورا ، وقيما ، وأهدافا ، وهو ما يتضح لنا من خلال ما أسلفنا عرضه في هذه الوحدة ( فيما يتعلق بالرعاية الاجتماعية ) ، وفي الوحدات السابقة من هذا الكتاب ( فيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان )
وتتجلى أهم أبعاد تلك العلاقة في النقاط التالية :
- من حيث النشأة : فإن الرعاية الاجتماعية تتفق وتتلاقي مع فكرة حقوق الإنسان من حيث النشأة ، فكلاهما قديم في نشأته قدم الإنسان والحياة الإنسانية ذاتها ، فكل منهما نشأ مع المجتمع الإنساني وتطور بتطوره ، وكلاهما يؤدي وظائف ويسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف لا غني عنها لحياة الناس في المجتمع ،
- من حيث الموضوع : أن كلاهما – الرعاية الاجتماعية ، وحقوق الإنسان – يستهدفان الإنسان – بعموم لفظ الإنسان وإطلاقه – دون أدني تفرقة أو تمييز وفق أي معيار من المعايير ، فالإنسان هو جوهر موضوع الرعاية الاجتماعية وحقوق الإنسان على السواء ، وكلاهما يتطلب فهما كافيا وحقيقيا للإنسان سواء من حيث طبيعته الفردية والاجتماعية ، ومكوناته التي ركب منها ، أو من حيث ديناميات التفاعل بين تلك المكونات ،
- من حيث محور الارتكاز : كلاهما يقوم على قيمة محورية تتمثل في الإيمان بكرامة الإنسان وقيمته ومكانته في الوجود ،
- من حيث الهدف : فإذا كانت الرعاية الاجتماعية في أي مجتمع إنما تهدف بوجه عام إلى تحقيق المتطلبات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والترويحية لكل أفراد المجتمع وذلك من خلال أهداف علاجية ووقائية وإنشائية ، فإنها في نهاية المطاف تهدف برامجها إلى تحقيق الأمن الاجتماعي والعدالة الاجتماعية للناس في المجتمع ، وتضمن للأفراد – كحق مقرر لهم من قبل الدولة – كل ما هو ضروري للوصول بهم إلى مستوى معين ، ومن هنا فهي تلتقي مع فلسفة وأهداف منظومة حقوق الإنسان ، كما ناقشنا ذلك في الوحدات السالفة ،
- من حيث علاقتهما بالأديان : فكلاهما تأثر بالأديان السماوية بوجه عام والإسلام بوجه خاص ، وما تتضمن تلك الأديان من قيم ومبادئ وأحكام أعطت لكل من الرعاية الاجتماعية وحقوق الإنسان دفعة قوية ، ودعما هاما لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم ،
وتأسيسا على ما سبق ، فإننا نرى أن الرعاية الاجتماعية للإنسان بكل صور تواجده في الحياة ، (فردا كان أو جماعة أو مجتمعا ) في حقيقتها هي حقا أساسيا من حقوق الإنسان من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإنها تهدف إلى تدعيم وترسيخ منظومة حقوق الإنسان في الواقع الإنساني والاجتماعي ، فنجاح الرعاية الاجتماعية في تحقيق أهدافها المتنوعة من شأنه أن يسهم بلا شك في تهيئة المناخ المواتي لتفعيل حقوق الإنسان في واقع الإنسان المعاصر ، وذلك من خلال مجالاتها المتنوعة ، وبرامجها المتعددة في كل مجال من تلك المجالات والتي نذكر منها : مجال الضمان الاجتماعي والتأمينات الاجتماعية ( والذي يتضمن برامج الضمان الاجتماعي ، والمساعدة الاجتماعية ، والتأمين الاجتماعي ) ، ومجال رعاية الأسرة ، ومجال رعاية الطفولة ، ورعاية الفئات ذات الاحتياجات الخاصة ، والرعاية الاجتماعية في المستشفيات والمصحات العقلية ، والرعاية الاجتماعية الدولية ،
(3) - الخدمة الاجتماعية وحقوق الإنسان :
بعد أن تعرضنا في الجزء السابق للرعاية الاجتماعية باعتبارها : -
- تمثل تاريخيا الجذور الأولي لمهنة لخدمة الاجتماعية ، حيث انبثقت الخدمة الاجتماعية كمهنة حديثة نسبيا عن ممارسات وتجارب وخبرات الرعاية الاجتماعية عبر مسيرتها التاريخية ،
- كما تمثل الإطار العام لممارسة الخدمة الاجتماعية بمداخلها المعاصرة ،
فالرعاية الاجتماعية نشاط قديم قدم الإنسانية نفسها ، بينما نجد الخدمة الاجتماعية مهنة حديثة ترجع نشأتها إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وبدايات القرن العشرين ، ولذلك يخطيء من يحاول أن يرجع بتاريخها إلى ما قبل القرن التاسع عشر ، كما قد يختلط الأمر على بعض الدارسين وخاصة في عالمنا العربي فيخلطون بين مفهوم الرعاية الاجتماعية ، ومفهوم الخدمة الاجتماعية ويجعلونهما مفهومين مترادفين أو متطابقين ، وهذا خطأ شائع في البلاد العربية سواء على مستوى تعليم الخدمة الاجتماعية أو على مستوى ممارستها وإدارتها ، إذ أن الخدمة الاجتماعية ببساطة : هي إحدى الأدوات التي تنفذ من خلالها سياسات الرعاية الاجتماعية وبرامجها ، فوجود الرعاية الاجتماعية شرط سابق لوجود الخدمة الاجتماعية ، كما أنه قد توجد رعاية اجتماعية بدون خدمة اجتماعية ، ولا توجد خدمة اجتماعية بلا رعاية اجتماعية ، (22)
وإلى الحلقة القادمة إنشاء الله ،
**************
الهوامش والاحالات :
===========
(1) – راجع : مختار إبراهيم عجوبة : " الرعاية الاجتماعية وأثرها على مداخل الخدمة الاجتماعية المعاصرة " ،دار العلوم للطباعة والنشر ، الرياض ، 1410هـ /1990م ، ص : هـ
(2) - - Jorn C. Kidnengh, " Social Work : As A Prfession ", Social Work Year Book , National Association Of Social Workers ,N.Y,1960,P: 293
(3)- مقولة كلاسيكية أضحت من المعلوم بالضرورة في أدبيات العلوم الاجتماعية والسلوكية.
(4)- الفيلسوف الإغريقي : أرسطو طاليس (384 ق.م /322 ق.م) وهو احد تلاميذ الفيلسوف أفلاطون .
(5)- جاستون بوتول : "تاريخ في علم الاجتماع" ترجمة :غنيم عبدون ،مراجعة جلال حسن صادق ،الدار القومية للطباعة والنشر ،القاهرة ،1964م ،ص: 9.
(6)- عبد الرحمن بن خلدون : (732 ه -1332م /1808 ه-1406م) مؤسس علم الاجتماع ،وقد توصل إلي نظريات باهرة في قوانين العمران ،ونظرية العصبية وبناء الدولة والحساب والمنطق.
(7)- عبد الرحمن بن خلدون : مقدمة ابن خلدون ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط1، 1413ه -1993م ،ص: 41.
(8)- الراغب الأصفهاني :"مفردات ألفاظ القران" ،تحقيق صفوان عدنان داوودي ،دار العلم ،دمشق ،سورية ،ط1 ،1412ه /1992م ،ص :94.
(9)- تعرف الحاجة need بأنها حالة من التوتر أو عدم الإشباع يشوبها فرد معين ،وتدفعه إلي التصرف متجها نحو الهدف الذي يعتقد انه سوف يحقق له الإشباع ،وليس من الضروري أن ينطوي إشباع الحاجة علي بقاء الفرد أو المحافظة علي وجوده فقد يشعر شخص بحاجة إلي شئ معين علي الرغم من أن إشباعها سيلحق به الأذي (كالموت) ،كالحاجة إلي التضحية بالذات من اجل الجماعة ومن الأمثلة علي الحاجات السيكولوجية الاجتماعية ،الحاجة إلي الاعتراف الشخصي والعاطفة والاستقلال وهناك حاجات فسيولوجية كالجوع والعطش .
انظر: محمد عاطف غيث :"قاموس علم الاجتماع" ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة،1979م ،ص: 301.
(10) - عبد الحليم رضا عبد العال :"الخدمة الاجتماعية المعاصرة" ،دار النهضة العربية ،القاهرة،1988م ،ص:9.
(11) - الإحسان Charity هو حب الإنسان لإخوانه في الإنسانية والرغبة عمل الخير مثل التبرع بالسلع والخدمات للمحتاجين والصدقة أو الحسنة .
انظر: احمد شفيق السكري: "قاموس الخدمة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية"،دار المعرفة الجامعية ،الإسكندرية، 1420ه -2000م ،ص :79.
(12) - قوانين الفقر Poverty Laws هي عبارة عن سلسلة من القوانين التي صدرت لمعالجة مشكلات الفقر والتسول عرفت باسم "قوانين الفقر" ،وكان السبب وراء إصدار تلك السلسلة من القوانين هو فشل كل قانون من تلك القوانين في حل مشكلة الفقر والتسكع ،الأمر الذي كان يوجب إصدار قانون آخر لمعالجة الخلل في القانون الأقدم وباعتقاد أن القانون الأحدث اشد منه فاعلية ،ومن أشهر تلك القوانين قانون عام 1601م.
انظر: عبد الحليم رضا عبد العال :مرجع سبق ذكره ،ص:15 .
(13) - انظر: الفاروق زكي يونس :الخدمة الاجتماعية والتغير الاجتماعي ،عالم الكتب ،القاهرة ،1978م ،ص ص:34- 35.
(14)Philip Klein , From Philanthropy To Social Welfare ,(San Francisco :Jossey Bas 1nc ,pulelishers ,1971,p: 115
(15) - الفاروق زكي يونس: مرجع سبق ذكره ،ص43 -44.
(16) - دولة الرعاية مصطلح Welfare State يقصد به التزام الدولة وحكومتها الوطنية بتحقيق الرفاهية الاجتماعية لمواطنيها في شتي ميادين الرعاية الصحية ،والتعليمية ،والشئون الاجتماعية ...كحق للمواطنين علي الدولة .
انظر:مختار إبراهيم عجوبة :الرعاية الاجتماعية وأثرها علي مداخل الخدمة الاجتماعية المعاصرة ،1410ه -1990م ،ص:2.
(17) مختار إبراهيم عجوبة: "نفس المرجع السابق" ،ص: 1.
(18) إبراهيم عبد الرحمن رجب :"الإسلام والخدمة الاجتماعية" ، دار الثقافة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،1421ه -2000 م ،ص : 134.
(19) إبراهيم عبد الرحمن رجب: "نفس المرجع السابق" ،ص: 134.
نقلا عن:
Pumphrey, Ralph, "Social Welfare History", in Encyclopedia Of S.Work, Social Workers, pp:1446 -1460.
(20) - (15) - الفاروق زكي يونس: مرجع سبق ذكره ، ص43 -44.
(21) - - Quentin F. Schenk, With Emmy Lou Schenk , : " Welfare Society And The Helping Profession – An Introduction, Macmilan Publishing Co., N.Y.,1981,P:13
(22) – مختار إبراهيم عجوبة : راجع : مختار إبراهيم عجوبة : " الرعاية الاجتماعية وأثرها على مداخل الخدمة الاجتماعية المعاصرة " ،دار العلوم للطباعة والنشر ، الرياض ، 1410هـ /1990م ، ص : 1
*****************
7-05-2013
|