البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من الهدي النبوي -1- إتق الله حيثما كنت (5)

كاتب المقال د. أحمد يوسف محمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7086


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الحلقة الخامسة :
كلمــــات :
- " ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله ، وأداء ما افترض الله ، فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير " (عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ) ،
- " أما سلكتَ طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى، قال : فما عملت ؟ قال شمَّرتُ واجتهدت، قال : فذلك التقوى " ، ( الصحابي الجليل أبي ابن كعب في رده على سؤال عمر ابن الخطاب له عن التقوى ) ،
- " الخلق الحسن صفة سيد المرسلين وأفضل أعمال الصديقين وهو على التحقيق شطر الدين وثمرة مجاهدة المتقين ، ورياضة المتعبدين‏. " ،
- قال ابن لقمان الحكيم لأبيه‏:‏ يا أبت أي الخصال من الإنسان خير قال‏:‏ الدين قال‏:‏ فإذا كانت اثنتين قال‏:‏ الدين والمال‏ ، قال‏:‏ فإذا كانت ثلاثاً قال‏:‏ الدين والمال والحياء قال‏:‏ فإذا كانت أربعاً قال‏:‏ الدين والمال والحياء وحسن الخلق قال‏:‏ فإذا كانت خمساً قال‏:‏ الدين والمال والحياء وحسن الخلق والسخاء قال‏:‏ فإذا كانت ستاً قال‏:‏ يا بني إذا اجتمعت فيه الخمس خصال فهو نقي تقي ولله ولي ومن الشيطان بري وقال الحسن من ساء خلقه عذب نفسه‏ "

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،

ابن آدم :
تزود للذي لا بد منه ***فإن الموت ميـــــــــقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم ***لهم زاد وأنت بغير زاد

أمـــا بعد :

كنا قد انتهينا في الحلقة السابقة إلى البعد الثالث من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي جاءت في الحديث الشريف : " إتق الله حيثما كنت .... الحديث " ، ذلك البعد الذي يضبط علاقة المؤمن بغيره من الناس والمتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : " وخالق الناس بخلق حسن " ، أي من غير تكلف ولا تصنع ، وبينا كيف أن التوجيه النبوي يؤكد على ضرورة تحلي المؤمن بالخلق الحسن في تعامله مع الناس كل الناس مؤمنهم وكافرهم ( مالم يكن محاربا ) ، وبرهم وفاجرهم ، كبيرهم وصغيرهم ، قريبهم وبعيدهم ، وتلك سمة من سمات عظمة الإسلام وعظمة رسول الإسلام ، لقد بلغ من روعة هذا الدين وعظمته - في مجال العلاقات الإنسانية – أن علمنا وحثنا على مقابلة الإساءة بالعفو عند المقدرة ، بل ومقابلة السيئة بالحسنة ، بمعنى أن يحسن المسلم لمن أساء إليه ، وقد ورد هذا المعنى في كثير من آيات الذكر الحكيم ، والأحاديث النبوية الشريفة ، المبينة لفضل حسن الخلق ، ومكانته في الإسلام ، واعتباره أساسا متينا وركنا ركينا في بناء العلاقات مع الآخرين ،
ولا شك أن أول الخلق الحسن في العامل مع الناس كف الأذى عنهم ، بمعنى أن تكف عنهم أذاك من كل وجه ، وتعفو عن مساوئهم وأذيتهم لك ، وفي هذا السياق نفهم معنى قول ابن المبارك يرحمه الله : " حُسْن الخُلُق : بسط الوجه ، وبذلُ المعروف ، وكفّ الأذى "

ثم من حسن الخلق أن تعامل الناس بالإحسان القولي والإحسان الفعلي وأخص ما يكون بالخلق الحسن : سعة الحلم على الناس ، والصبر عليهم ، وعدم الضجر منهم ، وبشاشة الوجه ، ولطف الكلام ، والقول الجميل المؤنس للجليس ، المدخل عليه السرور ، المزيل لوحشته ومشقة حشمته ، وقد يحسن المزح أحيانا إذا كان فيه مصلحة ، لكن لا ينبغي الإكثار منه ، وإنما المزح في الكلام كالملح في الطعام ، إن عدم أو زاد على الحد فهو مذموم ، ومن الخلق الحسن : أن تنزل الناس منازلهم ، وأن تعامل كل أحد بما يليق به ، ويناسب حاله من صغير وكبير ، وعاقل وأحمق ، وعالم وجاهل ،

- الخلق – كما هو معلوم - صورة الإنسان الباطنة ، والخلق الحسن في الأفراد والجماعات والشعوب والأمم هو أس الفضائل ، وينبوع المكارم ، وعين الكمال الإنساني ، ولذلك جاء في حديث مسلم : " البر حسن الخلق " (1) ، والمعنى أن خير خصال البر وأعظمها وأعلاها وأسماها حسن الخلق ، وذلك نظير قوله صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفه " ، وناهيك أن الله سبحانه وتعالى امتدح محمدًا صلى الله عليه وسلم به لبيان فضله ، وعلو منزلته وشرفه فقال عز من قائل : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ، وبينا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر مهمته التي لأجلها بعث ، وبها جاء من عند الله تعالى فيقول : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، وقال تعالى : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }( الفرقان : 63 ) ......إلى آخر ما جاء في هذه الآيات وما شاكلها من الآيات ولنا الأسوة الحسنة في قوله وفعله صلى الله عليه وسلم ،

- قال الإمام الغزالي رحمه الله : " الخلق والخلق عبارتان مستعملتان معاً يقال‏:‏ فلان حسن الخلق والخلق - أي حسن الباطن والظاهر - فيراد بالخلق الصورة الظاهرة ويراد بالخلق الصورة الباطنة‏ ، وذلك لأن الإنسان مركب من جسد مدرك بالبصر ومن روح ونفس مدرك بالبصيرة‏ ، ولكل واحد منهما هيئة وصورة إما قبيحة وإما جميلة‏.‏

فالنفس المدركة بالبصيرة أعظم قدراً من الجسد المدرك بالبصر‏ ، ولذلك عظم الله أمره بإضافته إليه إذ قال تعالى ‏"‏ إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ‏"‏ فنبه على أن الجسد منسوب إلى الطين ، والروح إلى رب العالمين‏ " ( الغزالي : إحياء علوم الدين ) ،

- والوصية النبوية - التي نحن بصددها - تؤكد أن على المسلم الحق أن يُعامل الناسَ جميعاً معاملة حسنة ، منضبطة بضوابط الشرع الحكيم ، ومحكومة بالمنهج الإلهي القويم ، فيُعاملهم بمثل ما يحبُّ أن يُعاملوه به ، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه : " والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير " ( قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7085 في صحيح الجامع ) ،

وفي الحديث الشريف : " فمن أحب أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة ، فلتأته منيته و هو يؤمن بالله واليوم الأخر ، و ليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه " (2) ،

وهكذا نعلم أن من اتقى الله ، وحقق تقواه ، وخالق الناس على اختلاف طبقاتهم بالخلق الحسن ، فقد حاز الخير كله ، لأنه قام بحق الله وحقوق العباد . ولأنه كان من المحسنين في عبادة الله ، المحسنين إلى عباد الله ،

وقد وصف الله المتقين في كتابه بمثل ما وصّى به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من التعامل مع الناس بمحاسن الأخلاق ومكارمها فقال تعالى : ، { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } ( آل عمران (133 : 136) ) ،
- أن قوله صلى الله عليه وسلم " وخالِقْ الناس ...... " كما قال بعض أهل العلم : هذه الصيغة تدلّ على الأمر بمداومة التعامل مع الناس بالأخلاق الحسنة ، وأن هذا الأمر إما أنه على سبيل الوجوب وإما على سبيل الاستحباب ، وعلى أي حال يستفاد منه : مشروعية مخالقة الناس بالخلق الحسن وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم كيفية المخالقة , وهي تختلف بحسب أحوال الناس فقد تكون حسنة لشخص , ولا تكون حسنة لغيره , والإنسان العاقل يعرف ويزن ، وبعبارة أخرى : فإن قيل: معاملة الناس بالحزم والقوة والجفاء أحياناً هل ينافي هذا الحديث أو لا ؟ فالجواب : لا ينافيه ، لأنه لكل مقام مقال ، فإذا كانت المصلحة في الغلظة والشدة فعليك بها ، وإذا كان الأمر بالعكس فعليك باللين والرفق ، وإذا دار الأمر بين اللين والرفق أو الشدة والعنف فعليك باللين والرفق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ اللهَ رَفِيْقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ " ،

- أن التعامل مع الناس ومخالقتهم بالخلق الحسن من شأنه أن يقود إلى أن تجتمع القلوب ، وتتفق الكلمة ، وتنتظم الأحوال ، وتقوى الأمة ، ويشتد عودها ،

- تؤكد الوصية على الترغيب في التحلي بحسن الخلق مع الناس ، وهو من خصال " التقوى " التي لا تتم التقوى إلا به ، وإنما أفرد بالذكر للحاجة إلى بيانه ، والتأكيد على أهميته ومكانته ، فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى تقتصر على مجرد القيام بحق الله تعالى ، دون حقوق عباده ، وليس الأمر كذلك ، بل الجمع بين حقوق الله وبين حقوق عباده هو المطلوب شرعا ، وهو عزيز لا يقوى عليه إلا الكمل من الناس ،

* ومن الأحاديث النبوية التي تحدثت عن حسن الخلق وبينت فضله ومكانته نذكر :

- أن حسن الخلق من أفضل الأعمال : ففي الحديث الشريف ( وإن كان به ضعف ) عن أبي العلاء بن الشخير رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أفضلُ الأعمال حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَأَنْ لَا تَغْضَبَ إن استطعت " ( قال الألباني : ضعيف ) (3) ،

- الصبر على سوء خلق الزوجة : يروى في الأثر أن نبيا من الأنبياء عليهم صلوات الله وتسليماته اشتكى إلى ربه سوء خلق امرأته ، فأوحى الله تعالى إليه : قد جعلت ذلك حظك من الأذى ،
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، وخيارهم خيارهم لنسائهم " ،

- أن إسلام المرء لا يكمل إلا بحسن الخلق : عنه صلى الله عليه وسلم : " إن الله اختار لكم الإسلام ديناً فأكرموه بحسن الخلق والسخاء ، فإنه لا يكمل إلا بها " ،

- أن أصول مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وأمهاتها ثلاث خصال : ، قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } ( الأعراف : 199 ) ، قال في تفسير ذلك : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتعطي من حرمك " (4)

- أن حسن الخلق مع الأعداء يذهب العداوة : قال الله تعالى :{ اُدْفَعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } ( فصلت:34 ) ، فنحن أمام أمر إلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( ومن خلاله لعموم أمته والتابعين له ) بالتحلي بمكارم الأخلاق ومعامليها في التعامل مع الناس عامة والمسيء خاصة ، هذا الأمر مؤداه : ادفع - أيها الرسول - بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك , وقابل إساءته لك بالإحسان إليه , فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك ، شفيق عليك ،

- أن حسن الخلق يثقل ميزان العبد يوم القيامة : فعن أبي الدرداء رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن " (5)

- أن حسن الخلق يجعل صاحبه من أحب الناس إلى الله : ففي الحديث: " أحبكم إلى الله تعالى أحسنكم أخلاقاً " (6) ،

- خيار الناس أحسنهم أخلاقا : فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا " ( رواه البخاري ومسلم والترمذي ، صححه الألباني ) ، (7)

- أن خيار الناس أحسنهم قضاءا : فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه ، فأغلظ له ، فهم به أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه فإن لصاحب الحق مقالا ثم قال أعطوه سنا مثل سنه ، قالوا يا رسول الله لا نجد إلا أمثل من سنه ، قال أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء " ( صححه الألباني ، رواه البخاري ومسلم والترمذي مختصرا ومطولا وابن ماجه مختصرا ) (8) ، وفي رواية أنه قال " وَاشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ، قَالُوا: لاَ نَجِدُ إِلاَ أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ ، قَالَ: « اشْتَرُوهُ، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ فَإِنَّ خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً " ،

- أن حسن الخلق سبيل إلى الجنة والنجاة من النار : ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل للنبي صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله ! إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل وتصدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا خير فيها ، هي من أهل النار . قال : وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأتوار ( من الأقط ) ولا تؤذي أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هي من أهل الجنة ، ( أتوار : جمع تور بالمثناة : إناء من صفر ، وأثوار بالمثلثة وهو الصواب جمع ثور : وهي قطعة من الأقط وهو لبن جامد مستحجر ) ( قال الألباني صحيح ، السلسلة الصحيحة ، ج 1 ، ص : 369 )

* ومن مآثر السلف الصالح وأقوالهم في حسن الخلق نذكر ما يلي :

- قال الفضيل بن عياض يرحمه الله ‏:‏ " لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيئ الخلق‏ " ،

- صحب ابن المبارك - رحمه الله - رجلاً سيئ الخلق في سفر ، فكان يحتمل منه ويداريه ( من المداراة ) ، فلما فارقه بكى ، فقيل له في ذلك فقال ‏:‏ " بكيته رحمة له فارقته وخلقه معه لم يفارقه " ،
- قال الجنيد‏ سيد أهل الطائفة رحمه الله :‏ " أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات وإن قل عمله وعلمه الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق وهو كمال الإيمان‏ " ،

- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‏:‏ " خالطوا الناس بالأخلاق وزايلوهم بالأعمال‏ " ،

- قال يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى ‏:‏ " سوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات وحسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات‏ " ،

- سئل ابن عباس‏ رضي الله عنهما :‏ " ما الكرم فقال‏:‏ هو ما بين الله في كتابه العزيز ‏"‏ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ‏"‏ قيل فما الحسب قال‏:‏ أحسنكم خلقاً أفضلكم حسباً‏ " ، وقال ‏:‏ " لكل بنيان أساس وأساس الإسلام حسن الخلق‏ " ،

- قال عطاء رحمه الله : " ما ارتفع من ارتفع إلا بالخلق الحسن ولم ينل أحد كماله إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم فأقرب الخلق إلى الله عز وجل السالكون آثاره بحسن الخلق‏ " ،

وصفوة القول أننا أمام واحد من الأحاديث النبوية الجليلة الجامعة المانعة ، وفيه من الفوائد ما الله به عليم ، ولعل على رأس تلك الفوائد بيان مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، وذلك بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح ,

اللهم يا رب الأرباب ، ويا مسير السحاب ، يا من ليس على بابه حاجب ولا بواب ، نسألك يا من لا تضره المعصية ، ولا تنفعه الطاعة ، أيقظنا من نوم الغفلة ، ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ، ووفقنا لمصالحنا ، واعصمنا من قبائحها ، ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا ، وأكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا ، وامنن علينا يا مولانا بتوبة تمحو بها عنا كل ذنب ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين ، برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله علي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،

اللهم أنظمنا في سلك الفائزين برضوانك ، واجعلنا من المتقين الذين أعددت لهم فسيح جنانك ، وأدخلنا برحمتك في دار أمانك ، وعافنا يا مولانا في الدنيا والآخرة من جميع البلايا ، وأجزل لنا من مواهب فضلك وهباتك ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،

الهوامش والإحالات :
===========

(1) – الحديث عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" ( رواه مسلم ، وصححه الألباني ، أنظر : صحيح الجامع الصغير وزيادته ، ج2 ، ص : 4 ) ،
(2) – الحديث أخرجه الإمام مسلم وغيره عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : " دخلت المسجد ، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة ، و الناس مجتمعون عليه ، فأتيتهم فجلست إليه ، فقال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فنزلنا منزلا ، فمنا من يصلح خباءه ، و منا من ينتضل ، و منا من هو في جشره ، إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة ، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ،
و ينذرهم شر ما يعلمه لهم ، و إن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، و سيصيب آخرها بلاء و أمور تنكرونها ، و تجيء فتنة ، فيرقق بعضها بعضا ، و تجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف ، و تجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه ، فمن أحب أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة ، فلتأته منيته و هو يؤمن بالله و اليوم الأخر ، و ليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، و من بايع إماما فأعطاه صفقة يده ، و ثمرة قلبه ، فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر " ( صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ، ج 1 ، ص : 430 ) ،

(3) - محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني : " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة " ، دار المعارف ، الرياض - المملكة العربية السعودية ، 1412 هـ / 1992 م ، ج14 ، 1135
(4) - وروى القاضي عياض في كتابه ( الشفاء ) ، وهو مما رواه ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وابنُ جرير في ( تفسيره ) لما نزل قوله تعالى : { خذ العفو ......} ( الأعراف : 199 ) سألَ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) جبريلَ عن تأويلها فقال له جبريل : حتى أسأل العالِم ، فأتاه فقال : " يا محمد إن الله يأمرك أن تَصِل من قطعك ، وتُعطيَ من حَرمَك ، وتعفوَ عمن ظلمك " ، أنظر :
- الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : " التحرير والتنوير " ، الطبعة التونسية ، دار سحنون للنشر والتوزيع - تونس - 1997 م ، ج24 ، ص : 292،
(5) - محمد ناصر الدين الألباني : " صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته " ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، ج3 ، ص : 6 ،
(6) – من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أحبكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، ولإن أبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الإخوان ، الملتمسون للبرءاء العثرات " ( قال الألباني : أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق صالح المري وهو ضعيف فلعل الحديث بهذا الشاهد يصير حسنا ) ،

(7) - محمد ناصر الدين الألباني : " صحيح الترغيب والترهيب " ، مكتبة المعارف – الرياض ، ط3 ، ج3 ، ص : 4

(8) – نفس المرجع السابق ، ج3 ، ص : 4 ،



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهدي النبوي، التقوى، اتقاء الله، الإحسان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-05-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العراقي، عزيز العرباوي، د - المنجي الكعبي، خالد الجاف ، عواطف منصور، فتحي العابد، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، تونسي، رشيد السيد أحمد، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، علي الكاش، د - صالح المازقي، محمد أحمد عزوز، نادية سعد، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، صباح الموسوي ، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، الناصر الرقيق، سيد السباعي، د - عادل رضا، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، صفاء العربي، صالح النعامي ، العادل السمعلي، عمر غازي، محمد يحي، عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رضا الدبّابي، صلاح الحريري، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله، مصطفي زهران، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بوادي، جاسم الرصيف، د. عبد الآله المالكي، سعود السبعاني، عبد الله الفقير، فتحـي قاره بيبـان، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الرزاق قيراط ، حاتم الصولي، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، رافد العزاوي، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، د. مصطفى يوسف اللداوي، منجي باكير، أحمد النعيمي، علي عبد العال، أبو سمية، مراد قميزة، فتحي الزغل، محمد شمام ، حسن الطرابلسي، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، د- محمد رحال، مجدى داود، كريم فارق، الهيثم زعفان، فهمي شراب، صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، إيمى الأشقر، محمد الياسين، رمضان حينوني، د. أحمد بشير، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، محرر "بوابتي"، د- جابر قميحة، سلام الشماع، يحيي البوليني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة