يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4996
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ربما يُقبل أن يكون للجهل بالمعلومات حدود، وربما يجوز أن يكون للغباء أيضا حدود، وربما يُفهم أن تكون لأغراض النفس المعلنة والمستترة حدود، ولكن الذي لا يُقبل أن يجمع بيان واحد كل أولئك، والأدهى والأمر أن يتخطى كل الحدود .
فهل في أمة الإسلام جاهل وغبي ومغرض لا يستطيع أن يرى الحقيقة الماثلة أمام ناظريه في هذا السلوك الإجرامي والوحشي الذي يتبعه المجرم بشار الأسد ونظامه وشبيحته بمعاونة إيران وحزب الله ؟
وهل من الممكن أن يتسم أصحاب بيان يؤيدون فيه النظام السوري، ويباركون له أفعاله الوحشية والدموية الآثمة علانية بأنهم من رجال الدين أو ممن يدعون زيفا بأنهم من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ففي بيان تخريفي مغرض عنونه صاحبه وهو ( الشيخ) محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية الصوفية في مصر – المعروف بانتمائه وولائه الفكري لإيران عقيدة وسلوكا - باسم " إلى أدعياء الحرية.. ماذا لو كان بشار صهيونيا؟! " قال فيه " أنه بعد أن انتهت الخطة الصهيوأمريكية من القضاء على ليبيا جاء الدور على سوريا وستتبعها بعد هذا مصر وبقية الدول العربية "، وهذه كلمة حق أريد بها باطل، فبالفعل العدو الصهيوني المتترس بالآلة العسكرية الأمريكية يريد الوقيعة بالدول الإسلامية واحدة تلو الأخرى، ولكن الحقيقة أن نظام بشار هو واحد من أهم أدواتها، بل هو الحارس المؤتمن - من قبل الصهاينة - عليها وعلى حدود دولتهم الشرقية .
وأضاف أبو العزائم " أن الترسانة الإعلامية الصهيونية العالمية تنبح فى وجه الرئيس السوري، مطالبة بنشر الحرية والديمقراطية وليس هذا بغريب على هذه الترسانة التي تعمل دائما على تزييف الأخبار واختلاق القضايا، خاصة ما يتعلق بالمنطقة العربية والإسلامية "، والحق أن هذه الحقائق التي ترد من سوريا لا ينكرها إلا ذو غرض أو مرض، والبيان يحمل كليهما، فالغرض معروف، فأبو العزائم هو الذي يدافع عن إيران في كل محفل، ويسافر لطهران بانتظام، ويوجد تقارب فكري شديد بين طريقته الصوفية والشيعة الاثني عشرية الإيرانيين، وهناك تساؤلات عديدة حول مصادر تمويله والتي تتجه كلها على إيران، والمرض واضح فلا ينكر ضوء الشمس إلا كل من في عينه رمد .
وتابع ( فضيلة شيخ الطريقة ) " أما العجيب فهو أن تقف بعض الدول العربية وخاصة السعودية وقطر لتطالب الحكومة السورية بالتوقف عن قتل المدنين الأبرياء، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتهديد الرئيس السورى بأنه إن لم يتوقف عن قتل الأبرياء فسيوجهون له ضربة قوية" !!، فماذا يا ترى يقترح فضيلته على الأمة الإسلامية ؟ هل تبارك خطوات بشار الذي يلغ في الدم المسلم بأكثر مما ولغ فيه أعداء أمة الإسلام ؟ أم يزودونه بالمال والسلاح والرجال كما يفعل سدنته في إيران وحزب الله ؟ أم يقفون موقف المتفرج غير المهتم ؟ وهل هذا ما يقرره الإسلام من حق المسلم على أخيه المسلم ؟!!!
وهاجم ( الشيخ ) في بيانه الشيخ يوسف القرضاوي قائلا: " أنه أهدر دم القذافي بالأمس وها هو اليوم يهدر دم بشار الأسد ويدعو علانية لقتله، وفى مقابل ذلك لم نسمع من فضيلته شيئا في مواجهة صرخات الاستغاثة الفلسطينية التي أطلقها الرجال والنساء والأطفال " !!، وبالفعل أهدر الشيخ القرضاوي دم القذافي، ولم يكن وحده في ذلك، بل شاركه معظم علماء الأمة وثقاتها، ففي تاريخ 11- 5- 1402، صدر بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، والتي ضمت 16 عالما من ثقات الأمة، على رأسهم الشيوخ الأجلاء ( محمد بن علي الحركان والشيخ عبد الله خياط والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد والشيخ عبد الرزاق عفيفي)، والتي تناولت فيه منكرات القذافي، وخرجت بفتوى تقول : "إن مجلس هيئة كبار العلماء وهو يستنكر تمادي هذا الدعي على الإسلام والمسلمين ليقرر ويؤكد أنه بإنكاره لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفتاءه بالحج واستهانته ببعض التعاليم الإسلامية واتجهاته الآثمة الباطلة يعتبر بذلك كافراً وضالاً مضلاً " .
وبالفعل أيضا أهدر دم بشار، وأيضا لم يكن وحده بل شاركه من مصر الشيخ محمد حسان والدكتور صفوت حجازي وشاركهم من الأزهر الشريف علماءه مثل عضو لجنة الفتوى بالأزهر الدكتور هاشم إسلام، ومن السعودية الشيخ عائض القرني .
وربما لا يريد صاحب هذا البيان المهترئ أن يذكر أن بشارا وعصابته ينتمون للطائفة النصيرية التي اجمع معظم علماء الأمة على كفرها، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ; بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم "، ومن العلماء الحاليين عضو هيئة كبار علماء السعودية الشيخ صالح اللحيدان الذي وصف الدولة السورية بـ " الفاجرة الخبيثة الخطيرة الملحدة " ودعا للجهاد بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وقال : " إن حزب البعث حزب فاشي خبيث، يزعم أنه يبعث العرب من جديد، ما جاء العرب من بعدهم منه إلا الشر، والرجل هذا نصيري..بشار..وأبوه أخبث منه قبله، وجناية أبيه خطيرة قتل فيها عدداً كبيراً في لحظة واحدة في سورية "
ولقد أصيب صاحب البيان بالصمم فلم يسمع إنكار القرضاوي وشيوخ المسلمين قاطبة على ما يفعل الصهاينة في فلسطين وعلى حشدهم لكل القوى وجمعهم المال والغذاء والمعونة للفلسطينيين منذ زمن طويل .
ويستمر الهذيان والتخبط في كل اتجاه، فينال بلسانه الإسلاميين في مصر ويحكم عليهم باللعنة – واللعنة هي الطرد من رحمة الله – ويتألى على الله سبحانه ويحكم عليهم بدخول جهنم هم ومن أيدهم، فيقول : " الإخوان والسلفيين قفزوا إلي البرلمان بسبب الرشاوى التي قدموها للناخبين من الزيت والسكر والدقيق وبالتالي فالجميع "ملعون" ويكون الإخوان والسلفيون ومن أيدهم في نار جهنم " !!، ولا نتعجب منه في قلب الأحكام وفق هواه، فهو الذي حكم من قبل بأن القذافي – المكفر من قبل علماء الأمة – شهيد، وأنه لم يخدم أحد الإسلام والمسلمين أحد مثل القذافي، وقال أيضا أن نجيب ساويرس قدم للإسلام خدمات لم يقدمها أحد من المسلمين وذلك عندما منحه لقب شخصية العام الهجري 1430 عن طريق مجلة طريقته "الإسلام وطن".
المصدر : مركز التاصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: